الفنان محمود عزب لـ«كلم ربنا» : "كنت زعلان أوي من الناس علشان نسيوني رغم أني نجم شباك"
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الفنان القدير محمود عزب، «أنا زعلت كتير من مشواري الفني، أنا بدأت من التمانينات، وحققت نجاح كبير على التلفزيون لما كان فيه بس قناتين، وكل مصر كانت بتستناني في حفلات أضواء المدينة، كنت أول كوميديان يقفل الحفلات، بعد كده الدنيا اتغيرت وظهرت الفضائيات، وفضلت 3 سنين في البيت من غير شغل، لكن لما دخلت عالم الفضائيات، ربنا كرمني، ورجعت بقوة، وبعد كده الأمور هدّت تاني 5 سنين، ومن هنا بدأت أعمل برامج زي (عزب شو)».
وأضاف «عزب»، خلال حواره لبرنامج «كلم ربنا»، الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب على الراديو 9090، «في 2003 ربنا كرمني وشاركت في فيلم (ابن عز) مع الفنان الراحل علاء ولي الدين، ونجحت، بعدها استنيت وما جاليش شغل، وقعدت فترة طويلة جدًا، اللي كان بيوجعني أكتر لما الناس كانت تقابلني وتقول: (عزب شو ده كان...) الكلمة دي وجعتني جدًا، لأني كنت عايز أسيب لأولادي تاريخ مشرف، وفضلت كده 22 سنة صابر، لحد ما دَعيت ربنا بكل صدق وقلتله: (يا رب أنا عايز أسيب لأحفادي اسم مشرف)، وربنا استجاب، لأني كنت بزعل كل يوم لما الناس تقولي: (ده كنت بتضحكنا وعلامة كبيرة) أو (أمي وأبويا بيحبوك) يعنى بقيت قديم».
وأشار الفنان القدير، إلى أنه «للى رضاني وادانى إحساس بالتقدير كان المخرج العظيم تامر محسن، وهو كان وسيلة من ربنا، عشان أول ما قعد معايا قال لي: (عندك استعداد إنك متضحكش؟) فقلتله: طبعًا!، ومن هنا ابتدت النقلة الكبيرة اللى ما كنتش حتى أحلم بيها، وتامر قال لي: (الدور ده كان مرشح له 17 ممثل، لكن إنت بالظبط شكل الراجل اللى أنا كاتبه)، وفعلاً، لقاءنا ما اخدش أكتر من ربع ساعة، والدور ده كان نقلة كبيرة جدًا بالنسبة لي، من كوميديان لدور مؤثر زي ده، لدرجة إنه مرة قال لي: (الدور ده يعمله يحيى الفخراني) الكلمة دى شجعتني جدًا وادّتني ثقة كبيرة، ومن أول مشهد صورته حسيت إني ببدأ مشوار جديد في حياتي الفنية».
ولفت إلى أنه، ربنا رضاه، قائلاً: «لما ربنا يعوضك عن 22 سنة بشغل واحد ويخليك ترجع أحسن وتتقبل ده برضا، بتحس إن الخير دايمًا بييجي في وقته، الناس في الشارع بقت تناديني (يا عم نصر)، وده خلاني فرحان جدًا، الجمهور بدأ يحكي لي حاجات لذيذة زي لما قالوا إنهم كانوا يشموا ريحة الطعمية اللي كنت بعملها في المسلسل، الناس نسيت محمود عزت وافتكرت عم نصر، وده كان نجاح خلاني أنسى زعلي اللي كان على مستوى الشغل».
واستطرد: «الحمد لله النجاح ده غطى على كل الزعل، وأنا حياتي بشكل عام جميلة، وعندي أولادي، وأنا من مواليد شبرا، واتربيت وسط أسرة مكونة من 6 أفراد، والدي كان صاحب مصنع نسيج، ووالدتي توفت وبعدها والدي، إخواتي كانوا محامي ومحاسب، وأنا خريج كلية التجارة، من وأنا عندي 12 سنة، والدي كان دايمًا يقول لأصحابه: محمود ده هيطلع فنان، وكان ينادي عليا ويطلب مني أقلد سيد الملاح، والبداية الحقيقية كانت لما قدمت في برنامج مواهب على القناة الثالثة، لما قلدت شخصيات زي محمد رضا وأمين الهنيدي وعباس فارس، وافقوا عليا، لما البرنامج اتعرض يوم الخميس وأنا مظهرتش، والدي قال لي بابتسامة خفيفة: (يا ابني هما شايلينك لوقت عوزة)، بعد كده كانت بدايتي الفعلية في حفلة عيد القمح، ومن هنا بدأت رحلة النجاح».
