عين ليبيا:
2025-06-26@08:56:38 GMT

نقد التراث أم نقضه؟

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

أغلبنا ينتقد التراث ويكيل له التهم وهو أصلا لم يطلع على الكثير منه، فالتراث الإسلامي والعربي تقريبا كتب في مواضيع كثيرة من علم الاجتماع والجغرافيا الزراعة والرياضيات.. وغيرها من مختلف العلوم.

فابن خلدون، مؤسس علم الاجتماع والعمران الذي نطلق عليه اليوم بالتنمية، والإدريسي الذي رسم خريطة لملك صقلية تعتبر الأكثر تقدما من خرائط العالم القديم.

وابن بيطار إمام العشابين العرب والذي أدخل النبات في علوم الصيدلة، ففي الرياضيات اخترع المسلمون الجبر وسمى باسمهم واخترعوا الخوارزميات حديث الساعة الآن لما له أساس في وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك وغيره).

غير بعيدا عن هؤلاء، هذا الجاحظ يكتب أدبا وفلسفة نقلت عنه إلى عصرنا هذا بإعادة صياغة لطرحه،
ففي كتابه “المحاسن والأضداد” يقول الجاحظ بأسلوبه البلاغي والفكاهي: “ومن العجائب أن ترى الرجل يمدح الصبر، ويذم الجزع، وهو إذا مسه الشر جزع، وإذا ناله الخير فرح، وتراه يمدح القناعة، ويذم الطمع، وهو لا يزال يجمع المال، ويحرص على الادخار، وتراه يمدح التواضع، ويذم الكبر، وهو لا يزال يحب أن يُعظم ويُكرم، فكأنما مدح هذه الخصال لغير نفسه، وذم أضدادها لغيره”.

وهو ما نقل عنه المفكر العراقي علي الوردي في كتابه وعاظ السلاطين، إذ ينتقد الوردي دور الوعاظ الذين يروجون لقيم مثالية بينما يعيشون هم أنفسهم في تناقض مع هذه القيم، ويقول الوردي: “الواعظ يدعو الناس إلى الزهد في الدنيا، وهو يحرص على جمع المال والجاه، وكأنما الزهد للعامة والثراء للخاصة”.

بل لو بحثنا أكثر لوجدنا تشابه بين الجاحظ وكانط يصل لدرجة التناص في مواضيع عدة ويبدوا أن كانط قرأ الجاحظ جيدا، فقد سبق الجاحظ كانط بتسعمائة عام.

أحد أبرز جوانب التراث الذي يتعرض للنقد هو الفقه الإسلامي، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة والعبودية والعقوبات الجنائية، فبعض الأحكام الفقهية التي كانت مناسبة لعصرها قد لا تكون ملائمة لعصرنا الحالي.

لذا نحن في حاجة لقراءة التراث العربي والإسلامي قراءة جيدة قبل نقده والطعن فيه بخبط عشواء ونقضه بدلا من نقده، تحبط اجيالنا القادمة وتقوض ثقتهم في تاريخهم وبالتالي في أنفسهم.

التراث العربي والإسلامي ثروة كبيرة، لكنه ليس معصومًا من النقد، النقد الموضوعي يساعدنا على فهم هذا التراث بشكل أفضل، واستخلاص الدروس منه لبناء حاضر ومستقبل أفضل، يجب أن نتعامل مع التراث بوعي نقدي، ونفهم أنه جزء من مسيرة الإنسان الطويلة في البحث عن المعرفة والحقيقة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

الأمير فيصل بن مشعل يزور مركز التراث الثقافي بالقصيم في مقر فرع هيئة التراث بالمنطقة

المناطق_واس

زار صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم اليوم، مركز التراث الثقافي بالقصيم في مقر فرع هيئة التراث بالمنطقة، بحضور مدير فرع هيئة التراث بالمنطقة إبراهيم المشيقح، وعدد من مسؤولي الهيئة.

