موقع 24:
2025-12-01@07:50:29 GMT

الغزيون في مرمى النار مجدداً

تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT

الغزيون في مرمى النار مجدداً

في خضم التصعيد العسكري المتجدد في غزة، تتجلى ملامح مأساة مستمرة، حيث تلوح في الأفق حقيقة أن المفاوضات بين الأطراف كانت مرهونة بالفشل منذ البداية، لسبب بسيط هو أن فكرة "التنازلات تعني الهزيمة" قد سيطرت على تفكير كلا الجانبين، مما يجعل أي محاولة للتقارب أو التفاهم تبدو شبه مستحيلة وهو ما ويزيد من تعقيد الفرص الضئيلة للوصول إلى حل شامل ينهي كابوس الحرب.

لا يمكن قراءة الهجوم الإسرائيلي الأخير بمعزل عن حالة الجمود التي وصلت إليها المفاوضات مع حماس، فإسرائيل كانت تراهن على تنازلات من الحركة بشأن ملف الأسرى والتهدئة طويلة الأمد، في حين أن حماس، رغم الضغوط، لم تُظهر أي ليونة تتيح إحراز تقدم ملموس. وبينما كانت القاهرة والدوحة وواشنطن تعمل على تقريب وجهات النظر، جاءت الضربة العسكرية كرسالة إسرائيلية بأن استمرار المراوحة وكسب الوقت لن يكون بلا ثمن.

من الجانب الإسرائيلي، فإن هذا التصعيد يخدم بنيامين نتنياهو، الذي يعاني من أزمة سياسية داخلية متصاعدة، حيث يشكل أي تحرك عسكري فرصة للهروب من أزماته الداخلية وكسب مزيد من الدعم من اليمين المتطرف، الذي يطالب بتوجيه ضربات أكثر حدة لغزة ووقف أي حديث عن تنازلات في المفاوضات.

أما حركة حماس، فتجد نفسها أمام معادلة معقدة؛ فمن جهة، تسعى للحفاظ على صورة "النصر المعنوي" الذي كرسته بصمودها لأكثر من عام ونصف أمام محاولات نتنياهو القضاء عليها بالكامل، مع أنها تدرك لا محالة أن تعثر المفاوضات يعني تتجدد المواجهة مرة أخرى، وإرتفاع فاتورة "الصمود" على حساب القطاع وأهله، حيث يتحول كل إنجاز سياسي أو عسكري إلى عبء إضافي يدفع المدنيون ثمنه من أرواحهم وأمنهم ومستقبلهم.

لكن هل يعتمد موقف حماس على رؤية استراتيجية؟ أم أن ما يحدث هو مجرد رد فعل مبني على مواقف تكتيكية غير مجدية؟ الواقع يظهر أن حماس قد ضحت بالكثير من أجل صفقة سياسية محدودة، لم تؤدِ إلى أي تغيير حقيقي في موازين القوى أو الواقع المفروض على الأرض. حتى في الوقت الذي يتحدث فيه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عن جهود التفاوض، نجد أن اهتمامه محصور في ملف الأسير الأميركي، في حين تظل قضية وقف إطلاق النار أو مستقبل غزة مغيبة عن جدول الأعمال. وهذا يعكس بوضوح أن المفاوضات تسير بلا هدف واضح، وأن الأطراف الدولية الكبرى تكتفي بالتفاعل مع الظروف الحالية دون أن تطرح رؤية استراتيجية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.

مع تصاعد الرفض من حماس للمقترحات الإسرائيلية، يظل السؤال الأبرز: ما الذي يمكن أن تحققه حماس بعد أن قررت إسرائيل العودة الى الحرب مجدداً؟ هل بإمكانها حقاً تحقيق مكاسب في ظل الظروف الراهنة؟ الواقع يجيب بالنفي، فحماس التي أشعلت فتيل حرب كبرى زعمت من خلالها تغيير الواقع المفروض عليها تجد نفسها اليوم في موقع صعب مع فقدانها القدرة على التأثير في مجريات الأحداث بعد إنهيار قدراتها العسكرية وتفكك محور المقاومة الذي راهنت عليه من أجل الضغط على إسرائيل، وإذا نظرنا إلى حسابات الربح والخسارة يمكن القول إن حماس قد تكون حققت انتصاراً معنوياً بصمودها طوال سنة ونصف، لكنها على المدى البعيد ستواجه هزيمة حتمية، ذلك لأنها لن تتمكن من إقناع الأطراف العربية والدولية بدعم خطة إعمار غزة على شاكلة المواجهات السابقة.

