سودانايل:
2025-06-23@21:34:00 GMT

الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!

تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT

الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن! لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعومة

في أرضٍ تُقاس فيها الفحولة بعدد الطلقات، والنضال بعدد اللايكات، يتكرر المشهد نفسه: رجال يتحدثون عن "تحرير الوطن"، بينما النساء يحررن الحياة من ركام الخراب. في السودان، البطولة ليست مجرد شجاعة، بل استعراض ذكوري تتراقص فيه البنادق، بينما تواصل النساء رقصة البقاء على الهامش، حاملاتٍ ما تبقى من البلاد فوق أكتافهن المتعبة.



"الشهيد… صورة فوتوشوب ثورية!"
لا شك أننا جميعًا تأثرنا بصور الشهداء التي تنتشر كالنار في الهشيم: وجوه مضاءة، ابتسامات خجولة، وكأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم ليتحولوا إلى أيقونات رقمية! لكن، هل تساءل أحد عن الأمهات اللواتي حملنَ هؤلاء الأبطال؟ عن النساء اللواتي دفعنَ الثمن قبل الرصاص وبعده؟ لا أحد يكتب عنهن، فالتاريخ – كما العادة – يهوى الأبطال، لكنه يتجاهل من صنعوهم!
"النساء… مقاومة خلف الكواليس"
بينما يعتلي الرجال المنصات الثورية، ويخطبون عن التضحية والنضال، تعمل النساء بصمت يُشبه المعجزة: يطهون طعامًا من لا شيء، يهربن الأطفال من الموت، ويحملن الوطن على ظهورهن دون أن ينتظرن تصفيقًا. لكن لا بأس، فالنضال كما يخبرنا "المنظرون"، هو فقط لمن يحملون السلاح، أما من يحملون الحياة… فهم مجرد تفاصيل!

"المجتمع الذي لا يكفّ عن معاقبة النساء"
إن نجت المرأة من الحرب، وجدت نفسها في معركة أخرى، حيث يتحول جسدها إلى محكمة، وشرفها إلى تهمة، وخياراتها إلى خيانة للأعراف. إن قاومت، اتُّهمت بالتمرد. إن سكتت، صارت مجرّد ضحية أخرى في أرشيف الظلم السوداني الممتلئ عن آخره.

"اغتصابٌ على هامش الحرب: سلاح الجبناء!"
عندما يعجز الذكور عن النصر، يقررون أن يجعلوا أجساد النساء ساحة للمعركة. في السودان، كما في كل حرب خاسرة، يُستخدم الاغتصاب كسلاح لإذلال المجتمعات، وكأن المرأة ليست سوى مرآة لشرف الرجل. المضحك المبكي أن ذات المجتمع الذي يبكي على "العار"، لا يبكي على النساء أنفسهن، بل على اسمه الذي تلطخ!

"الحركة النسوية؟ لنترك الرجال يقررون!"
ما إن تجرؤ امرأة على المطالبة بحقها، حتى يتزاحم حولها الرجال، كلٌّ بطريقته: "المناضل التقدمي" يخبرها أنه سيتحدث نيابة عنها، و"التقليدي المحافظ" يأمرها أن تعود للمطبخ. وبين هذا وذاك، تُواصل النساء نضالهن الحقيقي، بينما يمضي الرجال في صراعاتهم حول "من الذي يفهم المرأة أكثر!"

"الكرن: حين ترقص الأرض وترتعد الذكورة!"
في حفلات الكرن، حيث تتحدث الأجساد بلغة الأرض، تبدو النساء أكثر حريةً من أي وقت. لكن، ما إن ينتهي الاحتفال، حتى يعود الرجال إلى لعبتهم الأزلية: "من الأكثر فحولة؟". ربما لو أدركوا أن القوة ليست في البندقية، بل في الأرحام التي تُنجب الأبطال وتدفن الجبناء، لاختلفت معايير البطولة لديهم!

"هل الحرب حكر على من يطلق النار؟"
عندما يُقال إن الرجال "يحاربون"، فهم يفعلون ذلك بحمل البنادق، بينما النساء يحاربن باللحم والدم والدموع. في البيوت، في الأسواق، في المعسكرات، في الطرقات التي صارت أفخاخًا للأجساد الهشة. ومع ذلك، لا تُمنح المرأة صكوك البطولة، فهي مجرد "مرافقة"، مجرد ظلٍّ للحدث، مجرد تفصيلة ثانوية في رواية الرجال.

"أيها الرجال، تخيلوا يومًا بلا امرأة سودانية!"
تخيلوا صباحًا بلا أم تجهّز لكم الطعام رغم أنها لم تتذوق شيئًا.
تخيلوا شارعًا بلا امرأة تبيع الشاي، بلا أرملة تحفر في الأرض لتُخرج لأطفالها وجبة اليوم.
تخيلوا بيتًا بلا جدة تحكي الحكايات، بلا أخت تقف في صفوف الرغيف، بلا فتاةٍ تحمل حقيبة المدرسة رغم القهر.
تخيلوا وطنًا بلا امرأةٍ تشدّ الجراح وتجمع الحطام وتحوّل الخوف إلى أغنية صمود.

