وضاح اليمن الحريري

أصدر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قرارا بتشكيل لجنة تحضيرية لتعد لتشكيل مجلس شيوخ للجنوب العربي، في محاولة اضافية متعددة الاحتمالات والسيناريوهات، قد يكون من بينها اظهار اصرار الانتقالي على مشروعه السياسي ووضع يده على الجنوب، الذي يتنازعه اكثر من قوة وأكثر من مشروع سياسي، كما قد يكون من بينها هروبا جديدا من الازمة التي يواجهها الانتقالي، في عجزه عن معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس نفسها على معيشة وحياة المواطنين في المناطق المحررة، من بينها على وجه التحديد المحافظات الجنوبية، هذان الاحتمالان يفرضان نفسيهما على واقع القرار، بتبعات سياسية واجتماعية واقتصادية، تتجاوز حدود التوقيع على الورقة التي طبع عليها القرار.

للتوضيح، لابد من اخذ هذا القرار على محمل الجد، بالتقييم والدراسة والتناول بعيدا عن الهتيفة والمزايدات او المماحكات السياسية، التي ستقود الى فرز شديد الحساسية والحرج، يستفيد منه المتطرفون في كل الاتجاهات، مما سيقود الى مزيد من التشظي والتمزيق للنسيج الاجتماعي، الجنوبي على أقل تقدير، بل قد يخلق نزاعات بينية خطرة تتجاوز قدرة الانتقالي على لملمتها، مثلما فلتت منه فرص اخرى سابقة كانت ستساعده على معالجة ما آلت اليه الاوضاع، على الاقل بالشراكة مع آخرين يتقاسم معهم السلطة والحكم حاليا.

على هذا الصعيد، سنورد مجموعة من النقاط، تحاكي الآراء المتصورة والمبنية، كتداعيات للقرار الذي تم اتخاذه وهي:

أولا: علاقة القرار بالميثاق الوطني الجنوبي:

يتحدث الانتقاليون وقياداتهم باستمرار وبالحاح، عن الميثاق الوطني الجنوبي الذي وقعته عدة قوى اجتماعية وسياسية جنوبية، بفحوى ومضمون لم يحدد صيغة الدولة وتسميتها وتوجهها بما يحتمل ان يجعل نظام الحكم فيها، مشيخيا قبليا على سبيل المثال، كما احتوى الميثاق الجنوبي على صيغ مدنية الطابع، معتبرا ان قيم المواطنة والتعددية السياسية وليس فقط هي، بل ومعايير اخرى، اسسا لنظام الحكم في الجنوب، وعليه فإن القرار المتخذ، فيه تضاربات صريحة وجوهرية مع الميثاق، بالذات اذا تحولت صيغة مجلس شيوخ الجنوب العربي الى أداة من أدوات الحكم السياسي، الذي من المحتمل ان يتجه الى الملكية الواحدة او اتحاد مجموعة امارات صغيرة، اضافة الى مجافاة الاتفاق مع القوى الجنوبية الاخرى الموقعة على الميثاق.

ثانيا: علاقة القرار بالتطورات الميدانية على مستوى الجنوب واليمن ككل:

 

قد يكون فات من متخذ القرار، أن مجلس شيوخ الجنوب العربي لن يكون مضمونا له وبيده، الا اذا كان مجلسا معينا تعيينا بقرارات اخرى مماثلة، حيث ستظهر المسألة وكأنها فشل في الحفاظ على صيغة اي تحالف جنوبي نشأ او سينشأ مستقبلا، مجلس الشيوخ هذا غالبا ما سيضم اعضاء اللجنة التحضيرية وجميعهم كما يبدو اعضاء في الانتقالي وليس من احد من هؤلاء هو مستقل ومن خارج الانتقالي، على الارجح اذن فان عضوية المجلس ستكون انتقالية محضة، ذلك الامر الذي يعني اقصاء لفئات اجتماعية ومناطق جغرافية بأكملها، اي دواء هذا الذي يزيد من الداء ولا يعالجه، ما العلاقة القادمة اذن بين الشيوخ وسلطات الحكم المحلي والمحافظين، وغير هذا السؤال أسئلة كثيرة، اما على الصعيد اليمني فالمسألة تتضح في تحديد مهمات المجلس وخيارات اعضائه، فهل سيكون مجلسا مستقلا في قراره أم مسيسا في مواقفه.

ثالثا: على من يريد أن يضغط الانتقالي بهذا القرار:

بالتأكيد وبحسب التوقع، ان القرار تم دراسته بعناية، وأصدر بمعرفة سياسية مسبقة ومتوقعة، ليتم تدارك ابعاده ان لم ينجح القرار في غرضه، بناء على هذه الفرضية، نجد ان فرضية ثانية تنشأ، هي ان الانتقالي يريد ان يضغط على جهة او قوة سياسية ما، قابلا ان يراهن بسمعته ودوره الذي يأمله منه عامة الناس من البسطاء، في مقابل ان يضغط ويكسب التحدي في مواجهة غيره، غالبا ممن ينازعونه السطوة والنفوذ على الجنوب، قديكون هؤلاء أحزابا او قبائل او وجاهات، اصبح ينظر لاختلافه معهم بنفس ضيق مصحوب بالتحدي، مما جعله يندفع باتخاذ هذا القرار في محاولة، بين خيارين لا ثالث لهما وهما اما الاحتواء في المجلس واما الصدام الاجتماعي مع المجلس والايام القادمة حبلى بالنتائج السلبية او النتائج الايجابية للقرار بالنسبة للانتقالي وخياره بالجنوب العربي.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

‏⁧‫موضوع‬⁩ : يخص شيوخ عشائر العراق‬⁩ !

