افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، فجر اليوم، أعمال التجديد في مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها)، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة والدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف والدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وتفقد الرئيس  عبد الفتاح السيسي ، حيث استمع سيادته إلى شرح من اللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشأن أعمال التطوير التي قامت بها الهيئة الهندسية في المسجد ضمن جهود تطوير مساجد آل بيت الرسول صلي الله عليه وسلم، وذلك في اطار خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية.

وأضاف السفير محمد الشناوي المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أكد على حرص مصر على إستكمال عملية تطوير أماكن آل البيت بما تتضمنه من مساجد، مشيراً إلى ما يعكسه تعلق المصريين بآل بيت رسول الله من إدراك لقيمتهم، واعتراف بفضلهم، داعياً المولى عز وجل أن يديم على الشعب المصري الأمن والإستقرار والإزدهار في شهر رمضان المبارك، وأن يحفظ الأمتين العربية والإسلامية.

وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة الفجر بالمسجد، ثم قام في الختام بزيارة مقام السيدة نفيسة (رضي الله عنها).


ظل مسجد السيدة نفيسة أحد أبرز المعالم الإسلامية في القاهرة، شاهدًا على تطورات معمارية متعاقبة من العصر الفاطمي إلى العصر الحديث. وفي 2025، خضع المسجد لعملية تطوير شاملة بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليظل منارة للعلم والعبادة تعكس روح الإسلام العريقة.

محطات بارزة في تاريخ المسجد

يعود تاريخ بناء ضريح السيدة نفيسة إلى العصر العباسي، حين أمر والي مصر عبيد الله بن السري ببنائه عام 206هـ. في العهد الفاطمي، شهد الضريح عملية تجديد كبرى بأمر الخليفة المستنصر بالله عام 482هـ، وشملت إضافة قبة مزخرفة، تلتها توسعة أخرى في عهد الخليفة الحافظ لدين الله عام 532هـ، حيث زُين المحراب بالرخام الفاخر.

استمر الاهتمام بالمسجد في العصور التالية، ففي العهد المملوكي، أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون عام 714هـ ببناء مسجد ملاصق للضريح ليصبح مركزًا دينيًا بارزًا، وتولى الخلفاء العباسيون إدارته.

 أما في العصر العثماني، قام الأمير عبد الرحمن كتخدا عام 1173هـ بتوسيع المسجد وإعادة بناء قبة الضريح.

تعرض المسجد لحريق كبير عام 1310هـ (1892م)، مما دفع الخديوي عباس حلمي الثاني إلى إعادة بنائه وترميم الضريح، ليأخذ شكله الحالي.

تجديد شامل في عهد الرئيس السيسي

بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، شهد مسجد السيدة نفيسة عملية تطوير واسعة ضمن خطة الدولة للحفاظ على التراث الإسلامي.

 بدأت أعمال التجديد في 2022، وتم تنفيذها على ثلاث مراحل بتكلفة إجمالية بلغت 52 مليون جنيه.

شملت عمليات التطوير ترميم الواجهات، تحسين البنية التحتية، وتحديث أنظمة الإضاءة والصوتيات، مع الحفاظ على الطابع المعماري الإسلامي للمسجد. 

كما تضمنت الأعمال تجديد الضريح، المسجد القديم، المداخل، مسارات الزيارة، الملاحق الإدارية، الأسطح، القبتين، المئذنتين، ودورات المياه.

الطراز المعماري المملوكي

يتميز مسجد السيدة نفيسة بطرازه المعماري المملوكي، حيث تعلوه منارة شاهقة، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالقاشاني الملون. 

يضم المسجد ردهة مزخرفة تؤدي إلى الضريح، الذي يعلوه قبة فريدة ترتكز على أربعة أركان ضخمة، ويحيط به مقصورة نحاسية مزينة بالنقوش الإسلامية، مما يمنح المكان روحانية وهيبة خاصة.

السيدة نفيسة رمز العلم والتقوى

عُرفت السيدة نفيسة بلقب "نفيسة العلم"، حيث تلقت علوم الدين في المدينة المنورة، وكانت تلميذة للإمام مالك. 

وعند قدومها إلى مصر عام 193هـ، التقت بالإمام الشافعي، الذي كان يطلب منها الدعاء، وكان يصلي بها صلاة التراويح.

