تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ٢٣ مارس ٢٠٢٥، بدأ مسئولون روس وأوكرانيون مفاوضات حاسمة بوساطة أمريكية، مما يمثّل تطورًا مهمًا في الحرب الدائرة بين البلدين. تهدف هذه المحادثات، التي تُعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية، إلى تمهيد الطريق لوقف إطلاق نار محدود، مع التركيز بشكل أساسي على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة وضمان سلامة الشحن في البحر الأسود.

وبينما تُمثل هذه المناقشات خطوةً إلى الأمام في الدبلوماسية، وضع الجانبان شروطًا تشير إلى أن الطريق إلى حل شامل لا يزال محفوفًا بالتحديات.

تركز المحادثات بوساطة أمريكية على مجالين رئيسيين: البنية التحتية للطاقة وأمن الشحن في البحر الأسود. اتفقت كل من روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي على وقف مؤقت للهجمات التي تستهدف منشآت الطاقة، لكن تفاصيل كيفية وتوقيت تطبيق وقف إطلاق النار هذا لا تزال غير واضحة.

الأهداف الجيوسياسية

ولكن، مع استمرار التوترات بشأن الحرب الدائرة في أوكرانيا، يبدو أن قادة روسيا يرون في مساعي الرئيس دونالد ترامب لوقف إطلاق النار أكثر من مجرد فرصة لوقف العنف. في الواقع، ترى موسكو فوائد اقتصادية وجيوسياسية أوسع في التعامل مع ترامب، حتى لو ظلت احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام شامل بعيدة المنال. على الرغم من تركيز ترامب على حل سريع للصراع، فإن أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طويلة المدى في أوكرانيا لم تتغير، مما يجعل عملية التفاوض عملية موازنة معقدة بين وقف إطلاق النار التكتيكي والمكاسب الاستراتيجية لروسيا.

تستخدم الحكومة الروسية تعاملها مع ترامب ليس فقط لاستكشاف إمكانية وقف إطلاق النار، ولكن أيضًا لتعزيز طموحاتها الجيوسياسية الأوسع. يبدو أن موسكو حريصة على استغلال رغبة ترامب في السلام في أوكرانيا كوسيلة لتحسين العلاقات الأمريكية الروسية وتحقيق مجموعة من الفوائد الاقتصادية. تشمل هذه الفوائد تأمين الحصول على قطع غيار أساسية لطائرات بوينج الروسية، وربما تخفيف العقوبات أو تقليص وجود حلف الناتو في أوروبا الشرقية.

أشار مسئولون روس، بمن فيهم فياتشيسلاف نيكونوف، العضو البارز في البرلمان الروسي، إلى أن المحادثات بين ترامب وبوتين تمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا، مع تركيز المناقشات على وضع "أجندة ثنائية" تخدم مصالح البلدين. وأكد نيكونوف أنه في حين أن الصراع في أوكرانيا مستمر، فإن تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة يزداد أهمية بالنسبة للكرملين. وتُعتبر هذه الجهود الدبلوماسية وسيلة لضمان تحقيق أهداف روسيا الأوسع دون الحاجة إلى تنازلات فورية بشأن أوكرانيا.

أهداف الكرملين

على الرغم من المحادثات، أوضح بوتين أن أهداف روسيا في أوكرانيا لم تتغير. تشمل هذه الأهداف ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقليص نفوذ الناتو في أوروبا الوسطى والشرقية، والحفاظ على مستوى من السيطرة على التوجه العسكري والسياسي لأوكرانيا. ولا تزال موسكو تعتبر هذه الشروط شروطًا أساسية لأي اتفاق سلام طويل الأمد، وهي مصممة على تحقيقها، حتى لو تباطأت وتيرة المفاوضات.

أشار فيودور فويتولوفسكي، الخبير الروسي البارز في السياسة الخارجية، إلى أن روسيا لن تقبل بوقف إطلاق نار مؤقت دون خارطة طريق واضحة لتحقيق هذه الأهداف الأوسع. وأشار إلى أن الهدف النهائي لروسيا هو إنشاء إطار عمل يتعايش فيه كل من الو ايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وروسيا دون التدخل في مجالات نفوذ بعضها البعض. بالنسبة لموسكو، يفوق المنظور طويل المدى المكاسب التكتيكية قصيرة المدى لوقف إطلاق النار.