لا يختلف اثنان على أن الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول الأول عن معاناة الفلسطينيين، لكن ذلك لا يعفي الفصائل الفلسطينية من مسؤوليتها في تجنيب سكان غزة ويلات الحرب. فلا يمكن الاستمرار في التعامل مع المدنيين كأوراق ضغط في المفاوضات، ولا يمكن أن تظل القضية الفلسطينية رهينة تكتيكات عسكرية دون رؤية استراتيجية تُخرج غزة من دائرة الصراع المتكرر.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج الفلسطينيون إلى قيادة سياسية تدرك أن موازين القوى لا تصنعها صواريخ تُطلق من غزة بقدر ما تصنعها استراتيجيات طويلة الأمد تُوظف لصالح القضية الفلسطينية ككل لا لصالح فصيل أو حسابات آنية، ذلك لأن سلامة الأبرياء يجب أن تتخطى الحسابات السياسية، وعلى حماس أن تعي أن أي مكسب سياسي لن يكون أغلى من أرواح الأبرياء الذين يقضون مع كل جولة تصعيد جديدة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

هآرتس: فرص الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة ضئيلة

تحدثت صحيفة "هآرتس" العبرية عن فرص الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في قطاع غزة، بموجب خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن فرض الانتقال للمرحلة الثانية ضئيلة.

وأوضحت الصحيفة أنه ما لم تُقدم حلول لنزع سلاح حركة حماس والاتفاق على هيئة لحكم قطاع غزة، فإن فرص الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ضئيلة، وسيظل الواقع في القطاع بين الأنقاض والانتظار وعدم اليقين.

وذكرت أن "المفاوضات الجارية في القاهرة بشأن المرحلة الثانية لا تحقق أي تقدم يذكر، إلى جانب عدم اهتمام الجانبين بالمضي قدما في القضايا الرئيسية"، مبينة أن "إسرائيل ليست مهتمة بالانسحاب من جزء كبير من غزة، في حين أن حماس لا تريد تسليم سلاحها".

وتابعت: "لا يرغب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أي انسحاب إضافي قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها العام المقبل"، معتقدة أن "بقاء جثتين إسرائيليتين في غزة يُبرر هذا التأخير في نظر الرأي العام الإسرائيلي والدولي".

ولفتت إلى أن "لكل طرف مطالبه وادعاءاته، لكن إسرائيل هي الطرف الأقوى، ونتنياهو غير مهتم بالتقدم طالما لم يكن هناك ضغط دولي حقيقي وخاصة من الولايات المتحدة".



وأشارت الصحيفة إلى أن "حماس غير مستعدة لنزع سلاحها دون التزام واضح بانسحاب إسرائيلي كامل وخطة مفصلة تحدد من سيحصل على الأسلحة التي ستسلمها ومن سينفذ هذه العملية"، مضيفة أنه "جرى مناقشة خطة تُمنح بموجبها السلطة الفلسطينية أو أي كيان عربي غير فلسطيني الأسلحة، لكن ما دام لا يوجد اتفاق فإن هذه الحلول تبقى نظرية فقط".

وأكدت أن "إسرائيل لا تزال تدرس الخيار العسكري كوسيلة لنزع سلاح حماس، ولذلك فهي ليست في عجلة من أمرها للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار".

وذكرت "هآرتس" أن مصر وتركيا وقطر يهدفون خلال مباحثاتهم في القاهرة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والمضي قدما في خطة "اليوم التالي"، لكن دون ضغط أمريكي واضح على تل أبيب، فمن غير المتوقع إحراز أي تقدم في هذه المحادثات.

وتطرقت إلى القوة الدولية المفترض نشرها في غزة، "والتي لم يُحدد بعد تفويضها، ولا من سيخدم فيها، ولا كيف ستعمل إذا لم تنسحب إسرائيل من نصف غزة الخاضع لسيطرتها"، وقالت إن "تفويض مجلس الأمن لقوة الاستقرار الدولية غير كافٍ، وتفاصيله غير كافية".

مقالات مشابهة

  • مسؤول أممي: وقف إطلاق النار الأخير في غزة يعد بارقة أمل حيوية.. وعلى جميع الأطراف احترامه
  • جيش الاحتلال يعلن استهدف 4 مسلحين من العالقين في رفح الفلسطينية
  • دبلوماسي: رفض إسرائيل للسلطة الفلسطينية يجمد المرحلة الثانية من خطة إدارة غزة
  • عاجل .. وزير خارجية السودان : المفاوضات على الطاولة ولانقبل املاءات من أحد و يكشف تفاصيل ورقة قدمتها الحكومة للامم المتحدة ويعلن شروط وخطوات حل الازمة في السودان ويتحدث عن منبر جدة وبنوده قبل وقف اطلاق النار
  • محافظ طوباس يوجه ببدء إصلاح الدمار الذي أحدثه الاحتلال
  • مصر تؤكد أن الدولة الفلسطينية المستقلة "استحقاق تاريخي"
  • غوتيريش: يجب أن ينتهي الاحتلال «غير القانوني» للأراضي الفلسطينية
  • هندسة التخريب في مخيمات الضفة.. ما الواقع الجديد الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه؟
  • أبو العينين: أي ميثاق جديد للمتوسط لن يكتمل دون تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية
  • هآرتس: فرص الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة ضئيلة