#رواية_في_طرف_الصحراء
فايز شبيكات الدعجه
يقال انه في اربعينيات القرن الماضي عانت إحدى القرى من جائحة جارفة قضت على الكثير من الأطفال، كان الطفل المصاب يشعر سريعا بالانحطاط العام، والسعال الشديد، والحمى، والبثور الجلدية، وشحوب اللون ليموت في غضون يوم أو يومين. القليل منهم يتعافى وينهض وتزول كل الأعراض فجأة ، ولقد فشلت كل عمليات تبخير البيوت بالعنبر والكافور والصندل، ووسائل التعقيم بخل التفاح، وخل الليمون، والسماق .
صرخت الأم ونادت زوجها بعد الفجر، تعال يا سعيد الولد مات. أجرت العائله فحصا سريريا مكثفا للطفل خالد بذات اللحظة، قلبوه ذات اليمين وذات الشمال. فحصوا حدقتي العينين، وجسوا النبض من فوق المعصم، وجدوا أن الجسده أصيب البرود، واختفت العلامات الحيوية كما يحصل لوفيات اطفال الحي شبه اليومية. واجمعوا على أن الوفاة مؤكده.
وينطلق الأب مذهولا لإحضار الكفن ومستلزمات الدفن من اقرب سوق يقع على مسير ساعتين في الذهاب وساعتين في الاياب، وركب حماره، وركبت معه أحزانه وهمومه على فقدان طفله الذي لم يتم السابعه من العمر .فيما ذهب رجال لإعداد القبر تمهيدا للدفن ، وانشغل آخرون بترتيبات مراسم العزاء. وارتاد الأقارب والجيران البيت للمواساة والتخفيف من ألم الأم والعائله حسب الأعراف التي سادت في تلك الحقبة البائسة من تاريخ القرية الفقيرة القابعه في طرف الصحراء.
اكتشف بعد قطع ربع المسافة انه نسي النقود، وعندما عاد لاحضارها وجد البيت مكتضا، وسمع بكاء كثير، وألقى نظره أخرى على الجسد المسجى وذرف فوقه الكثير من الدموع.
واصل رحلة الكفن… وصل هناك، وزاد المشتريات تمرا وقهوه لاستهلاكها بمناسبة الموت، ومما يروى من التفاصيل الزائده للحكاية انه وفي طريق العودة سقط عن ظهر الحمار، رغم ذلك نهض وتابع الطريق، لكن الحمار توقف فجأة دون سبب، وأبي المسير فجلده بالسوط بلا جدوى، فيأس، وارهق واستلقي في حيره ويأس بجانب الحمار اللعين.لكن اللعين تحرك وتابع المسير، ولم يجد الأب المكلوم تفسيرا واضحا لذلك التصرف الغريب إلا في صبيحة اليوم التالي.
ثمة تفاصيل زائدة مثيره في القصه يرويها خالد الذي تجاوز الآن الثمانين عاما، أبرزها أنه كان أول المستقبلين لأبيه، إذ انجاه الله فيمن انجى ليتحول الكفن إلى ثوب ابيض جميل ارتداه كثيرا في الأفراح والأعياد.
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
تصريحات كجمولة قيادية PPS حول الصحراء ومحتجزي البوليساريو تخلق السجال
زنقة 20 | الرباط
أطلقت القيادية في حزب التقدم و الإشتراكية، و النائبة البرلمانية السابقة كجمولة منت أبي، تصريحات غير مسبوقة حول قضية الصحراء ، خلال مشاركتها في مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة علي يعته حول “الوحدة الترابية المغربية ومقترح الحكم الذاتي” ، بمقر حزب التقدم والإشتراكية.
كجمولة منت أبي والتي شاركت في المائدة المستديرة بصفتها رئيسة المبادرة الصحراوية للتنمية المستدامة وحقوق الإنسان، قالت أن الأقاليم الجنوبية تعاني من خصاص كبير في القطاع الصحي، و مناصب الشغل في قطاع الصيد البحري، حيث يتم تشغيل المناطق الأخرى على حساب أبناء الصحراء وفق قولها.
كجمولة اعتبرت أنه يجب تسمية الاشياء بمسمياتها لبناء المنطقة سواء كان الحكم الذاتي أو الجهوية أو شيئا آخر وفق تعبيرها.
و قالت كجمولة : ” نريد حق المواطنة قبل حل المشكل ، حنا كمواطنين عايشين في منطقة معينة و خصنا مجتمع مدني يتكلم بوضوح و كل أريحية بدون مركب نقص”.
كجمولة، اعتبرت أن ” الأقاليم الصحراوية ماشي مادار فيها والو ولكن ماهو في مستوى الطموح المطلوب بسبب مشاكل البطالة و قطاع الصحة”.
ذات المتحدثة، قالت أن “المقاربة الأمنية ليست ناجعة ووصف المواطنين بالإنفصاليين خلقت مشاكل كبيرة للعائدين من مخيمات تندوف”.
و أضافت : ” أنا كنت عضوا في المكتب السياسي لجبهة البوليساريو و عائدة الى المغرب نهاية سنة 1991 للإنخراط في المشروع الذي أطلقه الملك الراحل الحسن الثاني وتصنيفنا انفصاليين إهانة لنا”.
كجمولة، و في حديثها عن المحتجزين بمخيمات تندوف قالت : ” ناس المخيمات صحراويين واعيين وماشي محتجزين وذلك خطاب يوجه للخارج ولكن حنا في الداخل خصنا ناقشو بصراحة”.
القيادية في حزب التقدم و الاشتراكية دعت إلى تأسيس خطاب جديد في مخاطبة جبهة البوليساريو و ساكنة تندوف بعيدا عن التهجم وفق قولها.
و اعتبرت كجمولة أن حل القضية هو التفاوض و ليس المواجهة العسكرية ، متهمة المغرب بـ”التصعيد في الخطاب” تجاه الطرف الثاني.
الناشط الصحراوي و المعارض لجبهة البوليساريو الإنفصالية مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، قال أن “صفة اللاجئ لها هيئة دولية مختصة حصرا في منحها للشخص او الاشخاص الذين فقدوا مظلة حماية دولتهم لأسباب قاهرة”.
و أضاف : ” المفوضية السامية لغوث اللاجيين هي الهيئة الدولية المعنية بمنح صفة اللجوء، تصف سكان مخيمات تيندوف باللاجيين”.
عبد الفتاح نعوم، أستاذ العلاقات الدولية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، دعا حزب التقدم والاشتراكية إلى توضيح موقفه من الطبيعة القانونية لساكنة مخيمات تندوف، هل هم لاجئون أم محتجزون.
و قال نعوم الذي كان مشاركا في المائدة المستديرة إلى جانب كجمولة منت أبي، “سكان المخيمات لا يتوفرون على صفة “لاجئ” لأن الدولة المضيفة ترفض السماح للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن تقوم بإحصائهم، وهذه هي الوصفة الوحيدة لكي نعرف تعدادهم ومواقفهم”.
و ذكر نعوم أن “سكان المخيمات لا يتوفرون على صفة لاجئ، و ثمة واقعا لا يرتفع وهو العسكرة غير القانونية للمخيمات، والتي يقوم بها تنظيم مسلح تلقى تفويضا غير قانوني من سلطات الجزائر، و التوصيف القانوني والوحيد الممكن لحالة السكان أولئك هي أنهم محتجزون”.