حزب الأمة وفك الإرتباط مع الميليشيا
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
عندما تم أعلن الإستراتيجية الجديدة لتحالف " تقدم" للعمل من خلال محورين.. الأول يشرع في إعلان حكومة موازية للحكومة في بورسودان.. كان الحديث من خلال تصريحات محمد التعايشي و الهادي إدريس الطاهر حجر أن يكون إعلانها من المنفى.. أي من خارج الحدود السودانية، و عندما فشلت الأمارات في إقناع دولة توافق أن يتم الإعلان من داخل حدودها، بدأ الخطاب يتغير أن تعلن الحكومة من المناطق التي تقع تحت سيطرة الميليشيا.
وفقا للتقسيم الذي طرأ على تحالف " تقدم"؛ أصدر الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير بيان يوم 7 ديسمبر 2024م قال فيه ( يؤكد حزب الأمة القومي علي موقفه الرافض لأي محاولات لتشكيل حكومة من أي طرف وفي أي مكان، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات التقسيم ويزيد من حدة الاستقطاب.. وأوضح الحزب أن هذا الرفض ياتي استناداً على قرار مجلس التنسيق بالحزب في اجتماعه الذي انعقد بتاريخ 31 أغسطس 2024م، وأكد أهمية التركيز على أولويات المرحلة للوصول لحل شامل للأزمة في البلاد) لكن البيان تعارض مع موقف فعلي أتخذه رئيس الحزب فضل الله برمة ناصر و معه عدد من أعضاء المكتب السياسي بالمشاركة في المؤتمر الذي أقامته ميليشيا الدعم بنيروبي للتوقع على إعلان سياسي في 17 فبراير 2024م و خاطب الجلسة رئيس حزب الأمة معلنا موقفا معارضا على ما جاء في بيان الأمين العام.. هل معنى ذلك أن حزب الأمة قومي بيمارس تكتيكا من خلال جناحين متعارضين في الرؤية.. و الغريب صمت الأمين العام الواثق البرير عن موقف رئيس حزبه أو حتى مدافعا عن البيان الذي كان قد أصدره..
في 25 فبراير أعلنت مؤسسة الرئاسة بالحزب، في بيان، عن سحب تكليف اللواء فضل الله برمة من رئاسة الحزب، وتعيين محمد عبد الله الدومة رئيسًا مكلفًا للحزب، على أن يمارس صلاحياته عبر مؤسسة الرئاسة – وفق ما أوضح البيان. و أيضا وأوضحت مؤسسة الرئاسة بالحزب أن القرار جاء بعد مراجعة أداء فضل الله برمة ناصر، مشيرةً إلى أنها رصدت «عدة مخالفات منذ أبريل 2023»، أبرزها توقيعه على «إعلان أديس أبابا» في يناير 2024 «دون تفويض أو تشاور مع مؤسسات الحزب»، بالإضافة إلى مشاركته مؤخرًا في مؤتمر نيروبي وتوقيعه على «ميثاق السودان التأسيسي» الذي قالت إنه «يتناقض مع مبادئ الحزب في عدة نقاط، من بينها النص على العلمانية وتقرير المصير» – بحسب تعبير البيان... رد على بيان مؤسسة الرئاسة أصدر فضل الله برمة ناصر”، رئيس حزب الامة القومي قراراً قضي بإنهاء تكليف نواب ومساعدي الرئيس، بجانب مستشاريه مع إنها كافة مهامهم وذلك استناداً على صلاحيات الرئيس المنصوص عليها في المادة (14) بحسب القرار وأكد “ناصر”،ان ما مارسته سوابق التعاطي مع الشان الوطني في الظروف الاستثنائية فان رئيس حزب الامه القومي له الحق في التقرير في كافة القضايا الوطنية، وفقاً لصلاحياته المنصوص عليها بدستور الحزب... و انتهت المعركة داخل هيئة الرئاسة في حزب الأمة بالبيانات.. و ظل برمة يمارس عمله الداعم لكل نشاطات الميليشيا و الدفاع عنها و حتى الدفاع لمخططاتها و أعمالها العسكرية.. خاصة في اللقاء الذي كان قد أجراه معه عزام إبراهيم؛ و حاول أن يبين أن الميليشيا لم تخسر المعارك العسكرية، و لكنها كانت تنسحب تكتيكيا بهدف إعادة تموضوعاتها في مناطق إستراتيجية.. لكن هزائم الميليشيا المتواصلة في كل الولايات التي كانت تتواجد فيها، و خاصة تحرير القصر الجمهوري من قبضتها، و هزيمتها في وسط الخرطوم و جزيرة توتي، هزمت خطاب برمة ناصر.. و بينت أن برمة كان يتحدث بلسان قبلي أعماه عن الحقيقة.. و هذا السلوك الذي جنح إليه برمة حقيقة لا يمثل قطاع عريض في حزب الأمة من النخب السياسية الواعية و المثقفة الرافضة أن يجر الحزب لدائرة القبلية و الجهوية.. خاصة أن عضوية الحزب لا تمثلها مناطق بعينها، أنما الحزب يتواجد في كل مناطق السودان المختلفة..
