خسائر بالمليارات.. الكوارث المناخية تضرب العالم بقوة
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
تضرب الكوارث المناخية العالم بقوة متزايدة، متسببة في أضرار جسيمة عبر القارات، وخسائر بالمليارات. فالجفاف، وموجات الحر، والأمطار الغزيرة تؤدي إلى نتائج كارثية، كما حدث في ولاية كارولاينا الجنوبية، حيث تسببت الرياح والظروف الجافة في اندلاع أكثر من 100 حريق غابات خلال عطلة نهاية أسبوع واحدة.
وفي عام 2024، تجاوزت تكلفة عشرة من أكثر الكوارث المناخية ضررًا 229 مليار دولار، وأودت بحياة 2000 شخص.
ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب وانتشار التقلبات الجوية، فإن الأحداث المناخية المركبة على وشك إحداث دمار أكبر: فقد توقعت دراسة نشرت العام الماضي في مجلة نيتشر أن الأضرار المناخية قد تكلف الاقتصاد العالمي 38 تريليون دولار (بأسعار عام 2005) سنويًا بحلول منتصف القرن.
ونقلت شبكة «بلومبرج» عن ديبوراه بروسنان، عالمة المخاطر المناخية التي ترأس شركة ديبوراه بروسنان وشركاه، إن حرائق لوس أنجلوس توضح بوضوح خطورة الأحداث المناخية المتعددة التي تؤدي إلى كارثة أكبر.
واندلعت حرائق باليساديس وإيتون وغيرها بعد أن شهدت الولاية شتاءين متتاليين من الأمطار الوفيرة التي سمحت بنمو النباتات بكثرة. كان العام الماضي أحد أكثر الأعوام دفئًا في كاليفورنيا على الإطلاق، مما أدى إلى جفاف تلك النباتات وبداية جفاف مفاجئ في النصف الجنوبي من الولاية. وانتشر الجفاف من حوالي 17% من الولاية في أواخر ديسمبر إلى ما يقرب من 32% في أوائل يناير عندما بدأت الحرائق.
وقالت بروسنان: «شهدت لوس أنجلوس حرائق عادية، ولكن مع تفاقم الجفاف المطول وارتفاع درجات الحرارة - وكلاهما مرتبط بتغير المناخ - كانت النتيجة أسوأ».
قد يكون التوصل إلى التكاليف المباشرة للأحداث المتتالية أمرًا صعبًا لأن الأضرار غالبًا ما يتم إحصاؤها من خلال العواصف أو الحرائق الفردية. أطلقت حرائق كاليفورنيا أضرارًا من المتوقع أن تصل إلى 164 مليار دولار. وبالمقارنة، فإن الخسائر المالية للجفاف الذي سبقها لم تظهر بعد في أي تقييمات حكومية أمريكية. لم ينته الحدث المركب بمجرد إخماد الحرائق أيضًا: فقد شهدت المنطقة أمطارًا غزيرة تتساقط على الأراضي المتضررة من الحرائق، مما أدى إلى انهيارات طينية.
وحدث موقف مماثل في أستراليا، حيث أعقب الجفاف من عام 2017 إلى عام 2019 حرائق الصيف الأسود في عامي 2019 و2020 والتي بلغت مطالبات التأمين عليها ما يصل إلى 1.5 مليار دولار.
وقال دوج ريتشاردسون، عالم أبحاث الطقس والمناخ في جامعة نيو ساوث ويلز، إن الأحداث المركبة لها تأثيرات كبيرة وهي نادرة نسبيًا، مما يجعل من الصعب البحث فيها.
اقرأ أيضاًحالة الطقس اليوم: ارتفاع في درجات الحرارة والعظمى بالقاهرة تسجل 23 درجة
ارتفاع درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الأحد 9 مارس 2025
مائل للدفء نهارا.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد 9 مارس 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: المناخ التغيرات المناخية كاليفورنيا لوس أنجلوس الكوارث المناخية حرائق كاليفورنيا ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
خسائر بمليار دولار تدفع ماليزيا لمطاردة معدّني البتكوين
في قلب ماليزيا، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع السرقة، تدور معركة غير تقليدية بين السلطات وعمال تعدين "البيتكوين" الذين سرقوا كهرباء بقيمة تتجاوز المليار دولار.
في مطاردة أشبه بفيلم أكشن، لكن خلفها واقع اقتصادي وأمني يهدد البنية التحتية للبلاد، تحلق الطائرات المسيّرة فوق المباني المهجورة بحثًا عن حرارة مشبوهة، وعلى الأرض، يحمل رجال الشرطة أجهزة استشعار محمولة تكشف عن استخدام غير طبيعي للطاقة.
