استنكر النائب المهندس حازم الجندي، عضو اللجنة العامة بمجلس الشيوخ، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إقدام وزير الأمن الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى خلال أيام عيد الفطر المبارك، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية التي تحافظ على حرمة المقدسات الإسلامية وتحظر المساس بحقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وأمان .

وقال النائب حازم الجندي، في بيان له، أن هذا الاقتحام لا يمكن تفسيره إلا كمحاولة متعمدة لتأجيج الأوضاع وإثارة المشاعر الدينية لدى المسلمين، بما يفضي إلى مزيد من التوتر في المنطقة التي تعاني أصلاً من تصعيد خطير بسبب السياسات العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة .

مفتي الجمهورية يدين اقتحام المسجد الأقصى: همجية صهيونية مرفوضةالسعوية تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المباركوزارة الأوقاف تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصىتعليقا على اقتحام بن جفير المسجد الأقصى.. الخارجية: انتهاك سافر للقانون الدولي

وتابع: هذه الخطوة تندرج ضمن مخطط ممنهج يستهدف فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، في إطار المساعي الإسرائيلية المستمرة لتغيير طابعه التاريخي والقانوني، وهي تأتي استكمالاً لسلسلة الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون المتطرفون تحت حماية قوات الاحتلال، في تحدٍّ واضح لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن اختيار يوم عيد الفطر لتنفيذ هذا الاقتحام يفضح نية الاحتلال في انتهاك حقوق الفلسطينيين، والتعدي على رمزية الأقصى في أكثر الأيام قداسة وفرحًا، وهو ما يعكس استهتارًا متعمدًا بحقوق المسلمين وانتهاكًا للمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة وتحرم الاعتداء على المقدسات.

ودعا مرصد الأزهر، المؤسَّسات الإسلامية والعربية إلى تكثيف جهودها لحماية المسجد الأقصى، ودعم صمود المقدسيين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم.

وأكد مرصد الأزهر في بيان، أن جريمة اقتحام ساحات المسجد الأقصى من قِبَل المتطرفين الصهاينة تأتي ضمن جرائم الاحتلال ومخططاته لتزوير الحقائق التاريخية، ومحاولة طمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة.

وحذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة الاقتحام الجديد الذي قاده وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير صباح الأربعاء، مؤكدًا أن هذه الممارسات تمثل تصعيدًا ممنهجًا يهدف إلى تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وفرض السيطرة الصهيونية عليه بالكامل.

وشدد المرصد على أن هذه الانتهاكات تعد استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين وخرقًا واضحًا للقانون الدولي.

وجاء اقتحام بن جفير برفقة مجموعة من المستوطنين من باب المغاربة، وسط حماية مكثفة من شرطة الاحتلال، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من اقتحامه الأخير للمسجد الأقصى. ورافقه خلال الاقتحام الحاخام شمشون ألبويم، أحد قادة منظمة "إدارة جبل الهيكل" المزعومة.

وعادت أعداد كبيرة من المستوطنين إلى تنفيذ جولات استفزازية داخل المسجد الأقصى وأداء طقوس تلمودية في الجهة الشرقية منه، بعد انقطاع استمر لأسبوعين خلال العشر الأواخر من رمضان وأيام عيد الفطر. كما وثّقت المشاهد ارتداء أحد المستوطنين قميصًا يحمل صورة "الهيكل" المزعوم.

وفي الوقت الذي كان يجري فيه الاقتحام، قامت شرطة الاحتلال بطرد المصلين الفلسطينيين من الساحات، في خطوة تهدف إلى تفريغ الأقصى من رواده وفرض واقع جديد بالقوة.

وأكد مرصد الأزهر أن هذه الانتهاكات الصهيونية المتكررة تأتي ضمن مخطط تهويدي يسعى إلى بسط السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى ومدينة القدس، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والتدخل العاجل لوقف هذه الاستفزازات التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اقتحام المسجد الأقصى عيد الفطر المبارك وزير الأمن الإسرائيلي النائب المهندس حازم الجندي المشاعر الدينية المزيد للمسجد الأقصى المسجد الأقصى مرصد الأزهر وزیر الأمن

إقرأ أيضاً:

إغلاق أبواب الأقصى: تكريس الهيمنة وصمتٌ يشجع العدوان

تواصل سلطات الاحتلال إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك أمام المصلين لليوم الخامس على التوالي (حتى كتابة هذا المقال)، بذريعة الإجراءات الأمنية والحرب الدائرة مع إيران. وتشكل هذه الخطوة انتهاكا جديدا للمسجد الأقصى، وتدخلا سافرا في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية، من خلال استخدام الذرائع الأمنية التي يسوقها الاحتلال لتبرير انتهاكاته بحق المسجد، وفرض المزيد من السيطرة عليه، عبر منع المصلين من أداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى، وما ترتب على هذا المنع من اقتصار الصلاة على عددٍ محدودٍ من الموظفين وحراس المسجد، ويُعدّ ذلك انتهاكا صارخا للحقوق الإسلامية الراسخة في المسجد الأقصى.