"خاتمة: متى تصبح المرأة مواطنة كاملة؟"
ربما عندما يكف الرجال عن اعتبارها مجرّد مرحلة انتقالية في نضالاتهم.
ربما عندما تُذكر النساء في كتب التاريخ كقائدات، وليس كمجرّد شهيدات وأمهات شهداء.
ربما عندما يُنظر إلى وجودها ليس كترف، بل كأساسٍ لوجود الوطن نفسه.

وحتى يحين ذلك اليوم، ستظل المرأة السودانية تحارب بصمت… بينما يستمر الرجال في صناعة الحروب والقصائد عن أنفسهم.
أنها لحظة صراحة قاسية مع النفس والي البطولة المزعمة أيضا.

 

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عندما ی التی ت

إقرأ أيضاً:

المبادرات الملكية في الأردن: نهج شامل للتنمية وتمكين الشباب والمرأة

صراحة نيوز- أعلنت المبادرات الملكية في الأردن نهجًا مميزًا وجوهريًا في التواصل مع المواطنين وقراءة احتياجاتهم، تجسيدًا لرؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، في تحقيق التنمية المستدامة. وتتم هذه المبادرات بمتابعة دقيقة وكفاءة عالية، مكملة لبرامج وخطط الحكومة وليست بديلاً عنها.

وفي حديث مع الكاتب والأكاديمي والناشط في هذا المجال الدكتور عدنان مساعدة، أكد أن هذه المبادرات تمثل إنجازًا وطنيًا هامًا، يعبّر عن علاقة متينة بين الملك والشعب الأردني، وتعكس الولاء والانتماء للوطن. ومن خلال كتاب “ملك وشعب” الصادر عن الديوان الملكي الهاشمي، برئاسة الأستاذ يوسف حسن العيسوي، رئيس الديوان الملكي، تم توثيق هذه المبادرات التي غطت مختلف القطاعات التنموية.

تتضمن المبادرات محاور متعددة، أبرزها الرعاية الاجتماعية التي شملت دعم الأسر العفيفة عبر قوافل الخير الهاشمية، وتأمين مساكن بديلة للأسرة التي غادرت الخيم، إضافة إلى توفير فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة.

وفي مجال التعليم، ركزت المبادرات الملكية على تطوير التعليم النوعي والحديث، مع إدخال التكنولوجيا الحديثة وبناء الإنسان القادر على التفكير الشامل. وتم تنفيذ مشاريع نوعية في التعليم الأساسي والجامعي، شملت إنشاء أكاديمية للمكفوفين تقدم بيئة تعليمية وخدمات متخصصة.

أما في القطاع الصحي، فقد تضمنت المبادرات دراسات استراتيجية لتطوير الرعاية الصحية، مع التركيز على توفير خدمات ذات جودة عالية في جميع محافظات المملكة، إضافة إلى إنشاء مستشفيات ميدانية وبرامج رقمية لتحسين إدارة الطوارئ والخدمات الصحية.

وفيما يخص الشباب والمرأة، أوضح الدكتور مساعدة أن المبادرات الملكية تولي اهتمامًا خاصًا بدعم وتمكين الشباب، الذين يشكلون أكثر من ثلثي سكان المملكة، من خلال هيئات وبرامج تعزز مشاركتهم في التنمية المستدامة. كما تم التركيز على تمكين المرأة الأردنية، التي حققت تقدمًا كبيرًا في التعليم والعمل والمشاريع الريادية، حيث تُعتبر شريكًا فاعلًا في تنمية المجتمع.

وشدد الدكتور على أهمية استمرار هذه المبادرات التي تمتد إلى دعم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تقدم الرعاية الصحية والتعليمية والبنى التحتية في المخيمات.

وفي الختام، أشاد الدكتور مساعدة بجهود اللجنة الملكية برئاسة الأستاذ يوسف حسن العيسوي وفريق الديوان الملكي الذين يعملون بإخلاص لتنفيذ رؤية جلالة الملك، متمنياً دوام التقدم والازدهار للأردن العزيز.

مقالات مشابهة

  • السبب النساء.. لماذا تُصمم دمى اختبار قيادة السيارات على غرار الرجال؟
  • تعرف على المرأة التي تسلمت المفتاح الذهبي كرئيسة جديدة للجنة الأولمبية الدولية
  • «حلب»: لابد من التواصل مع المنظمات المعنية بالمرأة في سبيل تعزيز الوعي الانتخابي
  • المفوضية تناقش تعزيز مشاركة النساء في استلام «بطاقة ناخب»
  • الصراعات تحتدم.. وقوى سياسية تدفع بمذكرة احتجاج لرئيس الوزراء السوداني
  • نشرة المرأة والمنوعات| إطلالة ياسمين عز تثير إعجاب جمهورها .. طرق تخزين البامية.. سم العقرب يعالج سرطان يصيب النساء
  • المبادرات الملكية في الأردن: نهج شامل للتنمية وتمكين الشباب والمرأة
  • هل يجوز للمرأة تعليم الرجال تلاوة القرآن وعلومه؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • ضد المرأة
  • لماذا تعاني النساء من الحر أكثر من الرجال