منارة روحية وثقافية

على مدار التاريخ، ظل مسجد السيدة نفيسة وجهة للزوار والمصلين من داخل مصر وخارجها، حيث توافد عليه العلماء والفقهاء طلبًا للعلم والبركة.

 ومع التجديدات الحديثة، أصبح المسجد مهيأً ليكون مركزًا روحيًا وثقافيًا يعكس الهوية الإسلامية العريقة لمصر.

تؤكد عملية التطوير الأخيرة التزام الدولة بالحفاظ على مساجد آل البيت ضمن رؤية أوسع للحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيز السياحة الدينية.

 ويعد مسجد السيدة نفيسة نموذجًا لاستمرارية الاهتمام بالمعالم الإسلامية، ليظل شاهدًا حيًا على عمق التاريخ الإسلامي في مصر.


 

مسجد السيدة نفيسةمسجد السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة

مسجد السيدة نفيسة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مسجد السيدة نفيسة السيدة نفيسة عبد الفتاح السيسي السيسي مقام السيدة نفيسة المزيد الرئیس عبد الفتاح السیسی مسجد السیدة نفیسة

إقرأ أيضاً:

عدن.. إغلاق مسجد الشوكاني بعد توتر حول إمام المسجد الجديد

أغلقت قوات أمنية في مدينة عدن، مسجد الشوكاني بحي عمر المختار، عقب تصاعد خلافات مع مجموعات شبابية حول الشخص الذي سيتولى إمامة المسجد بعد وفاة إمامه السابق الشيخ صالح عبدالقادر الأسبوع الماضي.


وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"الموقع بوست"، فإن المسجد فُتح لصلاة الفجر فقط، قبل أن تتدخل قوة أمنية وتغلق أبوابه لمنع احتكاكات داخلية كان يُخشى أن تتطور إلى صدامات، في ظل تمسّك كل طرف بمرشحه لخلافة الإمام الراحل.


وأكدت المصادر أن الخلافات بدأت بعد تكليف مكتب الأوقاف لأحد أئمة المسجد المساعدين بإدارة شؤون المسجد بشكل مؤقت، وهو ما قوبل برفض شديد من مجموعة شبابية حاولت فرض إمام آخر بالقوة، الأمر الذي تسبب بتوتّر داخل المسجد.


وقال مصدر في مكتب الأوقاف إن قرار الإغلاق جاء كخطوة احترازية “لإنهاء التوتر ومنع أي خلافات قد تحوّل المسجد إلى ساحة صراع”، مشيرًا إلى أن المكتب يجري مشاورات مع شخصيات دينية في الحي لاختيار إمام يحظى بقبول مجتمعي ويضمن استمرار منهج المسجد الوسطي.


وأوضح المصدر أن مكتب الأوقاف كان قد اختار إمامًا مكلّفًا عقب وفاة الشيخ صالح، إلا أن مجموعة من الشباب اعترضت على القرار، وحاولت الدخول إلى المسجد بالقوة ومنع الإمام الجديد من أداء مهامه.


مقالات مشابهة

  • أهل مصر.. 114 فتاة حدودية في ضيافة مسجد الصحابة بشرم الشيخ
  • ما لاتعرفه عن العمل الصالح؟.. إمام مسجد السيدة زينب يجيب
  • السفيرة نبيلة مكرم تتألق بطرحة عليها صورة السيدة مريم في مقام السيد البدوي
  • وزراء التضامن والتنمية والأوقاف ومحافظ الغربية يتفقدون أعمال تطوير مسجد السيد البدوي
  • وزراء التنمية والتضامن والأوقاف يشيدون بأعمال تطوير محيط مسجد السيد البدوي
  • وزراء التنمية المحلية والتضامن والأوقاف ومحافظ الغربية يتفقدون أعمال تطوير محيط المسجد الأحمدي
  • مشاجرة داخل مسجد في جرش تسفر عن 8 مصابين
  • السيدة نفيسة.. علمها وتقواها ونسبها ومسجد البركة في مصر
  • لماذا سمي مسجد السيدة عائشة بهذا الاسم؟
  • عدن.. إغلاق مسجد الشوكاني بعد توتر حول إمام المسجد الجديد