أمازون بيدروك.. هل تشكل حجر الأساس لثورة الذكاء الاصطناعي؟
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
لا شك في أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح محركًا لجميع القطاعات، إذ يقود التقدم في معالجة اللغة الطبيعية، والرؤية الحاسوبية، والعديد من المجالات الأخرى. ومع ذلك، فإن استخدام إمكاناته كان مصحوبًا غالبًا بتحديات التكاليف والبنية التحتية المعقدة.
وتبرز هنا "أمازون بيدروك" (Amazon Bedrock) التي تقدم حلا سحابيا متكاملا لتطوير ونشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي بسهولة وأمان، إذ تزيل هذه الخدمة العوائق من خلال السماح باستخدام النماذج دون الحاجة إلى إدارة البنية التحتية.
تعد "أمازون بيدروك" بمنزلة خدمة لتسهيل بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منصة الحوسبة السحابية "أمازون ويب سيرفيسز" (Amazon Web Services) من خلال تقديم النماذج اللغوية الكبيرة التي بنتها شركات أخرى لتكون بمثابة الأساس للتطبيق الجديد.
وتتميز الخدمة بالبساطة، حيث تعفي المستخدمين من تعقيدات إعداد البنية التحتية، وتوفر منصة موحدة تتيح نشر أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي من أبرز الشركات، مثل "أنثروبيك" (Anthropic).
وتعد هذه الخدمة مثالية لإنشاء وتوليد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في كل شيء، من إنشاء المحتوى إلى الأمان والخصوصية، حيث صممت الخدمة مع وضع المطورين في الاعتبار.
إعلان مزايا "أمازون بيدروك"تجمع "أمازون بيدروك" بين القوة الحاسوبية، والمرونة، والتكامل مع نظام "أمازون ويب سيرفيسز" السحابي.
وتتيح هذه الخدمة للشركات تسريع تبني الذكاء الاصطناعي والاستفادة من قدراته في مختلف المجالات، بفضل سهولة الاستخدام وإلغاء التعقيدات المرتبطة بالبنية التحتية.
وتتميز بتوفيرها مجموعة واسعة من النماذج التي تلبي احتياجات الاستخدامات المختلفة، سواء في معالجة النصوص أو إنشاء المحتوى البصري.
وتوفر تجربة خالية من التعقيدات التقنية، حيث تتيح للمطورين التركيز على بناء التطبيقات دون القلق بخصوص البنية التحتية.
وتلغي الخدمة الحاجة إلى تخصيص وحدات معالجة الرسومات، وتعتمد على بنية خالية من الخوادم، وتقلل أوقات الإعداد بشكل كبير من أسابيع إلى ساعات فقط.
وتتيح مزايا الضبط الدقيق التي توفرها الخدمة إمكانية تخصيص النماذج وتكييفها بأمان وكفاءة مع البيانات.
وتنشئ الخدمة نسخًا خاصة من النموذج قابلة للضبط باستخدام تقنية "التوليد المعزز للاسترجاع" (RAG)، مما يتيح للنماذج فهم سياق المؤسسة بشكل أفضل وإنشاء استجابات أكثر دقة.
وتتميز تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي عادةً بطلب غير متوقع، وخاصة في حالات، مثل روبوتات الدردشة، التي تواجه ذروة في الاستخدام خلال ساعات العمل وانخفاضًا ليلاً.
وتحل الخدمة هذه المشكلة بفضل قابلية التوسع التلقائي، حيث تتكيف النماذج تلقائيًا مع حجم الطلبات المتغير دون تدخل يدوي.
كما يمكن تشغيل عدة نماذج في وقت واحد داخل التطبيق نفسه لتغطية سيناريوهات مختلفة.
ويساعد وكلاء الخدمة في أتمتة الخطوات المطلوبة لتكامل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع المهام المعقدة المتعددة الخطوات عبر أنظمة الشركة ومصادر البيانات.
ويعمل الوكلاء على تبسيط التطبيقات من خلال التعليمات المخصصة والتنسيق والمراقبة المحسنة.
وبفضل البنية التحتية القوية لمنصة "أمازون ويب سيرفيسز"، توفر "أمازون بيدروك" أمانًا عاليًا وتحافظ على الامتثال لمعايير الخصوصية، مما يجعلها خيارا مثاليا للشركات في القطاعات الحساسة، مثل التمويل والرعاية الصحية.
إعلانوتقدم الخدمة بيئة تشغيل آمنة ومتوافقة مع المعايير من خلال الالتزام بالممارسات الأمنية، ويشمل ذلك تقييد الأذونات وتطبيق أقل قدر من الوصول، والتأكد من صحة إعداد النموذج ومهامه، وتشفير البيانات المهمة، وتنفيذ سياسات حذف البيانات، ومراقبة التهديدات، والحماية من الهجمات عبر الخدمات.
في حين تساعد حواجز الأمان في تنفيذ سياسات الحماية عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساعدة في ضمان الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
ويتيح نشر التطبيقات عبر شبكة "أمازون ويب سيرفيسز" العالمية تقليل زمن الاستجابة وتحسين تجربة المستخدم. وتتكامل الخدمة مع خدمات "أمازون ويب سيرفيسز" الأخرى لتقديم حلول متكاملة.
