لجريدة عمان:
2025-12-14@19:08:12 GMT

أسئلة متخيلة لموقف عربي وجودي

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

(1)

أصبحت دولة الكيان الإسرائيلي خطرا يتربّص بكل الدول العربية دون استثناء، ويبدو أنه لا يمكن إيقاف جنونها، ومن ورائها تقف الولايات المتحدة الأمريكية، بكل ثقلها، وعدتها، وعتادها، وأموالها، ومعداتها، وأسلحتها، وجنودها، وتقنيتها، وهي مستعدة دون تردد أن تضحي بكل عربي، أو دولة، أو منظمة عالمية من أجل سواد عيون ربيبتها الصهيونية التي تستمد منها بقاءها، وعبثيتها، وغطرستها، وجرائمها التي فاقت النازية بمراحل.

عليك الاختيار -عزيزي القارئ- إحدى الإجابات التالية حول تخيّلك لرد الفعل العربي تجاه ذلك:

أ- هل ستظل الدول العربية تقدم التنازلات لإسرائيل، ولأمريكا إلى ما لا نهاية؟

ب- هل ستقف الدول العربية موقفا حازما ولو لمرة واحدة، وتقول «لاااا» فـي وجه الولايات المتحدة؟

ج- هل سيظل الوضع إلى ما هو عليه حتى يتم تصفـية القضية الفلسطينية، واللبنانية، والسورية، وبقية القضايا التي تشكّل صداعا لـ«إسرائيل»؟

(2)

ضربت إسرائيل أطنابها فـي الجولان السورية، وهي تتمدد بكل أطرافها فـي أنحاء «الجمهورية العربية»، وتدمر كل شيء دون أي خوف، أو قلق، بينما يتفرج العرب على دولة محورية وهي تؤكل دون أن يحركوا ساكنا، تُرى:

أ- هل ستنتفض الجيوش العربية وتتحرك كي تقف فـي وجه «إسرائيل» قبل فوات الأوان؟

ب- هل ستصدر الجامعة العربية بيانا يندد ويشجب التصرف العدواني للكيان الغاصب؟

ج- هل سيتخذ العرب وضع «اعمل نفسك ميّت»، وكأن شيئا لا يحدث؟

(3)

لنتخيّل أن إسرائيل قامت باستخدام القنبلة الذرية ضد إحدى الدول العربية، تُرى ماذا سيكون رد الفعل العربي حينها:

أ- هل ستثور الشعوب العربية، والحكومات، ويصطفون صفا واحدا ليقفوا وقفة رجل واحد ضد هذا العدوان الوجودي الذي لا يقبل مجالا للشك؟

ب- هل سيعقدون اجتماعا ينددون، ويأسفون، ويدينون بأشد عبارات الإدانة الاعتداء الغاشم ضد دولة عضو منهم؟

ج- هل سيمزقون اتفاقيات السلام، ويقطعون الغاز، والشراكات، والتعاون الثنائي بينهم وبين دولة الاحتلال، ويفعّلون اتفاقية «الدفاع العربي المشترك»؟

(4)

لو قامت إسرائيل باغتيال مسؤول كبير فـي دولة عربية، يزور دولة عربية أخرى، فـي اجتماع عالي المستوى تحضره جميع الدول العربية، ماذا سيكون رد الفعل العربي:

أ- سيطلبون عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث تداعيات الحادث (الاجتماع الطارئ ـ عادة ـ يعني فـي العُرف العربي بعد عدة أسابيع أو أشهر).

ب- ستثور حرب عالمية ثالثة بسبب هذا الحادث الشنيع.

ج- سيذهبون إلى البيت الأبيض، ليشتكوا تهوّر «الثور الأسود».

(5)

اليوم عاد القصف العشوائي إلى «غزة»، بعد فترة من الهدوء الحذر، بعد أن أخذ «نتنياهو» الضوء الأخضر من حليفه الودود «ترامب» لإبادة الشعب الفلسطيني، والقضاء على أي بذرة لقيام دولة فلسطينية، وذلك لإنقاذ حفنة من الأسرى الإسرائيليين، حتى ولو كان ذلك على حساب حياة ملايين الفلسطينيين، فـي هذا المشهد المشحون، كيف تتخيّل الموقف العربي:

أ- سيحافظ العرب على «حيادهم»، ويواصلون مساعي وقف إطلاق النار، ونقل رسائل لا جدوى منها.

ب- سيعقدون اجتماعهم المعهود للإدانة، ويختلفون على صيغة البيان، حتى لا يزعجوا إسرائيل، أو يوقظوا غضب أمريكا عليهم.