وأضاف: «دلوقتي أنا بحب محمود عزب أكتر من أي وقت فات، لأن شخصية عم نصر بقت جزء مني، ودي كانت قفزة كبيرة في مشواري، حب الناس ليا والرضا اللي أنا فيه دلوقتي أغلى حاجة عندي. وأنا شغال على مسلسل (قلبي ومفتاحه) جالي دور يخلص تصويره في يومين، لكن رفضته، لأن كان اختياري إني أدي عمل يعيش ويفضل في ذاكرة الناس، ودلوقتي بقول لربنا: (بحبك يا رب)، لأني كنت راضي دايمًا كإنسان، لكن دلوقتي اترضيت كفنان كمان».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أحمد الخطيب الراديو 9090 الفنان محمود عزب الكاتب الصحفي أحمد الخطيب برنامج كلم ربنا تامر محسن علاء ولي الدين كوميديا ده کان قال لی
إقرأ أيضاً:
تَجَمَّلَ بِالرِّضَا
صراحة نيوز- بقلم: عاطف أبو حجر
استيقظتُ هذا الصباح، وأنا أُواجه تاريخًا أعرفه جيدًا…
لكنّني لا أحتفل به.
اليوم عيد ميلادي،
لا كعكة، لا شموع، لا أحد يسألني عن أمنيّة هذا العام.
فقط صمتٌ معتاد… وحوار داخليّ قديم يتكرّر كل سنة:
هل حقًا مرّ عامٌ آخر؟
هل كبرتُ؟ أم فقط تراكمتِ الأيّام فوق ظهري دون أن أشعر بها؟
في هذا اليوم، لا أتذكّر عدد السنين…
بل أتذكّر كيف قضيتُها وأنا أُؤجّل الفرح،
وأتجمّل بالرضا، كي لا يظهر على وجهي خيبتي من كل عيدٍ لم يُحتفل بي فيه.
أنا لا أكتب لأشتكي،
ولا لأتلقّى التهاني…
بل لأتذكّر – وأُذكّركم – أنّ بعض الأعياد تبدأ متأخّرة،
وأنّ أول كعكة قد تأتي بعد الطفولة بسنين…
لكنّها، رغم التأخير، قد تكون البداية الحقيقيّة لكلّ شيء.
نشأتُ في بيتٍ بسيط، ضمن مجتمعٍ فقير،
لم نكن نعرف شيئًا عن “عيد الميلاد”.
كنّا نكتفي برؤية مظاهره في المسلسلات.
لم نكن نعرف الكيك المغطّى بالكريمة، ولا الفراولة، ولا الشموع.
كلّ ما نعرفه هو الكَكْس، البرازق، والقُرْشَلَة…
وفي أحسن الأحوال، تصنع أمهاتُنا قالبَ كيكٍ بسيطًا… فقط لنأكله، لا لنحتفل به.
حتى جاء ذلك اليوم.
دُعيتُ إلى أول حفلة عيد ميلاد في حياتي: عيد ميلاد رامي، زميلي في الصف.
والدته أجنبية، وطلبت منه أن يدعو الجميع.
ذهبتُ مع عبّود، صديقي، وأنا أحمل كيس قُطّين، وهو أحضر زبيبًا بلديًّا.
أمّا باقي الزملاء… فاعتذروا. البعض خجل، البعض لم يُسمح له، وآخرون لم يملكوا هدية.
عندما وصلنا بيت رامي، شعرتُ كأنني دخلتُ في مشهدٍ من حلم.
فيلا من الحجر، أشجار سرو وصنوبر، كلب ضخم عند الباب.
دخلنا، ورأينا صالةً فخمة، ثريّا تتدلّى من السقف، زينة، بالونات، موسيقى،
وأمّ رامي تُرحّب بنا بلكنةٍ أجنبية مكسّرة.
ثم جاءت اللحظة…
تم تشغيل أغنية عيد ميلاد، أطفأنا الشموع، وأكلتُ للمرّة الأولى كيكًا بالكريمة.
لم يكن مجرّد طعم جديد…
كان اكتشافًا.
لحظة دهشة نقيّة.
كأنّ الحياة نفسها قالت لي:
“أهلًا بك، لقد تأخّرت كثيرًا.”
خرجتُ من الحفلة وأنا مذهول، مشوّش،
لا أعرف ماذا أشعر، ولا كيف أُخبر أحدًا بما حدث داخلي.
ومنذ ذلك اليوم، تغيّرت نظرتي لعيد الميلاد.
لم يعُد مجرّد تاريخ ولادتي…
بل صار اليوم الذي وُلدت فيه روحي.
بعد أن اشترينا قالبًا لصناعة الكيك من محلّ “برجوس”،
ومنذ ذلك الحين، إن سألني أحدهم عن تاريخ ميلادي، أبتسم وأغضّ الطرف وأقول:
“غَطَّرِشْتُ عن الجواب، لأن الجواب نفسه… هو الجواب.”
أنا لم أكذب يومًا…
لكنّني أتجمّل.
كما قال أحمد زكي في فيلمه الشهير:
“أنا لا أكذب ولكن أتجمّل.”
العُمر لا يُقاس بعدد الشموع،
بل بعدد اللحظات التي شعرتَ فيها أنك حيّ،
تشعر بالدهشة الأولى، بالفرحة المفاجئة،
وبالعيون التي تلمع لأجلك.
وما دامت القلوب تنبض،
والذكريات تتجدّد،
“كم أشتاقُ إلى طَعمِ قالبِ كيكِ أمي، والمختومِ بخَتمِ ‘بَرْجوس’.”