أبعاد زيارة خبراء صواريخ روس لمواقع عسكرية إيرانية
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
طهران- أثار الكشف عن قيام 7 من كبار خبراء الصواريخ الروس بزيارة إلى إيران العام الماضي في أعقاب المواجهات العسكرية مع إسرائيل ردود فعل متباينة في طهران بين من يراها تقارير كاذبة تهدف إلى شيطنة إيران، ومن يعتبرها تستهدف الشراكة الإستراتيجية بين طهران وموسكو.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت -عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الإيرانية دون تسميته- أن خبراء صواريخ روسا قاموا بزيارات متعددة لمواقع إنتاج الصواريخ الإيرانية خلال العام الماضي، ومنها منشأتان تحت الأرض.
كما نقلت الوكالة عن مسؤول دفاعي غربي -قالت إنه يراقب التعاون الدفاعي الإيراني مع روسيا وطلب عدم الكشف عن هويته- أن عددا غير محدد من خبراء الصواريخ الروس زار قاعدة صواريخ إيرانية، على بعد 15 كيلومترا تقريبا غرب ميناء أمير آباد على الساحل الإيراني لبحر قزوين شمالي البلاد.
ورسميا، لم تعلق إيران على هذا التقرير، لكن اللافت في تعاطي إعلامها الناطق بالفارسية أنه ركز على ما وراء الخبر وتوقيت نشره أكثر من فحواه، ناهيك أنه وصف البيانات الواردة فيه على أنها "مزاعم" تأتي استمرارا للتقارير التي مهدت لزيادة الضغوط الغربية على طهران خلال السنوات الماضية.
من جانبه، يقرأ موقع "ألف" التحليلي" هذا التقرير في سياق التوتر المتصاعد بين إيران والإدارة الأميركية الجديدة، مشيرا إلى أنه يأتي تزامنا مع تقرير مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي حول ارتفاع المخزون الإيراني من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% من 182 كيلوغراما في الفصل السابق إلى 275 كيلوغراما.
إعلانوفي مقاله، تحت عنوان "ما وراء كواليس الحرب النفسية الجديدة على إيران" يلمس الباحث "بيجن إيراني" تنسيقا بين مواقف الإدارة الأميركية والوكالة الذرية وكذلك تقرير وكالة رويترز بهدف إطلاق عمليات هجينة ضد إيران.
وأضاف الكاتب أن التقسيم الهادف للأدوار بين عناصر القوة الخشنة والقوة الناعمة يرمي إلى تشديد الضغوط على طهران والتمهيد لشرعنة السياسات غير المشروعة والمغامرات التي قد تستهدف إيران مستقبلا من بوابة تفعيل آلية الزناد، معتبرا التوصل إلى إجماع دولي ضد طهران "هدفا أساسيا وراء هذا السيناريو المكرر".
في السياق، يستذكر الباحث السياسي سعيد شاوردي الملفات السياسية التي دفعت بلاده ثمنها غاليا حيث جاءت بعد تمهيدات إعلامية روّجت لها وكالات أنباء غربية نقلا عن تسريبات أو تقارير أمنية وكذلك مصادر مطلعة لم تكشف عنها بعد، مضيفا أن التسريبات الإعلامية عن نقل مسيرات شاهد الإيرانية إلى روسيا عرقلت بالفعل مفاوضات إنقاذ الاتفاق النووي.
وفي حديث للجزيرة نت، يعتقد الباحث الإيراني أن إثارة الحديث عن تعاون عسكري بين طهران وموسكو -بعد مرور أقل من شهرين على توقيع الرئيسين الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية شراكة إستراتيجية شاملة- يأتي لشيطنة العلاقات الرسمية بين البلدين من جهة، وتوتير العلاقات بين واشنطن مع كل من طهران وموسكو من جهة أخرى، نظرا إلى توجه الرئيس دونالد ترامب لتطبيع العلاقات مع الأخيرة على حساب الجانب الأوروبي.
ويستدل شاوردي بتغريدة لرئيس مكتب كفاءة الحكومة الأميركية إيلون ماسك نشرها الشهر الماضي على منصة "إكس" حيث هاجم فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن متهما إياها بإنفاق ملايين الدولارات على تمويل وكالة "رويترز" مقابل خداعها الرأي العام وتضليله.
Reuters was paid millions of dollars by the US government for “large scale social deception”.
That is literally what it says on the purchase order! They’re a total scam.
Just wow. https://t.co/GGxoVQSwN8
— Elon Musk (@elonmusk) February 13, 2025
إعلانوأضاف شاوردي أن تغريدة ماسك جاءت ردا على منشور يفيد بأن الوكالة تلقت 9 ملايين دولار من البنتاغون بين عامي 2018 و2022 لبرنامج "هندسة اجتماعية واسعة النطاق"، موضحا أن وزارة الدفاع الأميركية خصصت هذه الأموال تحت بند الإنفاق على "الدفاع السيبراني".
وخلص المتحدث نفسه إلى أن القوى المعادية لإيران التي تسعى حثيثا للتحريض على ضرب منشآتها النووية تجد في نشر تقارير عن تعزيز التعاون الصاروخي بين طهران وموسكو سبيلا لتخويف الجانب الأوروبي والأميركي من مغبة زيادة مدى الصواريخ الإيرانية وصنعها صواريخ عابرة للقارات مستقبلا.
