سامي الجميّل: المصارحة والمصالحة لا يجب ان تفشل ووجود السلاح يحول دون اتمامها
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
أكد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ان الدعوة الى المصارحة والمصالحة التي أطلقها من على منبر المجلس النيابي لا يمكن ان تجري إلاّ مرة واحدة فقط ومن غير المسموح ان تفشل وهذا يتطلب ان يكون اللبنانيون متساويين فلا يمكن ان يبنى بلد بوجود سلاح بيد فريق يحتكم الى اجندات خارجية، مشدداً على ضرورة معالجة ملف السلاح للمضي قدماً في ورشة وطنية شاملة.
كلام رئيس الكتائب جاء في خلال حفل إفطار أقامه على شرفه النائب السابق مصباح الأحدب، حيث استهل كلمته بشكر الأخير على الدعوة وقال:" منذ زمن، كنت أنتظر هذا اليوم لأتوجه إلى أهل هذه المدينة التي دخلت قلبي من الباب العريض عندما كنت اتلقى نداءات من أبنائها خلال معارك المحاور طلباً للتدخل، ثم أصبحت طرابلس جزءا من حياتي، وترسخت العلاقة أكثر بعد زيارتي لأسواقها التي حفرت مكانة في قلبي إلى الأبد وقادت الى العمل مع ناشطين من مختلف الطوائف اللبنانية مستذكراً تجربة الرئيس الجميّل الذي حاول بناء حسور مع كل أبناء الوطن لكن محاولاته ووجهت باغتيال كل الوسطاء وسعاة الخير".
وقال: "في ما يتعلق بمؤتمر المصارحة والمصالحة الذي طرحه من مجلس النواب شدّد رئيس الكتائب على ضرورة ان يكون منطلقاً من المساواة بين اللبنانيين فلا يمتلك احد الأطراف سلاحًا وقال: "هذه المصارحة والمصالحة لا يمكن ان تتم الا لمرة واحدة فقط ولذلك لا يمكن ان تفشل، وإذا كان السلاح موجودًا، فإنها لن تنجح خاصة إذا كان هناك فريق ينفذ أجندات غير لبنانية. معتبراً أن السلاح هو ضرب للبنان، ويزيد الانقسام كما أن بقاء ه يكلفنا يومياً ويعطي ذرائع لبقاء الاحتلال الإسرائيلي ولهذا السبب نؤكد أنه يجب معالجة ملف السلاح حتى نتمكن من المضي قدمًا في ورشة وطنية شاملة تمكننا من الانتقال إلى مكان أفضل ".
ودعا الجميّل الى انتهاج طريقة جديدة في التعاطي بين اللبنانيين تقوم على المحبة والاحتضان والاستماع الى هواجس بعضنا البعض بعدما استنفذت كل محاولات الاقصاء الأخرى بالكراهية والبغض والايديولوجيات والطعن في الظهر مشدداً على ضرورة الاعتراف بأن لبنان لا يبنى الى بالحب المتبادل بين أبنائه وتبادل الهواجس والاقرار بتضحيات الجميع لفتح صفحة جديدة من تاريخ الوطن بعيداً عن الانقسامات والعداوات.
وأضاف:" هذه هي المصارحة والمصالحة على أمل أن يأتي اليوم الذي تطوى فيه صفحة السلاح، لتفتح صفحة جديدة مشرقة في تاريخ لبنان لاسيما ان اللبنانيين تحرروا من كل الوصايات والاحتلالات للمرة الأولى منذ خمسين عاماً
كما كانت كلمة للنائب السابق مصباح الأحدب رحب فيها بالحضور مؤكدًا على دورها كمدينة التعددية ونصرة المظلوم، معتبرًا أن لبنان تحرر من قبضة محور الممانعة.
كما أشاد بمبادرة رئيس الكتائب للمصارحة والمصالحة، معتبرًا أن لبنان بحاجة إلى رؤية موحدة تتجاوز الطائفية لصالح دولة حديثة تعتمد على الكفاءة بدل الزبائنية. وأكد أن طرابلس، رغم استهدافها، بقيت خط الدفاع الأخير عن التعددية في لبنان.