ج- سيغضبون ولو لمرة واحدة، ويطردون سفراء الاحتلال، ويقطعون النفط عن أمريكا، ويعلنون الحرب على إسرائيل؟

(6)

تلك مجموعة مواقف متخيلة، غير بعيدة الحصول، أجوبتها للأسف معروفة سلفا، وسط ضعفٍ عربي لا يمكن وصفه بالكلمات، وعربدة لا حدود لها للكيان الغاصب، وموقف أمريكي غير مبالٍ لأي رد فعل عربي، لأن العرب، لسوء حظهم اختاروا أن يكونوا فـي آخر صفوف العالم، والسؤال الأهم: «كيف يمكن الاعتماد على دولة غير محايدة مثل الولايات المتحدة لأن تكون طرفا عادلا فـي حل قضايا العرب الوجودية؟».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

المرأة العربية تعقد ورشة عمل إقليمية لمناقشة تطوير قوانين الأسرة

انطلقت صباح اليوم الجمعة  الموافق 12 ديسمبر 2025  من  العاصمة المغربية الرباط ورشة العمل الإقليمية حول: "تطوير قوانين الأسرة من منظور المساواة بين الجنسين في العالم العربي". 

والتي تعقدها منظمة المرأة العربية بالتعاون مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمملكة المغربية وفي إطار الشراكة مع GIZ من خلال برنامج WOMENA .

 تتواصل أعمال الورشة على مدار ثلاثة أيام في الفترة 12-14ديسمبر/كانون أول 2025 بمشاركة برلمانيات/ برلمانيين وخبراء/خبيرات قانونيين وقضاة، وممثلين/ممثلات عن مؤسسات حكومية ومدنية من مختلف الدول العربية.  

وتوفر الورشة مساحة تفاعلية للنقاش وتبادل الخبرات بين المشاركين/المشاركات حول التجارب الوطنية في إصلاح قوانين الأسرة، وتعزيز القدرات على التحليل التشريعي وإعادة صياغة القوانين والدفاع عنها من منظور المساواة بين الجنسين، وصياغة مقترحات عملية للإصلاح وأجندات وطنية تعكس أولويات وتحديات محلية. كما تهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الممارسات الجيدة في الإصلاح التشريعي.

وفي كلمتها الافتتاحية وجهت الدكتورة  فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة خالص التحية والتقدير للمملكة المغربية، ولجميع الحضور، وأوضحت أن الورشة تستهدف النقاش وتبادل التجارب والخبرات العربية في مجال التشريعات المراعية للمساواة والعدالة، مؤكدة أن التعاون العربي العربي أمر هام وأساسي، لأن الدول العربية تنطلق من خلفية عربية واسلامية واحدة وتشترك في الثقافة والتاريخ وفي الواقع الاجتماعي الذي يؤثر فيه العديد من العوامل ومنها الحروب والنزاعات المسلحة والأزمات الطبيعية والاقتصادية وغيرها، لافتة إلى أن الإرادة السياسية في الدول العربية لها تاثير كبير على مجريات الأحداث وهنا أكدت أن جلالة الملك محمد السادس له الفضل الأكبر في الخطوات النوعية المتقدمة لصالح قضايا المرأة  .

وقالت "نحن اليوم في رحاب المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس وفقه الله والذي يملك رؤية وإرادة لها تأثير كبير علي مجريات الأحداث بالمغرب" . وثمنت سيادتها التجربة المغربية الرائدة المتمثلة في مدونة الأسرة. معربة عن تطلعها لمخرجات الورشة من أفكار وتوصيات وما سيتم الإضاءة عليه من خبرات وتجارب تثري العمل الرامي لتحقيق العدالة والمساواة التشريعية لاسيما في قوانين الأسرة. 

من جهتها رحبت / نعيمة ابن يحيى، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالمغرب، والتي ألقت كلمتها بالنيابة عنها السيدة/ إنصاف الشراط مديرة المرأة بالوزارة، بكل الحضور من البرلمانيات والبرلمانيين، والخبيرات والخبراء والفاعلات والفاعلين المؤسساتيين والمدنيين من مختلف الدول العربية.

وأكدت أن الورشة تأتي في سياق عربي ودولي يتسم بتحولات عميقة، وبتزايد الحاجة إلى مراجعة التشريعات المرتبطة بالأسرة بما يضمن صون كرامة الإنسان، وترسيخ العدالة، وتعزيز التماسك الاجتماعي.

وأشارت سيادتها إلى أن موضوع الورشة يكتسي أهمية بالغة لأنه يمثل رافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي. فالأسرة، باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع، تحتاج إلى تشريعات عصرية ومنصفة، قادرة على مواكبة المستجدات المتسارعة، وضامنة لحقوق جميع أفرادها في إطار من المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل.

