ترامب يشن حربا تجارية على كل دول العالم برسوم جمركية تتراوح بين 10 و34 في المائة
تاريخ النشر: 3rd, April 2025 GMT
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء، عزمه توقيع أمر تنفيذي يفرض بموجبه « رسوما جمركية متبادلة » على دول « في العالم أجمع »، تنفيذا لما توعد به باستمرار منذ حملته الانتخابية بهدف بدء « عصر ذهبي » للولايات المتحدة، غير أنها قد تتسبب بانهيار الاقتصاد العالمي.
وقال ترامب في خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض « سأوقع في غضون بضع دقائق أمرا تنفيذيا تاريخيا يفرض رسوما جمركية متبادلة على (الواردات من) دول العالم ».
وأضاف أن « الرسوم المتبادلة تعني: ما يفعلونه بنا نفعله بهم. هذا أمر سهل جدا. لا يمكن أن يكون أسهل من ذلك ».
وتابع الرئيس الجمهوري « هذا، في رأيي، أحد أهم الأيام في التاريخ الأمريكي ».
وأعلن ترامب في خطابه المطول أن قراره هذا إنما هو بمثابة « إعلان استقلال اقتصادي » للولايات المتحدة و »يوم تحرير » لها.
وشن الملياردير الجمهوري هجوما عنيفا على سائر شركاء بلاده التجاريين، معتبرا أنهم استغلوها اقتصاديا على مدى عقود طويلة عبر فرض رسوم جمركية باهظة على صادراتها إليهم.
وكان ترامب كتب عبر منصته « تروث سوشال » للتواصل الاجتماعي الأربعاء « هذا هو يوم التحرير في الولايات المتحدة »، في إشارة إلى المشروع الذي وعد بتحقيقه.
غير أن حكيم جيفريز زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب اعتبر أنه « ليس يوم التحرير. إنه يوم الكساد ».
وقد تكون الوطأة هائلة على الاقتصاد العالمي. ففي العام 2024 استوردت الولايات المتحدة حوالى 3300 مليار دولار من البضائع.
وبعيد بدء ترامب خطابه، تراجع الدولار الأمريكي بنسبة 1% أمام اليورو.
وقالت رئيسة المصرف المركزي الأوربي كريستين لاغارد الأربعاء في تصريحات لإذاعة إيرلندية إن ما سيعلنه ترامب « لن يكون في صالح الاقتصاد العالمي، لن يكون في صالح أولئك الذين يفرضون الرسوم الجمركية ولا أولئك الذين يردون عليها (عبر فرض رسوم مضادة). هذا سيلحق اضطرابا بعالم التجارة كما نعرفه ».
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبسترايت « إن تكاليف الحرب التجارية لا يتحملها طرف واحد، بل قد تصبح تكلفتها باهظة على الجانبين ».
وكان الرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما وعد الإثنين بأنه سيكون « لطيفا جدا » مع شركاء بلاده التجاريين، محافظا على نهجه المتقلب الذي يصعب التكهن به.
وحاول شركاء الولايات المتحدة الاستعداد للصدمة باعتماد خطاب حازم وفي الوقت نفسه إبداء استعداد للحوار واتخاذ مبادرات تهدئة.
وأعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده ستكون « متأنية جدا » في ردها على « الإجراءات غير المبررة التي تتخذها الحكومة الأمريكية ».
من جهته، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأربعاء على أن لندن تستعد لاعتماد « مقاربة هادئة وبراغماتية » حيال الرسوم الجديدة.
وقال ستارمر للنواب البريطانيين « مصلحتنا الوطنية ستكون دائما الدافع لقراراتنا، ولذلك نحن مستعدون لكل الاحتمالات ولا نستثني أيا منها ».
وقالت وزيرة المال البريطانية راشيل ريفز إن لندن لا تنوي « التسرع » في الرد، مشيرة إلى أن التحدي الذي يواجه البريطانيين هو إبرام اتفاق ثنائي « جيد » مع الولايات المتحدة، يسمح لهم بتجنب الرسوم الجمركية.
وأفادت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية صوفي بريما بأن الاتحاد الأوربي سيرد « قبل نهاية أبريل على الرسوم الجمركية التي من المتوقع أن تعلنها واشنطن.
