أوتاوا- وسط تكهنات ترجح حظوظ الحاكم السابق لبنك كندا وإنجلترا مارك كارني بالفوز، يترقب الكنديون انتخاب الحزب الليبرالي، مساء اليوم الأحد، قائدا جديدا خلفا لرئيس الوزراء جاستن ترودو الذي استقال من قيادة الحزب الحاكم ورئاسة الحكومة، في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، مع البقاء في المنصب لتسيير الأعمال لحين اختيار خلفه.

ويرى مراقبون أن المشكلات الاقتصادية الراهنة والتأثيرات المحتملة لفرض الضرائب الجمركية الأميركية، في حال إقرارها بشكل نهائي في الثاني من أبريل/نيسان المقبل، تجعل المرشح كارني رجل المرحلة في كندا، وذلك بالاستناد إلى "خبرته ودوره" في تجاوز بلاده الأزمة المالية العالمية في 2008.

وتأتي انتخابات قيادة الحزب الليبرالي بعد أيام من تنظيم انتخابات مبكرة شهدتها مقاطعة أونتاريو، وأسفرت عن فوز المحافظين بالأغلبية للمرة الثالثة على التوالي بواقع 80 عضوا برلمانيا من أصل 124، و27 للديمقراطيين الجدد، و14 لليبراليين.

تراجع الشعبية

وكان ترودو قد استقال من قيادة الحزب ورئاسة الحكومة بعد تراجع شعبية حزبه أمام المحافظين، وتزايد المطالبات بتنحيه وتنظيم انتخابات مبكرة، إضافة إلى تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية قدرها 25%، وعرضه ضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51 .

إعلان

وخلال الشهرين الماضيين، كثف ترودو جهوده لمواجهة ما وصفه بتهديدات ترامب من خلال اتباع دبلوماسية التفاوض مع الخصم والتلويح بالرد المماثل في الوقت نفسه، إلى جانب خطابه الذي استهدف الشعب الأميركي من أجل إقناعهم بأن "سبب توتر العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين" -حسب قوله- هو ترامب.

ومن المتوقع أن يتنافس 4 مرشحين على قيادة الحزب الليبرالي، وهم كالآتي:

مارك كارني (59 عاما): الحاكم السابق لبنك كندا، وشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، واستعرض في حملته الانتخابية خبرته الاقتصادية وخططه لإنعاش الاقتصاد استنادا إلى خبرته في هذا المجال. وتولى قيادة بنك إنجلترا. وخلال حملته الأخيرة واجه تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية بتهديدات مماثلة وبرسوم انتقامية، مؤكدا أن الأميركيين سيتضررون أكثر من الكنديين في حال تنفيذ تبادل الضرائب بين البلدين. كريستيا فريلاند (56 عاما): نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، استقالت أواخر العام المنصرم في خطوة أثارت تكهنات واسعة بأنها ستبدأ حملتها الخاصة لقيادة الحزب. حظيت بمسيرة مهنية ناجحة في عالم الصحافة، وانضمت إلى فريق ترودو عام 2013، وأدت أدوارا مهمة في حل العديد من القضايا لا سيما في التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لشمال أميركا خلال الإدارة الأولى لترامب. كارينا جولد (38 عاما): زعيمة مجلس النواب السابقة، وتولت أيضا وزارات الأسرة والطفل والتنمية الاجتماعية، والتنمية الدولية، والمؤسسات الديمقراطية. وصفت نفسها بأصغر امرأة تشغل منصب وزيرة في البلاد. وفي حملتها الانتخابية لقيادة الحزب حددت أولويتها، بمعالجة الخلاف التجاري بين كندا والولايات المتحدة، كما دعت إلى اتخاذ موقف صارم تجاه ترامب. فرانك بايلس (62 عاما): رجل أعمال من مونتريال، شغل عضوية في البرلمان خلال 2015-2019. وفي فبراير/شباط الماضي كشف عن اقتراح لإنشاء خطي أنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى الأسواق الدولية في أوروبا وآسيا لتقليل الاعتماد على واشنطن، وشدد على الحاجة إلى تنويع الشركاء التجاريين وعدم الاعتماد على دولة واحدة. إعلان

القضية الفلسطينية

عقب إعلان ترودو استقالته، تساءل تقرير للجزيرة نت عن أي دور للقضية الفلسطينية وملف الهجرة في أسباب الاستقالة من خلال الإشارة إلى أمور منها تصويت مجلس العموم الكندي، في مارس/آذار 2024، على قرار لإيقاف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية في غزة.

وبدا مرشحو الحزب الليبرالي، في مناظرتهم الأسبوع الماضي باللغة الفرنسية، حذرين من أي تعاطف مع فلسطين، وتجلى ذلك حين أعرب المرشح كارني "خطأ" عن تأييده لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قاصدا رفضه لها، قبل أن يبادر إلى التوضيح والتصحيح بتنبيه من المرشحة فريلاند.

