موقع 24:
2025-07-04@02:20:12 GMT

حروب البحار.. والإرث الإنساني

تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT

حروب البحار.. والإرث الإنساني

بعيداً عما يحدث اليوم من صراعات وحروب في البحار والمحيطات، خاصة في البحر الأحمر وباب المندب، فإن التراث الإنساني المشترك الخاص "بثقافة البحر وقصصه" يعدّ مدخلاً لمعرفة علاقة الشعوب والدول حين كان الصراع على الكسب والسيادة بين الدول في البحر، لأجل تأمين حياة من هُمْ على اليابسة، بغض النظر عن الشعارات التي حملها المختلفون، أو الأهداف التي عملوا من أجل تحقيقها.

علينا تعريف البحر باعتبارهِ مجتمعاً يلتقي فيه الإنسان مع الطبيعة

 الصراع المقصود هنا ـ وهو عسكري بحري ـ غالباً ما انتهى بتحقيق مكاسب متعدّدة للمنتصر، هي في الغالب نتاج فضاء الأيديولوجيات، والمعتقدات، والانتماءات، والتزامات التاريخ. 
والبحث في الإنساني المشترك من خلال ثقافة وحكايات البحر، يأتي محمّلاً بسرد تاريخي، وبقراءة تراثيَّة، وبعمق حضاري للعلاقة بين المُخْتلفِين ـ دينياً، وثقافياً ولغويّاً ـ حيث الانجذاب نحو الآخر أو النفور منه بما يقتضيه التعايش، أو تفرضه شروط الوجود والبقاء، وكل هذا يتحكم في مساره أو يؤثر فيه "البحر" من حيث هو عبور، وملجأ، وساحة للفعل البشري زمن وقوعه، وما بعده، من خلال اعتراف بحقيقة أن البحر أطول عمراً من البشر، والوارث لهم وجوداً وثقافة، وأن تأثيره في حياتهم واضح في كل العصور.

إن البحث في تجارب البشر عبر علاقتهم الثقافيّة والإبداعيّة مع البحر، سيستند هنا إلى ضرب أمثلة كثيرة، لم تعدْ قائمة في الثقافة العسكرية اليوم، منها: تحول البعض إلى قادة فاعلين ومساهمين في صناعة التاريخ، وأبطال لحكايات حُفظت في الكتب والسّجلات، وأخرى تُروى شفاهة، شكّلتَا معاً علامات دالَّة لمن أدركته حرفة الكتابة حول البحر وحكاياته، سواء أكانت فكرية أو أدبية، أو حتى علمية.
 وبناءً عليه، علينا تعريف البحر باعتبارهِ مجتمعاً يلتقي فيه الإنسان مع الطبيعة أوّلاً، ومع مخلوقات أخرى مختلفة عنه ثانياً، والكتابة عنه كونه مجتمعاً أكبر وأهم من مجتمعاتنا على اليابسة، تفرض علينا فهماً خاصة لعلاماته الدالة، وهذا الفهم لن يكون نتاجاً للحروب فقط من حيث التذكير به كما هو واقع الآن في منطقتنا البحرية.

 كما أن فهمه لن يكون نتاجاً لقراءة عابرة أو متعمقة من خلال السرد في عملية مقصودة لاستحضار التجارب السابقة، بغض النظر عن الهدف من ذلك، وإنما يأتي من قراءات كثيرة، يتم تطويعها اليوم لتقديم إجابات حول تاريخ البحر وثقافته وحكاياته، والعمل من أجل أن يكون منطقة آمنة، تجمع بين البشر ولا تفرقهم إلا قليلاً.القراءات المنتظرة والمعوّل عليها عديدة ومتنوعة ومختلفة، لكنها ـ بلا ريب ـ ستسهم في وعي الناس، بل قد تكون بصائر لهم، ومنها سيعرفون أهمية البحر في حياة البشر، حيث الإلهام منه، والشوق إليه، مع خوف من غضبه، خاصة عندما يتم الذهاب مع أمواجه المتلاطمة في لحظة تغيّر فعله، نتيجة لتغير الظروف المناخية، ما يعني التعامل معه باعتباره الآخر، الظاهر والخفي، الآمن والمخيف، المفرح والمحزن، والأكثر من ذلك كله الآخر الاجتماعي المختلف.

