عين ليبيا:
2025-06-25@11:50:10 GMT

نقد التراث أم نقضه؟

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

أغلبنا ينتقد التراث ويكيل له التهم وهو أصلا لم يطلع على الكثير منه، فالتراث الإسلامي والعربي تقريبا كتب في مواضيع كثيرة من علم الاجتماع والجغرافيا الزراعة والرياضيات.. وغيرها من مختلف العلوم.

فابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع والعمران الذي نطلق عليه اليوم بالتنمية، والإدريسي الذي رسم خريطة لملك صقلية تعتبر الأكثر تقدما من خرائط العالم القديم.

وابن بيطار إمام العشابين العرب والذي أدخل النبات في علوم الصيدلة، ففي الرياضيات اخترع المسلمون الجبر وسمى باسمهم واخترعوا الخوارزميات حديث الساعة الآن لما له أساس في وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك وغيره).

غير بعيدا عن هؤلاء، هذا الجاحظ يكتب أدبا وفلسفة نقلت عنه إلى عصرنا هذا بإعادة صياغة لطرحه،
ففي كتابه “المحاسن والأضداد” يقول الجاحظ بأسلوبه البلاغي والفكاهي: “ومن العجائب أن ترى الرجل يمدح الصبر، ويذم الجزع، وهو إذا مسه الشر جزع، وإذا ناله الخير فرح، وتراه يمدح القناعة، ويذم الطمع، وهو لا يزال يجمع المال، ويحرص على الادخار، وتراه يمدح التواضع، ويذم الكبر، وهو لا يزال يحب أن يُعظم ويُكرم، فكأنما مدح هذه الخصال لغير نفسه، وذم أضدادها لغيره”.

وهو ما نقل عنه المفكر العراقي علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين، إذ ينتقد الوردي دور الوعاظ الذين يروجون لقيم مثالية بينما يعيشون هم أنفسهم في تناقض مع هذه القيم، ويقول الوردي: “الواعظ يدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، وهو يحرص على جمع المال والجاه، وكأنما الزهد للعامة والثراء للخاصة”.

بل لو بحثنا أكثر لوجدنا تشابه بين الجاحظ وكانط يصل لدرجة التناص في مواضيع عدة ويبدوا أن كانط قرأ الجاحظ جيدا، فقد سبق الجاحظ كانط بتسعمائة عام.

أحد أبرز جوانب التراث الذي يتعرض للنقد هو الفقه الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والعبودية والعقوبات الجنائية، فبعض الأحكام الفقهية التي كانت مناسبة لعصرها قد لا تكون ملائمة لعصرنا الحالي.

لذا نحن في حاجة لقراءة التراث العربي والإسلامي قراءة جيدة قبل نقده والطعن فيه بخبط عشواء ونقضه بدلا من نقده، تحبط اجيالنا القادمة وتقوض ثقتهم في تاريخهم وبالتالي في أنفسهم.

التراث العربي والإسلامي ثروة كبيرة، لكنه ليس معصومًا من النقد، النقد الموضوعي يساعدنا على فهم هذا التراث بشكل أفضل، واستخلاص الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل، يجب أن نتعامل مع التراث بوعي نقدي، ونفهم أنه جزء من مسيرة الإنسان الطويلة في البحث عن المعرفة والحقيقة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

العناني مرشح مصر يعلن برنامجه لقيادة المنظمة: «يونسكو من أجل الناس»

أعلن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، عن برنامجه الانتخابي الذي سينافس به على منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو في الانتخابات المقرر إجراؤها في أكتوبر 2025، لمنافسة المكسيكية جابرييلا راموس، والكونجولي فيرمين إدوارد ماتوكو.

العناني مرشح مصر يعلن برنامجه لقيادة المنظمة:  «يونسكو من أجل الناس»

وضع العناني رؤيته تحت شعار "اليونسكو من أجل الناس"، مركزًا على جعل الإنسان في صدارة أولويات عمل المنظمة "دون تمييز أو تفرقة". يهدف برنامجه إلى إحداث نقلة نوعية في عمل اليونسكو من خلال عدة محاور رئيسية:

مكافحة البيروقراطية وتنويع مصادر التمويل

يسعى العناني لمكافحة البيروقراطية داخل المنظمة، ويقترح آليات لتنويع مصادر تمويلها، يشمل ذلك استكشاف فرص جديدة لجمع الأموال عبر الشراكات الإعلامية والفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى إطلاق حملات لجمع التبرعات. كما ينوي تخصيص صندوق للطوارئ لضمان استعداد اليونسكو للتعامل مع الكوارث الطبيعية والصراعات والأزمات.