وأكدت فريلاند في تصريحات إعلامية بعد المناظرة أن سياسة الحزب صارمة تجاه حركة المقاومة الفلسطينية وأنها تعرف مواقف كارني في هذا الصدد، قبل أن تشير إلى خطورة ما يمكن أن يتسبب فيه خطأ من هذا النوع لحزبها أمام أنصاره.

محاور

وركزت المناظرة على محاور أبرزها العلاقات الكندية الأميركية وما شابها من توتر منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، والرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الكندية.

وفي حين سلط أنصار حزب المحافظين الضوء على ما سموه ضعف المرشح كارني في اللغة الفرنسية، منتقدين إياه على منصات التواصل الاجتماعي، يشدد كارني على أن زعيم حزب المحافظين بيير بواليفيير لا يتمتع بكفاءة تؤهله لمواجهة تهديدات ترامب وقيادة كندا في مرحلتها الراهنة.

يذكر أن ترودو أكد -في بيان استقالته- أنه سيقوم بتسيير الأعمال لحين اختيار خليفته، لكنه أشار في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي إلى أن هذا الأمر سيتم حسمه من خلال محادثة بينه وبين الزعيم الجديد للحزب لتحديد الفترة اللازمة للانتقال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الحزب اللیبرالی قیادة الحزب

إقرأ أيضاً:

فصل الجيش عن الحزب والحركة

حيدر المكاشفي

خلال زيارته للمملكة العربية السعودية في اطار جولته الخليجية التي شملت الى جانب المملكة كل من دولتي الامارات وقطر، وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة كانتا من الرعاة الرئيسيين لمبادرة جدة لوقف الحرب في السودان، إلا أن زيارة ترامب لم تتضمن أي تصريحات أو مبادرات جديدة بخصوص الأزمة السودانية. لم يُذكر السودان في الخطابات الرسمية أو المؤتمرات الصحفية، فيما عدا تلك الاشارة المعممة التي وردت على لسان ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والتي جاء فيها (سنواصل جهودنا  لإنهاء الأزمة في السودان من خلال منبر جدة والذي يحظى برعاية سعودية أميركية)، فهل بناءً على ما سبق، يمكن القول إن زيارة ترامب إلى الخليج تجاوزت فعلياً ملف الحرب في السودان، حيث لم يتم التطرق إليه بشكل علني أو ضمن جدول الأعمال المعلن مما يشير إلى أن الأزمة السودانية لم تكن ضمن أولويات هذه الجولة الدبلوماسية..شخصياً و بعدد من الشواهد لا اعتقد أن إدارة ترامب تجاهلت تماماً وكلياً أزمة حرب السودان الكارثية، فادارة ترامب في فترة رئاسته الاولى هي من قدمت قانون (حماية الانتقال الديمقراطي)، الذي تضمن عدداً من الحوافز، في سياسة يمكن وصفها بسياسة العصا والجزرة، ومعلوم أيضاً ان سياسة ترامب منذ ولايته الاولى تعمد الى تجاهل المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وتحويل السياسة الأميركية في المنطقة إلى تحالفات مع دول معينة مثل السعودية، مصر، والإمارات وقطر لتدير هي ملفات، منها مثلاً ملف السودان الموكل الى المملكة العربية السعودية بحسب تصريحات ولي العهد السعودي، كما أن نهج إدارة ترامب الممتد حتى الآن منذ ولايته الأولى واتضح جليا في زيارته الحالية للدول الخليجية، انها تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية هي تعزيز العلاقات الاقتصادية، وضمان فعالية المساعدات الأميركية من خلال تقليص الإنفاق غير الفعّال، ومكافحة التشدد والتطرف وإنهاء الحروب، وطالما ان ملف حرب السودان أوكل تماماً للمملكة  العربية السعودية لم يعد ترامب بحاجة للاشارة اليه وترك أمره لولي العهد السعودي الذي أشار اليه في حديثه الذي نقلناه عنه، ولكن هب ان ترامب تدخل مباشرة في ملف حرب السودان وملأ الميديا بالتصريحات، فما عساه ان يفعل غير محاولة حمل الطرفين المتقاتلين للتفاوض، فمن المستبعد جداً ان يتدخل بصورة سافرة لانهاء الحرب كأن يفرض حظر على الطيران أو ارسال قوات للفصل بين المتقاتلين أو اي إجراء عسكري آخر..