‏بقلم : د. سمير عبيد ..

‏⁧‫أولا‬⁩ : ترددت كثيرا وخلال السنوات السابقة ان اكتب عن هذا الموضوع.. ولكني اليوم قررت الخوض فيه ( مع توفر النيّة الصالحة ) من ورائه !
‏⁧‫ثانيا‬⁩ : بعمرنا لا شفنا ولا سمعنا ان هناك شيخ عشيرة وشيخ قبيلة حقيقي ( مو لفگ)يرقص للمسؤول والسياسي … وعمرنا ماشفنا ولا سمعنا شيخ وعنده مضيف ويتقبل صدقات وعطايا، او ياخذ ثمن الذبيحة والوليمة ( اللي كان ومعروف صاحب المضيف والشيخ امخصص ماشية ( حلال) عائد واسمه ( حصة المضيف ) ومنها يذبح ويُكرم وهو سعيد ومن ينتهي الحلال يجيب غيره !
‏⁧‫ثالثا‬⁩ :-وعمرنا ما سمعنا ولا شفنا الشيخ يفتر على مقرات احزاب ومراكز شرطة وابواب المسؤولين يتسول صورة معهم او بتسول استقواء على ربعه ومنطقته ( ⁧‫بل‬⁩ المسؤول وضباط الشرطة والسياسيين هم الذين يذهبون إلى الشيخ الحقيقي ) لانه شيخ ابن شيخ ابن شيخ وثابت على هكذا عنوان وهؤلاء زائلون ( فالكرسي يتداول بين الناس )
‏⁧‫رابعا‬⁩ : بزمن صدام حسين وزمن الطبقة السياسية ( ربع المحتل وايران وتركيا ) تاهت علينا …وصارت الشيوخ بالعراق مثل ( الفطر المسموم ) تارس الگاع ومابيه فائدة ( مع الاحترام لقلة قليلة احترمت نفسها وتقاليدها واعتباراتها وأعرافها وبقيت بكرامتها والناس تحترمها ) ….. ⁧‫ثم‬⁩ جاءت موضة ( شيوخ الفيسبوك / عگال وعباية وشوارب ومحابس ومسبحة وصورة زينة على الفيسبوك وكتب أنا الشيخ الفلاني ) وعايش على مقرات الاحزاب وعطايا المسؤولين !
‏⁧‫خامسا‬⁩ : عمي تره هي معروفة ( اللي ما يطأ امه شيخ ما يصير شيخ ) هي مو بكيف شيوخ الفيسبوك وشيوخ الاحزاب وشيوخ المليشيات ؟
‏⁧‫سادسا‬⁩ : ⁧‫السؤال الكبير‬⁩ :- لماذا لم نسمع اصوات الشيوخ الحقيقيين والأصلاء ضد ظاهرة ( الاستشياخ الفيسبوكي والحزبي والمليشياتي) ولم نسمع منهم انتقاد ولا وقفة رجل واحد ضد هذه الظاهرة التي أخزت شيوخ القبائل الحقيقيين والأصلاء وأخزت العراق على مواقع التواصل الاجتماعي. لماذا هذا الصمت ؟ هل هم قابلين بهذا التخريب المجتمعي ؟
‏ ⁧‫سابعا‬⁩: ثم تعالوا نعطيكم معلومه … عمي الشيخ الحقيقي يتكلم كلش قليل مو اذاعة مونتوكارلو وكلها كذب وشعارات … ⁧‫والشيخ‬⁩ الحقيقي والموزون من يروح لمقر الحزب ومركز الشرطة ومكتب المسؤول يروح لقضاء حاجة عامة، لو لأنقاذ شخص، او لحل مصيبة، او لايقاف نزيف دم ، او لتحذير هؤلاء من تصرفاتهم ( هذا الشيخ الحقيقي والحريص على سمعته ) ومن يدخل مكتب المسؤول عشر دقايق ويخرج !
‏⁧‫ثامنا‬⁩ :- يدرون شيوخ العشائر هناك زعل، وهناك صدور تفور ضدهم من ملايين من الشعب العراقي لتلك الادوار التي قاموا بها لدعم الاحزاب والمليشيات والسياسيين الفاسدين وترسيخ استمرارهم ،ولعدم دفاعهم عن مجتمعهم وعشائرهم ومستقبل اجيالهم .وقبلوا بواقع مرير ويشاهدون المآسي والاذلال ضد الناس وهم يتفرجون ! ( ماذا يسمون ذلك ؟)
‏⁧‫اللهم‬⁩ اشهد أني قلت قولي هذا … اللهم أشهد أني قد بلغت !
‏سمير عبيد
‏٨ حزيران ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • «غرفة الشارقة» ومجلس العمل البرتغالي يبحثان تعزيز التعاون
  • السوداني يصل الأنبار ويلتقي عدداً من شيوخ العشائر
  • مجلس الإفتاء السوري يدعو للعدالة ويحرم الانتقام
  • شيوخ شمال البصرة: نواجه موتاً بطيئاً والحكومة تتجاهل التلوث
  • ‏⁧‫موضوع‬⁩ : يخص شيوخ عشائر العراق‬⁩ !
  • إستقالات من بلدية شبعا.. خلافات تهز المجلس البلدي
  • مجلس الشورى ينعى عضو المجلس الشيخ قاسم علي النوفي
  • برلمان أمريكا اللاتينية والكراييب يخصص استقبالا خاصا لوفد مجلس المستشارين
  • مجلس «شباب ديوا» يقدم الهدايا لأطفال مستشفى الجليلة
  • بيان جديد وعاجل من مجلس الأمن.. دعوة خاصة لجماعة الحوثي الإرهابية ورسائل داعمة للوحدة