الحفاظ على التراث وتسخير التقنيات الحديثة

تعهد العناني، بالحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي عبر تسخير العلوم والتقنيات الحديثة، وتدريب المعلمين، وتعزيز الزيارات الميدانية للأماكن التراثية لربط الطلاب بتراثهم العالمي. كما وعد بحماية الممتلكات الثقافية خلال النزاعات، ومكافحة الاتجار غير المشروع بها، وحماية التراث المغمور تحت الماء، والطبيعي، والتراث الثقافي المادي وغير المادي.

دعم الدول والسياسات الوطنية

وعد العناني، بتقديم مساعدة مخصصة للدول، خاصة تلك الممثلة تمثيلًا ناقصًا، لتسهيل إجراءات تسجيل المواقع التراثية بالتعاون مع الهيئات الاستشارية. ستُعطى الأولوية للمواقع المهددة بالانقراض، مع جذب الموارد المالية للحفاظ على التراث وتعزيز السياحة المستدامة.

كما تعهد بدعم السياسات الوطنية التي تحفز الصناعات الثقافية والإبداعية كقوة دافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع مواصلة اليونسكو حماية حقوق وحريات الفنانين والمهنيين والعاملين في المجال الثقافي ودعمهم خلال الأزمات.

سلامة الصحفيين والإعلاميين

أكد العناني على مواصلة المنظمة لدورها المحوري فيما يتعلق بسلامة الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، وخاصة النساء، وحماية حرية الرأي والتعبير. كما سيتم تقديم الدعم لوسائل الإعلام المستقلة والحرة والمتعددة.

التعليم، التغير المناخي، وتحديات إفريقيا

ينوي العناني، الالتزام بقوانين ولوائح اليونسكو، ودعم المعلمين والعلماء والباحثين والفنانين والصحفيين وكل من يعمل على نشر مهمة المنظمة مع حماية حقوقهم كاملة.

في ملف التعليم، وعد بزيادة الاستثمار في البنية التحتية وإمكانية الوصول إلى الإنترنت، خاصة في المجالات المتعلقة بالسلام، حقوق الإنسان، التنمية المستدامة، والمواطنة العالمية. يشمل ذلك أيضًا التعليم حول الإبادة الجماعية والماضي العنيف، بجانب تحديث المناهج الدراسية والتركيز على التعلم الرقمي.

وفيما يخص قضايا المناخ، أكد أن اليونسكو ستستجيب لاحتياجات الدول في معالجة تأثير تغير المناخ من خلال الإعلام والتعليم والتوعية. ستواصل المنظمة جهودها في العمل المناخي، التنوع البيولوجي، النظم البيئية، الحفاظ على التنوع الجيولوجي، أمن المياه، إدارة المحيطات، والحد من مخاطر الكوارث، مع تعزيز البحوث التعاونية والرصد البيئي داخل مواقع التراث العالمي.

أما بالنسبة لإفريقيا، تعهد مرشح مصر بالاستجابة للأولوية العالمية للقارة عبر دعم المجتمعات وتعزيز التعاون مع دول القارة والاتحاد الإفريقي والجهات الدولية لمعالجة التحديات. 

ووعد بتمكين الشباب من خلال تطوير مهاراتهم، وتعزيز برامج التبادل الثقافي والأكاديمي، وإشراكهم في عمليات صنع القرار، مع دعم الفئات الضعيفة بشكل فعال في أوقات الطوارئ.

ووصف خالد العناني،ـ رؤيته في نهاية خطابه بأنها يد ممدودة ونداء للعمل، من أجل منظمة قادرة على توحيد الناس عبر تعزيز الحوار، الثقة، والاحترام، مختتمًا بقوله: "دعونا نتحد لبناء يونسكو من أجل الناس".

مقالات مشابهة

  • طبقة أثرياء المال العام في ليبيا تتغوّل!
  • بتمويل أوروبي.. اليونسكو ترميم مئات المنازل التاريخية في اليمن
  • تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
  • العناني مرشح مصر يعلن برنامجه لقيادة المنظمة: «يونسكو من أجل الناس»
  • بنك عُمان العربي يسعى لزيادة رأس المال المصرح به إلى 500 مليون ريال
  • الموارد البشرية بين الإدارة والتنمية
  • تسارع عمليات ترميم قلعة اربيل المدرجة على قائمة التراث العالمي
  • هيئة التراث تسجل 5,900 موقع ومبنى جديد
  • دورة مجانية بالدهان الدمشقي في مديرية ثقافة حمص
  • تسجيل أكثر من 5,900 موقع ومبنى جديد ضمن سجل التراث العمراني