المكوناتية من جديد.. المحرك الخفي لانتخابات 2025
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
21 مارس، 2025
بغداد/المسلة: مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقررة في 2025، تتجه الأنظار نحو المشهد السياسي الذي يعكس واقعاً معقداً تسيطر عليه الانقسامات الطائفية والمناطقية.
ويخوض السباق الانتخابي أحزاب كبرى تعتمد استراتيجياتها على تحالفات ذات طابع طائفي وإقليمي، فيما تبدو الدعوات إلى الوحدة الوطنية مجرد صدى بعيد في ظل هيمنة الهويات الفرعية.
وتستعد الأحزاب الكبرى لخوض غمار الانتخابات عبر قوائم وتحالفات تكرس الانتماءات الطائفية والمناطقية.
ويبرز التحالف الوطني العراقي، الذي يهيمن عليه الشيعة، كمثال واضح على هذا النهج، حيث يعتمد بشكل أساسي على دعم المناطق ذات الغالبية الشيعية. وينطبق الأمر على الاحزاب الكردية والسنية.
وينسج السنة تحالفاتهم مع زعماء عشائريين أو قوى إقليمية لتعزيز موقفهم، بينما تحافظ الأحزاب الكردية على تركيزها على مصالح إقليم كردستان.
وتؤكد التحالفات الجديدة لانتخابات 2025 أن السياسة العراقية لا تزال رهينة الطائفة والمنطقة .
ورغم المحاولات لإبرام تحالفات مع مكونات أخرى، تبقى هذه الخطوات شكلية أكثر منها جوهرية.
وتتوارى السمة الوطنية خلف ستار الهويات الطائفية والمناطقية التي تهيمن على الحوار السياسي.
ويعكس هذا الواقع تداعيات ما بعد 2003، حين برزت الاحزاب المكوناتية كلاعب رئيسي، مما أضعف فكرة الدولة الموحدة.
ويدور الخطاب السياسي حول مصالح الشيعة أو السنة أو الأكراد، وليس حول العراق ككل .
وتتفاقم هذه الظاهرة بفعل التدخلات الخارجية، فقد دعمت إيران الجماعات الشيعية، بينما ساندت دول الخليج فصائل سنية، مما يعزز الانقسامات.
و تتشكل نتائج الانتخابات بناءً على الانتماءات الطائفية والمناطقية للناخبين والمرشحين.
وتشير بيانات الانتخابات السابقة، مثل انتخابات 2021، إلى أن 78% من الأصوات في المحافظات الشيعية ذهبت لأحزاب شيعية، وفقاً لتقرير صادر عن المفوضية العليا المستقلة .
وتتكرر هذه الصورة في المناطق السنية والكردية، مما يجعل أي حزب يسعى لتجاوز هذه الحدود أمام تحدٍ صعب.
ويرى المحللون أن الانتخابات القادمة ستعكس هذا النمط مجدداً، مع استمرار الولاءات الطائفية كمحرك رئيسي.
وتطلق بعض التحالفات شعارات تدعي العبور فوق الحواجز الطائفية، لكن هذه الادعاءات تبقى بعيدة عن التطبيق.
ويبرز حزب الوفاق الوطني بقيادة إياد علاوي كنموذج يسعى لتسويق نفسه كبديل علماني، لكنه لم يحقق نجاحاً مستداماً. وينتقد الناشط السياسي حسام العلي في تغريدة : “التحالفات العابرة للطوائف مجرد واجهة لكسب أصوات المترددين، لكنها تذوب عند أول اختبار”.
ويبدو أن هذه الشعارات تهدف إلى استمالة الناخبين المحبطين أكثر من تحقيق وحدة حقيقية.
وتسعى الأحزاب الصغيرة إلى تقديم نفسها كبديل عابر للطوائف، مضطرة لذلك بسبب ضعف قاعدتها الشعبية.
ويظهر الحزب الشيوعي العراقي وتيارات ليبرالية كأمثلة، لكنها تفتقر إلى الشبكات الشعبية والدعم المالي الذي تتمتع به الأحزاب الكبرى.
ويحذر المحلل سجاد جياد في مقال من أن “هذه الأحزاب قد تلجأ للمنهج الطائفي إذا ما كبرت، لأنه الأسهل في بيئة سياسية مشبعة بالانقسامات”.
وتتأثر السياسة العراقية بموجة طائفية تجتاح المنطقة، مدفوعة بصراع الهويات الإثنية والمذهبية. يلعب التنافس بين إيران والسعودية دوراً محورياً، حيث تعزز كل دولة حلفاءها داخل العراق. وتتجدد التوترات الداخلية بين الأكراد والعرب أو الشيعة والسنة، مما يجعل تجاوز هذه الانقسامات شبه مستحيل في الوقت الراهن. ويعكس هذا الواقع تحدياً كبيراً أمام أي محاولة لبناء نظام سياسي جامع.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو: هذا الشيء الوحيد الذي يُؤخّر انتهاء الحرب في غزة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، مساء الخميس، 19 يونيو 2025، إن "الشيء الوحيد الذي يُؤخّر انتهاء الحرب في غزة ، هو الرهائن".
ولفت نتنياهو في تصريحات أدلى بها لهيئة البثّ الإسرائيلية العامّة ("كان 11")، ونُشرت مساء اليوم، عبر القناة، إلى أن "الحرب مع إيران ستُعجّل عودة الرهائن، لأن حماس تعتمد على إيران".
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، قال في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن بلاده ودول المنطقة «تتواصل بشكل يومي مع مختلف الأصدقاء والشركاء داخل المنطقة وخارجها، لإنهاء الصراع بين إسرائيل وإيران»، مؤكداً أن «جهود الوساطة لوقف إطلاق النار بغزة مستمرة؛ ولكن لا مؤشرات إيجابية بعد في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران».
اقرأ أيضا/ البيت الأبيض: ترامب سيتّخذ قرارا بشأن إيران خلال أسبوعين!
ومن جانبها، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن الولايات المتحدة ومصر وقطر طلبت من إسرائيل إرسال فريق للتفاوض إلى منتجع شرم الشيخ المصري لاستئناف المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة.
ونقلت عن مصدر مطلع قوله: «نظراً للقيود الحالية على الرحلات الجوية، تم اقتراح شرم الشيخ بصفتها مكاناً بديلاً للمفاوضات»، دون تأكيد مصر أو قطر لتلك الأنباء، حتى مساء الخميس.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية انتشال جثة امرأة بعد 4 أيام من سقوط صاروخ إيراني جنوب تل أبيب مسؤول إسرائيلي: قنابلنا لا تكفي لتدمير "فوردو".. ونخشى تأخّر تدخل ترامب غالانت: إسرائيل أنجزت معظم المهمة في إيران.. وترامب وحده يمكنه إنهاءها الأكثر قراءة 3 قتلى وأكثر من 100 جريح في هجمات إيران على إسرائيل بار : عشرات المقاتلات الحربية نفذت غارات دقيقة فوق طهران 34 شهيدا في غزة الجمعة 13 يونيو 2025 كاتس : إيران تجاوزت الخطوط الحمراء عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025