من قلب العراق.. اكتشاف مُذهل لأرشيف مسماري عمره 4,000 عام يعود لأول إمبراطورية عرفها التاريخ
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
في اكتشاف أثري بارز، عثر فريق مشترك من علماء الآثار في المتحف البريطاني والهيئة العامة للآثار والتراث العراقية على أكثر من 200 لوح مسماري طيني يعود تاريخه إلى 4,000 عام، إلى جانب 60 ختماً من الطين، في مدينة جيرسو السومرية القديمة (تيلو حاليًا) جنوب العراق.
ويمنح هذا الاكتشاف الأثري المهم لمحة نادرة عن عالم البيروقراطية في الإمبراطورية الأكدية، وتقدّم هذه المواد الأثرية توثيقًا دقيقًا ومفصلًا لطبيعة الإدارة والتنظيم داخل الإمبراطورية التي حكمت بلاد ما بين النهرين في أواخر الألفية الثالثة قبل الميلاد، وتحديدًا في الفترة الممتدة بين عامي 2300 و2150 قبل الميلاد، خلال عهد الملك سرجون الأكدي، مؤسس أول إمبراطورية في التاريخ البشري.
وتتضمن هذه الألواح تفاصيل واسعة النطاق، تتراوح بين ما هو يومي روتيني وما هو إداري مركزي، مثل توزيع حصص الشعير، ومعاملات بيع وشراء الماشية، ما يعكس نظامًا بيروقراطيًا شديد الدقة والانضباط.
ويُعد هذا التوثيق دليلاً ماديًا هو الأول من نوعه على كيفية عمل الإمبراطورية الأكادية من الداخل، كما يُظهر مدى التنظيم الذي ميّز إدارتها في وقت لم تكن فيه أدوات الإدارة الحديثة قد ظهرت بعد.
وفي تصريح لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، قال سيباستيان راي، أمين قسم بلاد ما بين النهرين القديمة في المتحف البريطاني ومدير مشروع جيرسو: "هذه الألواح تشبه جداول البيانات الخاصة بالإمبراطورية. إنها أول دليل مادي مباشر على وجود الإمبراطورية الأولى في العالم".
وأضاف: "الاعتقاد السائد بأن الروتين البيروقراطي اختراع حديث هو أمر خاطئ، فالإمبراطورية الأكادية كانت شديدة الولع بالإجراءات الإدارية، وكانوا يدونون كل شيء بدقة مذهلة... إنهم مهووسون بالبيروقراطية فعلًا".
وأشار راي إلى أن هذه الوثائق الإدارية تم العثور عليها داخل مبنى يُعتقد أنه كان أرشيف الدولة الرسمي، وهو ما يضيف إلى أهميتها التاريخية كونها لم تكن محفوظة عشوائيًا بل ضمن منظومة أرشفة حكومية.
وأوضح أن هذا الكنز من الوثائق يقدم صورة غير مسبوقة عن الآليات التي اعتمدتها الإمبراطورية الأكادية في إدارة شؤونها، مشددًا على أن هذا النوع من الأدلة الأثرية هو ما كان مفقودًا لفهم طبيعة الدولة في تلك الحقبة.
وتتجاوز أهمية هذه الألواح الطينية البعد الإداري، إذ تكشف أيضًا عن دور النساء داخل الإمبراطورية، في مجتمع رغم طابعه الأبوي إلا أنه لم يُقصِ النساء عن مواقع النفوذ.
وعلّق راي قائلًا: "النساء شغلن مناصب مهمة داخل الدولة. ومن الواضح أن دور المرأة في هذه الإمبراطورية كان يتجاوز ما كان مألوفًا في مجتمعات أخرى معاصرة، وهذا ما تؤكده الأدلة التي بين أيدينا بشكل قاطع".
ويُعد مشروع جيرسو، الذي أفضى إلى هذا الاكتشاف، ثمرة تعاون بين المتحف البريطاني والهيئة العامة للآثار العراقية، ويهدف إلى إعادة إحياء ودراسة واحدة من أقدم المدن السومرية المعروفة. ومن المقرر أن تُنقل الألواح التي عُثر عليها إلى المتحف العراقي في بغداد، حيث ستخضع لمزيد من التحليل والدراسة من قبل الباحثين والخبراء في الآثار والكتابات المسمارية.