كيف تغير مشهد تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟بفضل مرونتها في اختيار النماذج، وسهولة التكامل مع "أمازون ويب سيرفيسز"، والدعم القوي للأمان والتخصيص، أصبحت "أمازون بيدروك" خيارًا جذابًا للشركات الناشئة والمؤسسات الكبيرة التي تسعى إلى تبني الذكاء الاصطناعي دون التعقيد التقني.
وتمنح الخدمة القدرة على إنشاء مجموعة متنوعة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي بسرعة وكفاءة، مما يعزز الابتكار في مختلف المجالات، من خدمة العملاء إلى التسويق الرقمي وإنشاء المحتوى.
ومن خلال توفير النماذج المدربة مسبقًا، فإنها تقلل الوقت والجهد المطلوبين لبناء تطبيقات ذكية، مما يسمح للفرق بالتركيز على تحسين تجربة المستخدم بدلاً من بناء النماذج من الصفر.
وبفضل التكلفة الفعالة وسهولة الاستخدام، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون الحاجة إلى موارد تقنية ضخمة.
ومن خلال توفير وصول سهل إلى نماذج متعددة، تشجع على تجربة أفكار جديدة وابتكار تطبيقات ذكية لم تكن ممكنة من قبل.
وفيما يلي بعض أبرز الاستخدامات:
إنشاء مساعد افتراضي أو روبوت محادثة ذكي لتقديم تفاعلات طبيعية وأكثر دقة. تحليل البيانات وتلخيصها من أجل تبسيط المقالات والتقارير إلى فقرات سهلة الفهم. توليد المحتوى النصي، سواء كان مقالات، أو منشورات، أو مدونات، أو حتى رسائل بريد إلكتروني. إنشاء الصور التسويقية، أو المحتوى البصري للمدونات، أو حتى مواد للعلامات التجارية. تحسين أنظمة التوصية بالاعتماد على بيانات سلوك العملاء من أجل تقديم عروض مخصصة. تحسين توليد الاستجابة من خلال إدماج مصادر البيانات الخارجية في قواعد المعرفة. إعلان المقارنة مع خدمات "مايكروسوفت" و"غوغل"دخلت "أمازون بيدروك" إلى سوق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكنها تواجه منافسة شرسة من شركات تقنية رائدة، مثل "مايكروسوفت" و"غوغل".
وتمتلك "مايكروسوفت" خدمتها "أزور أوبن إيه آي" (Azure OpenAI)، في حين تمتلك "غوغل" خدمتها المسماة "فيرتيكس إيه آي" (Vertex AI).
وتتميز "أزور أوبن إيه آي" بتوافرها في المزيد من المناطق الجغرافية ودعمها لمجموعة لغات أوسع مقارنةً بخدمة "أمازون بيدروك"، مما يجعلها أكثر سهولة في الوصول عالميا.
ومع ذلك، فإن قدراتها على إنشاء المحتوى وتخصيص النماذج أقل مرونة مقارنة بخدمة "أمازون بيدروك"، مما قد يحد من إمكانياتها في بعض التطبيقات المتقدمة.
وتوفر "فيرتيكس إيه آي" حرية كبيرة للمطورين، حيث يمكنهم بناء نماذج مخصصة بالكامل، مع إمكانية نشرها من بيئات محلية أو هجينة، وليس فقط من السحابة.
ولكن هذه الحرية تأتي بثمن؛ إذ إن التعامل معها أكثر تعقيدًا، كما أن نقص الخدمات المدارة قد يجعلها أقل جاذبية للمطورين الذين يبحثون عن حلول سريعة وفعالة.
وتتميز "أمازون بيدروك" بالخدمات المدارة التي توفر دعمًا شاملًا للمطورين، مما يسهل بناء التطبيقات ونشرها دون الحاجة إلى إدارة البنية التحتية.
كما تمنح إمكانية الوصول إلى نموذج "أمازون" المتطور "تيتان" (Titan)، الذي لا يزال ينمو ويتحسن.
وتساعد مزايا توفير التكاليف في "أمازون بيدروك" في تقليل استهلاك الحوسبة وتخفيض عبء العمل، مما يجعلها خيارًا أكثر كفاءة من حيث التكلفة على المدى الطويل.
وتمثل "أمازون بيدروك" أخيرا خطوة كبيرة نحو تبسيط تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما يجعلها خيارًا جذابًا للشركات التي تسعى إلى الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي دون التعقيدات التقنية والتكاليف الباهظة.
ومع تزايد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، قد تصبح هذه الخدمة لاعبًا رئيسيًّا في تشكيل مستقبل التطبيقات الذكية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان تطبیقات الذکاء الاصطناعی التولیدی أمازون ویب سیرفیسز البنیة التحتیة إنشاء المحتوى مما یجعلها الحاجة إلى هذه الخدمة من خلال إیه آی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية
طور باحثون تطبيقا أطلقوا عليه اسم "ChemXploreML" يتنبأ بالخصائص الكيميائية ويسرعها، دون الحاجة إلى مهارات برمجة متعمقة.