من ناحيته، يقرأ القيادي السابق بالحرس الثوري العميد المتقاعد حسين كنعاني مقدم، تجدد الحديث عن تعاون صاروخي إيراني روسي يأتي في إطار ما أكدته كل من طهران وموسكو بتوقيعهما اتفاقية الشراكة الإستراتيجية على مرأى ومسمع العالم، مؤكدا أن التعاون العسكري بين الجانبين دخل مرحلة متطورة منذ نحو شهرين.
وأضاف كنعاني مقدم في حديث للجزيرة نت أن الكشف عن أبعاد التعاون العسكري بين إيران وروسيا يهدف للحصول علی امتيازات من روسيا وإيران لصالح واشنطن.
وتابع الخبير العسكري أنه في ظل استئناف سياسة أقصى الضغوط الأميركية على إيران، فهناك "بعض الأطراف الغربية تريد الترويج بأن إيران كانت صامدة خلال الأعوام الماضية بفضل الدعم الروسي، وأن أي تقارب غربي روسي سيكون على حساب إيران".
ويوضح كنعاني مقدم أن العلاقات الإيرانية الروسية اتخذت منحى تصاعديا بعد توقيعهما اتفاقية الشراكة التي توجت بنقل عدد من طائرات "سوخوي-35" الإستراتيجية إلى إيران بانتظار نقل منظومات "إس-400" للدفاع الجوي خلال المرحلة المقبلة.
واعتبر أن نقل التكنولوجيا وبيع الأسلحة وإطلاق خطوط إنتاجها جزءا من بنود الاتفاقية الإستراتيجية بين طهران وموسكو.
إعلانوخلص إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا وثيقا بين البلدين في القطاع النووي والمناورات المشتركة وإنتاج وتجارة التسليحات، كاشفا عن أن بلاده قامت مؤخرا بتوطين منظومات "إس-300" للدفاع الجوي التي تسلمتها من روسيا لرفع العيوب التي اكتشفتها فيها ولتكون متناسقة مع أنظمتها المحلية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان بین طهران وموسکو
إقرأ أيضاً:
الدفاعات الجوية الإيرانية تعترض صواريخ إسرائيلية فوق مدينة مشهد | فيديو
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، مساء الجمعة، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، في تصعيد جديد ضمن المواجهة المفتوحة بين طهران وتل أبيب.
وأفادت وكالة “مهرر” بأن الدفاعات الجوية تعاملت أيضًا مع أهداف معادية في سماء العاصمة طهران، وسط أجواء من التوتر والترقب.
وبالتزامن مع هذه التطورات، أفادت وكالة "مهر" الإيرانية بسماع دوي ثلاثة انفجارات متتابعة قادمة من شرق طهران، بالتزامن مع تصدي الدفاعات الجوية لأهداف وُصفت بـ"المعادية" في الأجزاء الشرقية والوسطى من العاصمة.
ولم تُعلن الجهات الرسمية حتى الآن تفاصيل دقيقة عن طبيعة الأهداف التي تم اعتراضها أو الأضرار الناجمة عنها.
انظمة الدفاع الجوي الايرانية تحاول اعتراض المقذوفات الاسرائيلية في سماء مشهد على الحدود الشرقية لايران مع افغانستان وتركمانستان. pic.twitter.com/ZDvi66srtw
— ZaidBenjamin زيد بنيامين (@ZaidBenjamin5) June 20, 2025ويأتي هذا الهجوم في إطار التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، والذي تصاعد خلال الأيام الماضية إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء تبادل الضربات المباشرة بين الطرفين.
الحرس الثوري يواصل تنفيذ موجات “الوعد الصادق 3”وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن في وقت سابق الجمعة عن إطلاق الموجة الـ17 من عملية "الوعد الصادق 3"، وهي العملية العسكرية المركبة التي تشمل هجمات صاروخية وطائرات مسيرة ضد أهداف إسرائيلية. وتُعتبر هذه العملية امتدادًا للرد الإيراني على الهجمات التي نفذتها إسرائيل مؤخرًا داخل الأراضي الإيرانية، والتي طالت مواقع عسكرية وأمنية حساسة.
وأكدت مصادر إيرانية أن الضربات الصاروخية والمُسيّرة استهدفت مواقع عسكرية حيوية داخل إسرائيل، وذلك في إطار ما تصفه طهران بحق "الدفاع المشروع" عن النفس والرد على "العدوان الإسرائيلي".
وفي المقابل، أعلن الإسعاف الإسرائيلي أن 17 شخصًا أصيبوا نتيجة سقوط صواريخ إيرانية على عدة مناطق داخل إسرائيل، في أحدث حصيلة للضحايا المدنيين والعسكريين على الجانب الإسرائيلي منذ بدء جولة التصعيد الحالية.
ويُشار إلى أن الأيام الماضية شهدت تصعيدًا كبيرًا في المواجهة بين إيران وإسرائيل، بعدما شنت تل أبيب ضربات جوية استهدفت منشآت نووية وعسكرية إيرانية، كان أبرزها الهجوم على منشأة نطنز النووية، ما دفع طهران للرد عبر عمليات عسكرية وصفتها بـ"الواسعة والمنظمة".
وتصاعدت التحذيرات الدولية خلال الساعات الماضية من احتمال توسع دائرة الصراع ليشمل أطرافًا أخرى إقليمية ودولية. وأعربت عدة عواصم غربية عن قلقها البالغ من استمرار العمليات العسكرية المتبادلة، محذرة من أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى اشتعال حرب إقليمية شاملة.