سودانايل:
2025-12-01@09:25:10 GMT

جدوى تبني “برادايم” جديد لحل الأزمة

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

الحرب بكل تفاصيلها الباهظة، وضجيجها المدوي، ورعبها المستمر، جاءت لتكشف الحساب الحقيقي لطبيعة نظام الإخوان المسلمين، وسوء أخلاقهم، وفداحة جرائمهم ضد الوطن، حيث كانوا، وبكل المقاييس، في طليعة المتسببين في تمزيق الرأي العام وتشتيته، مما أدى إلى ضياع البوصلة الوطنية. لقد ظل قادة ودهاقنة هذا النظام يؤكدون مرارًا أن “الدعم السريع” قد خرج من رحم الجيش، لكن لم يُكلف أحدٌ نفسه حتى الآن بتوضيح نسبه الحقيقي من حيث الأب، أو بتحديد الجهة التي قامت بزرع هذه البذرة داخل المؤسسة العسكرية التي تحولت الى “رحم مستقبل من مجهول في معظم التعبيرات”.

أليسوا هم أنفسهم، من يسمون بالحركة الإسلامية، ممثلين في حزبهم والمخلوع وأعوانه من الفاسدين من صانعي سياسات النظام والجيش، الذين عبثوا بمصير البلاد ودمروا بنيتها السياسية والاجتماعية؟
إن ما يجري اليوم يفوق كل تصور، ولا يمكن لعقل مواطن شريف أو ضمير حي احتماله. فالهدم والقتل الممنهج الذي يمارسه “الدعم السريع”، وما يحاول الجيش ترويجه من انتصارات زائفة عبر استعادة المدن أو السيطرة على المؤسسات الرمزية للدولة، مثل القصر الجمهوري، لا يستحقان من المواطن الواعي سوى السخرية من هذه المسرحية الهزلية، التي تعكس انهيار الأخلاق داخل القوتين المتناحرتين على اساس اشعالهما للحرب اصلا . لقد دخلت الحرب عامها الثاني دون أي تقدم يُذكر نحو إيقافها، بل على العكس، تتسع رقعتها وتتصاعد تداعياتها، مهددة الدول المجاورة وربما الإقليم بأسره. وهذا الوضع يعكس فشلًا ذريعًا في جميع المحاولات الرامية إلى حل الأزمة، ويشير إلى غياب الإحساس بالمسؤولية من جميع الأطراف، وعلى رأسها القوى السياسية الوطنية المحلية، بالإضافة إلى المجتمعين الإقليمي والدولي، اللذين يبدو أن مصالح بعض أطرافهما باتت مرتبطة باستمرار هذه الحرب، بدلاً من السعي الجاد لإنهائها. وهذا لا يزيد الوضع إلا مأساوية، ويدفع الضحايا المدنيين لمزيد من المعاناة، بعد أن تجرعوا مرارات الحرب في أسوأ صورها. وإذا كان هذا العجز مستمرًا، فإن القوى المدنية والسياسية مطالَبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بتوحيد صفوفها لمواجهة جرائم الإخوان المسلمين، وجعل هذه الوحدة أولوية قصوى في مسار البحث عن حل لهذه الكارثة الوطنية. فالتشرذم السياسي، الذي تفاقم بعد انقسام تحالف “تقدم” إلى تيارين، ليس سوى انعكاس آخر لحالة الفشل في بناء رؤية وطنية موحدة قادرة على إنتاج حلول عملية للأزمة. وقبل الدخول في جدل حول أسباب هذا الانقسام ومدى جدواه، لا بد من الاعتراف بأنه يعكس أزمة أعمق في بنية التفكير السياسي، ويجسد عجز النخب عن تجاوز خلافاتها من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا. لقد كشفت الحرب عن تمزقٍ ليس فقط في هياكل الدولة والسياسات المتبعة منذ الاستقلال، بل أيضًا في القدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار، وترسيخ السلم الاجتماعي والاقتصادي.
إن الواقع اليوم يفرض علينا تبني”برادايم” جديد، يُلزم جميع الأطراف باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، تستند إلى روح جديدة من المسؤولية الوطنية، وتوقف هذا العبث الذي يهدد وجود السودان نفسه، فضلًا عن أي أمل في مستقبل مستقر له.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

علاجات منزلية فعالة لالتهاب الحلق.. وأخرى بلا جدوى

في هذا الوقت من العام ومع انخفاض درجات الحرارة، يزداد التهاب الحلق شيوعًا، مما يدفع الكثيرين إلى البحث عن وسائل فعالة لتخفيف الألم والاحمرار الناتج عنه ومع ذلك، ينبه الخبراء إلى تفادي استخدام بعض العلاجات التجارية المروّجة، التي قد لا تقدم فوائد ملموسة وقد تكون مجرد إهدار للوقت والمال.