واضاف:" الرهان اليوم على العهد الجديد وعلى فخامة الرئيس بان يحصن لبنان بسياسة جامعة لكل أطيافه تحت سقف الدولة العادلة وان يحافظ على التعددية فيه عبر المساواة والمواطنة، وان يضع حد للسياسات البائدة الهدامة وان يضع أسس صلبة نجتاز بها هذه المرحلة الخطيرة التأسيسية التي تمر بها المنطقة، والا ستدمر الصيغة اللبنانية وعندها سنتشتت وسيصبح لبنان مكانا للحروب والمواجهات. مواضيع ذات صلة الجميل: السلاح والانتماء للخارج يمنعان المصارحة والمصالحة Lebanon 24 الجميل: السلاح والانتماء للخارج يمنعان المصارحة والمصالحة 29/03/2025 18:03:35 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 تجاوب واسع مع مطالبة الجميّل بـ"حوار مصالحة ومصارحة" Lebanon 24 تجاوب واسع مع مطالبة الجميّل بـ"حوار مصالحة ومصارحة" 29/03/2025 18:03:35 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميل: نطالب بإقامة حوار مصارحة ومصالحة في لبنان Lebanon 24 الجميل: نطالب بإقامة حوار مصارحة ومصالحة في لبنان 29/03/2025 18:03:35 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 الجميّل: يجب إنهاء وجود أي سلاح خارج الدولة Lebanon 24 الجميّل: يجب إنهاء وجود أي سلاح خارج الدولة 29/03/2025 18:03:35 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً من الدولار إلى الودائع.. تفاصيل ملفات دسمة تنتظر حاكم مصرف لبنان الجديد! Lebanon 24 من الدولار إلى الودائع.. تفاصيل ملفات دسمة تنتظر حاكم مصرف لبنان الجديد! 12:00 | 2025-03-29 29/03/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 عن الانتخابات البلدية.. هذا ما أعلنته عائلات وعشائر بلدة الخيارة في البقاع الغربي Lebanon 24 عن الانتخابات البلدية.. هذا ما أعلنته عائلات وعشائر بلدة الخيارة في البقاع الغربي 11:58 | 2025-03-29 29/03/2025 11:58:11 Lebanon 24 Lebanon 24 العدو الإسرائيلي يطلق رشقات نارية على دورية للوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل Lebanon 24 العدو الإسرائيلي يطلق رشقات نارية على دورية للوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل 11:54 | 2025-03-29 29/03/2025 11:54:33 Lebanon 24 Lebanon 24 هل يتوسع الخلاف بين عون وسلام؟ Lebanon 24 هل يتوسع الخلاف بين عون وسلام؟ 11:32 | 2025-03-29 29/03/2025 11:32:21 Lebanon 24 Lebanon 24 ينتحل صفة قاضٍ دوليّ.. والأمن يعمم صورته Lebanon 24 ينتحل صفة قاضٍ دوليّ.. والأمن يعمم صورته 11:30 | 2025-03-29 29/03/2025 11:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد أشهر على انفصالهما.. نجمة شهيرة تضع مولودتها الأولى من حبيبها السابق (صور) Lebanon 24 بعد أشهر على انفصالهما.. نجمة شهيرة تضع مولودتها الأولى من حبيبها السابق (صور) 12:20 | 2025-03-28 28/03/2025 12:20:33 Lebanon 24 Lebanon 24 للقادمين على طريق المطار.. تحذيرٌ عاجل Lebanon 24 للقادمين على طريق المطار.. تحذيرٌ عاجل 02:53 | 2025-03-29 29/03/2025 02:53:45 Lebanon 24 Lebanon 24 إشتباك مسلّح داخل الضاحية.. مفاجأة حصلت بعد غارة الأمس! Lebanon 24 إشتباك مسلّح داخل الضاحية.. مفاجأة حصلت بعد غارة الأمس! 02:11 | 2025-03-29 29/03/2025 02:11:17 Lebanon 24 Lebanon 24 أمر متوقع.. هذا ما قد يشهده سوق الدولار لاحقاً Lebanon 24 أمر متوقع.. هذا ما قد يشهده سوق الدولار لاحقاً 02:45 | 2025-03-29 29/03/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة.. هذا ما فعله شبانٌ بعد غارة الضاحية اليوم Lebanon 24 بالصورة.. هذا ما فعله شبانٌ بعد غارة الضاحية اليوم 13:36 | 2025-03-28 28/03/2025 01:36:39 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:00 | 2025-03-29 من الدولار إلى الودائع.. تفاصيل ملفات دسمة تنتظر حاكم مصرف لبنان الجديد! 11:58 | 2025-03-29 عن الانتخابات البلدية.. هذا ما أعلنته عائلات وعشائر بلدة الخيارة في البقاع الغربي 11:54 | 2025-03-29 العدو الإسرائيلي يطلق رشقات نارية على دورية للوحدة الفرنسية التابعة لليونيفيل 11:32 | 2025-03-29 هل يتوسع الخلاف بين عون وسلام؟ 