وذكرت أنه تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتأييده لقضايا المرأة والأسرة، تم تنفيذ مشاريع إصلاحية كبرى، شكلت تحولا نوعيا في مسار تكريس حقوق المرأة وحماية الطفل وترسيخ مبدأ المساواة والإنصاف، واستهدفت الارتقاء بالمغرب إلى مصاف الدول التي تجعل من تمكين المرأة وكرامتها محورا لسياساتها العمومية.

وأوضحت أن هذه الرؤية تجسدت في السياسات الحكومية التي انخرطت في تنزيل برامج متعددة الأبعاد، تنشد التمكين الاقتصادي للمرأة عبر دعم المقاولة النسائية، وتيسير ولوج النساء للتمويل، وتعزيز مشاركتهن في سوق الشغل، وتطوير الكفاءات والمهن الجديدة. كما عملت الحكومة على تقوية منظومة الحماية الاجتماعية، من خلال برامج وطنية واسعة تستهدف تحسين الظروف المعيشية للأسر، وتوسيع التغطية الاجتماعية لتشمل فئات واسعة من النساء والفتيات، بما يضمن لهن الحد الأدنى من الحماية والدعم.

وفي المجال الاجتماعي والحقوقي، تم إطلاق مبادرات نوعية للحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي، وتعزيز ولوج النساء إلى العدالة، وتقوية الخدمات الاجتماعية الموجهة للنساء. كما تم تعزيز حضور المرأة في مراكز اتخاذ القرار، وتطوير الآليات المؤسساتية المكلفة بمتابعة قضايا المساواة والنهوض بحقوق المرأة، 

ومن جهتها أعربت الدكتورة آنيت فونك مديرة المشاريع بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، عن اعتزازها بالشراكة مع منظمة المرأة العربية .

وأوضحت أن مشروع (WoMENA)، هو مشروع تنفذه (GIZ) بالشراكة مع منظمة المرأة العربية (AWO) وبتمويل من الوزارة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بهدف تعزيز السياسات العادلة والمراعية للمساواة في مجالي السياسة والاقتصاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA). 

وأشارت إلى أن النساء في المنطقة ما زلن يواجهن تحديات فريدة مثل العنف والقوانين التمييزية، خصوصًا في مجالات قانون الأسرة الذي ينظّم الزواج والطلاق والميراث وحضانة الأطفال. ويؤثر التمييز ضد النساء في هذه المجالات بشكل كبير على جوانب متعددة من حياتهن، بما في ذلك الوضع القانوني، والفرص الاقتصادية، والأدوار الاجتماعية.

واكدت سيادتها أن الورشة تمثل خطوة مهمة في الجهود الجماعية لتمكين النساء وتعزيز السياسات العادلة والشاملة بين الجنسين في المنطقة. 

معربة عن تطلعها للاستماع إلى سائر الرؤى والأفكار التي سيطرحها الحضور من الخبراء والقانونيين من الجنسين.

هذا وتمثل الورشة منصة تفاعلية لتبادل الخبرات بين المشاركين/المشاركات حول قضايا النقاش التي تضم: نظرة عامة على واقع قوانين الأسرة في الدول العربية،  وكذا تحليل القوانين وقياس أثرها من منظور المساواة بين الجنسين، وكيفية إعادة صياغة القوانين وفقا لهذا المنظور، واستراتيجيات مناصرة قوانين الأسرة، وكيف تحدث المناصرة فرقا في حياة النساء،  والحملات الإعلامية المخصصة لمناصرة القوانين الجديدة، وأدوات البرلمانيين/البرلمانيات من أجل إنجاح عملية التغيير، والخطط الوطنية والتشبيك والتعاون في موضوع الإصلاحات التشريعية. وأخيرا رؤية حول الخطوات القادمة وآليات المتابعة.

مقالات مشابهة

  • نحو إعلام يحمي الأسرة.. مجلس الأسرة العربية يطلق ميثاقًا عربيًا لمحتوى أسري واعٍ
  • قطع جزءا حساسا من جسده.. جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه
  • جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده
  • «استدامة عمرانية لمستقبل الأجيال».. وزير الإسكان يشارك في المنتدى العربي السادس بالدوحة
  • "الشربيني" يشارك في المنتدي الوزاري العربي السادس للإسكان والتنمية الحضرية بالدوحة
  • مؤكدة الالتزام بدعمهم.. الجامعة العربية تحيي اليوم العربي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • وزير الخارجية يبحث مع رئيس الوزراء الإماراتي أزمات الدول العربية
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • تنديد عربي وإسلامي بهجوم إسرائيل على "الأونروا"
  • المرأة العربية تعقد ورشة عمل إقليمية لمناقشة تطوير قوانين الأسرة