رويترز: الأمريكي جورج جليزمان المحتجز بأفغانستان غادر كابل اليوم بطائرة قطرية
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
قال مصدر مطلع لوكالة رويترز إن طالبان أفرجت، اليوم الخميس، عن مواطن أمريكي محتجز في أفغانستان لأكثر من عامين بعد محادثات مباشرة بين المبعوث الأمريكي للرهائن آدم بولر ومسؤولين من طالبان في كابول.
وأضاف المصدر أن جورج جليزمان، الذي اعتقل عام 2022 أثناء زيارته لكابول كسائح، غادر أفغانستان على متن طائرة قطرية مساء الخميس متجهة إلى الدوحة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أصدر بيانًا، الخميس، أكد فيه إطلاق سراح جليزمان.
ويمثل اجتماع الخميس في كابول أعلى مستوى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في يناير.
والتقى بولر بوزير خارجية إدارة طالبان أمير خان متقي، بحسب بيان لوزارة الخارجية الأفغانية.
وقال البيان: "خلال هذا الاجتماع عقدت مناقشات حول أفغانستان والولايات المتحدة والعلاقات الثنائية والإفراج عن السجناء وتوفير الخدمات القنصلية للأفغان في الولايات المتحدة".
وأضاف البيان أن الاجتماع حضره أيضًا الممثل الأمريكي الخاص السابق في أفغانستان زلماي خليل زاد.
وقال المصدر إن قطر، تقوم يتمثيل المصالح الدبلوماسية الأمريكية في أفغانستان التي تحكمها طالبان، وكانت قد نسقت مع بولر للتفاوض بشأن إطلاق سراح جليزمان مع سلطات طالبان.
وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "بعد أسابيع من المفاوضات، حقق القطريون انفراجة خلال الاجتماعات الأخيرة مع طالبان".
طالبان تبرز حسن النية
وقال المصدر إن سلطات طالبان أفرجت عن جليزمان باعتباره "بادرة حسن نية" وليس كجزء من صفقة لإطلاق سراح أي معتقلين أفغان تحتجزهم الولايات المتحدة في المقابل.
وكانت الولايات المتحدة أفرجت في يناير عن أفغاني أدانته محكمة أمريكية بتهمة تهريب المخدرات والإرهاب مقابل مواطنين أمريكيين محتجزين في أفغانستان.
كما شارك المسؤولون القطريون في المفاوضات بشأن تلك الصفقة، التي بدأت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وأدت إلى إطلاق سراح أمريكيين اثنين، ريان كوربيت وويليام ماكنتي، فيما يُعتقد أن المواطن الأمريكي الثالث، محمود حبيبي، لا يزال رهن الاحتجاز في أفغانستان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: طائرة قطرية أفغانستان كابول المزيد الولایات المتحدة فی أفغانستان
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية. وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.
إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.
أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.
ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.
وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.
ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.
رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.
خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.
في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.