وأحيانًا تكون المطاردة أكثر بدائية.. حيث يتلقى الضباط بلاغات من سكان عن أصوات طيور غريبة، ليكتشفوا لاحقًا أن هذه الأصوات مجرد تسجيلات طبيعية لإخفاء ضجيج آلات التعدين خلف الأبواب المغلقة.
هذه الأدوات تشكّل شبكة مراقبة متنقلة لملاحقة عمال تعدين "البتكوين" غير الشرعيين.
المعدّنون الذين يتم تعقبهم حذرون للغاية؛ ينتقلون من واجهات المحلات الفارغة إلى المنازل المهجورة، ويثبتون دروعًا حرارية لإخفاء توهّج أجهزتهم، ويجهّزون المداخل بكاميرات مراقبة وأنظمة أمنية مشددة وحتى زجاج مكسور لردع أي زائر غير مرغوب فيه.
إنها لعبة القط والفأر بين عمال التعدين والسلطات الماليزية، التي سجّلت نحو 14 ألف موقع تعدين غير قانوني خلال السنوات الخمس الماضية.
ووفقًا لوزارة الطاقة، تسببت سرقات الكهرباء في خسائر تقدّر بنحو 1.1 مليار دولار لشركة الطاقة الحكومية (TNB) خلال تلك الفترة.
والأسوأ أن الظاهرة تتسارع؛ فبحلول أوائل أكتوبر، ومع وصول "البتكوين" إلى مستويات قياسية قبل أن ينهار بأكثر من 30% ثم يرتد مجددًا، سجّلت السلطات نحو 3 آلاف حالة سرقة كهرباء مرتبطة بالتعدين.
الآن، ماليزيا تصعّد المواجهة. ففي 19 نوفمبر، أعلنت الحكومة عن تشكيل لجنة خاصة مشتركة تضم وزارة المالية والبنك المركزي الماليزي وشركة TNB، بهدف تنسيق حملة صارمة ضد المشغلين غير الشرعيين.
وبحسب وكالة بلومبرغ نيوز، قال أكمل نصر الله محمد ناصر، نائب وزير التحول في الطاقة والمياه ورئيس اللجنة: "الخطر لم يعد مجرد سرقة، بل يمكن أن يؤدي إلى تدمير منشآتنا. الأمر أصبح تحديًا لنظامنا".
تعدين "البتكوين" هو منافسة تعتمد على القوة الحسابية الهائلة؛ صفوف من أجهزة متخصصة تُعرف بـ"الريغز" تنفذ تريليونات العمليات الحسابية في الثانية لتأكيد المعاملات، وعند النجاح يحصل المعدّنون على عملات.
إنه نشاط ضخم؛ عالميًا يستهلك تعدين "البتكوين" كهرباء أكثر من إجمالي استهلاك جنوب إفريقيا أو تايلاند.
وتشير بيانات مركز كامبريدج للتمويل البديل إلى أن أكثر من 75% من هذا النشاط يتم في الولايات المتحدة. أما حصة ماليزيا فهي أقل وضوحًا؛ ففي يناير 2022 شكّلت 2.5% من القوة الحسابية العالمية، لكن لم تُنشر بيانات محدثة منذ ذلك الحين.
ما هو واضح أن المعدّنين في ماليزيا بارعون في استغلال المساحات غير التقليدية.
يُذكر أن تعدين "البتكوين" في ماليزيا قانوني بشرط الحصول على الطاقة بشكل مشروع ودفع الضرائب.
لكن أكمل ناصر، الذي شارك في عدة مداهمات العام الماضي، غير مقتنع. ففي الاجتماع الأول للجنة الخاصة في 25 نوفمبر، ناقش الأعضاء إمكانية التوصية بحظر التعدين نهائيًا.
وأضاف: "حتى لو تم تشغيله بشكل قانوني، المشكلة أن السوق متقلب للغاية. لا أرى أي عملية تعدين منظمة يمكن اعتبارها ناجحة قانونيًا".
وذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى أن العدد الكبير لمواقع التعدين غير الشرعية وأنماط سلوك القائمين عليها تدل على تورط الجريمة المنظمة.
وقال: "من الواضح أن الأمر تديره شبكات إجرامية، بسبب قدرتهم على التنقل من موقع إلى آخر. لديهم أسلوب عمل واضح".