لجريدة عمان:
2025-05-08@11:27:03 GMT

الفوائد الصحية للإدماج المالي

تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT

يفتقر ما لا يقل عن نصف سكان العالم إلى القدرة على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وتدفع نفقات الرعاية الصحية ما يقرب من 100 مليون شخص إلى الفقر المدقع كل عام. إن كيفية توزيع الموارد النادرة أمر مهم، وهناك أسباب وجيهة تجعلنا نعتقد أن التمويل من الممكن أن يلعب دوراً حاسماً في معالجة هذا التحدي. فقد أطلقت أكثر من ستين دولة استراتيجيات وطنية للشمول المالي، وتحرص البحوث الأكاديمية على فهم تأثير هذه الاستراتيجيات.

حتى وقت قريب، لم يكن هناك أي دليل على أن التمويل يمكن أن يحدث فرقا كبيرا في مجال الصحة. لم تُبين التجارب المعاشة من قبل الأسر مثل حسابات التوفير والائتمان والتأمين الصحي أي آثار. ولكن من الأهمية بمكان أن هذه الدراسات لم تدرس جوانب مهمة طويلة الأجل وواسعة النطاق من العمل المصرفي، ولم تأخذ بعين الاعتبار المنتجات والخدمات المالية المقدمة للشركات ومقدمي الرعاية الصحية. في دراسة حديثة، استخدمت تجربة طبيعية أدخلت التباين في حضور البنوك في الهند لتقييم التأثيرات المترتبة على تحسين الشمول المالي على المستوى الوطني، على مدى عشر سنوات، وعلى مختلف الجهات الفاعلة في السوق. وعلى النقيض من الأبحاث السابقة، وجدت تحسينات كبيرة في صحة الأسر.

في عام 2005، قدم بنك الاحتياطي الهندي (RBI) سياسة لتحفيز البنوك على فتح فروع جديدة في المناطق المحرومة في جميع أنحاء البلاد. وبعد خمس سنوات، ارتفع عدد فروع البنوك في هذه المناطق بنسبة 19%. والأهم من ذلك هو أن مَسحَين تمثيليين على صعيد الأسرة على المستوى الوطني أظهرا تحسنًا في الصحة في هذه المناطق مقارنة بالمناطق المماثلة التي لم يتم تطبيق هذه السياسة فيها. وتُظهِر دراسة التنمية البشرية الهندية، التي أجريت بعد ست سنوات من دخول سياسة بنك الاحتياطي الهندي حيز التنفيذ، أن الأسر في المناطق التي تشهد حضوراً متزايداً للبنوك كانت أقل عرضة بنسبة 36% للإصابة بأمراض غير مزمنة مثل الحمى أو الإسهال.

وعلى نحو مماثل، يُظهِر المسح الديموغرافي والصحي، الذي أجري بعد عشر سنوات من تنفيذ هذه السياسة، ارتفاع معدلات التطعيم وانخفاض المخاطر المرتبطة بالحمل في هذه المناطق. كما أدى انخفاض معدلات الإصابة بالمرض إلى تحسين النتائج الاقتصادية المرتبطة بالصحة: يُظهِر مؤشر التنمية البشرية أن الأسر تغيبت عن المدارس والعمل بشكل أقل بسبب المرض وتكبدت نفقات طبية أقل بشكل كبير. من المحتمل أن ثلاث آليات لعبت دورًا في تحسين النتائج الصحية. فبادئ ذي بدء، قدمت البنوك الائتمان للشركات المحلية، مما سمح للأسر بكسب المزيد والاستثمار بشكل أكبر في الصحة.

ثانياً، تشير البيانات إلى أن الأسر تمكنت بشكل مباشر من الوصول إلى الخدمات المالية. وقاموا بإنشاء حسابات ادخار، والأهم من ذلك، أنهم تمكنوا من شراء التأمين الصحي. وفي الهند ــ كما هي الحال في أكثر من نصف البلدان النامية ــ تبيع البنوك المحلية وثائق التأمين الصحي لعملائها، وتعمل كوسيط لشركات التأمين في المدن الكبرى. وهذا يختلف بشكل حاد عن معظم البلدان المتقدمة، حيث يتم شراء التأمين الصحي مباشرة فقط من شركات التأمين أو الحصول عليه من البرامج الحكومية.

وأخيرا، تمكن مقدمو الرعاية الصحية من الوصول إلى الائتمان. وبعد ثماني سنوات من تنفيذ سياسة بنك الاحتياطي الهندي، ارتفع عدد المستشفيات العاملة في المناطق المحفزة بنسبة 140%، وكان مقدمو الخدمات أكثر ميلاً إلى الإبلاغ عن القروض المؤسسية باعتبارها المصدر الرئيسي للتمويل. كما أبلغت الأسر المحلية عن مشاكل أقل فيما يتعلق بإمدادات الرعاية الصحية. أخذ صناع السياسات على محمل الجد أهمية توسيع الائتمان لمقدمي الرعاية الصحية: في مايو 2021، خلال أزمة كوفيد-19، قدم بنك الاحتياطي الهندي 6.78 مليار دولار في هيئة ائتمان يسهل الوصول إليه للقطاع.

إن التأثيرات الجوهرية للتمويل على الصحة في هذه التجربة الطبيعية أكثر وضوحًا مما كانت عليه في التجارب السابقة. إن استكشاف التمويل باستخدام تجربة طبيعية له ميزتان إضافيتان مهمتان. فأولا، يسمح لنا هذا برصد تأثيرات التوازن العام: إذ تشير الأدلة إلى تحفيز العرض والطلب في سوق الرعاية الصحية، وهو ما من شأنه أن يخلق حلقة حميدة. ثانيًا، يمكن للمرء استكشاف التأثيرات على نطاق أوسع على مدار فترة زمنية أطول.

