المجلس الانتقالي ومجلس شيوخ الجنوب العربي
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
وضاح اليمن الحريري
أصدر نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي قرارا بتشكيل لجنة تحضيرية لتعد لتشكيل مجلس شيوخ للجنوب العربي، في محاولة اضافية متعددة الاحتمالات والسيناريوهات، قد يكون من بينها اظهار اصرار الانتقالي على مشروعه السياسي ووضع يده على الجنوب، الذي يتنازعه اكثر من قوة وأكثر من مشروع سياسي، كما قد يكون من بينها هروبا جديدا من الازمة التي يواجهها الانتقالي، في عجزه عن معالجة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس نفسها على معيشة وحياة المواطنين في المناطق المحررة، من بينها على وجه التحديد المحافظات الجنوبية، هذان الاحتمالان يفرضان نفسيهما على واقع القرار، بتبعات سياسية واجتماعية واقتصادية، تتجاوز حدود التوقيع على الورقة التي طبع عليها القرار.
للتوضيح، لابد من اخذ هذا القرار على محمل الجد، بالتقييم والدراسة والتناول بعيدا عن الهتيفة والمزايدات او المماحكات السياسية، التي ستقود الى فرز شديد الحساسية والحرج، يستفيد منه المتطرفون في كل الاتجاهات، مما سيقود الى مزيد من التشظي والتمزيق للنسيج الاجتماعي، الجنوبي على أقل تقدير، بل قد يخلق نزاعات بينية خطرة تتجاوز قدرة الانتقالي على لملمتها، مثلما فلتت منه فرص اخرى سابقة كانت ستساعده على معالجة ما آلت اليه الاوضاع، على الاقل بالشراكة مع آخرين يتقاسم معهم السلطة والحكم حاليا.
على هذا الصعيد، سنورد مجموعة من النقاط، تحاكي الآراء المتصورة والمبنية، كتداعيات للقرار الذي تم اتخاذه وهي:
أولا: علاقة القرار بالميثاق الوطني الجنوبي:
يتحدث الانتقاليون وقياداتهم باستمرار وبالحاح، عن الميثاق الوطني الجنوبي الذي وقعته عدة قوى اجتماعية وسياسية جنوبية، بفحوى ومضمون لم يحدد صيغة الدولة وتسميتها وتوجهها بما يحتمل ان يجعل نظام الحكم فيها، مشيخيا قبليا على سبيل المثال، كما احتوى الميثاق الجنوبي على صيغ مدنية الطابع، معتبرا ان قيم المواطنة والتعددية السياسية وليس فقط هي، بل ومعايير اخرى، اسسا لنظام الحكم في الجنوب، وعليه فإن القرار المتخذ، فيه تضاربات صريحة وجوهرية مع الميثاق، بالذات اذا تحولت صيغة مجلس شيوخ الجنوب العربي الى أداة من أدوات الحكم السياسي، الذي من المحتمل ان يتجه الى الملكية الواحدة او اتحاد مجموعة امارات صغيرة، اضافة الى مجافاة الاتفاق مع القوى الجنوبية الاخرى الموقعة على الميثاق.
ثانيا: علاقة القرار بالتطورات الميدانية على مستوى الجنوب واليمن ككل:
قد يكون فات من متخذ القرار، أن مجلس شيوخ الجنوب العربي لن يكون مضمونا له وبيده، الا اذا كان مجلسا معينا تعيينا بقرارات اخرى مماثلة، حيث ستظهر المسألة وكأنها فشل في الحفاظ على صيغة اي تحالف جنوبي نشأ او سينشأ مستقبلا، مجلس الشيوخ هذا غالبا ما سيضم اعضاء اللجنة التحضيرية وجميعهم كما يبدو اعضاء في الانتقالي وليس من احد من هؤلاء هو مستقل ومن خارج الانتقالي، على الارجح اذن فان عضوية المجلس ستكون انتقالية محضة، ذلك الامر الذي يعني اقصاء لفئات اجتماعية ومناطق جغرافية بأكملها، اي دواء هذا الذي يزيد من الداء ولا يعالجه، ما العلاقة القادمة اذن بين الشيوخ وسلطات الحكم المحلي والمحافظين، وغير هذا السؤال أسئلة كثيرة، اما على الصعيد اليمني فالمسألة تتضح في تحديد مهمات المجلس وخيارات اعضائه، فهل سيكون مجلسا مستقلا في قراره أم مسيسا في مواقفه.