لكن يصبح السؤال لقيادة حزب الأمة التي شاركت في تأسيس تحالف "تقدم" هذه القيادة تصبح في دائرة الاتهام بالحديث الذي ذكره بابكر فيصل رئيس "التجمع الاتحادي" قبل المؤتمر الاستثنائي حيث قال ( أنهم في موضوع " الاتفاق الإطاري" أنهم سيوقعون يوم 14 نوفمبر 2022م على " الإعلان السياسي الاتفاق الإطاري و مسودة الدستور الانتقالي" و سوف يتم تسليم الحكومة للمدنيين، و أن الحرية و التغيير دخلت في تحالف سياسي مع ميليشيا الدعم السريع، أعتقادا منها أنها الآلية الوحيدة التي سوف تهزم الكيزان و الفلول المتواجدين في الجيش، و هذا الاتفاق مدعوم من قوى إقليمية و عالمية) حيث تصبح كل القوى السياسية التي كانت في تحالف " الحرية و التغيير المركزي" في دائرة الإتهام بأنها هي التي أقنعت قيادة الدعم السريع بالدخول معها في تحالف من أجل التغيير عن طريق البندقية.. و أن الذي يقوم به رئيس الحزب برمة ناصر الآن هو تنفيذا لذلك الاتفاق الذي تم مع ميليشيا الدعم .. و إذا كان الواثق البرير و صديق الصادق يرفضان المشاركة في جدول أعمال نيروبي لا يعفيهم من الاتهام الذي جاء على لسان بابكر فيصل أنهم في تحالف مع الميليشيا الذي تجد دعما أقليميا و دوليا... الأمر الذي يطرح سؤال للقيادة السياسية لحزب الأمة القومي إذا كانت مع برمة أو في هيئة الرئاسة هل كانوا على علم أن تحالف " الحرية و التغيير المركزي" قد عقد تحالفا مع الميليشيا للتغيير السياسي بالبندقية بهدف تصفية الفلول و الإسلاميين من الجيش؟ أم لا؟ الإجابة هي التي تبين الحقائق.. أما عزل برمة سوف يتم تلقائيا عندما يهزم الجيش الميليشيا في كل مناطق السودان.. نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فضل الله برمة برمة ناصر حزب الأمة رئیس حزب فی تحالف من خلال
إقرأ أيضاً:
مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر
أطلقت دول تحالف الساحل مناورات عسكرية كبرى في بلدة تيل بمحافظة النيجر، في إطار جهودها لتنسيق التعاون العسكري وتعزيز قدرات القوات المسلحة على مواجهة التهديدات الإرهابية المتصاعدة في المنطقة، وتستمر التدريبات لمدة أسبوعين بمشاركة قوات من مالي والنيجر وبوركينا فاسو، إضافة إلى تشاد وتوغو، وفقاً للإذاعة الوطنية الرسمية في النيجر.
وأكد نائب رئيس أركان الجيش النيجري، عبد القادر أميرو، أن هذه المناورات “تعكس التزام الدول الأعضاء بتعزيز التنسيق العسكري المشترك لمواجهة التحديات الأمنية المتعددة، خاصة الإرهاب والتهديدات العابرة للحدود”.
وتأتي المناورات في وقت تشهد فيه منطقة الساحل موجة تصاعدية من الهجمات المسلحة، مما يزيد من الحاجة الملحة لبناء جبهة إقليمية موحدة لتعزيز الاستقرار.
يذكر أن تحالف دول الساحل تأسس عام 2023 كإطار للدفاع الجماعي بين الدول الأعضاء، وسبق أن عقد في أبريل الماضي أول اجتماع لرؤساء أركان القوات الجوية في باماكو، حيث بحث المشاركون تعزيز التكامل والتنسيق الجوي لدعم العمليات المشتركة، ويضم التحالف ثلاث دول أساسية: النيجر، مالي، وبوركينا فاسو، ويهدف لتعزيز التعاون الأمني والعسكري ضد الإرهاب.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي عمر مختار الأنصاري أن إطلاق هذه المناورات في النيجر يأتي في ظل تصاعد حدة النزاعات الأمنية في دول الساحل، خصوصاً في بوركينا فاسو، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لحماية السكان المحليين الذين يعانون من تداعيات النزاعات، حيث أدى توسع نشاط الجماعات المسلحة إلى نزوح الآلاف وتهديد الاستقرار في المنطقة.
وأضاف الأنصاري أن الدعم الخارجي لبعض الجماعات المتطرفة يفاقم الأزمة ويزيد من تعقيد جهود مكافحة الإرهاب.
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال احتفالات يوم أفريقيا في موسكو، استمرار دعم بلاده للدول الأفريقية في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الغذائي والطاقوي، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفريقيا تجاوز 27.7 مليار دولار العام الماضي، مع وجود إمكانات أكبر للتوسع.
كما اختتم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب برنامج تدريب مكثف في مالي لتأهيل الكوادر الأمنية والقضائية في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، بمشاركة أكثر من 200 عنصر أمني وقضائي، وجاء هذا التدريب في ظل تفاقم التهديدات الإرهابية في مالي والمنطقة، التي تشكل تحدياً إقليمياً يؤثر على دول الساحل كافة.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى دول الساحل تعمل بوتيرة متسارعة لتعزيز قدراتها العسكرية والتنسيقية، سعياً للحفاظ على الأمن والاستقرار في مواجهة التهديدات المتزايدة التي تتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً موسعاً.
آخر تحديث: 29 مايو 2025 - 18:45