ومن الممكن أن يساعد التواجد المتزايد للبنوك أيضًا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة الأخرى للتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ونظراً للعلاقة بين تحسين القدرة على الوصول إلى فروع البنوك وانخفاض عدد حالات الغياب عن المدارس بسبب المرض، فإن التعليم يشكل أحد مجالات السياسة التي يمكن أن تكون قابلة لجهود الشمول المالي. إن السماح للأسر باستثمار المزيد في التعليم وتوفير الائتمان لإنشاء مدارس وبرامج تدريب جديدة من شأنه أن يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل. إن نجاح سياسة بنك الاحتياطي الهندي يبشر بالخير بالنسبة لصناع السياسات في البلدان النامية الذين يسعون إلى تحسين النتائج الصحية. كما أنه يستدعي المزيد من الدراسة حول كيفية تأثير التدخلات المماثلة على الطلب والعرض في الأسواق الأخرى. ومن الممكن أن تؤدي الحوافز السياسية الرامية إلى زيادة عدد فروع البنوك في المناطق المحرومة إلى نتائج مجتمعية إيجابية متعددة في نهاية المطاف، بما يتجاوز تحسن المؤشرات الصحية.

• كيم في كريمر أستاذة مساعدة في كلية لندن للاقتصاد، تدرس التمويل الأسري في البلدان النامية. حصلت على درجة الدكتوراة من كلية كولومبيا للأعمال وحصلت على منحة بحثية من مركز سانفورد سي بيرنشتاين وشركاه للقيادة والأخلاق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرعایة الصحیة التأمین الصحی فی المناطق الوصول إلى فی هذه

إقرأ أيضاً:

مسابقة التطبيقات البرمجية لتعزيز الرعاية الصحية… ورشة عمل تعريفية في جامعة حمص

حمص-سانا

نظمت كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة حمص بالتعاون مع كلية الطب البشري وحاضنة المعلومات والاتصالات بالجمعية العلمية للمعلوماتية اليوم ورشة عمل تعريفية حول مسابقة التطبيقات البرمجية لتعزيز الرعاية الصحية في قاعة السيمنار بكلية الطب البشري، بحضور مجموعة من طلاب كلية الهندسة المعلوماتية والكليات الطبية.

وتطرقت الورشة لعدة محاور منها، أهمية التشاركية بين الطّب والمعلوماتية لإنشاء تطبيقات تعزز الرعاية الصحية، وأشهر البرمجيات والتطبيقات المستخدمة في قطاع الرعاية الصحية العالمية، والتعريف بأهم التطبيقات التي تدعم القطاع الطبي، وخدمات الحاضنة، وتفاصيل مسابقة التطبيقات البرمجية لتعزيز الرعاية الصحية، كما تم عرض نماذج طبية برمجية.

وفي تصريح لمراسلة سانا بين عميد كلية الطب البشري الدكتور طلال حبوش أن الورشة مهمة للربط بين الطب والمعلوماتية، لتطوير العلوم الطبية والبحوث الصحية.

بدوره أشار عميد كلية الهندسة المعلوماتية الدكتور نايف الحاج يونس إلى أن الورشة تسلط الضوء على أهمية التوجه للمعلوماتية في مختلف المجالات، ولاسيما المجال الطبي، إضافة إلى التعرف على كيفية الاستفادة من الخبرات المعلوماتية في تطوير مجال الرعاية الطبية.

بدورها أوضحت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بالجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بحمص المهندسة هالة جحجاح أن دور الحاضنة هو احتضان الأفكار والمشاريع التي يطرحها الطلاب من الكليات الطبية والمعلوماتية، ليتم توجيهها بشكل مناسب وشبكها مع المجتمع المحلي، لتتحول الفكرة إلى مشروع يفيد المجتمع ويطور التكنولوجيا.

منسق الفعالية ونائب عميد كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة حمص الدكتور ربيع شاهين، أكد على أهمية الفعالية في التعريف بالرعاية الصحية لغير الاختصاصيين، وتعريف طلاب الطب بكيفية استخدام تقانات المعلومات داخل القطاع الطبي، وعرض التجارب والمحاولات لإدخال القطاع المعلوماتي ضمن القطاع الطبي في سوريا.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • مسابقة التطبيقات البرمجية لتعزيز الرعاية الصحية… ورشة عمل تعريفية في جامعة حمص
  • الحكومة تستعرض التقرير نصف السنوي لأداء هيئة الرعاية الصحية.. 60 مليون خدمة صحية وتحول رقمي شامل
  • الضراط: يجب خفض الإنفاق على الرعاية الصحية  
  • التشخيص الطبي بالذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن أن يُحدث ثورة في الرعاية الصحية؟
  • قصر العيني ينظم مؤتمرا لرسم ملامح مستقبل الرعاية الصحية
  • الأقصر تشهد تحالفًا استراتيجيًا لتعزيز الرعاية الصحية والتعليم الطبي
  • الرعاية الصحية تشارك في فعاليات النسخة الأولى للمعرض العربي للاستدامة
  • وزير قطاع الأعمال يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون
  • وزير قطاع الأعمال العام يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون المشترك
  • قطاع الأعمال: توفير احتياجات هيئة الرعاية الصحية من الشركات التابعة للوزارة