بلال قنديل يكتب: الصديق قبل الطريق
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
في رحلة الحياة، نواجه العديد من التحديات والمنعطفات. بعضها سهل، و البعض الآخر صعب، و البعض قد يكون مفاجئًا تمامًا. في هذه الرحلة، يُعدّ وجود الصديق الحقيقي بمثابة البوصلة التي تُرشدنا، والدعم الذي يُقوّينا، والنور الذي يُضيء لنا الطريق. لذلك، يُقال: "الصديق قبل الطريق".
فالصديق الحقيقي ليس مجرد شخص نلتقي به ونُحادثه، بل هو شريكٌ في رحلة الحياة، يُشاركنا أفراحنا وأحزاننا، يُساندنا في أوقات الشدة، ويُحتفل معنا في أوقات الفرح.
ولكن، كيف نميّز الصديق الحقيقي من غيره؟ الصديق الحقيقي هو من يُظهر لنا صدقه، ليس فقط بالكلام، بل بالأفعال. هو من يُقف بجانبنا في أوقات الضيق، ولا يختفي عندما نواجه المشاكل. هو من يُقدّم لنا الدعم المعنوي والمادي، ولا يتردد في مساعدتنا. هو من يُحترم خصوصيتنا، ولا يتدخل في شؤوننا الشخصية إلا إذا طلبنا منه ذلك. هو من يُثق بنا، ويُشاركنا أسراره، ويُعاملنا بالمثل.
إنّ وجود الصديق الحقيقي يُضفي معنىً خاصًا على حياتنا. فهو يُساعدنا على تجاوز الصعاب، ويُشجّعنا على المُضيّ قُدُمًا، ويُعلّمنا قيمًا ثمينةً مثل الإخلاص والوفاء والثقة. هو من يُشاركنا الذكريات الجميلة، ويُخفّف عنا أعباء الحياة.
ولكن، يجب أن نتذكر أنّ العلاقة مع الصديق الحقيقي تتطلب الجهد و الوقت و الاهتمام. يجب أن نُقدّر وجودهم في حياتنا، ونُعاملُهم بِالمثل الذي نُريدُ أن يُعاملونا به. يجب أن نكون صادقين معهم، ونُشاركهم أفكارنا ومشاعرنا. يجب أن نُحافظ على علاقتنا معهم، ونُراعي مشاعرهم.
في ختام الكلام، يُمكننا القُول إنّ الصديق الحقيقي هو كنزٌ ثمينٌ في حياتنا. هو البوصلة التي تُرشدنا في طريقنا، والدعم الذي يُقوّينا، والنور الذي يُضيء لنا الطريق. لذلك، يُقال: "الصديق قبل الطريق". فمن وجد صديقًا حقيقيًا، فقد وجد كنزًا لا يُثمّنُ بِالثمن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رحلة الحياة الصديق الحقيقي المزيد هو من ی
إقرأ أيضاً:
الأستاذ الحقيقي بين الرتبة والرسالة: نحو معايير نزيهة وعادلة لتسمية الأستاذ المتميز في جامعة اليرموك
#سواليف
#الأستاذ_الحقيقي بين #الرتبة و #الرسالة: نحو معايير نزيهة وعادلة لتسمية الأستاذ المتميز في #جامعة_اليرموك
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
بعد صدور النظام المعدّل لأعضاء هيئة التدريس في جامعة اليرموك، برزت مادة في غاية الأهمية ضمن هذا النظام، وهي المادة (48) التي تنص على:
“للمجلس، بناءً على تنسيب الرئيس، تسمية الأستاذ المتميز، والأستاذ الفخري، وأستاذ الشرف، وفق تعليمات تصدر لهذه الغاية.”
هذا النص القانوني الجديد يفتح الباب أمام ما يمكن أن يكون تحولًا نوعيًا في التقدير الأكاديمي داخل الجامعة، لكنه في ذات الوقت يطرح سؤالًا جوهريًا:
من هو الأستاذ الذي يستحق أن يُلقّب بالمتميز أو الفخري أو أستاذ الشرف؟ وهل سيتم وضع تعليمات نزيهة، شفافة، ومعلنة مسبقًا، تكفل العدالة والمهنية في منح هذه المسميات؟
الحقيقة المؤلمة التي لا يمكن إغفالها، أن رتبة “أستاذ دكتور” في الجامعات الأردنية باتت، مع مرور الوقت، تُمنح ثم تُهمَل. فالكثير من أعضاء هيئة التدريس ما إن يصلوا إلى هذه الرتبة، حتى يركنوا إلى الراحة، ويتوقفوا عن الإنتاج العلمي والبحثي.
تحوّلت الرتبة الأكاديمية إلى غاية بحد ذاتها، لا وسيلة للاستمرار في خدمة المعرفة والمجتمع. وللأسف، لم ترافقها حوافز حقيقية تشجع على الاستمرار في البحث والتأليف وخدمة الجامعة بعد الترقية، مما أفقدها بريقها، بل وتحول بعض الحاصلين عليها إلى “أساتذة بلا أثر”.
إن الرتب الأكاديمية العليا، وعلى رأسها “أستاذ متميز”، لا ينبغي أن تكون مجرد لقب فخري أو مكافأة شكلية، بل يجب أن تُمنح لمن يواصل العطاء، ويحقق التميز العلمي والبحثي، ويُسهم بفاعلية في خدمة جامعته ومجتمعه، ويحقق انتشارًا أكاديميًا دوليًا يُعتدّ به. لذلك، فإن إصدار تعليمات واضحة ومعلنة تُنظّم عملية منح هذه التسميات، هو أمر في غاية الأهمية والضرورة، كي لا نكرّر أخطاء الماضي.
لقد شهدت جامعة اليرموك، في مسيرتها الطويلة، الكثير من الاختلالات في آليات الترقية الأكاديمية، وبعضها وصل إلى القضاء الأردني للفصل فيها، ومنها قضيتي الشخصية، التي ما زالت منظورة أمام القضاء النزيه العادل، بعد أن كنت أحد ضحايا غياب المعايير والعدالة في التقييم.
ومن هنا، فإننا نُحذر – بكل محبة وانتماء للمؤسسة – من تحوّل التسميات الجديدة إلى نسخة مكرّرة من الممارسات السابقة، التي اتّسمت أحيانًا بالانتقائية، وأُفرغت من معناها الحقيقي.
ما نأمله – بإخلاص وصدق – هو أن تكون هذه فرصة تاريخية لبداية جديدة في جامعة اليرموك، تقوم على أسس من العدالة، والشفافية، والموضوعية. وأن تُبنى معايير الأستاذ المتميز على أسس واضحة تشمل:
الإنتاج العلمي الموثّق والمنشور دوليًا،
السمعة الأكاديمية العالمية،
المساهمة في خدمة الجامعة والمجتمع،
النشاط البحثي المستمر بعد الحصول على رتبة الأستاذية.
إننا نريد أن نرى في جامعة اليرموك أساتذة متميزين بجهدهم، وعلمهم، ومكانتهم العلمية، وليس بألقاب تُمنح لأسباب غير أكاديمية.
وأخيرًا، فإن تكريم المتميزين في الجامعات لا يُقاس بالألقاب فقط، بل بالمسؤولية التي تُرافق هذه الألقاب. فالأستاذ المتميز الحقيقي، هو من يجعل من علمه جسراً للتغيير، ومن جامعته منبرًا للفكر والبحث والإنجاز.
وللحديث بقية، إن شاء الله.