11:30 | 2025-03-29 ينتحل صفة قاضٍ دوليّ.. والأمن يعمم صورته 11:20 | 2025-03-29 حنكش التقى قنصل لبنان العام في ديترويت.. هذا ما تم بحثه فيديو "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) Lebanon 24 "فرّ" من الجيش.. فنان لبناني شهير يكشف تفاصيل عن حياته وهذا ما قاله عن فضل شاكر (فيديو) 04:59 | 2025-03-25 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) Lebanon 24 برج إيفل مُغطى بحجاب.. إعلان في فرنسا يؤدي لانقسامات ثقافية ودينية (فيديو) 02:50 | 2025-03-25 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) Lebanon 24 "خايفة عالبقاع".. ماغي فرح تؤكد ان الحرب لم تنتهِ بعد وهذا ما قالته عن الوضع في لبنان (فيديو) 00:43 | 2025-03-25 29/03/2025 18:03:35 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لا یمکن ان بعد غارة فی لبنان وهذا ما الجمی ل هذا ما
إقرأ أيضاً:
ما مصير ملف السلاح الفلسطيني في لبنان؟
منذ توقّف العدوان الإسرائيلي على لبنان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، شكل ملف السلاح داخل المخيمات الفلسطينية وخارجها جزءًا أساسيًا من النقاشات الداخلية في هذه المرحلة، خاصة وأن هذا الملف الشائك كان الحديث عن حلّه جزءًا من خطاب القسَم لرئيس الجمهورية جوزيف عون، والبيان الوزاري للحكومة الحالية، في إطار ما يُعرف بـ"حصرية السلاح بيد الدولة".
وتزايَد الانقسام السياسي الداخلي في لبنان حول السلاح الفلسطيني -هو انقسام يعود تاريخيا إلى مرحلة الحرب الأهلية– مع إعلان فصائل فلسطينية كحركة حماس والجهاد الإسلامي مشاركتها خلال "حرب الإسناد" التي قادها حزب الله من الجنوب اللبناني عقب عملية "طوفان الأقصى".
وأكسبت التحولات الكبرى التي طرأت في سوريا ولبنان عقب سقوط النظام السوري السابق، الحليف الأبرز لحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية في لبنان، وسلسلة الخسائر التي تكبدها الحزب وانتهت بمقتل أمينه العام حسن نصر الله في غارة إسرائيلية، عملية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية زخما كبيرا، في ظل تطورات ميدانية متسارعة.
وعقب سقوط نظام الأسد في سوريا، تسلّم الجيش اللبناني مواقع إستراتيجية كانت تسيطر عليها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، المحسوبة على النظام السوري السابق، في نقاط قوسايا وبلدة السلطان يعقوب في منطقة البقاع، وهذا التسليم شمل كل الأسلحة والعتاد والصواريخ.
جاء التسليم في خطوة ربطها مراقبون بمساعي الجيش اللبناني لإجراء تفاهمات ميدانية مع بعض الفصائل نتيجة تغيّر الوقائع الميدانية في لبنان وسوريا، بالتوازي مع تسليم بعض الفصائل الفلسطينية عناصر مطلوبة للجيش اللبناني.
النقاشات حول حصرية السلاح بالدولة تسارعت بعد حادثة إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة في 22 و28 مارس/آذار الماضي، التي تبيّن، من خلال تحقيقات استخبارات الجيش، أن المجموعة المنفّذة لها تضم خلية من فلسطينيين ولبنانيين.
إعلانورغم أن حماس نفت أي صلة لها بعملية إطلاق الصواريخ، فقد وجه المجلس الأعلى للدفاع برئاسة رئيس الجمهورية، تحذيرًا لحركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية لأعمال تمس بالأمن القومي.
وتبنت الحكومة اللبنانية في اجتماعها هذا الإعلان، ونتج عنه اجتماع بين قادة أمنيين وحركة حماس لإبلاغها موقف الدولة اللبنانية، وعلى إثره تعهّدت حماس بتسليم المتهمين بإطلاق الصواريخ إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، وجرى تسليم 3 متهمين إلى مخابرات الجيش.
وقام الجيش اللبناني مؤخرا بتعزيز إجراءاته الأمنية عند مداخل المخيمات الفلسطينية، عبر نشر نقاط تفتيش وتكثيف لوجود عناصره. وثمة اعتقاد أن إجراءات الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية في إطار فرض رقابة صارمة على مداخل المخيمات، تمهيدًا لاتفاق بين الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية، يؤدي لنزع السلاح الفلسطيني في المخيمات، من دون الدخول في مواجهة عسكرية مع الفصائل داخل المخيمات.