نهج ترامب

تُدرك موسكو تمامًا تركيز ترامب الموجه نحو الأعمال، وقد استغلت هذا الفهم لصالحها في المناقشات. قد يميل ترامب، المعروف بتفضيله للصفقات السريعة، إلى التركيز على النتائج القابلة للتحقيق، حتى لو لم ترق إلى حل شامل للصراع في أوكرانيا. وكما أشار ألكسندر دينكين، خبير الشئون الدولية المقرب من وزارة الخارجية الروسية، إذا واجه ترامب عقبات كبيرة في هذه المحادثات، فقد يفقد صبره سريعًا ويتخلى عن القضية تمامًا.

تُتيح هذه الديناميكية للرئيس بوتين فرصةً للحصول على تنازلات اقتصادية وجيوسياسية متنوعة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على مظهر التقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار. ومن خلال استحضار براجماتية ترامب، تهدف روسيا إلى إيجاد حلول مفيدة للطرفين تُسهّل مصالحها الاستراتيجية الأوسع، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الغربية وتخفيض العقوبات.

المصالح المؤثرة

يُعد قطاع الطيران أحد المجالات ذات الأهمية الخاصة لروسيا، حيث أثرت العقوبات بشدة على شركات الطيران الروسية التي تعتمد على الطائرات الأمريكية الصنع. وفقًا لدينكين، تأمل موسكو أن تُفضي المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى إعادة تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والمدن الأمريكية، بالإضافة إلى رفع القيود المفروضة على تصدير قطع غيار الطائرات الأساسية. في المقابل، قد تسمح روسيا لشركات الطيران الأمريكية باستئناف التحليق فوق سيبيريا، وهو حق سُحب منها في عام ٢٠٢٢.

أشارت أناستازيا ليخاتشيفا، الخبيرة الروسية الرائدة في العلاقات الدولية، إلى أنه على الرغم من أن رفع العقوبات سريعًا وشاملًا أمرٌ غير مُرجّح، إلا أن حتى التحسن الجزئي في العلاقات قد يُؤدي إلى تطبيق أقل صرامة للعقوبات الحالية. وهذا من شأنه أن يُسهّل العمليات العالمية للشركات الروسية ويُحسّن مكانة روسيا في المجتمع الدولي، مما يُشير إلى أن روسيا لم تعد "شريكًا مُثيرًا للمشاكل".

مفاوضات معقدة

في حين أن رغبة ترامب في حل سريع للحرب في أوكرانيا واضحة، إلا أن الطريق إلى تحقيق سلام شامل لا يزال محفوفًا بالتحديات. إصرار روسيا على الحصول على تنازلات واسعة النطاق، بما في ذلك ضمانات من حلف شمال الأطلسي (الناتو) والسيطرة على مستقبل أوكرانيا، يُعقّد احتمال التوصل إلى هدنة دائمة. علاوة على ذلك، يُعدّ تواصل الكرملين مع ترامب جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة تقييم علاقته بالولايات المتحدة، مُهيئًا نفسه للاستفادة من أي تحسن محتمل في العلاقات.

بالنسبة للرئيس بوتين، فإن المخاطر كبيرة، وقد تكون لنتائج هذه المفاوضات آثار عميقة على مكانة روسيا الجيوسياسية ومستقبلها الاقتصادي. في حين أن الهدف المباشر المتمثل في وقف العنف في أوكرانيا مهم، فإن قادة روسيا ينظرون إلى ما وراء ساحة المعركة، ساعين إلى إعادة صياغة علاقتهم مع الغرب بطرق قد تضمن فوائد طويلة الأجل. ومع استمرار المحادثات، ستتم مراقبة نهج ترامب ونوايا بوتين عن كثب، حيث ينتظر العالم الفصل التالي في هذه الرقصة الدبلوماسية المعقدة.

مفترق طرق

ومع دخول دونالد ترامب المراحل الأولى من ولايته الثانية، تُعيد إدارته النظر في الافتراضات الراسخة في السياسة الخارجية الأمريكية، هذه المرة بإعادة النظر في دور روسيا ليس كخصم، بل كشريك استراتيجي مُحتمل في المستقبل. هذا الأسبوع، يواجه هذا التحول اختبارًا حاسمًا.

في قلب هذه التطورات، يقف ستيف ويتكوف، الصديق القديم لترامب من عالم العقارات، والمبعوث الرئيسي الآن إلى روسيا والشرق الأوسط. في مقابلة حديثة مع المذيع اليميني تاكر كارلسون، رفض ويتكوف المخاوف بشأن العدوان الروسي في أوكرانيا، وسخر من حلفاء الناتو لتصديهم لطموحات بوتين.