لم يكن قرار إغلاق أبواب الأقصى جديدا، فقد شهدت السنوات الماضية العديد من قرارات الإغلاق، ولكنها بمجملها -ما عدا ما جرى إبان جائحة كورونا- كانت تجري على إأثر تنفيذ فلسطينيين عمليات نوعية في البلدة القديمة، وقرب المسجد الأقصى، والمستجدّ في هذه المرة أن ذريعة الإغلاق تتمثل بادعاء حفظ "الأمن" و"الطوارئ"، وبطبيعة الحال ضمن مستجدات الحرب الدائرة مع إيران. لكن حقيقة هذه القرارات تتجاوز هذه الذرائع، إلى محاولة تكريس أذرع الاحتلال الأمنية بوصفها الجهة التي تتحكم فعليا بالمسجد، ولها اليد الطولى في فتح أبوابه وإغلاقها، وما يتصل بمختلف شؤون الأقصى، بما في ذلك إغلاقه في وجه المصلين، وفرض القيود المشددة على حياة الفلسطينيين. وأمام حالة التصعيد الحالي، والانشغالات الإقليمية، تعمل أذرع الاحتلال على الاستفراد بالمدينة المحتلة، وتسعى إلى فرض المزيد من الوقائع على المسجد، وهو ما يطرح سؤالا مباشرا عن المدى الذي سيصله الصلف الإسرائيلي في عدوانه على الأقصى، وعدم وجود أي رد فعلي على هذه القرارات المجحفة.

أهداف الاحتلال من إغلاق الأقصى

تحاول سلطات الاحتلال وأذرعها المتطرفة الاستفادة من واقع إغلاق الأقصى لتحقيق جملة من الأهداف، وفيما يأتي أبرزها:

1- فرض واقع جديد على الأقصى، إذ يسعى الاحتلال إلى إحداث تغييرات متسارعة على أرض الواقع في المسجد، وما يتصل بهذه التغييرات من فرض نفسه المتحكم الكامل بالمسجد وأبوابه. وتقدم حالة الإغلاق الأخيرة فرصة كبيرة للمضي قدما في إطارٍ مركزيّ؛ عنوانه أن الوصول إلى الأقصى رهنٌ لإذن الاحتلال فقط، وأن دخول الفلسطينيين للمسجد لا يُمكن أن يتم من دون هذا الإذن.

2- التضييق على الحضور الإسلامي في الأقصى خاصة والقدس بشكلٍ عام، فمن دون شك يُعدّ المسجد الأقصى الركيزة الأساسية لهوية المقدسيين في المدينة المحتلة، ويشكل استهدافه اعتداء على هوية المدينة وحرية سكانها، وما يتصل بذلك من استهداف لقدرة الفلسطينيين على الوصول إلى مقدساتهم في المدينة المحتلة.

3- التساوق مع أطروحات المنظمات المتطرفة، والتي كانت تُشير في محطاتٍ كثيرة إلى أن إغلاق الأقصى في وجه الاقتحامات، وخاصة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وخلال الأعياد الإسلامية، بأنها استجابة لضغوط المقاومة، وتفريط بالحقوق المدعاة للمستوطنين في الأقصى، ما يجعل هذا الإغلاق الحالي تطبيقا مباشرا للتعامل النديّ وما تطلق عليه أذرع الاحتلال "المساواة" في الأقصى، ما يعني أن الإغلاق يشمل الجميع ولا يستهدف المستوطنين فقط.

4- استغلال أي ظروفٍ ومستجدات للمضي قدما في استهداف الأقصى، والتي تتراوح ما بين فرض إغلاق الأقصى على إثر أي عملية فردية في أزقة البلدة القديمة وقرب أبواب الأقصى، وفرض القيود على إثر عملية السابع من أكتوبر أو الحرب الحالية مع إيران، ما يجعل الأقصى أشبه ما يكون بالإطار الذي ينفس الاحتلال خلاله عن غضبه تجاه أي تطورٍ واستهداف، إلى جانب النقاط الأخرى التي ذكرناها.

5- إفراغ الأقصى من مكوناته البشرية، وما يتصل بهذا الإفراغ القسريّ، من استمراء العدوان على الأقصى على الصعيد المحلي في الأراضي المحتلة، أو على عموم العرب والمسلمين.

