قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن إلياس حنا إن إسرائيل تسعى من خلال استئناف عدوانها على قطاع غزة إلى تحقيق "الصدمة والرعب"، في محاولة لإخضاع المقاومة الفلسطينية، لكنه أكد أن الأخيرة استعدت مسبقا لمثل هذه السيناريوهات.

وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أن حجم العملية الجوية الإسرائيلية يكشف عن نيتها تنفيذ حملة مكثفة، حيث شاركت 100 طائرة في القصف على منطقة صغيرة ومكتظة بالسكان، مستهدفة في الغالب قيادات متوسطة في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وهي الفئة التي تربط بين المستويات العليا والدنيا داخل التنظيم.

وأشار إلى أن إسرائيل كانت قد خططت مسبقا لهذه العملية، حيث اعتمدت في تحديد أهدافها على الذكاء الاصطناعي الذي يحدد نسبة الضحايا المتوقعة لكل ضربة.

وكانت إسرائيل قد استأنفت فجر الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن 419 شهيدا وأكثر من 500 مصاب، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن القصف طال مواقع متعددة في القطاع، من بينها مخيمات اللاجئين والمناطق السكنية، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن عملياته ستستمر وتتصاعد.

وأشار حنا إلى أن التكتيك الإسرائيلي في هذه الحرب يعتمد على استخدام قنابل ضخمة تستهدف مناطق مكتظة، مستشهدا بما جرى في جباليا، حيث أدى قصف واحد إلى استشهاد نحو 270 شخصًا.

إعلان نهج إسرائيلي معتاد

واعتبر أن هذه السياسة العسكرية تفتقر إلى الأخلاق الحربية وتقوم على استهداف القيادات والمدنيين على حد سواء، مما يعكس رغبة إسرائيل في تفريغ القطاع من سكانه، وهو ما يتماشى مع تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين بشأن إعادة تشكيل غزة ديمغرافيا.

وأضاف أن هذا النهج الإسرائيلي ليس جديدا، بل إنه امتداد لخطط قديمة وضعها أرئيل شارون في السبعينيات، والتي هدفت إلى تقسيم القطاع إلى 5 أجزاء للسيطرة عليه عسكريا.

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي اليوم يعيد تفعيل هذه الخطة عبر عمليات القصف المكثف والضغط المستمر لإخلاء المناطق الشمالية ودفع السكان نحو الجنوب أو البحر.

كما لفت حنا إلى أن وقف إطلاق النار السابق لم يكن سوى وسيلة للتحضير للمرحلة الحالية، مشيرا إلى أن المناطق العازلة التي أُنشئت بعمق 700 متر في عدة مناطق داخل القطاع تمثل إحدى أدوات الحرب الإسرائيلية لتقييد حركة الفلسطينيين وإضعاف قدرتهم على المقاومة.

وحذر من أن استمرار هذه السياسة قد يؤدي إلى تهجير واسع النطاق لسكان غزة، خاصة مع إغلاق جميع المعابر وتضييق المساحات المأهولة.

وأكد أن ما يجري على الأرض يشير إلى أن إسرائيل تعمل على تغيير قواعد الاشتباك في القطاع، لكنها قد تجد نفسها أمام مقاومة أكثر صلابة مما تتوقع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إيران ربما تجعل ديمونا مقابل فوردو

قال الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن إيران وجهت رسالة لإسرائيل بأن ضرب مفاعل فوردو سيقابله ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونا، لكنه أوضح أن هذا الأمر يتم تأجيله الآن.

وسقط صاروخ إيراني فجر اليوم الجمعة في بئر السبع بعدما أخفقت الدفاعات الجوية في اعتراضه، وفقا لما أقر به الجيش الإسرائيلي. وقالت مصادر إيرانية إن الموقع المستهدف يضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية نشطة.

وحسب العقيد الفلاحي، فإن رسالة إيران من استهداف منطقة بئر السبع القريبة من مفاعل ديمونا، هي أن لديها الإمكانيات والقدرات والمعلومات على ضرب منشآت إستراتيجية بما فيها مفاعل ديمونا النووي، وقال إن رسالة إيران لإسرائيل هي أن "مفاعل ديمونا قد يكون مقابل منشأة فوردو"، لكن العقيد الفلاحي أوضح أنه من المبكر الحديث عن ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي، لأن المواجهة لم تصل إلى هذا الحد.