ورفض ويتكوف فكرة أن روسيا تسعى للهيمنة على أوكرانيا أو تشكل تهديدًا أوسع لأوروبا. وتساءل: "لماذا يريدون ضم أوكرانيا؟ إنهم ليسوا بحاجة إلى ضم أوكرانيا". وحسب قوله، فإن روسيا ترغب فقط في "الاستقرار" في المنطقة. وفي تعليقٍ كاشفٍ بشكلٍ خاص، أضاف ويتكوف: "ظننتُ أن بوتين كان صريحًا معي".

لعلّ أكثر ما يُثير قلق النقاد هو النقاط المُحددة التي يبدو أن ويتكوف قد استقاها بالكامل من روايات الكرملين. فقد وصف الاستفتاءات المدعومة من روسيا في الأراضي الأوكرانية المحتلة -والتي وُصفت على نطاق واسع بالتزوير- بأنها تعبيرات مشروعة عن الإرادة. وأضاف "لقد أجريت استفتاءات أشارت فيها الأغلبية الساحقة من الشعب إلى رغبتهم في البقاء تحت الحكم الروسي".

سارع المشرعون الأوكرانيون إلى إدانة هذه التصريحات. وطالب أوليكساندر ميريزكو، رئيس لجنة الشئون الخارجية الأوكرانية، بإقالة ويتكوف، قائلاً: "إنه ينقل دعاية روسية.. هل هو مبعوث ترامب، أم ربما مبعوث بوتين؟".

الحلفاء قلقون

أثارت تصريحات ويتكوف قلقَ الدبلوماسيين وحلفاء الولايات المتحدة على حدٍ سواء. ووجّه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر توبيخًا واضحًا، قائلًا: "لا أثق ببوتين"، ومُحذّرًا من أن أي اتفاقٍ لوقف إطلاق النار يُجرّد أوكرانيا من أيّ دفاعٍ سيُمهّد الطريق ببساطةٍ لمزيدٍ من التوغلات الروسية.

يشعر القادة الأوروبيون بالقلق من التحركات الأمريكية لإضفاء الشرعية على الأراضي الحالية التى ضمها بوتين. ومع ذلك، في عهد ترامب، تحوّل الخطاب السائد. قلّلت الإدارة مرارًا وتكرارًا من شأن مسئولية روسيا في أوكرانيا، أو أنكرت مسئوليتها، مقترحةً بدلًا من ذلك مستقبلًا قائمًا على التجارة المشتركة، والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، وحتى تطوير البنية التحتية المشتركة للطاقة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وقف اطلاق النار روسيا أوكرانيا وقف إطلاق النار فی أوکرانیا لوقف إطلاق روسیا فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة: أوكرانيا مستعدة للتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا

أفادت تقارير صحفية بأن أوكرانيا قد توافق على وقف القتال، وأنها قد تتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا بالفعل، وذلك كجزء من خطة سلام مدعومة أوروبيا.

ووفقا لصحيفة التلغراف البريطانية، فقد أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة الأوروبيين بضرورة رفض أي تسوية يقترحها دونالد ترامب، والتي تتخلى فيها أوكرانيا عن المزيد من الأراضي، ولكن مع إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها.

وهذا يعني تجميد خط المواجهة كما هو، ومنح روسيا السيطرة الفعلية على الأراضي التي تحتلها في مقاطعات لوغانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، وشبه جزيرة القرم.

ويأتي تخفيف الموقف التفاوضي قبيل محادثات بين ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا يوم الجمعة، وفقا لما ذكرته صحيفة التلغراف.

وقال مسؤول غربي، واصفا عطلة نهاية أسبوع محمومة من الدبلوماسية بين كييف وحلفائها: "لا يمكن ربط الخطة إلا بالمواقف الحالية للجيشين".

قلق غربي من مفاوضات ترامب وبوتين

في الأثناء، يتزايد قلق أوكرانيا وأوروبا من إمكانية أن يتفاوض الرئيسان ترامب وبوتين على إنهاء الحرب الدائرة منذ فترة طويلة.

فقد قال رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، يوم الاثنين: "لديّ مخاوف كثيرة وآمال كبيرة"، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين تعهّدوا بالتشاور مع القادة الأوروبيين قبل المحادثات المباشرة بين ترامب وبوتين.

وكان من أبرز المخاوف الأوروبية خطة السلام المزعومة التي أقرّتها موسكو، والتي تضمنت تجميد خطوط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا إذا وافقت كييف على الانسحاب من مناطق دونيتسك ولوغانسك التي تسيطر عليها.