واطلع سموه خلال الزيارة على ما يحتويه المركز من معلومات شاملة عن التراث بالمنطقة، التي تبرز عناصر التراث الثقافي بطريقة جاذبة للزوار، مع استعراض طرق المحافظة عليها كمكتسبات تاريخية وتراثية للمملكة، مؤكدًا أهمية هذا المشروع لإبراز ما تحتويه المنطقة من التراث الثقافي، وعرضً الشواهد التاريخية المهمة الممتدة من العصور القديمة، والمواقع التي ارتبطت بتاريخ الدولة السعودية.

أخبار قد تهمك أمير منطقة القصيم ونائبه يؤديان صلاة عيد الأضحى 6 يونيو 2025 - 10:01 صباحًا أمير القصيم يرعى حفل تكريم 50 متميزًا في برنامج براعم القرآن الكريم 26 مايو 2025 - 11:19 مساءً

وأشاد سمو أمير منطقة القصيم بأسلوب العرض الجاذب الذي يناسب الفئات العمرية والمجتمعية كافة، إلى جانب الفعاليات والأنشطة التي تقام في هذا المركز، مقدمًا الشكر والتقدير لهيئة التراث ممثلة بفرعها بالمنطقة وإدارة المشروع في الهيئة والعاملين كافة بتنفيذ مثل هذه المشاريع النوعية، التي تعكس هوية التراث الثقافي بالمنطقة، التي تسهم في الاعتزاز بموروثنا وهويتنا التاريخية وزيادة المواقع الجاذبة للزيارة بالمنطقة.

من جانبه أكد المشيقح أن زيارة سمو أمير المنطقة للمشروع تُعد خطوة مهمة في مسيرته، مبيّنًا أن المركز يستقبل الزوار من شرائح المجتمع والجنسيات كافة، وذلك طوال أيام الأسبوع، لافتًا الانتباه إلى أن المركز يوفر المعلومات الشاملة عن المواقع التراثية والأثرية بمنطقة القصيم، بتجارب ماتعة وبعروض تفاعلية.

وقال المشيقح: إن العروض التراثية بالمركز تُظهر مدى الاهتمام بالتراث الوطني والمحافظة عليه، وتعزّز الهوية الوطنية، إضافة إلى جذبها الزوار إلى المواقع التراثية، ليطلّع الزائر على عدد من العروض الثابتة والمرئية والتفاعلية مثل: نشأة المنطقة وتاريخها، وآثار ما قبل التاريخ، وآثار ما قبل الإسلام، وأيضًا القصيم في العصر الإسلامي، وطرق الحج التاريخية بالمنطقة، والتعريف بمواقع التراث العمراني، وكذلك التراث الثقافي غير المادي المرتبطة بالمنطقة، إضافة إلى الغرفة التفاعلية للأطفال، وركن الحرف اليدوية.

وفي نهاية الزيارة تسلَّم سمو أمير منطقة القصيم بهذه المناسبة درعًا تذكاريًا من هيئة التراث، والتُقطت الصور التذكارية لسموه مع فريق العمل في هيئة التراث وموظفي المركز.

مقالات مشابهة

  • ميندي يرد على اتهامه بالانتقال إلى الأهلي من أجل المال
  • الأمير فيصل بن مشعل يزور مركز التراث الثقافي بالقصيم في مقر فرع هيئة التراث بالمنطقة
  • تدشين مبادرة "شبابنا وتراثنا" بنادي الفيوم لتعزيز الوعي الأثري لدى الشباب
  • ولي عهد الشارقة يعيِّن مديرين جدداً في هيئتي «الآثار» و«المتاحف» و«معهد التراث»
  • بتمويل أوروبي.. اليونسكو ترميم مئات المنازل التاريخية في اليمن
  • تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
  • تونس في عدسة الكاميرا 1920.. معرض يوثّق الذاكرة البصرية للمدينة العتيقة
  • العناني مرشح مصر يعلن برنامجه لقيادة المنظمة: «يونسكو من أجل الناس»
  • تسارع عمليات ترميم قلعة اربيل المدرجة على قائمة التراث العالمي
  • أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر رزق