تبعاً لما سبق، تبدو الصفة الاجتماعية للبحر في بعْدها البشري حاضرة حتى لو تعلَّقت بالحديث عن ظواهر الطبيعة ذات الصلة به، أو تركزت حول مخلوقاته الحقيقيّة والوهميَّة، ما يعني"أنسنة" بقصد أو من دونه لعوالم البحر بما كلّ ما فيها، لذلك لا غروَ حين يغدو البحر ــ من خلال أفعال البشر ـ ساحة للصراع من أجل الرزق، مع أن خيراته أولى بالسَّعْي إليها، وهذا أمر مشروع،  كما أنه لا عجب أن ينتج عن تلك الأفعال تصورات لعلاقات جديدة بين البشر خاصة تلك النابعة من الهزائم والانتصارات، وهو ما سننتهي إليه بعد أن تضع حرب منطقتنا أوزارها.

 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العالم من خلال

إقرأ أيضاً:

«التراث الشعبي بعيون الآخر» ينطلق بالشارقة

الشارقة (وام)
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ينظم معهد الشارقة للتراث في 2 و3 يوليو الجاري، مؤتمر التراث الثاني تحت شعار «التراث الشعبي بعيون الآخر»، بمركز التراث العربي بالمدينة الجامعية في الشارقة بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من مختلف الدول العربية وعدد من الدول الأجنبية.يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على صورة التراث الشعبي الإماراتي والعربي كما يراها الباحثون الأجانب، من خلال مجموعة من الأوراق العلمية والنقاشات التي تستعرض نماذج من التفاعل المعرفي والثقافي بين الموروث المحلي والرؤى العالمية، في إطار سعي المعهد لتعزيز الحوار الحضاري وتبادل الخبرات في مجالات صون التراث ونقله للأجيال.
وقد أعلن معهد الشارقة للتراث عن اختيار الدكتور سيف محمد بن عبود البدواوي شخصية المؤتمر لهذا العام، تقديراً لإسهاماته العلمية في مجالات التأريخ والتراث الثقافي ودوره البارز في توثيق الذاكرة الوطنية الإماراتية، وتعزيز الهوية الثقافية، من خلال الدراسات الأكاديمية والكتب المرجعية.

أخبار ذات صلة ولي عهد الشارقة يصدر قرارات بتعيين مدراء لمعهد التراث وهيئة المتاحف وهيئة الآثار «الشارقة للتراث» يبحث تعزيز التعاون الثقافي مع المالديف

مقالات مشابهة

  • خبير بعلوم البحار بالإسكندرية: لا خطر حاليًا من تسونامي في البحر المتوسط والزلازل البحرية السبب الرئيسي للظاهرة
  • رياح على بعض المناطق.. اعرف حالة الطقس اليوم
  • مصر.. ما يحصل بالبحر المتوسط ومصير مدن مثل الإسكندرية بعد فيديو من قمرة قيادة سفينة يشعل ضجة وخبراء يردون
  • «التراث الشعبي بعيون الآخر» ينطلق بالشارقة
  • علوم البحار: اضطراب البحر المتوسط حدث لارتفاع الضغط الجوي
  • القومي لعلوم البحار بالإسكندرية ينفي وجود أنشطة زلزالية أو مؤشرات لتسونامي في البحر المتوسط
  • القومي لعلوم البحار بالإسكندرية ينفي: ما يشهده البحر حاليا من تغيرات نتيجة الضغط الجوي
  • القومي لعلوم البحار: لم نرصد أي أنشطة زلازل مسببة لتسونامي
  • علوم البحار يحسم جدل تسونامي البحر المتوسط
  • القومي لعلوم البحار يؤكد عدم رصد أي أنشطة زلازل مسببة لتسونامي