 المطلوب: استسلام كامل

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إنه لم يطرأ أي تغيير يُذكر على أهداف بوتين الحربية الشاملة، والتي تسعى إلى الإطاحة بالحكومة الأوكرانية ذات التوجه الغربي واستبدالها بوكيل موالٍ لموسكو.

لا تزال روسيا تسعى إلى "الاستسلام الكامل" لكييف، بما في ذلك عرقلة أي احتمال لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ونزع سلاحها، وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن.

وكان زيلينسكي صرح، مساء الاثنين، بأنه لا توجد أي مؤشرات على استعداد روسيا لإنهاء الحرب رغم محادثات السلام الوشيكة.

وأوضح مستشهدا بتقرير صادر عن الاستخبارات الأوكرانية: "على العكس، إنهم يحركون قواتهم وقواتهم بطريقة تُمكّنهم من شنّ عمليات هجومية جديدة".

 أراض أوكرانية على الطاولة

أبلغ زيلينسكي القادة الأوروبيين أن الأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا قد تكون مطروحة على طاولة محادثات السلام.

ومع أن أوكرانيا تبدو راضية عن التنازل عن بعض الأراضي، إلا أنها لن توافق إلا على تسوية سلمية توفر ضمانات أمنية قوية في شكل توريد أسلحة وفتح الطريق أمام انضمامها إلى حلف الناتو.

اختارت العواصم الأوروبية دعم رؤية كييف لأي تبادل للأراضي في محاولة لإقناع ترامب بوجود ثقل دبلوماسي وراء خط أحمر واحد "أوكرانيا وأوروبا" يرفض التنازل عن الأراضي الخاضعة لسيطرة أوكرانيا.

قال المسؤول الغربي: "يدرك الأوروبيون الآن دورهم كداعمين لأوكرانيا في المفاوضات الدبلوماسية.. إنها دفعة معنوية، كما أنها تُعزز المواقف الدبلوماسية لأوكرانيا حتى لا تشعر بالوحدة".، وفقا للصحيفة البريطانية.

وقال تاسك في مؤتمر صحفي يوم الاثنين: "بالنسبة لبولندا وشركائنا، من الواضح أن حدود الدولة لا يمكن تغييرها بالقوة.. يجب ألا تعود حرب روسيا مع أوكرانيا بالنفع على المعتدي"، بحسب ما نقلت التلغراف.

وأصدر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الألماني فريدريش ميرتس بيانات مماثلة خلال عطلة نهاية الأسبوع دعماً اتباع نهج متشدد تجاه التنازلات الإقليمية.

وأكد بيان مشترك صادر عن قادة المفوضية الأوروبية وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وبولندا وفنلندا أن "خط الاتصال الحالي يجب أن يكون نقطة انطلاق للمفاوضات".

ومن المتوقع أن يُجري القادة الأوروبيون محادثات مع ترامب يوم الأربعاء لعرض وجهة نظرهم عليه. ويوم الاثنين، صرّح ترامب بأنه سيحاول استعادة بعض الأراضي لأوكرانيا خلال لقائه مع بوتين في ألاسكا.

 التنازل عن أراض

وقال ترامب إنه سيكون هناك "بعض التبادلات، وبعض التغييرات في الأراضي"، مضيفًا: "لقد احتلت روسيا جزءا كبيرا من أوكرانيا. سنحاول استعادة بعض تلك الأراضي لأوكرانيا".

وأعلن الرئيس الأميركي يوم الجمعة أنه سيُعقد "اجتماع جس النبض" يهدف إلى حث روسيا على وقف الحرب. وأضاف: "سنعقد اجتماعًا مع فلاديمير بوتين، وفي نهاية ذلك الاجتماع، ربما خلال الدقيقتين الأوليين، سأعرف بالضبط ما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أم لا، لأن هذا ما أفعله. أنا من يُبرم الصفقات".

وقال ترامب إنه قد يتصل بزيلينسكي أولًا "من باب الاحترام"، ثم بالزعماء الأوروبيين بعد الاجتماع مع بوتين.

لا شيء من هذا يستثني رئيس أوكرانيا من اتخاذ القرار الصعب بالتنازل عن الأراضي التي كانت بالفعل في أيدي القوات الروسية.

يعتقد المسؤولون الأوروبيون أن زيلينسكي يتمتع بمساحة مناورة مع عدد متزايد من الناخبين الذين سيقبلون التنازل عن الأراضي لموسكو ثمنًا لإنهاء الحرب.