وقالت « سيكون هناك ردان. الأول سيتخذ في منتصف أبريل، ويتعلق بالرد على الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على الصلب والألمنيوم (…) ثم ستتم دراسة مفصلة، بحسب القطاعات، على أن يعلن الاتحاد الأوربي عن قرار أوربي قبل نهاية أبريل، بشكل متسق وموحد وقوي ».
وقالت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين « لا نريد بالضرورة اتخاذ إجراءات انتقامية… لكن لدينا خطة قوية إذا اقتضى الأمر ».
وأكدت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم أن بلادها التي تعد من الأكثر عرضة لرسوم إدارة ترامب نظرا لأنها تصدر أكثر من 80% من بضائعها إلى الولايات المتحدة، لا تسعى للمواجهة. وقالت « اخترنا أن ننتظر ونرى ما سيطرحون وسوف نستمر في الحوار ».
وتأمل بعض الدول الحصول على معاملة أكثر مراعاة، على غرار فيتنام التي خفضت رسومها الجمركية على مجموعة من السلع في محاولة لاسترضاء واشنطن.
وتسعى دول مصدرة كبرى أخرى لعقد تحالفات تمكنها من اكتساب وزن بمواجهة واشنطن.
وفي هذا السياق أعلنت بكين وطوكيو وسيول « تسريع » مفاوضاتها من أجل التوصل إلى اتفاق تبادل حر.
ووجه تيتسويا كيمورا، وهو رئيس شركة يابانية صغيرة في قطاع السيارات، رسالة إلى ترامب، بقوله لفرانس برس « اتركنا وشأننا ».
وقال أليخاندرو إسبينوزا، بينما كان ينتظر ليعبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة بشاحنته « نحن لا نسرق شيئا من أحد. نعمل لعائلاتنا كما يعملون لعائلاتهم ».
سياسيا، لا يستطيع ترامب أن يتراجع تماما عن فرض الرسوم الجمركية التي وصفها بأنها « أجمل كلمة في القاموس »، بعدما روج لها على أنها عصا سحرية قادرة على النهوض مجددا بالصناعة الأمريكية وإعادة التوازن إلى الميزان التجاري وسد العجز في الميزانية.
وترامب المعجب بالنهج الحمائي المطبق في الولايات المتحدة في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، بستخف بالمخاوف بشأن مخاطر التضخم وانهيار البورصات، وهو الذي انتخب بناء على وعد بخفض كلفة المعيشة على الأمريكيين.
وتحدث محللون في غولدمان ساكس في مذكرة عن المخاطر الاقتصادية المرتبطة بمجموعة واسعة من الرسوم الجمركية سيكون لها التاثير السلبي ذاته مثل زيادة في الضرائب، على الاستهلاك والقدرة الشرائية.
وعمد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض في مطلع العام إلى زيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية وقسم كبير من البضائع الآتية من المكسيك وكندا المجاورتين، وعلى كل واردات الصلب والألمنيوم التي تدخل الولايات المتحدة.
وخفضت الحكومة المكسيكية منذ الثلاثاء توقعاتها للنمو عام 2025، مشيرة إلى غموض على ارتباط بـ »التوترات التجارية » مع شريكها الاقتصادي الأول الأمريكي، وبات الناتج المحلي الإجمالي المكسيكي المرتقب يتراوح بين 1,5 % و2,3 %، مقابل 2 % إلى 3 % سابقا.
وبعد الرسوم الجمركية المرتقب إعلانها الأربعاء، تعتزم واشنطن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 % اعتبارا من الخميس الساعة 4,01 ت غ على السيارات المصنوعة في الخارج وقطع التبديل.
(وكالات)
كلمات دلالية ترامب حرب اقتصادية دول العالم رسوم جمركية
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ترامب حرب اقتصادية دول العالم رسوم جمركية الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة رسوم جمرکیة فرض رسوم
إقرأ أيضاً:
نقاط ساخنة مرعبة قد تشعل حربا عالمية
#سواليف
رغم أن #العالم لم يدخل في حالة #حرب بعد لكنه يتأرجح بشكل خطير على شفا صراع منهجي قد يبتلع القوى الكبرى ويعيد رسم خريطة القرن الحادي والعشرين. روبرت ماغينيز – فوكس نيوز
يبدو أن العالم يقترب بشدة من شفا #صراع_عالمي_كارثي. وقد برزت مؤخراً خمسة تطورات مقلقة للغاية تكشف عند النظر في سياقها عن نظام دولي آخذ في التدهور بسرعة، حيث تفشل الدبلوماسية، ويضعف الردع، ويتزايد خطر اندلاع #حرب متعددة الأطراف بشكل حاد.