المشكلة اذن ليست هي عدم اشارة ترامب لحرب السودان، وانما المشكلة في طرفي الحرب انفسهم وبالذات في قيادة الجيش التي يمكن ان نستلف لقب (مستر نو) من السيد عبدالواحد محمد احمد النور ونخلعه على قيادة الجيش التي صارت بالفعل (مستر نو)، برفضها لكل المنابر التي اتيحت للتداول حول الازمة، بل حتى المنبر الذي شاركت فيه وتوصل لتفاهمات مبدئية بين الفريق كباشي وعبدالرحيم دقلو في العاصمة البحرينية المنامة، تنصلت عنه قيادة الجيش ووأدته في مهده، والملاحظ هنا ان قيادة الجيش مرتهنة تماماً للوبي البلابسة وعلى وجه الخصوص جماعة الكيزان، فكلما تسربت اخبار عن لقاء يجمع طرفي الحرب، تجد هذه الجماعة سارعت لشن حملة شعواء ضده، فتسارع بدورها قيادة الجيش ليس لنفي التسريب فحسب بل والتأكيد على استمرار الحرب حتى القضاء على المليشيا، ولا تفسير لذلك سوى ان قيادة الجيش واقعة تماماً تحت تأثير وقبضة الكيزان ولا تملك الارادة الحقيقية للمضي في أية فرص تفاوض تلوح في الافق، وما لم تتحرر قيادة الجيش من الهيمنة والسيطرة الكيزانية وتمتلك ارادة نفسها سيظل الحال كما هو عليه، وبالطبع لن تتحرر قيادة الجيش من قبضة الكيزان مالم يتم فصل الجيش عن الحزب والحركة ونعني بهما حزب المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية، ومعلوم ان هذين (الحاءين) الحزب والحركة ما فعلاه بالدولة منذ استلام الاخيرة للسلطة عبر انقلابها المشؤوم، فهما لم يسيطرا على الجيش فقط بل جعلوا من الحزب والحركة والدولة شيئاً واحداً، تماهت السلطة في الحزب وتمدد الحزب في السلطة، ووضع الدولة في خدمة الحزب، رئيس الدولة هو رئيس الحزب، ومساعد الرئيس في القصر هو نائب الرئيس في الحزب، والوالي هو رئيس الحزب في الولاية، ووزير الوزارة الفلانية هو أمين القطاع العلاني في الحزب وهكذا دواليك، كل الدولة في جوف الحزب بما في ذلك الــ… والــ… والــ… مما تعدون وتعرفون من مؤسسات وهيئات يتشكل منها قوام أي دولة، وباختصار وضع الحزب الدولة رهينة له ورهن إشارته من قمة جهازها التنفيذي وإلى أصغر وحدة محلية، وأحكم عليها الخناق تحت إبطه، لا فاصل بين الانتماء السياسي للحزب والحركة والانتماء العام للمنصب، ذاك هو هذا، وهذا هو ذاك، فلا تدري ما الذي يفعله من أجل الحزب، وما الذي يفعله من أجل المنصب، فقد اختلط حابل الدولة بنابل الحزب، حتى صار السودان كله من أقصاه إلى أقصاه رهينة بين يديه، وجعل ما فيه ومن فيه مثل خادم الفكي كلهم مجبورون قسرا على خدمته، يسوقهم حيث ما شاء ويطبق عليهم ما يشاء بالقوة والقهر والجبروت حيناً ولا يريهم إلا ما يرى، ولا يسمع إلا ما يطربه، وبالجزرة والإغراء والملاطفة حيناً آخر، ورغم ان لجنة ازالة التمكين التي تكونت بعد ثورة ديسمبر سعت لتعديل هذا الوضع المقلوب والصورة الشائهة للدولة، بإنهاء دولة الحزب لصالح دولة الوطن بفصل الحزب عن الدولة وتخليص رقبتها من تحت إبطه، إلا ان انقلاب اكتوبر2021 الذي نفذته قيادتي الجيش والدعم السريع قبل ان تكتشف الاخيرة نوايا الانقلاب الحقيقية وتتبرأ منه، حيث وضح ان الهدف الرئيس للانقلاب كان القضاء على الثورة وإعادة الكيزان للسلطة، وهذا هو المشهد الماثل حتى الآن منذ انقلاب اكتوبر اذ ماتزال قيادة الجيش تحت إبط الحزب والحركة..

 

 

 

الوسومحيدر المكاشفي

مقالات مشابهة

  • كندا تدرس الانضمام إلى القبة الذهبية.. وترامب يتعهد بجاهزيتها
  • كندا تبحث الانضمام لمشروع "القبة الذهبية" الأمريكي
  • قرار أمريكي باستبعاد شخصيات بارزة من قيادة المؤتمر الشعبي العام جناح التحالف (الأسماء)
  • حزب الجبهة الوطنية يطلق قافلة طبية شاملة إلى وراق العرب .. صور
  • هل يستطيع مارك كارني إنقاذ الاقتصاد الكندي؟
  • الجبهة الوطنية تُفعّل دورها المجتمعي وتُطلق أمانة الحماية الاجتماعية
  • بنك ظفار يستعرض الإنجازات في "تقرير الاستدامة" للعام الماضي
  • فصل الجيش عن الحزب والحركة
  • الحزب الحاكم في البرتغال يفوز بالانتخابات دون الظفر بالأغلبية
  • أمين حماة الوطن: نسعى لتعزيز دور المرأة في المجتمع المطروحى