بحسب منظمة "ويتش؟"، المعنية بحقوق المستهلكين، هناك منتجات تُسوّق لتخفيف التهاب الحلق لكنها ليست دائمًا ضرورية أو فعالة. وفي السياق نفسه، يشير البروفيسور نيرمال كومار، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، إلى أن طرق العلاج المنزلية البسيطة قد تعمل بصورة مشابهة لتلك المنتجات المكلفة، موضحًا أن الاعتماد على هذه الخيارات الطبيعية يمكن أن يحقق نتائج جيدة دون الحاجة لإنفاق مبالغ كبيرة.

تتضمّن قائمة العلاجات الشائعة ذات الفاعلية المحدودة:
- **أقراص الاستحلاب الطبية:** يمكن الاستعاضة عنها بحلوى صلبة قابلة للمص مع استخدام مسكّنات الألم.
- **البخاخات المطهرة:** وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، فإن فعاليتها كعلاج مستقل تعتبر محدودة.

أما في الجانب الآخر، فهناك بعض العلاجات المنزلية التي أثبتت فعاليتها:
1. **الغرغرة بالمياه الدافئة والملح:** تعد طريقة بسيطة لتخفيف الالتهاب والحد من مدته يمكن إذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في 150 مل من الماء الدافئ واستخدام الخليط للغرغرة لمدة 30 ثانية، ثلاث مرات يوميًا. ينبغي تجنب هذه الطريقة للأطفال.
2. **تناول الباراسيتامول أو الإيبوبروفين:** تلك الأدوية الشائعة تعمل على تخفيف الألم بنفس فعالية نظيراتها التجارية باهظة الثمن.
3. **الحلويات الصلبة والآيس كريم:** تساعد في تعزيز إفراز اللعاب وترطيب منطقة الحلق، ما يمنح شعورًا مؤقتًا بتحسن. يُفضل تناولها باعتدال لتجنب مشاكل السكر والأسنان.
4. **مشروب العسل مع الليمون:** يعمل هذا الخليط على ترطيب الحلق وتقليل الشعور بالحكة المزعجة، ويفضل تناوله مع سوائل دافئة بدلًا من الساخنة جدًا.

جدير بالذكر أن التهاب الحلق عادة ما يتحسن تلقائيًا خلال أسبوع، لكن ينصح بمراجعة الطبيب إذا ظهرت إحدى الحالات التالية:
- إصابة طفل تحت سن الخامسة بالتهاب شديد.
- استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع دون تحسّن.
- تكرار الإصابة بالتهاب الحلق.
- ظهور أعراض تستدعي القلق مثل وجود كتلة في الفم أو الرقبة أو قرحة تستمر لأكثر من ثلاثة أسابيع.

للوقاية من التهاب الحلق، يمكن الاعتماد على ممارسات النظافة الشخصية التي تقلل من خطر العدوى:
- تنظيف اليدين جيدًا بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، خاصة بعد السعال أو العطس.
- استخدام مطهر يحتوي على 60٪ كحول في حال عدم توفر الماء والصابون.
 

مقالات مشابهة

  • أي دول أوروبية تبني الذكاء الاصطناعي السيادي الخاص بها للتنافس في سباق التكنولوجيا؟
  • 30 نوفمبر.. يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم
  • يوم التحرير الذي يعرّي حقيقة المواقف اليوم
  • الاتحاد الأوروبي: جنوب أوروبا معرض لخطر الحرب الهجينة التي تشنها روسيا
  • علاجات منزلية فعالة لالتهاب الحلق.. وأخرى بلا جدوى
  • حرب غزة التي لم تنته
  • الطيران المدني: جميع الناقلات الوطنية باشرت فحوصات طائرات إيرباص A320
  • مشاريع هشة ببواعث إنجازات سياسية إعلامية
  • ترمب يعلن إلغاء جميع الأوامر التنفيذية التي وقعها بايدن
  • درجات الحرارة اليوم.. «الأرصاد» تكشف أماكن سقوط الأمطار في جميع المحافظات