عمّان- عمت مظاهرات حاشدة مختلف المحافظات الأردنية، اليوم الجمعة، رفضا لاستئناف الاحتلال الإسرائيلي -بدعم مباشر من الولايات المتحدة– حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة و"للتعبير عن شدة الخطر الداهم الذي تواجهه الأمة العربية عبر سعي حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوسع في المنطقة واستهداف دول الجوار الفلسطيني، وفي مقدمتها الأردن".

ودعت الحركة الإسلامية، والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن، إلى هذه المسيرات تحت عنوان "الأمة في خطر.. نكون أو لا نكون" وهو الشعار ذاته الذي رفعه المشاركون فيها بمحافظات الكرك والعقبة وإربد ومخيم البقعة، منددين بالمشروع الإسرائيلي القائم على تهجير الفلسطينيين من وطنهم والعمل على تصفية القضية الفلسطينية.

وأعرب المتظاهرون عن غضبهم تجاه سياسات واشنطن الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، رافعين لافتات كُتب عليها "لا مساس بالأردن ولا تنازل عن فلسطين، والتهجير خط أحمر، ولا للوطن البديل".

مسيرة حاشدة

وفي العاصمة عمّان، انطلقت مسيرة شعبية حاشدة، ظهر الجمعة، من وسط البلد شارك فيها الآلاف من المتظاهرين، رددوا خلالها هتافات تحيّي المقاومة الفلسطينية على صمودها الأسطوري بوجه آلة العدوان الإسرائيلية، مؤكدين أن "غزة والضفة الغربية وصمود الشعب الفلسطيني فيهما هم خط الدفاع الأول عن الأردن وكل الدول العربية والإسلامية في وجه مخططات التوسع الصهيونية".

إعلان

ودعا المتظاهرون الأمة العربية والإسلامية إلى الوحدة، والخروج في فعاليات نصرة لغزة للضغط على العالم وعلى الحكومات من أجل وقف شلال الدم المتواصل بحق الفلسطينيين، مطالبين بضرورة وجود خطوات عملية بعيدا عن سياسة الإدانة والشجب والاستنكار، واتخاذ المزيد من المواقف الجادة والحاسمة لوقف "غطرسة حكومة نتنياهو".

آلاف الأردنيين هتفوا للمقاومة الفلسطينية على صمودها الأسطوري بوجه آلة العدوان الإسرائيلية (الجزيرة)

وأكد المتحدثون في المسيرة أن المقاومة خيار الشعوب وسلوكها ولا أحد يستطيع سلبها هذا الحق، وأن الشعب الأردني لا يتضامن مجرد تضامن مع قضية غزة بل هي قضيته، وأن هذه الجموع أتت تعلن تأييدها للمقاومة الفلسطينية وخياراتها في مواجهة المشروع الإسرائيلي.

كما شددوا على أن الدماء البريئة والصامدين على أرض غزة "أقاموا الحجة على الأمة التي عليها واجب نصرة فلسطين في مواجهة ما تتعرض له من جرائم حرب وإبادة".

ودان المتظاهرون ما وصفوه بـ"تواطؤ وتخاذل" الأنظمة العربية عن نصرة غزة، ونددوا بموقف الولايات المتحدة التي لم تتوقف عن إمداد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة، وتوفير الغطاء السياسي لعمليات الإبادة.

العضايلة أكد أن الأردن موحد شعبا ودولة وقيادة على رفض مخططات تهجير الفلسطينيين (الجزيرة) معركة الضفة

من جانبه، قال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن مراد العضايلة إن الأردن موحد شعبا ودولة وقيادة على رفض مخططات الوطن البديل والتهجير الذي يشكل خطرا وجوديا على الدولة وسيادتها وهويتها.

واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن "معركة الأمة القادمة في الضفة الغربية سيكون عنوانها تهجير الشعب الفلسطيني، مما يتطلب دعم المقاومة التي تشكل عنوان دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه والتصدي للمخططات الصهيونية".

وأكد العضايلة أن "الاحتلال هو عنوان الأزمة، وليست المقاومة التي تشكل ردا طبيعيا ومشروعا على الاحتلال كفلته القوانين الدولية وكممثل عن الشعب الفلسطيني، وأن دعمها هو عنوان دعم صمود الشعب الفلسطيني".

وتابع "البعض يتحدث عن اليوم التالي في غزة، ونحن نعتقد ونؤكد أنه يوم فلسطيني ولا بديل عن أهل فلسطين ومقاومتها ولن يقبلوا بديلا لإدارة غزة أو غيرها" لافتا إلى أنه إذا كان هناك تدخل عربي في قطاع غزة فهو لإعادة الإعمار بهدف تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه مع مطالبة الاحتلال بالتعويض عما ألحقه من دمار فيه" رافضا "مقايضة سلاح المقاومة بالإعمار".

المتظاهرون انتقدوا الصمت العربي تجاه ما يحدث لغزة والضفة (الجزيرة) خطة مدروسة

بدوره، قال الأمين العام للحزب الوطني الدستوري أحمد الشناق إن "استمرار الحرب الوحشية الإسرائيلية على غزة، وتشكيل قيادة عسكرية إسرائيلية لإدارة القطاع هدفه تسهيل عملية التهجير وبدعم أميركي، ما هو إلا رد على الخطة المصرية العربية، وقرارات قمة القاهرة من إعادة الإعمار وعدم التهجير".

