قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه انتشل 15 شهيدا كانوا مفقودين منذ أكثر من أسبوع، عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليهم بشكل مباشر في حي تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة، وتبين أن الاحتلال أعدمهم ميدانيا وجرف جثامينهم.

وأوضح الهلال الأحمر أن الجثامين الذين عُثر عليهم 9 مسعفين من الهلال الأحمر و5 من طواقم الدفاع المدني وموظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة.

وأضاف أن الجهود مستمرة للبحث عن جثامين أخرى، في حين نُقلت الجثامين إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس. 

وحمّل الهلال الأحمر -في بيان- سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عما وصفها بافتعال جريمة عن سبق الإصرار والترصد، وطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على إسرائيل لتطبيق أحكام القانون الدولي والإنساني ووضع حد نهائي لسياسة إفلات إسرائيل من العقاب.

ومن جهتها قالت وزارة الصحة في غزة إن بعض جثامين المسعفين كانت مقيدة وبها طلقات بالصدر ودُفنت في حفرة عميقة لمنع الاستدلال عليها. وطالبت الوزارة المنظمات الأممية والجهات الدولية بإجراء تحقيق عاجل ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.

وقد نصت الاتفاقيات الدولية بشكل واضح على إلزامية حماية المسعفين والعاملين في المجال الطبي أثناء النزاعات المسلحة. وتستند هذه الحماية القانونية بشكل أساسي على اتفاقيات جنيف الأربع لعام  1949 والبروتوكولات الإضافية لها، إلى جانب نظام روما الأساسي.

إعلان

بدوره أكد الدفاع المدني في رفح العثور على جميع جثامين شهدائه المفقودين وقال إنه تم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي بخان يونس، وصريح رئيس لجنة المتابعة في الدفاع المدني في غزة للجزيرة بأن الاحتلال قتل طواقم المسعفين وجرف جثامينهم ودفنها برفح، مؤكدا أن ما جرى هو إعدام ميداني لطواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر.

وكان الهلال الأحمر أعلن في وقت سابق أمس الأحد أن مصير 9 مسعفين من طواقمه لا يزال مجهولا، لليوم الثامن على التوالي، بعد تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تأديتهم لمهامهم الإنسانية في رفح.

وقال إن المسعفين تعرضوا للاستهداف أثناء توجههم لتقديم الإسعافات الأولية لعدد من الجرحى جراء القصف في منطقة الحشاشين، ما أدى إلى إصابة بعضهم قبل انقطاع الاتصال بهم منذ نحو أسبوع.

وأعرب الهلال الأحمر عن صدمته الشديدة إزاء استمرار الاعتداءات على طواقمه، رغم حملهم لشارة الهلال الأحمر، المحمية بموجب القوانين الدولية.

وأكد أن استهداف المسعفين يشكل جريمة عن سبق الإصرار والترصد ويعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، الذي يلزم قوات الاحتلال باحترام وتسهيل عمل الطواقم الطبية وعدم المساس بحياتهم.

وذكر الهلال الأحمر أسماء الشهداء المسعفين وهم: مصطفى خفاجة، وعز الدين شعت، وصالح معمر، ورفعت رضوان، ومحمد بهلول، وأشرف أبو لبدة، ومحمد الحيلة، ورائد الشريف وأسعد النصاصرة.

وطالب الهلال الأحمر، بمحاسبة مرتكبي جريمة الحرب هذه، وإجراء تحقيق فوري وعاجل لضمان العدالة لضحايا هذه المجزرة.

استهداف جماعي

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن المسعفين المفقودين وُجدوا مقيّدي الأيدي ومدفونين في حفرة واحدة، واعتبرت ذلك أكبر عملية استهداف جماعي وقتل عمد لطواقم الإسعاف.

وأضافت "إننا أمام عدو مجرم سادي، متحلل من كل القيم الإنسانية، ومستهتر بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف التي تضمن حماية طواقم الإغاثة الطبية والدفاع المدني أثناء النزاعات".

إعلان

ودعت الحركة  "العالم أجمع، أمام هذه الجريمة الوحشية غير المسبوقة في تاريخ الصراعات، أن يقف بقوة في وجه هذا السلوك الوحشي المنفلت من كل عقال، وأن يدين بشكل لا لبس فيه جرائم حكومة (بنيامين) نتنياهو الفاشية".

فتح تدين

كما أدانت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الحادثة، وحمّلت إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم التي تؤكد استهدافها المتعمد للطواقم الطبية والمسعفين، في محاولة لإرهاب العاملين في الحقل الإنساني ومنعهم من أداء واجبهم الأخلاقي في إنقاذ الأرواح".

وطالب متحدث الحركة،عبد الفتاح دولة، في تصريحات صحفية، المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم، وإرسال لجان تحقيق مستقلة لمحاسبة مرتكبيها، وفرض عقوبات رادعة على الاحتلال الإسرائيلي".

جرائم حرب

وفي هذا السياق، قال أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في تصريحات صحفية، إن"المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في رفح ضد طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني دليل إضافي على جرائم الحرب ضد الطواقم الطبية والمدنية في قطاع غزة".

وأضاف أن "المجتمع الدولي لا يقوم بواجبه في التصدي لهذه الجرائم التي تجاوزت كل الحدود".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أقر بأن قواته فتحت النار على سيارات الإسعاف بعد أن اعتبرتها "مشبوهة"، رغم أنه لم يشر إلى تعرض قواته إلى إطلاق نار من تلك المركبات.