محطات سابقة من إغلاق الأقصى

تتذرع سلطات الاحتلال بالأحداث الأمنية والمواجهات وغيرها من القضايا لإغلاق كامل أبواب المسجد، أو بعض منها، مانعة الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد، وفي ما يأتي أبرز المحطات التي أغلق الاحتلال فيها المسجد أو بعض أبوابه خلال الأشهر الماضية:

- في 26 نيسان/ أبريل 2024 أغلقت قوات الاحتلال باب الأسباط في المسجد الأقصى، ومنعت دخول المصلين، واعتدت على المصلين.

- في 15 أيلول/ سبتمبر 2024 وعلى إثر تنفيذ عملية طعن قرب باب العمود، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى، إضافة إلى أبواب البلدة القديمة.

- تزامنا مع القيود التي فرضتها "الجبهة الداخلية" الإسرائيليّة في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، على إثر تهديدات صاروخية من الجبهة الشمالية (لبنان)، أغلقت قوات الاحتلال عددا من أبواب الأقصى، وبحسب مصادر مقدسية أغلق الاحتلال أبواب "الأسباط، والملك فيصل، والغوانمة، والحديد، والقطانين"، وأبقى على أبواب "حطة، والمجلس، والسلسلة" مفتوحة.

- شهد يوم الجمعة في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2024 اعتداء بحق المصلين بالتزامن مع أداء صلاة الظهر، ومنعت قوات الاحتلال المتمركزة أمام أبواب البلدة القديمة دخول المصلين بشكلٍ جماعيّ، وأغلقت الحواجز الحديديّة أمام عددٍ من أبواب البلدة، وهي الأسباط، والساهرة، والعمود، ومنعت المصلين من الدخول إلى المسجد الأقصى من هذه الأبواب.

- بالتزامن مع عيد الأضحى ما بين 6 و9 حزيران/ يونيو 2025، أغلقت قوات الاحتلال بابين من أبواب المسجد الأقصى، وهما بابا الحديد والقطانين، وهو ما أثر على حركة المقدسيين، وتنقلاتهم ما بين الأقصى وأزقة البلدة القديمة.

- في 13 حزيران/ يونيو 2025 وعلى إثر عدوان الاحتلال على إيران، وتصاعد بوادر المواجهة إقليميا، أغلقت شرطة الاحتلال جميع أبواب المسجد الأقصى بذريعة "حالة الطوارئ"، وأعلنت لاحقا دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن الأذان سيُرفع في أوقاته، وستُقام الصلوات مقتصرة على موظفي الأوقاف والحراس فقط، واستمر إغلاق أبواب الأقصى حتى كتابة هذا المقال.

ثمن الصمت.. تصاعد العدوان

إن غياب أي ردة فعل تجاه هذه القرارات، ومحاولة ثني الاحتلال عنها، إن من خلال المستويات الرسمية عبر الجهة الوصية على المقدسات، أو من خلال الإرادة الشعبية، والتعامل مع ما يقوم به الاحتلال على أنه "أمرٌ مؤقت"، سيفتح الباب أمام مزيد من القيود والإجراءات الاستفزازية في قادم الأيام، ومن غير المستبعد أن يتذرع الاحتلال بإغلاق الأقصى أمام المصلين بالتزامن مع الأعياد اليهوديّة القادمة، أو مع أي مناسباتٍ أخرى تراها أذرعه المتطرفة. وفي ظل الغياب التام لأي محاولات لمواجهة قرار الاحتلال، فإن الأخير سيمضي قدما في فرض إجراءاته، وسيسعى إلى تحقيق المزيد من التحكم والسيطرة، من دون أي يلتفت لكلف هذه الخطوات سياسيا وميدانيا، وهو ما سيعزز لدى أذرعه المتطرفة حالة الغرور، وستندفع لتحقيق المزيد من التدنيس والعدوان على الأقصى في قادم الأيام.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهيمي
  • شرطة إسرائيل تمنع آلاف الفلسطينيين من أداء صلاة الجمعة بالأقصى
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم حرر المسجد الأقصى واحفظ المسلمين في فلسطين
  • هل تفكر إسرائيل في هدم الأقصى وتتهم إيران؟
  • محافظة القدس تدين التغول الصهيوني غير المسبوق على حقوق الفلسطينيين الدينية والإنسانية
  • الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد ستة أيام من إغلاق الأقصى
  • بحماية قوات الاحتلال.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • المتطرف "ايهودا غليك" يقود اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى
  • إغلاق أبواب الأقصى: تكريس الهيمنة وصمتٌ يشجع العدوان