الثورة نت:
2025-06-23@09:58:58 GMT

أمريكا.. قبلة الضلال ومشنقة الأمم!

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

 

 

لكل من يتشبث بوهم الصداقة الأمريكية، ويعلق آماله على وعد من واشنطن، ويحلم بدعم من البيت الأبيض، أقدم هذه الوقفة المتأملة، لنستقرئ معا سجلات التاريخ، ونتدبر في أحوال الأمم التي وثقت بهذه الدولة، فلم تجنِ إلا الخسائر، ولم تحصد إلا الندامة.
إن مقولة الرئيس الباكستاني الراحل، محمد ضياءالحق، ليست مجرد عبارة عابرة، وإنما هي خلاصة تجربة مرة، وحكمة مستسقاة من واقع معاش، يؤكد أن “أمريكا ليس لها صاحب، ومن يتعامل معها كمن يتعامل مع بائع الفحم؛ لن يناله إلا سواد الوجه واليدين.


هذا التشبيه البليغ، يصور بدقة طبيعة العلاقة مع أمريكا، فهي كبائع الفحم، يغريك بدفئه الظاهر، ويغذي فيك الأمل بالخير القادم، لكنك سرعان ما تكتشف أنك لم تجن إلا السواد، سواد الوجه بالذل والمهانة، وسواد اليدين بالخسران والندامة.
إن التاريخ يا سادة، ليس مجرد قصص تروى، وأحداث تسرد، بل هو مرآة تعكس الحقائق، وميزان يزن الأمور، ودليل يرشد التائهين. فلنقرأ التاريخ بعيون متفتحة، وعقول متنورة، وقلوب واعية، لنستخلص العبر، ونتعلم الدروس، ونتجنب الأخطاء.
ألم نر كيف خذلت أمريكا حلفاءها في كل مكان؟ ألم نر كيف تركتهم يواجهون مصيرهم المظلم، وحدهم؟ ألم نر كيف تآمرت عليهم، ودبرت لهم المكائد، وسلمتهم لأعدائهم؟
وهذا العراق، الذي غزته أمريكا بحجج واهية، ودمرت مدنه، وقتلت أبناءه، ونهبت ثرواته، ثم تركته غارقا في الفوضى والاقتتال، وهذه أفغانستان، التي احتلتها أمريكا لسنوات طويلة، وعاثت فيها فسادا، وأشعلت فتنا، ثم انسحبت منها بخزي وعار، وتركتها تئن تحت وطأة الفقر والتخلف.
وأوكرانيا، كيف عاثت فيها الفساد، وهذه فلسطين، التي تدعم أمريكا احتلالها، وتغطي على جرائم الصهاينة، وتمنحهم الدعم السخي، ليستمروا في قتل الأبرياء، وتهجير السكان، وتدنيس المقدسات.
إن القائمة طويلة ومخزية، تكشف زيف الشعارات الأمريكية، وتظهر الوجه الحقيقي لسياساتها، القائمة على الخداع والمكر، والانتهازية والتآمر.
فإلى متى نستمر في تصديق الأكاذيب؟ وإلى متى نردد الشعارات الجوفاء؟ وإلى متى نعلق آمالنا على قوة غاشمة، لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة؟
ألم يأن الأوان لأن نستيقظ من سباتنا، ونتخلص من أوهامنا، ونعتمد على قدراتنا الذاتية، ونوحد صفوفنا، ونبني مستقبلنا بأيدينا؟ ألم يحن الوقت لأن ندرك أن العزة والكرامة، والنصر والتمكين، لا تأتي من الخارج، وإنما تنبع من الداخل، من قلوب مؤمنة، وعقول متنورة، وأيد متواضعة؟
إن رسالتي واضحة، وصريحة، ومخلصة: أيتها الأمة العربية والإسلامية، كفوا عن التعامل مع بائع الفحم، فإنه لن يعطيكم إلا السواد. وابحثوا عن النور في داخلكم، فهو وحده القادر على أن يضيء طريقكم، ويحقق آمالكم، ويحرر أوطانكم.
وختامًا، فلنتذكر دائما، أنّ أمريكا ليست إلا قبلة للضلال، ومشنقة للأمم، وسجنا للأحرار. فلنعتصم بالله، ولنعتمد على أنفسنا، ولنوحد صفوفنا، ولنبن مستقبلنا بأيدينا، فبذلك فقط نستحق الحياة، ونحقق العزة، وننصر الحق، ونعيد للأمة مجدها الغابر.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة

مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة
#الدكتور_محمود_المساد


إن وجود #الرأس، يعني بلا شك وجود #العقل الذي تراكمت المعرفة به، بما تشتمل عليه من خبرات، ومهارات، واتجاها.ت، وقيم، قادت صاحبها في الغالب إلى قرارات حكيمة، وأشعرته برجولة، وقبول، واعتزاز، بدرجات متفاوتة من شخص لآخر. وفي حال غياب الرأس، يفقد الشخص، أو المجموعة طواعية العقل، والرجولة، والاحترام، مؤثِرًا عليها العار، والخنوع، وفقدان ماء الوجه؛ مع إيهام الآخرين بأنه يفضّل الموت السريريّ إلى حين.
وللتوضيح، فإن هذه المصطلحات الاجتماعية مثل:” ماء الوجه ” تدل على حالة الفرد، أو المجتمع الانفعالية، ودرجة إحساسه بقيمة الرفعة، والاتساق مع قيم المجتمع الإيجابية التي هو عليها. ووفقا لهذه الدرجة ينتزع من الآخر فردا كان، أو جماعة، الاحترام، والتبجيل، أو عكس ذلك.
وفي تقاليد بعض المجتمعات وعاداتهم، فإن تعبير «حفظ ماء الوجه» يعني القيام بعمل ما لتصحيح خطأ، أصاب الشخص، أو المجتمع في شرفه، أو في منزلته الاجتماعية.
كما تدل قيمة” العار ” على أنها حالة الفرد، أو المجتمع الانفعالية التي يشعر معها بالخزي، أو الإحراج الشديد بسبب فعل، أو أو صفة معينة يعدّها المجتمع، أو الشخص نفسه سلبية، أو غير مقبولة؛ لشعور بالدونية والضعف، فغالبًا ما يرتبط ذلك بفقدان الاحترام الذاتي، أو احترام الآخرين، وقد يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي، أو محاولة إخفاء الفعل، أو الصفة المسببة للعار.
وحقيقة، فأنا أغرق يوميا في المراجعة الفكرية لهذه المفاهيم، وأتحسس حالتي الانفعالية المخيّبة للآمال، وأستمع لحالة الآخرين في مجتمعي، وأتعجب من حالة التشابه المفزعة، حينها أتذكر مضامين الآية الكريمة،
“حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” صدق الله العظيم. حينها أدركت ماذا علينا أن نفعل….”وليس هناك بمقدورنا غير ذلك، فنحن في حالة “الموت السريري”!!! وعندها أيقنت وقلت بصوت خافت من أعماق قلبي: الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه.
لا تلوموني يا أصدقائي ، فوالله أنني أشعر بالخجل، وأنا أتحدث عن نفسي لنفسي، وأتوارى عن الناس لكي لا يفضحني بَوحي، وبتُّ أميل لوحدتي وهمّي، مع يقيني التام أن كل الصادقين يشعرون، ويعيشون مع أنفسهم مثلي. لكن أيها الصحب دعونا نعتذر من مجتمع النمل الذي احتمى من جنود سليمان عليه السلام، مع رقة أولئك الجنود الذين قد يدوسون النمل من دون أن يشعروا، فكيف بنا ونحن من يُداسون بالبساطير التي تؤلم رقابنا، وتسدّ أفواهنا عن الكلام، وتمنع أنوفنا من الشمّ، من دون أن ننبس ببنت شفه. نحن حقا نستحق الشفقة!!!
أيها السادة والسيدات، مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة!!!

مقالات ذات صلة قنابل للإقناع: هل ترضخ إيران بضربة وتستكين إسرائيل بخدعة 2025/06/22

مقالات مشابهة

  • وصمة في تاريخ الأمم المتحدة..إيران تتهم أمريكا وإسرائيل بمجلس الأمن وتتوعد بالرد
  • مَنْ لا يَملِكُ رأسًا، لا يحتاجُ إلى قُبَّعة
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • زاخاروفا: إسرائيل الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • برلماني :تدخل أمريكا ضد إيران لصالح إسرائيل خرقًا سافرًا لميثاق الأمم المتحدة
  • ما هي القاذفات الشبحية «بي-2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟
  • “عراقجي”: أمريكا ارتكبت انتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة.. ونحتفظ بحق الرد
  • أسماء الشركات النفطية والشحن والقيادات الحوثية التي طالتها عقوبات أمريكا الأخيرة
  • براد بيت يرفض قبلة شريكته على السجادة الحمراء ويشعل الجدل
  • قبلة مرفوضة على السجادة الحمراء: هل تجاهل براد بيت حبيبته أمام الكاميرات؟"