إفطار في كنيسة.. حي مولنبيك في بروكسل يحتفي بالتنوع الثقافي وينفض عنه صيته السيئ
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
عند غروب شمس الأحد، تجمّع حوالي 500 شخص في كنيسة سان جان بابتيست في حي مولنبيك بالعاصمة البلجيكية، للمشاركة في مأدبة إفطار جماعي، في مشهد يعكس التنوع الثقافي والتناغم الديني، وذلك ضمن مساعي المنطقة لتصبح عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2030.
لم يتم اختيار تاريخ هذا الحدث بشكل عشوائي، حيث تعمّد المنظمون أن يتزامن الإفطار مع الذكرى السنوية التاسعة لتفجيرات بروكسل التي وقعت في 22 مارس 2016، وبعد مضي أكثر من عشر سنوات على هجمات باريس التي وقعت في 2015.
وكان اسم بحي مولنبيك، الذي تسكنه جالية مهاجرة أغلبها من المسلمين، قد احتل عناوين الأخبار في السنوات الماضية، بعدما ارتبط اسمه بالعديد من المشتبه بهم في الأعمال الإرهابية، والتي حوّلته إلى مسرح للتحقيقات بسبب المخاوف المتعلقة بوجود متطرفين فيه.
هذا ويسعى الحي إلى نفض هذه الصورة النمطية عنه، من خلال إقامة فعاليات تعكس روح المحبة والألفة بين جميع المذاهب، وذلك بعد ترشيحه ليكون عاصمة الثقافة الأوروبية عام 2030. وهي فرصة قالت عنها منظمة "مولنبيك من أجل بروكسل 2030" إنها "ستتيح للحي كتابة رواية مغايرة عنه وإعادة تعريف نفسه من خلال قوة التنوع الثقافي فيه".
من جهتها، قالت جاسمين ديل مونتي، مديرة منظمة "أقوى بالكلمات" والتي حضرت إفطار يوم الأحد، لـ"يورونيوز" إن استضافة الإفطار في كنيسة هو "رمز للتنوع والاندماج والتعددية الثقافية"، وهي سمة، تقول المتحدثة إنها حاضرة بقوة في المنطقة التي تضم 140 جنسية والعديد من الناطقين باللغات المختلفة.
وأضافت ديل مونتي أن التجمع يمثل "اتحاد العديد من الأديان والثقافات والخلفيات الموجودة فيه".
ويتزامن شهر الصيام عند المسلمين هذا العام مع مناسباتين واحدة مسيحية والثانية يهودية. وعن ذلك، قالت منظمة "مولنبيك من أجل بروكسل 2030" إن صيام المسلمين يشبه الصوم الكبير عند المسيحيين وعيد البوريم لدى اليهود، لافتة إلى أن جميع هذه المناسبات تتشارك الجوهر ذاتها، فهي ترمز إلى التضامن والتآزر.
وأضافت: "من خلال تنظيم إفطار في كنيسة في أول عطلة نهاية أسبوع من فصل الربيع، ترسل منظمة مولنبيك من أجل بروكسل 2030 رسالة قوية مفادها: بغض النظر عن المعتقدات والخلفيات الثقافية والاجتماعية، ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا".
Relatedالرئيس الألماني يزور أقدم مسجد بالبلاد ويشارك في إفطار رمضانيجاكارتا: صلاة المغرب وإفطار جماعي في أول أيام شهر رمضان بأكبر مساجد جنوب شرق آسياساعة لربك وساعة لبطنك في رمضان.. كيف تعكس موائد الإفطار تنوع وثراء المطبخ العربي؟عاصمة الثقافة الأوروبية 2030في عام 2030، ستقوم كل من بلجيكا وقبرص بترشيح مدينة لتصبح عاصمة الثقافة الأوروبية، وهي مسابقة أنشأها الاتحاد الأوروبي بهدف الاحتفاء بالتنوع في التكتّل.
وقد نظّم حي مولنبيك، الذي جرى ترشيحه في أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، حفل الإفطار من أجل بروكسل 2030 في إطار سعيه للفوز باللقب.
من جهتها، قالت السيدة فاطمة زيبوح، رئيسة بعثة مولنبيك المشاركة في مؤتمر بروكسل 2030، إن المنطقة شهدت الكثير من التحديات الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، لكنها تأمل أن يكون ترشيحها أيضًا للقب ECOC "فرصة لها لإعادة تعريف نفسها".
وتابعت لـ"يورونيوز": "إنها فرصة رائعة لقلب السيناريو والحلم معًا لخلق هوية جديدة".
بعد الهجمات التي وقعت في باريس وبروكسل، اكتسب حي مولنبيك سمعة سيئة. ومع تنامي موجة اليمين واليمين المتطرف في المشهد السياسي الأوروبي، تصاعد الخطاب المعادي للمهاجرين.
في هذا السياق، تسلط زيبوح الضوء على أهمية تواصل الناس مع بعضهم البعض، وسط حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي المعادي للمهاجرين في أوروبا.
