فقد فتحت فضيحة تداول مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى معلومات عسكرية سرية على تطبيق "سيغنال" الباب أمام الحديث عن مدى جدية هذه الإدارة في التعامل مع الأمور الحساسة.

ووفقا لحلقة 2025/3/27 من برنامج "من واشنطن"، فإن دعم الولايات المتحدة لعودة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يعكس ما تمارسه إدارة ترامب من ارتجال سياسي لأنها هي نفسها التي دعمت وقف إطلاق النار وتفاوضت مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لأول مرة بشكل مباشر.

ففي تحليل نشره المجلس الأطلسي 21 مارس/آذار الجاري، قال آلان بينو، إن سياسة ترامب تجاه الشرق الأوسط تتسم بالارتجالية لكنها قد تكون ناجعة إذا ما وضعت في سياق السعي لتقليم أظفار طهران ودفعها نحو التوقيع على اتفاق نووي جديد.

ويعتقد بينو أن دعم عودة الحرب الإسرائيلية على غزة ليس صائبا، لأنه يقوض الدعم الإقليمي الذي سيكون مطلوبا في أي تحرك محتمل ضد طهران.

وكان المبعوث الأميركي للمنطقة ستيفن ويتكوف قد أكد في مقابلة صحفية أن واشنطن لن تسمح لطهران بالتحول إلى كوريا شمالية جديدة في منطقة الخليج العربي. وقال إن ترامب عازم على منع أي بلد من الحصول على نفوذ حجمه الحقيقي من خلال امتلاكه قنبلة نووية.

إعلان

تقليص نفوذ إيران

وتشير تقديرات مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد إلى أن إيران لم تتجه بعد لتصنيع سلاح نووي، لكنها قالت أيضا إن الإيرانيين يمتلكون أكبر كمية من اليورانيوم المخصب يمكن أن يمتلكه بلد لا يصنع سلاحا.

ووفقا لمراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي، فإن سياسية ترامب تقوم على السعي لتقليص قدرات من تعتبرهم وكلاء لإيران في المنطقة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن.

وقد لفت مراسل الجزيرة في إيران نور الدين الدغير عن تراجع ما يمكن وصفه بالأمن القومي الخارجي لإيران بعد الأحدث التي شهدتها المنطقة وهو ما دفع طهران للتركيز حاليا على أمنها القومي الداخلي والمتمثل في تثبيت قوتها في مياهها والحفاظ على مشروعها النووي قبل النظر في إعادة بناء هذه القوة الخارجية مجددا.

باربرا سلافين زميلة معهد ستيمسون البحثي في واشنطن، قالت إن مقاربة ترامب الحالية في التعامل مع إيران لا تختلف كثيرا عما كانت عليه في ولايته الأولى كونه يفرض العقوبات ويسعى للتفاوض.

وترى سلافين أن ترامب مخلص في سعيه للتوصل لاتفاق مع إيران، لكن المسألة تتعلق بمدى ثقة الإيرانيين فيه من جهة ومدى قبوله هو ببرنامج نووي سلمي لطهران.

لكن الإيرانيين لن يقبلوا أبدا بتفكيك برنامجهم النووي بشكل كامل كما تقول سلافين، وفي الوقت نفسه ستكون هناك بعض الملفات الأخرى المهمة ومنها برنامج الصواريخ والجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.

استغلال الظرف

وتشعر إدارة ترامب -برأي سلافين- بأن إيران في موقف ضعيف حاليا بالنظر إلى الضربات التي تلقاها حزب الله والحوثيون وأيضا بسبب تراجع قيمة العملة المحلية بشكل غير مسبوق، والبطالة والتضخم.

وبالنظر إلى كل هذه المشاكل التي تعانيها إيران، فإن إدارة ترامب تعتقد أن الإيرانيين أقرب للقبول باتفاق نووي جديد، وهذا ما يدفعها لممارسة الضغط الأقصى عليهم حتى تجبرهم على التفاوض.

إعلان

وبالمثل، يرى جيمس فارويل، مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق، أن ترامب يريد تحقيق استقرار في المنطقة ومنع إيران من دعم المجموعات الوكيلة لها، وأيضا عدم الاقتراب من السلاح النووي.

ولتحقيق هذه الأهداف، يمتلك ترامب العديد من الوسائل العسكرية والاقتصادية التي يمكنه من خلالها الضغط على طهران، وهو عازم على استخدامها، كما يقول فارويل.

بيد أن سلافين تقول إنها لا تعتقد أن إدارة ترامب تعرف كيفية التعامل مع الإيرانيين، واستغربت أن يكون ستيفن ويتكوف مكلفا بالتعامل مع كل أعداء الولايات المتحدة، حسب وصفها.

وختمت بالقول "لا أحد يعرف فحوى رسالة ترامب لإيران ولا ما الذي عرضه عليهم، ولا ما إذا كان من مصلحة طهران الدخول في اتفاق جديد مع الرئيس الذي انسحب من الاتفاق النووي السابق رغم أنه كان ناجحا".

