فى اليوم العالمي للأب| الأزهر: الإحسان إلى الوالد من أعظم أسباب الوصول إلى الجنة
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، منشورا جديدا فى اليوم العالمي للأب؟
قال الأزهر للفتوى فيه: إن الوالد هو قوام الأسرة، ومصدر أمانها، والقائم بأمرها، الراعي لشئونها، الذي يقدم لها بجانب الأم العطاء والتضحية والاستقرار، وهو المربي الفاضل، والناصح الأمين، والمعلم الحكيم؛ ولعظيم دوره في أسرته، وفضله على أولاده؛ أمر الله سبحانه ببره، وحسن صحبته، والإحسان إليه، وطاعته في المعروف، وجعل ذلك من أعظم الأسباب الموصلة إلى الجنة.
واستشهد بقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الْوَالد أوسط أبواب الجنة ».[أخرجه أحمد]
حث الإسلام على بر الأب، والإحسان إليه في كل الأمور، ولا تكون الرعاية بتقديم الطعام والنقود له فقط، بل يجب إظهار الامتنان للأب، وتقدير دوره في التربية، وفي دفع الأذى، وأنّه سبب النعمة التي يعيشها الابن الآن بعد الله عز وجل، ومن الأمثلة على بر الأبناء للآباء قصة سيدنا إبراهيم في دعوته إلى الله ومخاطبته بلطف، رغم كفره وعناده، ومن صور بر الآباء أيضاً رعاية حق أصحابهم.
بر الأبأمرنا الله تعالى ببر الوالدين وحثنا بخفض جناح لرحمة لهما وتقديم العون والمساعدة لهما وتلبية رغباتهما ومتطلباتهما، ويعد هذا البر جزءاً صغيراً مما قام الوالدين بتقديمه للأبناء؛ لذا وجب عليهم البر والطاعة بالمعروف وعدم الضجر منهما. يحتاج الآباء في كبرهما لنوع خاص من الرعاية وأسلوب مميز واهتمام كبير، فمع تقدم العمر يظهر وجود احتياجات جديدة لم تكن موجودة قديماً لذا وجب تلبيتها من قبل الأبناء وعد التأفف منها أو الغضب، فكم من طلب غريب طلبه الابن وهو صغير ولم يرده الأب وقام بتنفيذه على الفور، كما قد يشعر الآباء بالحنين والشوق لأصدقائهم وأصحاب عمرهم مما قد يتطلب منهم تأمين زياراتهم لأصدقائهم ورعايتهم لتلبية طلبهم على أكمل وجه وعدم التقصير في ذلك فهم ما بقي من الذكريات الحيّة التي تذكرهم بما سبق، كما أنّه من البر ألا يتقدّم الأبناء على آبائهم فإذا جلسوا على الأكل لا يأكلوا قبلهم، وإذا مشوا لا يسبقوهم، كما يجب أن يأخذوا بمشورتهم كما كان يفعلون سابقاً لكي لا يشعرونهم بفقدان أهميتهم أو تهميشهم. من البر أن يقوم الابن بساعدة الأب في أموره الخاصة التي لم يعد يقوى عليها؛ كمرافقته إلى الخلاء وتقديم المساعدة له، وكذلك مساعدته في الاستحمام وقضاء الحوائج الأخرى التي لم يعد يقوى عليها. من البر أن يقوم الأبناء بأخذ والديهم في نزهة كل ما احتيج الأمر لذلك؛ لكي لا يشعروا بالضجر والإهمال، فهم بحاجة ماسة إلى هذه اللحظات التي تنسيهم أوجاع الحياة، وكذلك فإن شعور الأب بالاهتمام كشعور الطفل لا يزيد عنه فقد يغضبه شيء صغير ويملأ قلبه فرحاً شيئاً أصغر منه.
فكرة عيد الأبأول من جاءته فكرة تخصيص يوم لتكريم الأب هى سونورا لويس سمارت دود من سبوكِين بولاية ميتشيجان بالولايات المتحدة فى عام 1909م بعد أن استمعت إلى موعظة دينية فى يوم الأم.