زيارة عباس والبحث عن مخارج سياسيةوبحسب مصادر حكومية لبنانية رفيعة تحدثت لـ"الجزيرة نت"، فإن الحكومة اللبنانية التي تحضّر لزيارة مرتقبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نهاية شهر مايو/أيار الجاري إلى لبنان، سيكون على رأس أولوياتها إيجاد مخارج سياسية لهذا الملف دون الدخول باشتباكات مع أي طرف فلسطيني.
هذه التطورات لا يمكن فصلها، بحسب مراقبين، عن الشروط الأميركية والإسرائيلية المستمرة والمتعلقة بحماية أمن إسرائيل والدفع باتجاه تجريد "محور المقاومة" من عناصر القوة والتأثير بالتزامن مع المفاوضات الأميركية الإيرانية حول الملف النووي وساحات النفوذ الإقليمي.
وتتّهم أطراف داخلية لبنانية، حزب الله بالسماح للفصائل الفلسطينية باستخدام لبنان ساحة للصراع، ومصادرة القرار الداخلي اللبناني خلال مرحلة الحرب، وعلى رأس تلك الأطراف الأحزاب المسيحية اللبنانية كالقوات اللبنانية والكتائب، والتي تُعتبر من أبرز الأطراف الداخلية التي تطالب بسحب سلاحه وسلاح القوى والفصائل الفلسطينية.
إعلانكما كان لافتًا موقف الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط عبر إدلائه بتصريحات حول ملف السلاح الفلسطيني في لبنان، مؤكدًا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، كما شدّد جنبلاط على أهمية نزع سلاح المليشيات كافة، بما في ذلك السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مشيرًا إلى أن هذا الملف كان محوريًا في حوار عام 2006.
بالمقابل، فإن الحديث عن ملف نزع السلاح الفلسطيني بات مرتبطًا وفق المعطيات بخطة عمل واضحة أعدّتها السلطة الفلسطينية عقب زيارات أجراها رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى واشنطن، ناقش خلالها مع المسؤولين في الإدارة الأميركية ملفات عديدة، من أبرزها ملف سلاح المخيمات في لبنان، إضافة إلى زيارة أجراها فرج مطلع شهر مارس/آذار 2025 إلى بيروت، والتقى خلالها مسؤولين أمنيين لبنانيين.
وطرح فرج خلال زيارته لبيروت، موضوع المخيمات مؤكّدًا موافقة السلطة في رام الله على خطة لنزع سلاح المخيمات في كل لبنان، وليس فقط في المخيمات الواقعة جنوب نهر الليطاني، واستعداد السلطة عبر حضورها في لبنان، للإشراف على المرحلة الأولى من الخطة.
وتشمل الخطة تولّي عناصر من قوات الأمن الوطني الفلسطيني المسؤولية الأمنية داخل المخيمات، وجعلهم الجهة الوحيدة التي تنسق معها الدولة اللبنانية، على أن يُصار إلى وضع قائمة بسلسلة من القرارات التي تتعلق بالأوضاع الاجتماعية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين لإقرارها في الحكومة اللبنانية.
بالتوازي، فإن الجانب اللبناني، عبْر رئاسة الجمهورية، يعمل على إعداد ورقة عمل معمقة، وخاصة أن الجوانب القضائية والاجتماعية تأخذ حيزًا مهمًا في التعاطي مع ملف الوجود الفلسطيني في لبنان، حيث تعمل لجنة مختصة على إعداد ورقة عمل تحاكي الظروف والتحولات في البنية السكانية في المخيمات، وتشمل الخطة عدة مراحل، أهمها:
إعلان إزالة الوضعية الخاصة للمخيمات من خلال دمجها بمحيطها الجغرافي اللبناني، وإخضاعها بشكل مباشر وتام للسلطات اللبنانية المدنية والإدارية والقضائية والعسكرية. التعاون مع الفصائل الفلسطينية الرئيسة من أجل تسليم كل المطلوبين للسلطات اللبنانية، وإجراء محاكمات سريعة وعادلة للمتهمين، وذلك لإزالة الصورة السلبية عن المخيمات في لبنان.
ظروف عائقة
ومع الخطط التي تُعدّها الدولة اللبنانية والسلطة الفلسطينية، تتخوّف الأطراف السياسية اللبنانية من صعوبة تحقيق أهداف الخطط الموضوعة لنزع السلاح وفرض سلطة الدولة على المخيمات، وذلك نتيجة ظروف ميدانية وجغرافية، وطبيعة توزّع القوى في المخيمات.