لا تستطيع كييف تحمّل التنازل عن المزيد من الأراضي، وخاصةً في منطقة دونيتسك الشرقية، لأن ذلك سيسمح لقوات موسكو بتجاوز التحصينات التي شُيّدت منذ حرب دونباس الأولى عام 2014.

 زيلينسكي بين التنازل وقتل الجميع

سيُضطر الرئيس الأوكراني أيضا إلى القيام بمناورة، إذ سيُمنع بموجب دستور بلاده من التنازل عن الأراضي دون استفتاء شعبي.

وانتقد ترامب نظيره الأوكراني لرفضه التنازلات، قائلاً يوم الاثنين: "لقد انزعجت قليلا من قول زيلينسكي: 'حسنا، عليّ الحصول على موافقة دستورية'. أعني، لديه موافقة على خوض الحرب وقتل الجميع، لكنه يحتاج إلى موافقة لإجراء تبادل للأراضي؟"

وصف مارك روته، الأمين العام للناتو، القرار بأنه تحد "لكيفية التعامل مع الوضع الراهن المتمثل في سيطرة الروس، في الوقت الحالي، على أراض أوكرانية".

وقال لشبكة سي بي إس: "من المهم للغاية هنا أنه عندما يتعلق الأمر بالاستيلاء على الأراضي الأوكرانية، قد يكون هناك واقع يُشير إلى أنهم يفعلون ذلك، ولكن لا يمكننا أبدًا قبول ذلك من الناحية القانونية، أو ما يُسمى بالمعنى القانوني".

وأضاف "يجب أن يكون جزء من أوكرانيا مطروحًا على الطاولة، وأن أي نقاش مُقبل من هناك سيكون مع الأوكرانيين الذين يقررون ما يريدون فعله من حيث الشروط".

قلق من مفاوضات بوتين وترامب

عندما سيطرت قوات أوكرانية على مناطق في مقاطعة كورسك الروسية، طرح زيلينسكي فكرة تبادل الأراضي، لكن قوات موسكو تمكنت من كسر سيطرة كييف على المنطقة الحدودية، منهيةً بذلك ورقة المساومة هذه.

كما أقرّ زيلينسكي سابقا بافتقار قواته المسلحة للقدرات اللازمة لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها موسكو، ولكن بعد أي تسوية، يمكن لكييف استخدام الوسائل الدبلوماسية لاستعادة سيطرتها على تلك الأراضي.

وتحتل روسيا حاليا حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، وفقا لما هو متفق عليه بموجب حدود كييف المعترف بها دوليا لعام 1991.

 هل يتم فرض اتفاق؟

في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، رحّب كير ستارمر ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني بجهود السلام، لكنهما حذّرا من "فرض" أي اتفاق على أوكرانيا.

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت: "ناقشا دعمهما الثابت لأوكرانيا والعمل المستمر لوقف أعمال القتل وإنهاء حرب روسيا العدوانية. وأكد الزعيمان أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يكون مستقبلًا للحرية والسيادة وتقرير المصير".

وأضاف "رحبا بالجهود الدولية المستمرة، بقيادة الرئيس ترامب، لإحلال السلام، واتفقا على أن هذا السلام يجب أن يُبنى مع أوكرانيا، لا أن يُفرض عليها. واتفق الزعيمان على مواصلة العمل الوثيق مع الرئيسين ترامب وزيلينسكي خلال الأيام المقبلة، وعلى البقاء على اتصال".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: نرحب بجهود ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا
  • كيف سيبدو لقاء ألاسكا؟.. هذا ما سيحاول بوتين فرضه على أوكرانيا
  • صحيفة: أوكرانيا مستعدة للتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا
  • دونالد ترامب: سأطلب من بوتين إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • صحيفة: الخدمة السرية الأمريكية تستأجر عقارا في ألاسكا قبيل قمة بوتين وترامب
  • لقاء بوتين وترامب.. مشاركة أوكرانيا "مطلب أوروبي"
  • روسيا: قمة بوتين وترامب المرتقبة ستركز على تسوية سلمية لأزمة أوكرانيا
  • هل سينهي تبادل الأراضي الحرب الروسية – الأوكرانية؟!
  • روسيا تحذّر من محاولات عرقلة قمة بوتين وترامب
  • روسيا تكشف عن "جهود جبارة" لعرقلة لقاء بوتين وترامب