ثالثا: على من يريد أن يضغط الانتقالي بهذا القرار:
بالتأكيد وبحسب التوقع، ان القرار تم دراسته بعناية، وأصدر بمعرفة سياسية مسبقة ومتوقعة، ليتم تدارك ابعاده ان لم ينجح القرار في غرضه، بناء على هذه الفرضية، نجد ان فرضية ثانية تنشأ، هي ان الانتقالي يريد ان يضغط على جهة او قوة سياسية ما، قابلا ان يراهن بسمعته ودوره الذي يأمله منه عامة الناس من البسطاء، في مقابل ان يضغط ويكسب التحدي في مواجهة غيره، غالبا ممن ينازعونه السطوة والنفوذ على الجنوب، قديكون هؤلاء أحزابا او قبائل او وجاهات، اصبح ينظر لاختلافه معهم بنفس ضيق مصحوب بالتحدي، مما جعله يندفع باتخاذ هذا القرار في محاولة، بين خيارين لا ثالث لهما وهما اما الاحتواء في المجلس واما الصدام الاجتماعي مع المجلس والايام القادمة حبلى بالنتائج السلبية او النتائج الايجابية للقرار بالنسبة للانتقالي وخياره بالجنوب العربي.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
إعلاميون سعوديون يواجهون الانتقالي ويتوعدون بدفن مغامراته
شن إعلاميون ونشطاء سعوديون حملة مواجهة استهدفت المجلس الانتقالي الممول من دولة الإمارات، وذلك في أعقاب تصعيد المجلس عسكريا، وتمدده نحو المهرة وحضرموت في شرقي اليمن.
ونشط مغردون سعوديون مؤخرا بشكل لافت في توجيه الانتقادات للمجلس الانتقالي، بالتزامن مع بقاء رئيس اللجنة الخاصة السعودية محمد عبيد القحطاني في حضرموت لعدة أيام، ووصول وفد سعودي إلى عدن للتنسيق حول خروج عناصر الانتقالي المسلحة من المحافظتين، وتسليمها لقوات درع الوطن.
وتوعد عضوان الأحمري وهو رئيس تحرير صحيفة الأندبندنت بنسختها العربية الممولة من السعودية بدفن ما وصفها بعنتريات الانتقالي، من قبل التحالف، معلقا بالقول: " مواسم العودة إلى عدن"، وهي إشارة لوصول الوفد السعودي الإماراتي إلى عدن يوم أمس.
أما الناشط عبدالهادي الشهري فوجه خطابه لليمنيين في حضرموت وعدن، وقال إن جهود الوفد السعودي الإماراتي في حضرموت وعدن تهدف إلى تحقيق مصلحة شاملة لليمنيين وللمنطقة ككل، مضيفا أن السعودية تنظر إلى جميع الأطراف اليمنية على مسافة واحدة، وليس لديها أي هدف سوى استقرار اليمن، والحفاظ على وحدته، وإبعاده عن مخاطر النزاعات والحروب، بما يحقق الأمن والتنمية للشعب اليمني الشقيق.
عبداللطيف بن عبدالله آل الشيخ رد بتعليق على الإماراتي عبدالله عبدالخالق الذي نشر خريطة لليمن، عقب اكتساح الانتقالي للمهرة وحضرموت، وخارطة السيطرة اليمنية.
وقال الشيخ معلقا إن المشكلة في اليمن لم تكن يوماً في توحيد شمال و فصل جنوب، كما يصوّرها هذا الطرح الساذج، بل في وجود مليشيا حوثية إيرانية اختطفت الدولة و السلاح و القرار ومزّقت الشمال قبل الجنوب.
الشيخ أضاف: الجنوب ليس ورقة ضغط وحضرموت ليست جائزة ترضية، وأي حديث عن مستقبل اليمن خارج الشرعية، و الحوار، و مظلة مجلس القيادة الرئاسي هو عبث سياسي مكشوف، وأردف أن السعودية لم تدخل اليمن لتقسيمه، بل لحماية أمنها و أمن اليمن و المنطقة، و من يريد حلولاً حقيقية فليبدأ بإخراج الحوثي من صنعاء، لا بتوزيع الخرائط على مقاس الأهواء.
أما سعد بن محمد العمري، فوجه خطابه للكويتي فهد الشليمي، وتسائل بسخرية: ماذا لديه رئيس مركز الهبد للدراسات الدرهمية من سنوات وهو يطالب بفصل اليمن.
وقال مخاطبا الشليمي: "مدري صراحة إش المشكلة اللي يعاني منها بعض مواطنين ومحللين الدول الصغيرة بالضبط من مساحات الدول الكبيرة،وماهو الضرر والتهديد الأمني اللي جاهم من اليمن ليتدخلوا في قراراته وقضاياه بهذا الشكل السافر"، وأردف: ارتزاق وحقد وإنحطاط وسفالة يمارسونها بحق اليمن وشعبه بدون أي سبب.
من جهته قال خالد السبيعي إن على المجلس الانتقالي يفرمل تهوره ويدرك بأن غزوه لحضرموت والمهرة لن ينجح .
وقال إن المجلس سوف يضطر الى سحب قواته بطيب خاطر أو رغم انفه، ولن يستطيع داعمه والمغرر به ان يحميه إذا جد الجد .
وأعرب عن أمنيته أن يكون لدى المجلس الإنتقالي عقلاء يهمهم اليمن والشعب اليمني ولا تهمهم مصالح ذاتية، وأن تكون تجارب التاريخ الذي ليس ببعيد حاضرة في عقولهم وأذهانهم.