علماء سعوديون يقودون جهدًا عالميًا للتصدي لتدهور الأراضي وتعزيز الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
البلاد (ثُوَل)
قادت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) فريقاً عالمياً لوضع إستراتيجيات عملية للحكومات؛ بهدف وقف تدهور الأراضي وضمان الإمدادات المستدامة للغذاء.
وتعاونت كاوست في هذه الدراسة الدولية الجديدة مع علماء من خمس قارات؛ من بينهم أعضاء في”مجتمع أيون” وممثلون عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، لتقديم خارطة طريق تعكس مسار التدهور المتسارع للأراضي، الذي يهدد الأمنين الغذائي والمائي، فضلاً عن الاستقرار الاجتماعي، والتنوع الحيوي.
ونُشرت الدراسة في دورية نيتشر (Nature)، حيث حددت ثلاثة إجراءات رئيسية؛ يمكن أن تغيّر المسار بحلول عام 2050، وهي: زيادة إنتاج واستهلاك الغذاء من البحر، وخفض هدر الغذاء بنسبة 75%، واستعادة 50% من الأراضي المتدهورة.
خفض هدر الغذاء
يُهدر سنوياً ثلث الغذاء المنتج عالميًا، بما تتجاوز قيمته تريليون دولار. وبحسب تحليل جديد للبيانات القائمة، تستهلك الزراعة حالياً 34% من الأراضي الخالية من الجليد، وإذا استمر هذا الاتجاه، فستصل النسبة إلى 42% بحلول 2050.
ويقترح العلماء إجراءات مباشرة؛ مثل تعديل الحوافز الاقتصادية، وتشجيع التبرع بالغذاء، والترويج لحصص وجبات أصغر في المطاعم، وهي خطوات من شأنها – إذا طُبقت – توفير نحو 13.4 مليون كيلومتر مربع من الأراضي.
التوسع في إنتاج المأكولات البحرية المستدامة
تسلط الدراسة الضوء على أن تبني سياسات وتشريعات داعمة للاستزراع المائي؛ سيخفف الضغط على الأراضي، ويحد من إزالة الغابات. ويعد الاستزراع المستدام للأحياء البحرية خياراً عملياً، يمكنه زيادة إنتاج الغذاء بشكل ملحوظ، مع المساهمة في جهود استعادة الأراضي.
وتُقدّر المساحة التي يمكن الحفاظ عليها عبر هذه السياسات بـ 17.1 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يعادل، عند جمعه مع الأراضي التي ستُوفَّر نتيجة خفض هدر الغذاء، مساحة إجمالية تقارب مساحة قارة أفريقيا.
دعم الإدارة المستدامة للأراضي
تشكل المزارع الصغيرة أو العائلية أكثر من 90% من المزارع حول العالم، وكثير منها يُطَبق بالفعل ممارسات الإدارة المستدامة للأراضي. وتؤكد الدراسة أهمية تبني سياسات تمكّن هذه المزارع من زيادة إنتاجها وتحسين الوصول إلى تقنيات الزراعة المستدامة، بما يحقق استعادة الأراضي، ويحافظ في الوقت ذاته على سبل عيش الأسر الزراعية.
ويؤكد العلماء المشاركون أن جميع هذه الحلول قابلة للتنفيذ، حيث قال البروفيسور فرناندو مايستري، أستاذ كاوست المتخصص عالمياً في تدهور الأراضي والمؤلف الرئيس للدراسة:” من خلال إعادة تشكيل النظم الغذائية، واستعادة الأراضي المتدهورة، وتسخير إمكانات المأكولات البحرية المستدامة، وتعزيز التعاون بين الدول والقطاعات، يمكننا أن نعكس مسار التدهور، ونعيد للأرض عافيتها”.
وشارك في إعداد الدراسة من كاوست كل من البروفيسور المساعد هيلكي بيك، وأستاذ ابن سينا المتميز البروفيسور كارلوس دوارتي، والبروفيسور مات مكايب، والبروفيسور يوشيهيدي وادا، إلى جانب باحثي كاوست إميليو غيرادو، وتينغ تانغ، ومايكل مايس. و من مجتمع أيون كل من الأميرة مشاعل الشعلان، والأميرة نورة بنت تركي آل سعود.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: تعزيز الأمن الغذائي جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية كاوست علماء سعوديون
إقرأ أيضاً:
بعد ثلاثة أيام من الفعاليات.. ختام “بلاك هات 2025” يُتوّج النسخة الأضخم عالميًا
البلاد (الرياض)
اختُتمت في الرياض فعاليات “بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025″، التي نظمها الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة تحالف, المشروع المشترك بين الاتحاد وصندوق الفعاليات الاستثماري وشركة إنفورما الدولية، وذلك بعد ثلاثة أيام شهدت حضورًا واسعًا عزّز مكانة المملكة بصفتها مركزًا عالميًا لصناعة الأمن السيبراني. وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت “بلاك هات 2025” من أبرز الفعاليات السيبرانية عالميًا، إذ استقطب نحو (40) ألف زائر من (160) دولة، داخل مساحة بلغت (60) ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من (500) جهة عارضة، إلى جانب (300) متحدث دولي، وأكثر من (200) ساعة محتوى تقني، ونحو (270) ورشة عمل، فضلًا عن مشاركة (500) متسابق في منافسات “التقط العلم”.وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية، وبلغ إجمالي المشاركين (4,100) متسابق، و(1,300) شركة عالمية، و(1,300) متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.
في المقابل، أُعلن عن أكثر من (25) صفقة استثمارية، بمشاركة (200) مستثمر و(500) أستوديو ومطور، بما يسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.
وفي ختام الفعالية، يؤكد “بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا” دوره منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار المملكة نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.