تنمية واستدامة المجتمعات الريفية.. انطلاق بازار ريف في واجهة روشن
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
البلاد – الرياض
تنطلق يوم الخميس المقبل فعاليات “بازار ريف”، الذي ينظمه برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة “ريف السعودية” في واجهة روشن بالرياض؛ لدعم وتحفيز الأسر الريفية المنتجة، من خلال تسليط الضوء على منتجاتها الزراعية المحلية، والحرف التقليدية التي تحكي عبرها، أصالة التراث السعودي، وإبداع الأسر في عكس التنوع الثقافي الفريد لكل منطقة.
وتشتمل الفعاليات التي تستمر على مدار (10) أيام، على أنشطة متنوعة تلبي اهتمامات الزوار، من عروض للحِرف اليدوية، وتذوق المنتجات الريفية، إلى جانب الاستمتاع بالأجواء الرمضانية الخاصة، التي تعكس جوانب من التراث والثقافة السعودية.
وأوضح مساعد الأمين العام لبرنامج “ريف السعودية” للإعلام والاتصال ماجد البريكان، أن فعالية “بازار ريف” تأتي ضمن جهود البرنامج لدعم وتمكين الأسر الريفية المنتجة والحرفيين، وتقديم مبادرات تهدف إلى تطوير المجتمعات الريفية، ورفع جودة الإنتاج المحلي، وفتح آفاق أوسع لتسويق منتجاتهم المحلية.
وأشار إلى أن فعالية “بازار ريف”، تُعد فرصة فريدة لتسليط الضوء على الحرف التقليدية، والمنتجات الزراعية المحلية، التي تميز مختلف مناطق المملكة، وتجمع بين أصالة الحرف اليدوية التقليدية، وجودة المنتجات الريفية، التي تعكس تنوع وإبداع الريف السعودي، كما توفر منصة مثالية لعرض المنتجات الريفية، وتعريف الزوار بجودة وإبداع الإنتاج المحلي، مما يسهم في تعزيز الاستدامة الزراعية وتنمية المجتمعات الريفية.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محمد أكرم دياب يكتب: أسلحة إسرائيل الخفية – “هدم المجتمعات"
"الحرب لم تعد بالبندقية فقط، بل بالفكرة"، ربما تدرك إسرائيل هذه القاعدة أكثر من أي كيان آخر، ولذلك وضعت خطة طويلة الأمد لاجتياح العقول قبل الأوطان. فمنذ إعلانها عام 1948، وهي لا تكتفي بالتوسع الجغرافي، بل تتقن التمدد الناعم داخل المجتمعات. وبعد هزيمتها في حرب أكتوبر،اويمكن ان نوصفها بهزيمتها الوحيدة والكبرى في الشرق الأوسط، تحوّلت استراتيجيتها من المواجهة المباشرة إلى إنهاك الخصوم من الداخل، عبر أدوات أقل صخبًا وأكثر تأثيرًا.
في مساء عادي، قد لا يدرك كثيرون أن ما يشاهدونه، أو ما ينتشر في الشارع من مواد مخدرة، هو جزء من مخطط محكم لبناء بيئة منهكة نفسيًا وثقافيًا. انتشرت خلال العقد الأخير أنواع جديدة من المخدرات مثل الكبتاجون والهيدرو، مواد رخيصة وسهلة الصنع، ويُعتقد أن خطوط إنتاجها تمتد إلى جهات مرتبطة بإسرائيل أو تمر عبر أراضيها. الهدف واضح: ضرب وعي الأجيال، تمزيق الإدراك، وتفكيك المجتمعات بهدوء.
ثم يأتي الفن، المنصة التي ما دام كانت ساحة ناعمة للصراع. عبر محتوى موجه على منصات مثل نتفليكس، شاركت إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج أعمال تُجمّل صورتها، وتُظهرها كدولة الحرية والديمقراطية، مقابل تشويه صورة العرب، وخصوصًا الفلسطينيين، مع تمرير ثقافات دخيلة مثل الشذوذ وتزييف الحقائق التاريخية. عمل فني واحد قد يترك تأثيرًا أقوى من خطاب سياسي طويل، وهذا ما تفهمه إسرائيل جيدًا.
ولم تكتفِ بذلك، بل وجدت في مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لتسويق روايتها. حسابات ناطقة بالعربية بدأت في ضخ محتوى يُظهر إسرائيل كدولة متقدمة تحب السلام، وينشر صورًا لأطباء إسرائيليين ينقذون أطفالًا، أو جنود يوزعون الحلوى، أو حتى وصفات أكل وموسيقى مشتركة مع العرب. كل ذلك لصناعة وهم أن إسرائيل دولة “عادية”، يمكن أن تكون صديقة، وأن العداء معها مجرد إرث قديم يجب مراجعته. التسويق الناعم للعدو، بلغة مألوفة وبوجوه مبتسمة، كان ولا يزال من أخطر ما فعلته تل أبيب خلال العقد الأخير.
وما قبل اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، كانت إسرائيل تُسرّع من خطوات التطبيع مع عدة دول عربية، وتُرتب علنًا لاتفاقيات تجارية وأمنية وسياحية تُنهي مرحلة العداء. كانت تسعى لتقديم نفسها كـ”شريك طبيعي” في المنطقة، يملك مفاتيح التكنولوجيا والسلام. لكن فجأة، اندلعت الحرب. ومع توالي الأحداث، بدأ يظهر أن توقيتها لم يكن محض صدفة، بل حلقة في مسلسل مرسوم بدقة. فكلما اقتربت من الوصول لمرحلة “القبول الكامل”، اشتعلت مواجهة تُعيد تشكيل الصورة وتُعيد خلط الأوراق، لكن ضمن إطار مخطط لا عشوائية فيه. حرب غزة الأخيرة لم تكن رد فعل، بل خطوة محسوبة ضمن مشروع الهيمنة على المنطقة نفسيًا وعسكريًا وسياسيًا.
المثال الأوضح على هذا التسلل الناعم كان مسلسل “طهران”، إنتاج درامي يعرض قصة عميلة موساد تتسلل إلى إيران. ورغم أنه يبدو مجرد عمل فني، إلا أن تسلسل الأحداث، وطبيعة المهام، تتطابق بشكل مدهش مع عمليات وقعت فعلًا داخل إيران خلال السنوات الأخيرة. هنا لا يكون العمل مجرد دراما، بل شفرة استخباراتية، ورسالة موجهة ومسبقة التوقيت.
نحن أمام مشروع لم يعد نظريًا، بل قائم، يستهدف لا الجيوش، بل العقول. والمجتمعات التي لا تملك وعيًا حقيقيًا ولا درعًا ثقافيًا ستسقط دون أن تطلق فيها رصاصة واحدة، ومصر حتى اليوم صامدة بفضل أجهزتها الاستخباراتية ويقظتها، لكن المعركة ما زالت طويلة، والعدو أكثر دهاءً مما يبدو.