للمزيد من المعلومات حول مشروع جيرسو، يمكنك الاطلاع على التفاصيل هنا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية اكتشاف مذهل: العثور على مقبرة الفرعون تحتمس الثاني بعد قرن من الغموض والبحث! اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم يعود إلى 3,000 عام اكتشاف أثري مذهل في لندن: العثور على بقايا بازيليك رومانية شُيّدت قبل 2000 عام متحفالعراقآثارتراث ثقافيبريطانياتاريخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة إسرائيل الحرب في أوكرانيا ضحايا قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة إسرائيل الحرب في أوكرانيا ضحايا قصف متحف العراق آثار تراث ثقافي بريطانيا تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة إسرائيل الحرب في أوكرانيا ضحايا قصف روسيا فرنسا رجب طيب إردوغان فلاديمير بوتين احتجاجات هولندا یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
اكتشاف بئر غاز جديد “شمال البسنت-1”في الدلتا بإحتياطي 25 مليار قدم
أعلنت “دانة غاز”عن نجاح أعمال حفر بئر “شمال البسنت-1” الاستكشافي في دلتا النيل البرية في مصر.
تفوق نتائج بئر “شمال البسنت-1” الاستكشافي التوقعات، من خلال إضافة احتياطيات أولية جديدة بين 15 و25 مليار قدم مكعب من الغاز
من المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للبئر إلى 8 ملايين قدم مكعب يوميًا عند ربطه بالشبكة القومية
الاكتشاف يأتي ضمن برنامج استثماري بقيمة 100 مليون دولار يهدف إلى تعزيز إنتاج الغاز ودعم استدامته على المدى الطويل
تضيف برامج الحفر و إعادة الاكمال التي تم تنفيذها حتى تاريخه ما يقارب 30 مليون قدم من الإنتاج الجديد
وأظهرت النتائج الأولية للبئر احتوائه على احتياطيات غاز تتراوح بين 15 و25 مليار قدم مكعب، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاجه ما لا يقل عن 8 ملايين قدم مكعب يوميًا عند ربطه بالشبكة القومية.
ويُعد هذا البئر الرابع ضمن برنامج الشركة لحفر 11 بئرًا تطويرية واستكشافية بقيمة 100 مليون دولار، بهدف تعزيز إنتاج الغاز المحلي وزيادة الاحتياطيات وتلبية الطلب المتنامي على الطاقة. وكانت دانة غاز قد أتمت في وقت سابق من العام الجاري حفر ثلاثة آبار ضمن البرنامج، حيث أضافة هذه الأبار بنجاح 10 ملايين قدم مكعب يوميًا إلى الإنتاج. ومن المنتظر أن يسهم البرنامج في زيادة الإنتاج على المدى الطويل وإضافة نحو 80 مليار قدم مكعب من الاحتياطيات القابلة للاستخراج خلال فترة تنفيذه.
وبالتوازي مع برنامج الحفر، نجحت الشركة في إعادة إكمال ثلاثة آبار، ما أضاف 9 ملايين قدم مكعب يوميًا من الإنتاج خارج نطاق البرنامج الاستثماري الحالي. وبذلك تضيف برامج الحفر و إعادة الاكمال التي تم تنفيذها حتى تاريخه ما يقارب 30 مليون قدم من الإنتاج الجديد.
وتتوقع دانة غاز أن تبدأ أعمال حفر البئر الخامس ضمن البرنامج، وهو بئر “دافوديل” الاستكشافي، خلال الأسبوع الأول من شهر يناير 2026.
وفي هذه المناسبة، قال ريتشارد هول، الرئيس التنفيذي لشركة “دانة غاز”: “يؤكد نجاح أعمال حفر البئر الجديد جدوى برنامجنا الاستثماري في مصر، ويبرز الإمكانات الكبيرة المتبقية في دلتا النيل ويقلل من المخاطر المرتبطة بأعمال الحفر التي سيتم تنفيذها مستقبلًا. ويعزز اكتشاف ’شمال البسنت-6‘ الزخم الذي حققناه في الآبار السابقة ويدعم جهودنا لزيادة المعروض المحلي من الغاز والاحتياطيات. ومن خلال تعزيز الإنتاج المحلي، سيسهم البرنامج في تقليل اعتماد مصر على واردات الغاز الطبيعي المسال والوقود السائل، ومن المتوقع أن يحقق وفورات تتجاوز مليار دولار للاقتصاد الوطني على المدى الطويل”.
وأضاف: “أتاح لنا اتفاقنا مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) الحصول على مساحات إضافية بشروط مالية أفضل والمضي قدمًا في هذه المرحلة الجديدة من أعمال الحفر. ونحن نثمّن التعاون الوثيق من جانب إيجاس ووزارة البترول، وملتزمون بتنفيذ الجزء الأكبر من البرنامج خلال العام القادم. كما أن انتظام المدفوعات من شركائنا يظل عاملاً أساسيًا في ضمان استمرارية هذه الاستثمارات.”