صور أقمار صناعية حصرية تكشف تدمير وطمر مركبات طاقمي الهلال الأحمر والدفاع المدني في رفح (سند) الأقمار الصناعية تكشف الجريمة

يذكر أن صور أقمار صناعية حصرية للجزيرة أظهرت إقدام الجيش الإسرائيلي على تدمير 5 مركبات إنقاذ على الأقل تتبع للهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني في منطقة حي تل السلطان.

وتكشف صور الأقمار الصناعية، التي حصلت عليها وكالة "سند" والمُلتقطة حديثا (25 مارس/آذار) لمنطقة احتجاز المركبات، أن الجيش الإسرائيلي دمّر المركبات بشكل كامل، حيث تظهر بقاياها في موقعين متقاربين على شارع "المحررات".

إعلان

وتُظهر صور الأقمار الصناعية انتشار آليات هندسية وعسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في المكان، وسط أعمال تجريف مكثفة، فيما أغلق الجيش طريق "المحررات" بحاجز ترابي قرب موقع الحادثة.

وكانت وكالة "سند" كشفت عبر الأقمار الصناعية في 27 مارس/آذار الحالي، الصور الأولى التي كشفت عن احتجاز الجيش الإسرائيلي لمركبات طاقمي الهلال الأحمر والدفاع المدني على طريق "المحررات" في حي السلطان غرب رفح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الهلال الأحمر والدفاع المدنی الأقمار الصناعیة الدفاع المدنی فی قوات الاحتلال فی رفح

إقرأ أيضاً:

الشرطة الإسرائيلية: الصواريخ الإيرانية أحدثت دمارا كبيرا ونواصل انتشال المحاصرين

عرضت قناة القاهرة الإخبارية، خبرا عاجلا يفيد بأن الشرطة الإسرائيلية، قالت إن الأوضاع صعبة في الموقع المستهدف بالصواريخ الإيرانية وسط إسرائيل، وأن الدمار كبيرا ونواصل محاولات إنقاذ وانتشال محاصرين تحت الأنقاض.

وزير دفاع الاحتلال: هجوم إيران على مواقع مدنية إسرائيلية يهدف إلى ردع الجيششاهد.. هذا ما فعلته صواريخ إيران بمبنى السفارة الأمريكية بتل أبيببسبب إيران.. جيش الاحتلال يقلص قواته في غزةإيران.. ضبط مصنع لتجميع مسيرات إسرائيلية في طهران

وصعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من لهجته تجاه إيران، متوعدًا بأن "سكان طهران سيدفعون الثمن قريبًا"، في أعقاب الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، التي استهدفت مواقع مدنية داخل إسرائيل.

وقال كاتس، إن "الهجوم الإيراني على المواقع المدنية في إسرائيل، يهدف إلى ردع الجيش الإسرائيلي عن مواصلة هجماته التي تؤدي إلى تقويض قدرات طهران العسكرية"، مضيفًا أن إيران باتت تتبع أساليب غير تقليدية في حربها ضد إسرائيل.

ووصف كاتس القيادة الإيرانية بأنها "ديكتاتورية متغطرسة"، مشيرًا إلى أن من وصفه بـ"الديكتاتور في طهران" قد "تحول إلى قاتل جبان، يطلق النار عمدًا باتجاه الجبهة الداخلية المدنية".

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، عن مقتل 19 شخصًا في إسرائيل منذ بداية المواجهة العسكرية مع إيران، التي بدأت قبل أيام وشهدت تصعيدًا غير مسبوق في حدة العمليات العسكرية بين الطرفين.

وذكرت الإذاعة أن 55 مصابًا، بعضهم في حالات خطرة، قد وصلوا إلى مستشفى بيلنسون منذ ساعات الليل، وذلك بعد تعرض مناطق إسرائيلية لقصف إيراني مكثّف.

وبحسب المعلومات الرسمية، أطلقت إيران أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا، إضافة إلى أكثر من 100 طائرة مسيّرة، توزعت على 11 دفعة متتالية منذ بداية المواجهة، ما يشير إلى تطور نوعي في مستوى العمليات العسكرية واتساع رقعة الاستهداف.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ، أنه يواصل جهوده لاعتراض الهجمات، مؤكداً أن القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الجوي الأخرى اعترضت جزءاً كبيراً من التهديدات، إلا أن بعضها أصاب أهدافاً داخل البلاد، ما تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة.

وتسود حالة من الترقب والحذر في الشارع الإسرائيلي، في ظل استمرار التحذيرات من موجات قصف جديدة، بينما تعقد الحكومة الأمنية المصغّرة اجتماعات طارئة لبحث تطورات الموقف والردود المحتملة.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية الشرطة الإسرائيلية إسرائيل

مقالات مشابهة

  • لماذا يرتدي طاقم الطائرة أحزمة أمان مختلفة عن الركاب؟
  • مقتل عاملين في الهلال الأحمر الإيراني خلال غارة إسرائيلية على طهران
  • عاجل | الهلال الأحمر الأردني يفتتح عيادة مجانية للاجئين السوريين
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 55,432 شهيداً
  • اليونيسف تثمن دور الهلال الأحمر الجزائري في الميدان
  • علجل| 20 شهيدا وأكثر من 200 مصاب برصاص الاحتلال قرب مركز توزيع المساعدات بغزة
  • الشرطة الإسرائيلية: الصواريخ الإيرانية أحدثت دمارا كبيرا ونواصل انتشال المحاصرين
  • 52 شهيدا في غزة منذ فجر الأحد منهم 17 من منتظري المساعدات
  • عاجل | الطيران المدني الإسرائيلي: إغلاق كامل للمطارات والمجال الجوي
  • الطيران المدني الإسرائيلي: إغلاق كامل للمطارات والمجال الجوي