واختتمت حديثها قائلة: "الكرم والتعاطف والإيثار، هذا هو جوهر ترشيحنا"، وشبّهت ذلك "بالصدقة".
وعن صورة المدينة النمطية، قالت ديل مونتي إنها عانت من هذا الوصم أيضًا، لكن الأنشطة التي استضافتها مولنبيك مؤخرًا، أعادت لها الثقة بنفسها، مؤكدة على الدور المهم الذي تلعبه المنظمات الشبابية في هذا الصدد.
وأضافت: "يلعب الشباب دورًا كبيرًا جدًا. إنهم يمثلون المستقبل، مستقبل أوروبا، ولديهم الكثير ليقدموه على الطاولة".
وليست هذه هي المرة الأولى التي ترشح فيها بلجيكا منطقة لتنافس على اللقب. فقد فازت أنتويرب به عام 1993، وبروكسل عام 2000، وبروج عام 2002، ومونس عام 2015. ومن المتوقع أن تستضيف المدينة الفائزة سلسلة من الفعاليات الثقافية لمدة سنة تقويمية كاملة.
يُذكر أن حي مولنبيك يتنافس على لقب "ECOC" مع مدينتيْ لوفين ونامور. وسيتم الإعلان عن المدينة الفائزة في سبتمبر المقبل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية هل تعقد إيران صفقة مع أمريكا أم تمضي في طريق صنع أول قنبلة نووية؟ خامس ليلة من الاحتجاجات في تركيا بعد أن أمر القضاء بسجن خصم أردوغان أكرم إمام أوغلو ستيف ويتكوف في مديح بوتين: إنه قائد عظيم وقد صلّى لأجل ترامب بعد حادث إطلاق النار رمضانبروكسلثقافةالاتحاد الأوروبيديانةبلجيكاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فلاديمير بوتين إسرائيل روسيا قطاع غزة حركة حماس دونالد ترامب فلاديمير بوتين إسرائيل روسيا قطاع غزة حركة حماس رمضان بروكسل ثقافة الاتحاد الأوروبي ديانة بلجيكا دونالد ترامب فلاديمير بوتين إسرائيل روسيا قطاع غزة حركة حماس الصين الاتحاد الأوروبي باريس فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا یعرض الآنNext إفطار فی فی کنیسة
إقرأ أيضاً:
شقيقة محمد صلاح تعلن مفاجأة| تصريحات تشعل الجدل حول النجم المصري.. ماذا قالت؟
في خضم الجدل الدائر حول أزمة محمد صلاح الأخيرة داخل ليفربول، خرج صوت جديد من خارج الملعب لكن هذه المرة من داخل عائلة اللاعب، حيث فاجأت شقيقته رباب صلاح الجميع بتصريحات قوية دافعت فيها عن شقيقها، وهاجمت المنتقدين الذين اتهموه بالتقاعس عن الحديث بشأن ما يجري في غزة.
تصريحاتها أشعلت مواقع التواصل وفتحت باب نقاش جديد حول الضغوط التي يتعرض لها النجم المصري داخل وخارج الملعب.
رباب صلاح.. “مشكلتنا أننا لا نحب الناجحين”قالت رباب صلاح في تعليق لافت إنه من غير المنطقي تحميل محمد صلاح مسؤولية ما يحدث في غزة، مؤكدة أن دولاً كاملة لم تستطع إيجاد حل، وأن العالم بأسره كان يرى ما يحدث دون أن يتمكن من تغييره. وتساءلت بنبرة ناقدة:
“المشكلة عندنا كمصريين كانت دايماً: محمد صلاح فين؟ اتكلم ولا لأ؟ نزل بوست ولا لأ؟”
واعتبرت رباب أن جزءاً كبيراً من الهجوم على شقيقها ليس بدافع الحق، وإنما بسبب عدم تقبل المجتمع لنجاح الآخرين، مضيفة:
“الناس عندنا لا بتحب النجاح ولا بتحب اللي ينجحوا. نفضل ناكل في نفسنا لحد ما نشوف الناجح يقع علشان نطلع الغل اللي جوانا.”
وشددت رباب، على أن محمد صلاح وصل إلى مكانة عالمية لم يعد بحاجة معها لإثبات أي شيء لأي أحد، سواء في إنجازاته الرياضية أو دوره الإنساني، معتبرة أن الهجوم عليه أصبح مبالغاً فيه وغير عادل.
وختمت حديثها برسالة قوية أثارت جدلاً واسعاً:
“محمد صلاح وصل لمرحلة ما شاء الله ما فيش حاجة يثبتها تاني… وفي النهاية أحب أقول: من أنتم؟”
تصريحات رباب صلاح أضافت بعداً جديداً لأزمة النجم الدولي، حيث كشفت عن حجم الضغوط التي يتعرض لها اللاعب خارج إطار الرياضة. وبينما يستمر الجدل حول أداء صلاح ومواقفه، يبدو أن تأثير الأزمة وصل إلى دائرة أقرب الناس إليه، مما يعكس أن ما يواجهه النجم المصري يتجاوز حدود المستطيل الأخضر بكثير.