لماذا يصبح النوم أكثر صعوبة مع التقدم في العمر؟
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تفيد الأبحاث بأن ما يصل إلى 70% من كبار السن يعانون من مشاكل مزمنة في النوم، ويبدو ذلك أكثر تأثيراً في سنوات الـ 60 والـ 70 من العمر.
وتفسيراً لهذه الظاهرة، تقول الدكتورة شيلبي هاريس، أخصائية علم نفس النوم في وايت بلينز بنيويورك، إن التوتر وبنية النوم والتغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على النوم مع تقدم الناس في السن.
وأوضحت: "عندما نبدأ في الانتقال إلى الستينيات والسبعينيات من العمر، نواجه المزيد من المشكلات المتعلقة بعمق النوم، لذلك يكون النوم أخف بشكل عام. كذلك تحدث اضطرابات النوم، مثل الأرق، ثم يتعين الذهاب إلى الحمام أكثر في الليل".
التحولات الهرمونيةووفق "هيلث داي"، تُظهر الأبحاث أن ما يصل إلى 70% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر يعانون من مشاكل مزمنة في النوم، وتلعب التحولات الهرمونية دوراً كبيراً في ذلك، وخاصة بالنسبة للنساء.
وعن ذلك توضح هاريس: "هناك الهبات الساخنة للنساء، والتعرّق الليلي، والمزيد من انقطاع النفس أثناء النوم لدى النساء أيضاً".
وأضافت هاريس أنه قد يكون هناك أيضاً بعض المنطق التطوّري وراء سبب حصول كبار السن على نوم أقل عمقاً.
وقالت هاريس: "إن أعمق مرحلة من النوم هي حيث يتم إصلاح العضلات، ومع التقدم في العمر، لا تكون هناك حاجة إلى ذلك بشكل مثالي بقدر ما تحتاج إليه عندما تكون أصغر سناً"، مضيفة أن الأطفال الأصغر سناً يحصلون على الكثير من النوم العميق.
وأضافت: "(كبار السن) يستيقظون كثيراً بسبب الألم والحركة والاضطرار إلى التبول".
نصائحإلى جانب الحفاظ على بيئة نوم باردة ومظلمة وهادئة، قدمت هاريس مجموعة من النصائح:
• التأمل أثناء النهار:
"إذا كان عقلك مشغولاً، فإن التأمل لمدة 5 دقائق خلال النهار يمكن أن يساعد على الاسترخاء.
• الحد من النوم أثناء النهار:
وأضافت هاريس أنه لمحاولة الحصول على نوم أفضل في الليل، يمكنك أيضاً محاولة قضاء وقت أقل في السرير أثناء النهار. وهذا يعني تقليل القيلولة.
• الالتزام بوقت نوم منتظم.
وحثت هاريس على استشارة الطبيب إذا استمرت مشاكل النوم لأكثر من بضعة أسابيع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرمان من النوم صحة
إقرأ أيضاً:
حين يصبح القرار عبئا لا مفر منه.. خيارات أميركا الكارثية في إيران
صراحة نيوز- بقلم / د. منذر الحورات
لم يُطل انتظار المتابعين لسماء المنطقة، إذ ألقت طائرات «بي–2» الأميركية أخيراً بحمولتها الثقيلة فوق المنشآت النووية الإيرانية، وحمولة أخرى محملة بالمفاجآت والفوضى لكل الأقليم داست القانون الدولي والهيئات الدولية وسيادة الدول، ورغم أن البعض رأى في تأخر الضربة مؤشراً على تردد إستراتيجي، مقترن بتقلبات مزاج الرئيس ترامب، إلا أن اللحظة جاءت أخيراً، وتجاوز الرئيس الأميركي عقبات ثقيلة كادت تؤدي إلى انكشاف إستراتيجي خطير لدور ومكانة القوة الأميركية، لكن هذا القرار لم يكن سهلاً ولا سريعاً، فقد وُضعت على طاولة الرئيس معادلات معقدة، أبرزها الذاكرة الجريحة للمغامرات الأميركية في العراق وأفغانستان، هناك، انطلقت واشنطن نحو «تدخلات سريعة» وانتهت إلى فوضى سياسية، واحتلال دام، وخراب مؤسسات، وجراح وطنية لم تندمل بعد، وندوب عميقة في الذاكرة الأميركية، وإيران، بكل تعقيداتها العرقية والدينية، وتسليحها الثقيل، ومعرفتها النووية، تمثل نسخة أشد تعقيداً من تلك التجارب، وانهيار الدولة فيها لن يكون مجرد أزمة، بل كابوساً إستراتيجياً قد يغير وجه الشرق الأوسط لعقود.