من هذا المنطلق، يعتبر الدكتور مهند الحاج علي، نائب مدير مركز كارنيغي للدراسات، أن سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات سيكون مرهونا بتفاعل الفصائل الفلسطينية مع الخطة، وخاصة في ظل مشاركة السلطة الفلسطينية وحركة فتح في صياغتها، على اعتبار أن الأخيرة ليست موضع ثقة لدى العديد من الفصائل والأطراف الفلسطينية في لبنان، وطبيعة الاختلاف السياسي والأيديولوجي بين فتح والفصائل الأخرى.
ووفق الحاج علي، فإن المفاوضات بين الدولة اللبنانية والتيارات الإسلامية الجهادية في المخيمات غير مثمرة، وإن هذه المجموعات غير متحمّسة لتسليم السلاح في ظل عدم وجود ضمانات تطلبها المجموعات -التي تنتمي لها- بشأن المطلوبين للدولة اللبنانية؛ لذا يضع الحاج علي، إجراءات الجيش على مداخل المخيمات في إطار الضغط على الفصائل للقبول بالخطة الموضوعة.
ويرى الحاج علي في حديثه للجزيرة نت أن تعاون فصائل منظمة التحرير وحركة فتح بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان، قد يؤدي لتشدّد لدى فصائل أخرى وتحديدًا جند الشام وعصبة الأنصار وغيرها من المجموعات الإسلامية، مبديًا تخوفه من حصول اشتباكات مسلحة إذا ما قررت فتح الضغط على هذه المجموعات لتسليم سلاحها.
إعلانوأعلنت حركة فتح على لسان مسؤولها الإعلامي في لبنان يوسف الزريعي أن حركته متعاونة إلى أبعد الحدود مع الدولة اللبنانية، مؤكدا رفض حركته القاطع "لاستخدام لبنان كمنصة لأي خلل يمس أمنه القومي".
ووفقًا لتقارير، فإن عباس سيشترط، في زيارته المرتقبة، مقابل تسليم سلاح فصائل منظمة التحرير أن يسري القرار على كل الفصائل المسلحة في المخيمات، وذلك خوفًا من تجريد فتح حصريًا من السلاح.
بالمقابل، فإن ممثل حركة حماس، أحمد عبد الهادي، أكد أن الحركة لم تتلق حتى الآن أي طلب رسمي من الدولة اللبنانية بهذا الخصوص، مشيرًا إلى أن أي موقف بهذا الشأن سيكون جامعا على المستوى الفلسطيني، ويحفظ سيادة لبنان ومصالحه، كما يراعي مصلحة الشعب الفلسطيني.
وأشار لوجود حوار فلسطيني – فلسطيني داخل لبنان، يهدف إلى بناء رؤية موحدة تتناول مختلف القضايا، من الأمن والاستقرار داخل المخيمات، إلى الحقوق الإنسانية والاجتماعية.
مظلة خارجية وتوافق داخليعلى المستوى الداخلي، يختلط ملف السلاح الفلسطيني بملف سلاح حزب الله، وخاصة مع تزامن الضغوط الأميركية والإسرائيلية على لبنان لنزع سلاح حزب الله في كل الأراضي اللبنانية، واستمرار إسرائيل بعمليات الاغتيال داخل المدن لقيادات من حركة حماس. من هنا، وبحسب مراقبين، فإن هذا الملف يحتاج لتفاهمات مع حزب الله والقوى اللبنانية التي تدور في فلكه.
ويحظى ملف السلاح الفلسطيني باهتمام دولي وعربي واسع، على اعتبار أن الدخول في ورشة داخلية لبنانية لحلّه يحتاج لدعم عربي وإقليمي شامل، وتفاهمات حول مدى استفادة لبنان على المستوى الأمني والاجتماعي من سحب السلاح.
وتطرقت الزيارات التي أجراها رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى دول السعودية وقطر ومصر لأهمية حصول دعم وغطاء عربي لإجراءات الدولة اللبنانية، وخاصة بعد مرحلة سقوط النظام السوري السابق، الذي لعب أدوارًا متعددة في الصراع الداخلي الفلسطيني في مراحل سابقة.
ينتظر ملف السلاح الفلسطيني في لبنان مقاربة دقيقة تراعي التوازنات الداخلية والخارجية، وتُوازن بين ضرورات السيادة على كامل الأرض اللبنانية، وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة على المستوى الإنساني والاقتصادي، ويتطلب نجاح أي حل أن يُبنى على الحوار السياسي برعاية عربية ودولية، لتفكيك أحد أكثر الملفات تعقيدًا في تاريخ لبنان الحديث.
إعلان