جدّة صينية تستكشف العالم على متن دراجتها وهدفها زيارة 100 دولة
تاريخ النشر: 28th, March 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من عمرها، وجدت لي دونغجو نفسها تسافر بمفردها برفقة أشخاص يبلغون ثلث عمرها. ورُغم بدايتها المتأخرة، إلا أنّها سافرت بمفردها على متن دراجتها عبر 12 دولة في ثلاث قارات.
هذه الجدة البالغة من العمر 66 عامًا من مدينة تشنغتشو (في مقاطعة خنان وسط الصين) سافرت عبر جنوب شرق آسيا، وأوروبا، وأوقيانوسيا، وزارت دولاً مثل كمبوديا، وفرنسا، وأستراليا في رحلاتها.
وبما أنها تتحدث لغة الماندرين فقط، أجبرها ذلك على الاعتماد كليًا على تطبيقات الترجمة للتواصل مع السكان المحليين.
كما أنّها خيّمت في الحدائق، ومحطات الوقود، وحتى المقابر بسبب ميزانيتها المحدودة.
رغم أن مغامرة دونغجو توقفت بسبب جائحة "كوفيد-19" في أوائل عام 2022، إلا أنها وجدت أن تجاربها في ركوب الدراجات كانت "مغيرة للحياة"، حيث اعتبرت أن مغامراتها بالسفر عالجتها من اكتئابٍ دام عِقدًا بعد طلاقها في عام 2005.
وأوضحت دونغجو: "قبل ركوب الدراجات، كنتُ أعتمد على الآخرين بشدّة.. شعرتُ كأنني ضفدع في بئر. الآن، أنا ذئب بري حر، لا يعرف الخوف".
التحول إلى "ذئب بري"بدأ اهتمام دونغجو بركوب الدراجات في عام 2013 عندما مرّت بجانبها مجموعة من راكبي الدراجات المجهزين بالمعدات بالكامل.
وأثارت المجموعة بمرورها بالقرب منها "موجة من الغيرة" في قلب دونغجو، التي قالت إنّها كانت مكتئبة للغاية آنذاك.
اعتمدت الجدّة المتقاعدة على معاشها التقاعدي، الذي يبلغ 414 دولارًا شهريًا، منذ تسريحها من مصنع نسيج مملوك للدولة في عام 2002.
بسبب ضيق ميزانيتها، اشترت دونغجو لنفسها في البداية خوذة فقط، لكن لاحقًا قام ابنها ابنها بإهدائها دراجة جبلية قابلة للطي كلّفت 138 دولارًا.
بعد عام من العمل في مجال تنظيف المنازل، تمكنت دونغجو أخيرًا من توفير ما يكفي للانضمام إلى راكبي دراجات محترفين، تعرفت إليهم عبر الإنترنت، في مغامرة عبر جنوب شرق آسيا.
مع ذلك، فقدت الجدة المبتدئة، التي لم تكن تمتلك سوى هاتف محمول بسيط ودراجة جبلية للمبتدئين، رفقاء سفرها بعد أسبوع في فيتنام، لتجد نفسها وحيدة في بلادٍ غريبة.
لحسن الحظ، التقت دونغجو راكب دراجات محلي يتحدث اللغة الصينية، وقالت إنّه ساعدها في العودة إلى وطنها.
رُغم رحلتها الفوضوية إلى فيتنام، لم يثبط الأمر عزيمتها، وقررت قضاء بعض الوقت في ركوب دراجتها في أنحاء الصين لتشعر براحة أكبر.
في عام 2015، جابت دونغجو 20 مدينة صينية تمتد من جنوب شرق هاينان إلى أقصى غرب شينجيانغ.
طوال الرحلة، تمكنت من توفير نفقات سفرها من خلال القيام بأعمال مختلفة ، مثل التنظيف في منتجع صحي، وغسل الأطباق في فندق فاخر.
بعد عامين، كانت دونغجو التي بلغت من العمر 59 عامًا آنذاك، مستعدة لزيارة جنوب شرق آسيا مجددًا، ولكن هذه المرة، كان يرافقها صديقان مسنّان من مُمارسي ركوب الدراجات تعرفت إليهما عبر الإنترنت. بالإضافة إلى أنها حملت معها هاتف ذكي مُحمّل بتطبيقات الترجمة والخرائط، وخطة سفر شاملة.
كان رفيقا سفرها على استعداد للتوقف والعودة إلى الوطن بعد حوالي ثلاثة أسابيع، ولكن اختارت دونغجو مواصلة رحلتها بمفردها، وركبت دراجتها ببطء عبر فيتنام، وكمبوديا، وتايلاند، وميانمار.