فوق هذا كله، تواجه إدارة ترامب معارضة صامتة لكنها مؤثرة، تأتي من عمق قاعدته الانتخابية التي صوتت له على وعد «أميركا أولا»، أي النأي بالنفس عن الحروب الخارجية، تيار «ماغا» والذي يُذكره دوما بأنه لم يُنتخب ليعيد أميركا إلى نزاعات الشرق الأوسط، بل ليعيدها إلى الداخل، وإلى جانب هذا التيار، يميل الرأي العام الأميركي بوضوح إلى رفض أي تدخل عسكري جديد، فاستطلاعات الرأي تُظهر رغبةً جامحة رافضة للحرب، وإحساساً عاماً بأن الضربات العسكرية، مهما بلغت دقتها، لم تحل أزمة، بل زادتها تعقيداً، وهنا تبرز معضلة أخرى: الاقتصاد، فالتصعيد في الخليج يعني تهديداً لأمن الطاقة العالمي، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، ويُطلق شرارة تضخم جديدة داخل الولايات المتحدة في وقت حساس سياسياً، قد تُقوّض فيه شعبية ترامب، وتُهدد مستقبله الانتخابي.
في المقابل، لم تتوقف إسرائيل عن ممارسة ضغط هائل على واشنطن، فبالنسبة لتل أبيب، فإن أي تأخير في الرد هو تهديد مباشر لأمنها القومي، خصوصاً إذا قررت طهران توسيع ردها ليشمل جبهات متعددة أو مصالح إسرائيلية استراتيجية، لقد وجدت إسرائيل أن الظروف منحتها فرصة ذهبية لاستثمار قوة الولايات المتحدة إلى جانبها، فاستخدمت كل أدواتها السياسية والإعلامية لدفع الرئيس ترامب لإتخاذ قراره الحاسم، وكانت هذه لحظة فارقة، إذ وقف ترامب أمام مفترق طرق: إما أن يتدخل وينقذ صورة أميركا كقوة رادعة، أو أن يمتنع ويتحمل كلفة فقدان الثقة العالمية بدورها القيادي، ويُغضب إسرائيل، الحليف الأقرب، ورغم أن الضربة نُفذت متأخرة نسبياً، فقد أعادت تأكيد الدور الأميركي في صياغة موازين القوة العالمية، وذكّرت الجميع بأن واشنطن ما تزال تُمسك بخيوط اللعبة الكبرى، لكنها في الوقت ذاته، فتحت أبواباً لفوضى قد يصعب إغلاقها لسنوات طويلة.
إذاً تقف المنطقة اليوم على حافة الهاوية، والاحتمال الأقرب هو الانزلاق نحو مواجهة إقليمية أوسع، تُحرّكها شهوة الانتقام وسوء التقدير، ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً أمل في نافذة دبلوماسية قد تُفتح في اللحظة الأخيرة، تماماً كما تُفتح أبواب الحرب في غفلة من التاريخ، لكن الواقع يقول إن خيارات ترامب في إيران لم تكن يوماً سهلة، بل بدت، كما في الأمس، كابوسية: محصورة بين رغبته في تفادي الحروب، ونزعة أمريكية مزمنة نحو الحسم، وفي النهاية، ألقى الرئيس كل تلك الخيارات في حضن المرشد الأعلى الإيراني، الذي بدوره يقف على الحافة: بين القلق على بقاء النظام، وبين مواجهة غير متكافئة مع أعظم قوة في العالم.
مصير إيران والمنطقة وربما النظام الدولي بأسره يتوقف الآن على قرار رجل في طهران، لكن المؤكد أن واشنطن، رغم كل شيء، أعادت رسم المشهد، ووضعت خصومها ومنافسيها أمام مأزق استراتيجي غير مسبوق.
فهل سيجد هؤلاء طريقهم للرد؟ أم أن الكرة ستبقى معلقة في ملعب أميركي مزدحم بالأزمات والضغوط، يفتقر إلى الوقت واليقين؟