واعتبر أن مسألة ضرب المفاعل النووي الإسرائيلي من طرف إيران "مؤجلة الآن".

وكان عضو في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني قال إنه حان الوقت للهجوم على مفاعل ديمونا النووي في إسرائيل، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.

وتشكل منشأة فوردو تحديا أمام الاستهدافات الإسرائيلية التي تسعى إلى إنهاء البرنامج النووي الإيراني، وذلك بسبب موقعها الحصين في عمق جبال منطقة فوردو، مما يجعلها عصية على التدمير عبر الهجمات الجوية التقليدية.

إستراتيجية إطلاق الصواريخ

وعن إستراتيجية إيران في إطلاق الصواريخ، يلفت العقيد الفلاحي إلى وجود تدرج في إطلاق الصواريخ، فقد أطلقت إيران في ردها الأول على الهجوم الإسرائيلي أكثر من 200 صاروخ، ثم انخفض العدد تدريجيًا بينما اتخذت العملية طابعًا نوعيًا وكمّيًا، إذ أصبح العدد أقل، لكن بأنواع متطورة.

إعلان

وهدفت إيران من خلال الصواريخ التي أطلقت في "البداية" إلى ما أسماه العقيد الفلاحي "الإشباع الجوي"، واستخدمت فيها صواريخ قديمة، وذلك لاستنزاف منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية، كما أشار العقيد الفلاحي الذي أوضح أيضا أن إيران مستمرة في إطلاق الصواريخ من قواعد ثابتة ومن أخرى متحركة، وأن مديات الصواريخ تمكنها من الوصول إلى أهدافها.

وتقول إيران إنها لم تستخدم كل ما لديها من قدرات صاروخية، حيث لا يزال صاروخ "فتاح 2"ورقة تهديد في وجه إسرائيل، ويؤكد العقيد الفلاحي أن هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 1400 كيلومتر يعمل بالوقود الصلب، مما يعني أنه قادر على تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية من خلال تغيير المسار والمناورة التي يمتاز بها.

ويرى العقيد الفلاحي أن استخدام إيران لهذا الصاروخ يتوقف على تطورات الحرب بين تل أبيب وطهران، وربما يترك للمواجهة الشاملة، لأنه قادر على الوصول إلى أهداف دقيقة جدا في مناطق متعددة، مشيرا إلى أن إيران لا تريد استخراج جميع قدراتها وإمكانياتها، وتكتفي الآن بإطلاق صواريخ بنوعيات ومديات مختلفة.

وبشأن الحسابات الإسرائيلية لقدرات إيران، يوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن إيران لم تخض أي حرب منذ عام 1988، وقامت طوال تلك الفترة بتطوير قدراتها، مركزة على القوة الصاروخية كسلاح ردع إستراتيجي، باعتبار أنها غير قادرة على امتلاك قوة جوية متطورة.

وكانت إسرائيل تعتقد أن الضربة الاستباقية لإيران ستؤدي إلى انهيار كبير، وهو ما لم يحدث، حيث استعادت إيران -يضيف العقيد الفلاحي- توازنها، وقامت بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، متسببة في استنزاف منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق
  • عن جبهة لبنان وحرب إيران.. هذا ما توقعه خبير عسكريّ!
  • خبير أمريكي: ترامب يمنح طهران فرصة أخيرة مدعومة بتحرك عسكري مدروس
  • خبير عسكري: إيران ربما تجعل ديمونا مقابل فوردو
  • خبير عسكري: إسرائيل تواجه خطرا حقيقيا من القذائف المتشظية الإيرانية المتطورة
  • «الإسعاف الإسرائيلي»: إصابة 20 بينهم 3 بحالة خطرة جراء القصف الإيراني على شمال إسرائيل
  • خبير عسكري: صواريخ إيران دمرت مناطق كاملة في إسرائيل ونسفت بورصة الألماظ الأهم عالميا
  • خبير عسكري: الضغوط الأمريكية على إيران حرب نفسية
  • خبير عسكري: خيار وحيد لا تملكه إسرائيل لتدمير منشأة فوردو النووية
  • خبير عسكري: هجوم إيران الأخير تطور نوعي ويؤكد أن إسرائيل كلها لا تزال تحت النار