إعلان

وأكد للجزيرة نت أن الخطة الإسرائيلية الأميركية القادمة ستطال مستقبل الضفة الغربية بضم 60% من أراضيها لدولة الاحتلال وفرض السيادة الإسرائيلية عليها كجزء من الكيان المحتل. وأشار إلى أن "الاحتلال سيجد المبررات لعملية تهجير سكان المخيمات الفلسطينية من داخل الضفة".

وحسب الشناق، تجد الإستراتيجية الإسرائيلية في الديموغرافيا الفلسطينية ذات الأغلبية السكانية على أرض فلسطين التاريخية تهديدا وجوديا للكيان، وما تقوم به من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وتحويل مناطقهم إلى أرض غير قابلة للحياة، إنما هو مخطط مدروس وفق إستراتيجية تفريغ الأرض من أصحابها.

ويعتبر الأردنيون أن مشاركتهم في الفعاليات التضامنية مع أهل غزة واجب وطني وإنساني، وأولوية تتقدم على أية التزامات أخرى، حيث يشهد الأردن باستمرار مظاهرات ومسيرات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يرحل المئات من نشطاء أسطول الصمود إلى الأردن

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، الثلاثاء، وصول مواطنة أردنية و130 شخصا من رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة، كانوا على متن أسطول الصمود العالمي، إلى أراضي المملكة عبر جسر الملك حسين.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، فؤاد المجالي، إن عملية الإجلاء شملت رعايا من مملكة البحرين، وتونس، والجزائر، وسلطنة عُمان، ودولة الكويت، وليبيا، وباكستان، وتركيا، والأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكولومبيا، والتشيك، واليابان، والمكسيك، ونيوزيلندا، وصربيا، وجنوب أفريقيا، وسويسرا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروغواي.

أعلنت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين وصول مواطنة أردنية و130 شخصًا من رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة كانوا على متن أسطول الصمود العالمي إلى أراضي المملكة عبر جسر الملك حسين.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي إنّ الإجلاء شمل رعايا من مملكة البحرين، والجمهورية… pic.twitter.com/f5d0QC3gYO — وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية (@ForeignMinistry) October 7, 2025
وأوضح المجالي أن الوزارة، بالتعاون مع الجهات الأردنية المعنية، سهلت عبورهم وقدمت لهم الدعم اللازم، مشيراً إلى أن القائم بأعمال السفارة الأردنية في تل أبيب زار المواطنين الأردنيين الثلاثة المحتجزين في الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، واطمأن على أحوالهم، بينما غادر اثنان منهم سابقا جوا عبر تركيا.

وأضاف المجالي أن التنسيق تم أيضا مع سفارات الدول الشقيقة والصديقة لتنظيم وتسريع مغادرة رعاياها من الأردن بعد وصولهم، مؤكداً أن عملية الإجلاء شملت نفس الدول التي ذكرها سابقاً.


في السياق ذاته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشالي، وصول 14 ناشطا تركيا من أسطول الصمود العالمي إلى الأردن، تمهيدا لنقلهم إلى تركيا جواً. وقال كتشالي، عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، إن عودة هؤلاء النشطاء تعني أن جميع المواطنين الأتراك المشاركين في الأسطول قد عادوا إلى وطنهم.

وفي وقت سابق، نقل الاحتلال الإسرائيلي ناشطي الأسطول عبر حافلات إلى الأردن عبر معبر اللنبي بالضفة الغربية المحتلة.

كما أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية أن السلطات الإسرائيلية رحلت 14 ناشطاً ألمانياً إلى اليونان، حيث استقبلهم موظفو السفارة الألمانية، وفق ما أوردته وكالة أسوشييتد برس.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد استولت مساء الأربعاء الماضي على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها.

كما أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية السبت الماضي أنها رحلت 137 ناشطاً إضافياً إلى تركيا.

من جهة أخرى، أفاد ناشطون مدنيون بأنهم تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال احتجازهم غير القانوني في الاحتلال الإسرائيلي، بينها التعذيب، وحرمانهم من الماء، ونزع الحجاب عن بعض النساء، ورفض السماح لهم بالتواصل مع محامين. 

ونقلت صحيفة هآرتس، الاثنين الماضي، عن محاضر مئات المعتقلين، أن معظمهم لم يُسمح لهم باستشارة محامٍ قبل جلسات الاستماع، وحرِموا من التحدث مع القضاة أثناء جلساتهم أمام محكمة مراجعة الاحتجاز الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • مزهر: المقاومة الفلسطينية لم تُهزم والحرب لم تكسر صمود شعبنا
  • مشروعية مقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال قانونيًا
  • حزب الله في ذكرى طوفان الأقصى: نُجدد العهد بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 ألف فلسطيني
  • الاحتلال الإسرائيلي يرحل المئات من نشطاء أسطول الصمود إلى الأردن
  • مظاهرات حاشدة أمام منزل نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف
  • مظاهرات في إسطنبول تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • مظاهرات حاشدة في وارسو تندد بالحرب الإسرائيلية على غزة
  • الإحصاء الفلسطيني: تضرر أكثر من 190 ألف مبنى بشكل كامل جراء العدوان الإسرائيلي
  • مظاهرات حاشدة ورسائل من المغاربة في ذكرى طوفان الأقصى