بعد قضاء 70 يومًا تقريبًا في البلدان الأربعة، عادتدونغجو إلى المنزل بآلاف الصور التي لا تُنسى، وازدادت ثقتها لاستكشاف المزيد.
بحلول عام 2019، كانت الجدة الصينية مستعدة لتحدٍّ آخر، وفي ذلك الربيع، انطلقت في رحلة بالدراجة عبر ست دول أوروبية.
في نوفمبر/تشرين الثاني، سافرت الجدة الصينية إلى أستراليا جوًّا، ومرّت بنيوزيلندا، ومن ثمّ عادت إلى موطنها في مارس/آذار من عام 2020 في ظل انتشار جائحة فيروس كورونا.
عندها أدركت دونغجو أنّها توقفت عن استخدام دواء الاكتئاب الخاص بها، حيث تعتقد أنّ مغامراتها عالجت اكتئابها، مع ذلك، لا يتفق الجميع على أن السفر يُعتبر بديلًا عن الدواء.
أشارت الدكتورة تشانغ ليكسيا التي تعمل في مستشفى للأمراض النفسية بمسقط رأس دونغجو إلى أهمية اتباع نصائح الأطباء، وعدم إجراء أي تغيير في العلاج أو الأدوية إلا تحت إشراف طبي متخصص.
أشخاص طيبونالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: دراجات رحلات رکوب الدراجات جنوب شرق فی عام
إقرأ أيضاً:
بالصور.. مسيرة +LGBTQ في تحد لحظر السلطات في المجر
(CNN)-- تحت وهج أعلام قوس قزح، ووسط هدير التحدي، تجمعت حشود غفيرة في العاصمة المجرية، بودابست، للمشاركة في مسيرة الفخر لمجتمع "LGBTQ+" السنوية الـ30 للمدينة وهو حدثٌ يتكشف هذا العام كاحتفالٍ واحتجاجٍ في آنٍ واحد.
وتجول المتظاهرون في شوارع العاصمة في حرٍّ خانق، حاملين لافتاتٍ كُتب عليها "تضامنًا مع فخر بودابست" ولوّحوا بلافتاتٍ تحمل صورًا ويافطات مناهضة لرئيس الوزراء، فيكتور أوربان، في حين عزفت الموسيقى من مكبرات الصوت المحمولة، وانضمّ أشخاصٌ من جميع الأعمار إلى المسيرة، عائلاتٌ بعربات أطفال، ومراهقين يرتدون أزياء مختلفة، وكبار سن يسيرون جنبًا إلى جنب مع النشطاء.
ومن مركز المدينة التاريخي إلى طرقها على ضفاف النهر، ازدادت أعداد المشاركين وضجيجهم - مُستَعيدين بذلك المساحة العامة بشكلٍ واضحٍ في تحدٍّ لقانونٍ صُمّم لطردهم، وانطلقت المسيرة في تحدٍ علني للحظر الذي فرضته الشرطة في وقت سابق من هذا العام بموجب تشريع جديد شامل يحظر فعاليات LGBTQ في جميع أنحاء البلاد.
وكان المشرعون المجريون قد أقروا في شهر مارس/آذار تشريعات تحظر فعاليات الفخر وتسمح باستخدام تقنية التعرف على الوجه لتحديد هوية المشاركين، وهي إجراءات يقول النشطاء إنها غير قانونية وجزء من حملة أوسع نطاقا ضد مجتمع LGBTQ+.
ورحّب أوربان بالحظر، الذي قال إنه سيجرّم التجمعات التي "تنتهك قوانين حماية الطفل"، وتبنت حكومته أجندة مسيحية محافظة بقوة، ما أثار احتجاجاتٍ عارمة في بودابست، حيث تعهد منظمو مسيرة فخر المثليين في المدينة بمواصلة المهرجان السنوي رغم القانون الجديد، معلنين: "سنحارب هذا الحظر الفاشي الجديد".
وجمعت عريضة تطالب الشرطة برفض الحظر أكثر من 120 ألف توقيع من مؤيدين في 73 دولة، وحثّت السلطات على "رفض هذا القانون الجائر"، الذي يُعتقد أنه الأول من نوعه في تاريخ الاتحاد الأوروبي الحديث، وضمان سير المسيرة "دون عوائق وبسلام، بعيدًا عن التمييز أو المضايقة أو الخوف أو العنف".