وأرادت سونورا أن تكرم أباها وليم جاكسُون سمَارت، وكانت زوجة سمارت قد ماتت عام 1898م، وقام بمفرده بتربية أطفاله الستة، ولذلك قدمت سونورا عريضة تُوصى بتخصيص يوم للاحتفال بالأب، وأيدت هذه العريضة بعض الفئات.
وتتويجا لجهود سونورا دود احتفلت مدينة سبوكين بأول عيد أب فى 19 يونيو عام 1910م، والذى كان يوافق حينها ثالث أحد من يونيو، وانتشرت هذه العادة فيما بعد فى معظم الدول.
وخلال هذا اليوم يقدم الأبناء ما يستطيعون من هدايا لآبائهم أسوة بـ عيد الأم فى معظم دول العالم، اعترافا بما يقومون به من جهد وتعب لتوفير العيشة الآمنة لأبنائهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر مكانة الأب في الإسلام بر الأب
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم بهذه الآية
قال الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن هناك آية من كتاب الله تعالى اشتملت على جميع مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، وفيما بينهم وبين ربهم، فهي جديرة بإدامة النظر في معانيها، وفهم مراميها، وكمال الحرص على العمل بما جاء فيها.
جميع مصالح العبادوأضاف " خياط" خلال خطبة الجمعة الثانية من شهر صفر اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنها قوله سبحانه وتعالى : (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
وأفاد بأن من الواجب الذي بين العبد وبين الخلق من المعاشرة والمعاونة والصحبة، وأن يكون اجتماعه بهم، وصحبته لهم، تعاونًا على مرضاة الله وطاعته، التي هي غاية سعادة العبد وفلاحه، ولا سعادة له إلا بها، وهي البر والتقوى اللذان هما جماع الدين كله.
ونبه إلى أن البر هو الكمال المطلوب من الشيء، والمنافع التي فيه والخير، فالبر كلمة جامعة لجميع أنواع الخير والكمال المطلوب من العبد، وفي مقابله الإثم: وهي كلمة جامعة للشرور والعيب الذي يذم العبد عليها.
البر هو الإيمانوأشار إلى أن الله سبحانه أخبر أن البر هو الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر، وهذه هي أصول الإيمان الخمسة التي لا قيام للإيمان إلا بها، وأنه الشرائع الظاهرة من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنفقات الواجبة.
وأوضح أن الأعمال القلبية التي هي حقائقه من الصبر والوفاء بالعهد، فتناولت هذه الخصال جميع أقسام الدين، ثم أخبر سبحانه أنها هي خصال التقوى بعينها، مشيرًا إلى أن حقيقة التقوى العمل بطاعة الله إيمانًا واحتسابًا، أمرًا ونهيًا.
وأردف أنه يحمل العبد على أن يفعل ما أمر الله به، إيمانًا بالأمر، وتصديقًا بوعده، ويترك ما نهى الله عنه، إيمانًا بالنهي، وخوفًا من وعيده، كما قال طلق بن حبيب: "إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى، قالوا: وما التقوى؟، قال: أن تعمل بالطاعة على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله"، وهذا من أحسن ما قيل في تعريف التقوى وبيان حقيقتها.
تربية النفسوأكد على أن من أظهر المعينات للتعاون على البر والتقوى تربية النفس وتعويدها على هذا الخلق، لاسيما في مراحل النشأة الأولى داخل الأسرة، بأن ينشأ أفرادها على أساس متين من التعاون على الخير فيما بينهم.
واستطرد: ويبين لهم ضرورته ولزومه، وجميل آثاره، وحسن العاقبة فيه، ثم تتسع الدائرة لتعم ذوي القربى والجيران، ببذل الحقوق، وأداء الواجبات المفروضة، من صلة وإحسان، وتآزر وتراحم، تمتد حلقاته فتشمل المجتمع المسلم كله.
وأوصى المسلمين بتقوى الله فإن التقوى سبيل الأيقاظ، ونهج أولي النهى، وطريق أولي الأبصار، فيها الأمن من العثار، والفوز بالجنة والنجاة من النار.