من الأهداف الأساسية المشتركة لمعظم باحثي الكيمياء الحاجة إلى التنبؤ بخصائص الجزيء، مثل درجة غليانه أو انصهاره. بمجرد أن يتمكن الباحثون من تحديد هذا التنبؤ بدقة، يصبحون قادرين على المضي قدمًا في عملهم، محققين اكتشافات تُفضي إلى أدوية ومواد وغيرها. مع ذلك، ارتبطت الطرق التقليدية للكشف عن هذه التنبؤات، تاريخيًا، بتكلفة باهظة، استنزاف الوقت والجهد المبذول في المعدات، بالإضافة إلى التمويل.
تمكن فرع من الذكاء الاصطناعي، يُعرف باسم التعلم الآلي machine learning (ML)، من تخفيف عبء التنبؤ بخصائص الجزيئات إلى حد ما، لكن الأدوات المتقدمة التي تُسرّع العملية بشكل أكثر فعالية، من خلال التعلم من البيانات الموجودة لإجراء تنبؤات سريعة للجزيئات الجديدة، تتطلب من المستخدم امتلاك مستوى عالٍ من الخبرة البرمجية. هذا يُشكّل عائقًا أمام العديد من الكيميائيين، الذين قد لا يمتلكون الكفاءة الحسابية اللازمة لاجتياز عملية التنبؤ.
للتخفيف من هذا التحدي، ابتكر باحثون في مجموعة "ماكغواير" للأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تطبيق ChemXploreML، وهو تطبيق سطح مكتب سهل الاستخدام يُساعد الكيميائيين على إجراء هذه التنبؤات المهمة دون الحاجة إلى مهارات برمجة متقدمة. هذا التطبيق متاح مجانًا وسهل التنزيل ويعمل على المنصات الرئيسية، كما أنه مصمم للعمل دون اتصال بالإنترنت، مما يُحافظ على خصوصية بيانات البحث.
وقد تم توضيح هذه التقنية الجديدة والمثيرة في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة المعلومات والنمذجة الكيميائية Journal of Chemical Information and Modeling.
اقرأ أيضا... أداة ذكاء اصطناعي مجانية تعد تقارير طبية مثل الأنظمة التجارية
إحدى العقبات المحددة في مجال التعلم الآلي الكيميائي هي ترجمة البنى الجزيئية إلى لغة رقمية تفهمها أجهزة الكمبيوتر. يُؤتمت برنامج ChemXploreML هذه العملية المعقدة باستخدام "مُضمِّنات جزيئية" مدمجة قوية تُحوّل البنى الكيميائية إلى متجهات رقمية غنية بالمعلومات. بعد ذلك، يُطبّق البرنامج خوارزميات متطورة لتحديد الأنماط والتنبؤ بدقة بالخصائص الجزيئية، مثل درجات الغليان والانصهار، كل ذلك من خلال واجهة رسومية تفاعلية سهلة الاستخدام.
يقول أرافيند نيفاس ماريموثو، باحث في مجموعة ماكغواير والمؤلف الرئيسي للمقالة "يهدف ChemXploreML إلى تعميم استخدام التعلم الآلي في العلوم الكيميائية"، مضيفا "من خلال إنشاء تطبيق سطح مكتب سهل الاستخدام وقوي وقابل للعمل دون اتصال بالإنترنت، نضع أحدث النمذجة التنبؤية بين يدي الكيميائيين مباشرةً، بغض النظر عن خبراتهم البرمجية. هذا العمل لا يُسرّع البحث عن أدوية ومواد جديدة من خلال تسريع عملية الفحص وتخفيض تكلفتها فحسب، بل يفتح تصميمه المرن آفاقًا جديدة للابتكارات المستقبلية".
صُمم تطبيق ChemXploreML ليتطور مع مرور الوقت. لذا، مع تطور التقنيات والخوارزميات المستقبلية، يُمكن دمجها بسلاسة في التطبيق، مما يضمن للباحثين الوصول الدائم إلى أحدث الأساليب وتطبيقها. تم اختبار التطبيق على خمس خصائص جزيئية رئيسية للمركبات العضوية: نقطة الانصهار، ونقطة الغليان، وضغط البخار، ودرجة الحرارة الحرجة، والضغط الحرج، وحقق درجات دقة عالية وصلت إلى 93% لدرجة الحرارة الحرجة. كما أظهر الباحثون أن طريقة جديدة وأكثر إحكامًا لتمثيل الجزيئات كانت دقيقة تقريبًا مثل الطرق القياسية ولكنها كانت أسرع بما يصل إلى 10 مرات.
يقول ماريموثو: "نتصور مستقبلًا يُمكن فيه لأي باحث تخصيص وتطبيق التعلم الآلي بسهولة لحل تحديات فريدة، من تطوير مواد مستدامة إلى استكشاف الكيمياء المعقدة للفضاء بين النجوم".
مصطفى أوفى (أبوظبي)