إن الضربة التي شنتها أوكرانيا بطائرة دون طيار في عمق الأراضي الروسية – والتي أفادت التقارير بإتلافها لجزء كبير من أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية – تحمل بصمات التدخل الغربي. ورغم أن كييف أعلنت مسؤوليتها، إلا أن تعقيد الهجوم يوحي بدعم استخباراتي وتكنولوجي من الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو).
مقالات ذات صلة إصابة 4 جنود إسرائيليين في هجومين منفصلين بخان يونس 2025/06/11وأشار مسؤولون استخباراتيون سابقون إلى احتمال تورط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) أو وكالات حليفة لها. وبغض النظر عن المصدر الحقيقي، ترى موسكو نفسها الآن في حرب ليس فقط مع أوكرانيا، بل مع التحالف الغربي الأوسع.
ولم تُسفر المكالمة الهاتفية بين الرئيس دونالد #ترامب والرئيس الروسي فلاديمير #بوتين عن أي اختراق دبلوماسي. ورغم أن الرجلين ناقشا الحرب المتصاعدة وهجوم الطائرة المسيرة، إلا أن المكالمة انتهت دون التزامات، أو وقف لإطلاق النار، أو خطة لخفض التصعيد. وأقرّ ترامب بأن هذه المحادثة ليست من النوع الذي من شأنه أن يُحقق السلام. بل سلطت المكالمة الضوء على مدى تجذر الصراع، ومدى ضيق الطرق الدبلوماسية المتبقية للخروج منه.
أما في #إيران فقد انهارت جهود كبح طموحاتها النووية ؛ حيث رفض المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي علناً مقترحاً أمريكياً كان من شأنه أن يسمح بتخصيب اليورانيوم منخفض المستوى بشكل محكم. وندد بالعرض ووصفه بأنه “يتعارض تماماً مع مصالح إيران”، مؤكداً مطلب إيران بحقوق تخصيب سيادية كاملة.
ومع تفكير #إسرائيل العلني في العمل العسكري وتوقف المفاوضات، يقف الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة محتملة تشمل المنطقة بأكملها – خاصة إذا سارعت إيران نحو تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية.
وهناك تهديدات من نوع آخر على الأراضي الأمريكية ظهر تهديد مُرعب؛ حيث اتهم المدعون الفيدراليون زوجين صينيين بمحاولة تهريب فطر الفيوزاريوم غراميناروم إلى الولايات المتحدة، وهو فطر مُدمر للمحاصيل صنّفته وزارة العدل الأمريكية بأنه “سلاح إرهاب زراعي” مُحتمل. ويمكن لهذا الفطر الممرض أن يدمر القمح والشعير والذرة، كما أن سمومه ضارة بالبشر والماشية. والحادثة تُسلِّط الضوء على ثغرة مُقلقة وهي أن أمريكا مُعرّضة لتهديدات غير تقليدية.
وقد يصبح مضيق تايوان برميل بارود إذا تحركت الصين باتجاه ضمه، وحينها سيكون تدخل الولايات المتحدة شبه مضمون، مما قد يُشعل صراعاً كبيراً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في الحقيقة تشير الأحداث الدائرة في العالم إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات غير مسبوقة على جبهات متعددة، في ظل ندرة النجاحات الدبلوماسية التي يمكن الاعتماد عليها. وقد أثبتت الأدوات التقليدية – المحادثات والعقوبات والقمم – عدم كفايتها. ويبقى أمام أمريكا خياران: إما التراجع عن القيادة العالمية، أو مواجهة التهديدات المتزايدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، ربما دفعة واحدة.
وهذا ليس تهويلاً، فرغم أن العالم لم يدخل في حالة حرب بعد لكنه يتأرجح بشكل خطير على شفا صراع منهجي قد يبتلع القوى الكبرى ويعيد رسم خريطة القرن الحادي والعشرين.