ونشر "من واشنطن" مقابلة لترامب بداية ثمانينيات القرن الماضي، وقال فيها إن الولايات المتحدة كان عليها استغلال أزمة الرهائن وإرسال قوات عسكرية لاحتلال إيران التي تبدو غنية بالنفط.

ومع ذلك، قال الدبلوماسي الأميركي السابق جون لمبرت -وهو إحدى الرهائن الذين احتجزوا في إيران- إنه من غير المنصف محاسبة ترامب على كلام تحدث به قبل 45 عاما، معربا عن اعتقاده بأن الرئيس الأميركي يحاول فقط التوصل لاتفاق يحمل اسمه بغض النظر عن طبيعته.

وقال لمبرت إن ترامب ليس معنيا بما إذا كانت الصفقة جيدة أم لا، ولكنه معني فقط بأن تحمل الصفقة اسمه وهذا ما دفعه للانسحاب من الاتفاق السابق الذي كان مرتبطا بالرئيس باراك أوباما.

27/3/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان إدارة ترامب

إقرأ أيضاً:

إيران لا تعتزم استئناف المباحثات مع الأوروبيين بشأن ملفها النووي

أكدت إيران أنها لا تعتزم في هذه المرحلة استئناف المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن ملفها النووي، بعدما أعاد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات الأممية عليها.

وأعاد مجلس الأمن فرض العقوبات على طهران أواخر سبتمبر، بعد تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا "آلية الزناد" الواردة في اتفاق عام 2015 النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديًا في 2018.

أخبار متعلقة ماذا حدث خلال الأسبوع الأول من الإغلاق الحكومي الأمريكي؟ثلوج كثيفة فاجأتهم.. وفاة متسلق بالتجمد وإجلاء المئات في الصيندراسة تبعات وتداعيات العقوبات

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي يوم الاثنين: "لا خطط لدينا لمفاوضات في هذه المرحلة، تركيزنا الحالي ينصب على دراسة تبعات وتداعيات الخطوات التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة".

وأضاف: "بطبيعة الحال الدبلوماسية بمعنى الإبقاء على التواصل والمشاورات، ستتواصل، وكل مرة نرى فيها أن الدبلوماسية يمكن أن تكون مفيدة، سنتخذ بالتأكيد قرارات تصب في مصلحة البلاد وأولوياتها".

وشكل البرنامج النووي سببًا أساسيًا في التوتر بين إيران ودول غربية يتهم بعضها، أبرزها الولايات المتحدة، إضافة الى إسرائيل، الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى حيازة سلاح نووي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي - Peoples Dispatch

في المقابل، تشدد الجمهورية الإسلامية على أنها لا تسعى لحيازة أسلحة نووية، بل إلى استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية، وخصوصا لتوليد الكهرباء.

تخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري

بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران هي الدولة الوحيدة غير المسلحة نوويًا في العالم، التي تعمل على تخصيب اليورانيوم عند مستوى 60%، القريب من المستوى المخصص للاستخدام العسكري (90%).

وانسحبت طهران في يونيو من مفاوضات كانت تجري مع واشنطن بشأن برنامجها النووي، عقب شن اسرائيل هجومًا واسعًا استهدف مواقع عسكرية ونووية ومدنية في الجمهورية الإسلامية.
وتدخلت الولايات المتحدة في الحرب التي استمرت 12 يومًا، عبر قصف 3 منشآت نووية رئيسية في إيران.

كما حذرت طهران من تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية مجددًا في حال إعادة فرض العقوبات، بعد تعليقه مرة أولى على خلفية الضربات الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الاحد أن التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة "لم يعد ملائما" مع إعادة فرض العقوبات.

مقالات مشابهة

  • سلوفاكيا: يتعين على المفوضية الأوروبية التخلي عن عدائها تجاه روسيا
  • صراع طهران وتل أبيب يتصاعد.. النووي الإيراني يعود لصدارة المشهد الإقليمي
  • إيران لا تعتزم استئناف المباحثات مع الأوروبيين بشأن ملفها النووي
  • توتر متصاعد بين طهران وواشنطن.. إيران ترفض التفاوض وترمب يهدد بضربات جديدة
  • أحمد فؤاد أنور: الحديث عن إحياء النووي الإيراني يكشف فشل الضربات الأمريكية والإسرائيلية
  • ترامب يتوعد إيران بالقصف مجددا إذا أعادت تشغيل برنامجها النووي
  • ترامب يهدد بضرب إيران: لن ننتظر طويلا إذا استأنفت برنامجها النووي
  • ترمب: دمرنا برنامج إيران النووي وسنتعامل مع أي محاولة لاستعادته
  • عاجل| ترامب: دمرنا برنامج إيران النووي وآمل ألا تبدأ في استعادته
  • إيران تنسحب من اتفاق القاهرة النووي: لا اتفاق نووي ولا تفتيش دولي