(1)
يأتي شهر رمضان محمّلًا بالخير، مليئًا بالبركة، مغلفًا بالرحمة، يأخذ بأيدينا إلى شاطئ من الأمان، والسلام الروحي، نسمو فوق شهواتنا، ونغلق أبوابًا من الشر الذي عاش معنا، وتعايشنا معه، نعيد ترتيب خريطة أولوياتنا، ونرسم طريقًا جديدًا لمعالم حياتنا، نبدأ من جديد، بقلوب مفتوحة، وعقول منيرة، وبصر يرى ما بعد النظر، وبصيرة نرى بها ذاتنا المغيبة، نأخذ نفسًا عميقًا، ونغوص فـي دواخلنا الموغلة فـي الانغلاق، لم نرَ ذواتنا بهذا البهاء من قبل، لم نشاهد أنفسنا بهذا الوضوح قبل الآن.
(2)
كم نحن غائبون عن اكتشاف ذواتنا، ومنهكون من رحلة لا تنتهي خلف السراب الأبدي، نحو آخر خطوات الحياة، الذي لم ندركه بعد، رغم أننا اقتربنا كثيرًا منه، ولكن ليس للحد الذي يجعلنا نكتشف العوالم المخفـية فـي قلوبنا، تلك التي نشاهدها فـي كأس ماء فضية، أو فـي سماء تقترب منا حد النفس، أو فـي كلمة تتماهى فـينا، حتى لنكاد نصبح معا جسدا واحدا، نبحث كلانا عن الآخر، ولا نجدنا.
(3)
يأتي شهر رمضان، ويمضي فـي غمضة عين، وتبقى لياليه الصافـية عالقة فـي أذهاننا، وتبقى رحلتنا اليومية من المكان إلى المكان مزهرة فـي قلوبنا، تبعث ظلالنا بين الزمان والزمان حتى نتلاشى رويدًا رويدًا فـي الماء، أول البدء، وآخر الانتهاء، وفـي كل خطوة نبحث عن مجرة من ذنوب تركناها خلفنا، لم نعد نتذكرها، ولكننا فعلناها ذات معصية، ولم تنسَنا، ستطاردنا بلعناتها فـي كل مكان، وستظل جاثمة على صدورنا كلما حاولنا الهروب منها، ستبقى عالقة فـي سجل ذاكرتنا الصدئة، لا تفارقها.
(4)
حين كنا صغارا كان شهر رمضان خفـيفا كنسمة، وحين كنا شبابا كان ثقيلا كصخرة، وحين شخنا صار كهفنا الذي نلجأ إليه، وغيمتنا التي تغسل خطايانا، وخطانا المتعبة.
ننظر إلى ساعة الشروق كي نغوص فـي بحر الصوم، وننتظر شمس الغروب كي نطفو إلى السطح، ونعيد مشاهدة حياتنا من جديد، حياتنا التي أهدرناها بين وعد، ووعيد، وبين يأس، ورجاء، وبين ذنوب وتوبة، فإذا نحن كتلة من المتناقضات التي تشكّل آدميتنا المبعثرة بين دفاتر الحياة، وكلمات الموت.
(5)
يأتي شهر رمضان زائرًا كريمًا، ونحن نسابق العمر على خيول الوقت، نشهر سيوف الخطيئة، ونشاهد الحياة تمضي دون أن تنتظر أحدًا، ونلهث خلفها فلا نمسك منها غير السراب.. ويبقى شهر رمضان النهر الذي يغسلنا من كل تفاهات الأيام، وزلات النفس، وخطاياها، وأمراضنا النفسية المزمنة.
وكل رمضان وأنتم إلى الله أقرب.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
الخطوط السورية: تحويل رحلات غد الأحد إلى مطار حلب
دمشق-سانا
أعلنت الخطوط الجوية السورية أن رحلات الطيران التي كانت مقررة عبر مطار دمشق الدولي ليوم غد الأحد ستُنفذ عبر مطار حلب الدولي، مع تنظيم نقل الركاب بواسطة باصات خاصة بين مدينة دمشق ومطار حلب الدولي، بهدف تسهيل السفر وضمان استمرارية رحلات الخطوط السورية في ظل الظروف الراهنة.
وأوضحت الخطوط السورية عبر قناتها على تلغرام أن الركاب المغادرين من سوريا سيتم نقلهم من منطقة العدوي جانب مشفى دار الشفاء بدمشق إلى مطار حلب وفق مواعيد محددة، على أن تقلع الرحلات من حلب على النحو التالي:
رحلة دبي (515): الإقلاع 07:00 صباحاً، انطلاق الباص 10:30 مساءً – ليلة 21/6.
رحلة الشارقة (505 – صباحية): الإقلاع 08:00 صباحاً، انطلاق الباص 11:30 مساءً – ليلة 21/6.
رحلة الشارقة (501 – مسائية): الإقلاع 15:30 عصراً، انطلاق الباص 06:00 صباحاً – 22/6.
رحلة دبي (517 – مسائية): الإقلاع 18:30، انطلاق الباص 09:30 صباحاً – 22/6.
رحلة إسطنبول (443): الإقلاع 19:30، انطلاق الباص 10:30 صباحًا – 22/6.
وأشارت إلى أن الركاب القادمين على الرحلات سيتم نقلهم من مطار حلب إلى دمشق – العدوي (جانب مشفى دار الشفاء) فور الوصول، وفق الجدول التالي:
رحلة دبي (516): الوصول 17:30.
رحلة الشارقة (506 – صباحية): الوصول 18:00.
رحلة الشارقة (502 – مسائية): الوصول 02:00 فجر الاثنين.
رحلة دبي (518): الوصول 05:00 فجر الاثنين.
رحلة إسطنبول (444): الوصول 01:00 فجر الاثنين.
وكانت الخطوط الجوية السورية أعلنت تحويل رحلاتها الجوية من مطار دمشق إلى مطار حلب، نتيجة استمرار إغلاق الأجواء والممرات الجوية المؤدية إلى مطار دمشق، نتيجة التصعيد العسكري الحاصل في المنطقة.
تابعوا أخبار سانا على