أطلق المركز العالمي للأولمبياد الخاص للدمج في التعليم خريطة طريق بحثية شاملة بعنوان «أجندة بحثية عالمية لخلق بيئات تعليمية شاملة». يقود هذه المبادرة، التي أعلن عنها في القمة العالمية للإعاقة ببرلين، فريق بحثي تابع للمركز يضم نخبة من الباحثين من أبرز الجامعات العالمية، بما في ذلك ييل، وهارفارد، ونيويورك أبوظبي.

وتمثل الأجندة خطوة استراتيجية لتعزيز الفهم الجماعي للشمول في التعليم، عبر معالجة فجوات المعرفة في التعليم والرياضة الدامجين. وتسعى الأجندة لتحسين المخرجات التعليمية للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية وغيرهم. ويعود الفضل في إنجاز هذا العمل لمنحة قدرها 25 مليون دولار، قدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للأولمبياد الخاص عام 2020.
تأتي هذه المبادرة استجابةً للنقص الحاد في الدراسات البحثية المبنية على البيانات حول الشمول وفوائدهما، وهو يؤثر سلباً على نتائج تعلم الطلاب، ما يكرس إقصاء أصحاب الهمم ويُحد من إمكاناتهم. ومع غياب البيانات والأدلة القوية التي تُوجه السياسات والممارسات تبذل الأنظمة التعليمية جهوداً كبيرة لتقديم الدعم اللازم للطلاب من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية، وينخفض التحصيل الدراسي لهؤلاء الطلاب، فضلاً عن زيادة عزلتهم الاجتماعية التي تقلص فرص نجاحهم في حياتهم. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن عدم إشراك ذوي الإعاقة في التعليم، والرياضة، وسوق العمل وغيرها من المجالات، قد يُخفض الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسب تتراوح بين 3% و7%.
وتُحدد الأجندة البحثية سلسلة من الأسئلة الجوهرية حول الدمج، بدءاً من كفاءة التكلفة المرتبطة بالبرامج الدامجة، وصولاً إلى الشراكات والممارسات الأكثر فاعلية لدعم التنفيذ الناجح للتعليم الدامج. وتسلط الأجندة الضوء على أهمية الإجابة عن هذه الأسئلة وتدعيمها بأدلة دامغة، بعد سنوات من عدم اهتمام مجتمع البحث العالمي بها.
وقالت د. جاكلين جودل، رئيسة الشؤون العالمية للشباب والتعليم في الأولمبياد الخاص: «لتحقيق تقدم هادف ومستدام والانتقال من ممارسات ناجحة لكنها معزولة إلى عمل تغيير منهجي واسع النطاق، لا بد من الاستثمار في أبحاث لا تقتصر على معرفة التحديات، بل تقدم أيضاً حلولاً عملية».
وإذ تواصل الإمارات التزامها بتعزيز مجتمعات شاملة، حيث تُتاح لكل فرد فرصة المساهمة في التقدم العالمي والاستفادة منه، قالت تالا الرمحي، مديرة مكتب الشؤون التنموية في الإمارات، والرئيس التنفيذي الأسبق للاستراتيجية للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي: «لن يتحقق التقدم الحقيقي في التعليم الدامج إلا بالجهود المشتركة، إذ يتطلب إبرام شراكات قوية بين الحكومات والباحثين والمنظمات لترجمة السياسات إلى أفعال. وتوفر أجندة البحث المطروحة خريطة طريق واضحة لدفع هذا التعاون قدماً».

ملتقى


أُطلقت الأجندة في برلين على هامش القمة العالمية للإعاقة 2025 التي تعقد في ألمانيا، وتُعد ملتقى لأصحاب المصلحة العالميين والإقليميين والوطنيين، والذين يتشاركون الهدف ذاته في تحقيق التنمية الشاملة لأصحاب الهمم، وتعزيز العمل الإنساني بصفة عامة. وتُعد هذه الأجندة بمثابة دعوة مفتوحة للباحثين وصناع السياسات للتعاون من أجل دفع عجلة التغيير الجماعي والتحويلي.
وبحضور نخبة من العلماء العالميين، وصناع السياسات، والمدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة في القمة، حدّدت قيادة الأولمبياد الخاص الدولي ستة مجالات بحثية أساسية للتركيز عليها لتعزيز الشمول في التعليم والرياضة.
هذه المجالات هي:
تعريف الدمج عبر السياقات والثقافات.
بناء قدرات المعلمين والمدربين وغيرهم من البالغين لتقديم تعليم شامل.
تعزيز مشاركة الأسرة والمدرسة والمجتمع.
تحقيق الأثر من خلال القياس والتقييم.
دعم الفئات المهمشة والنازحين (بما في ذلك مجتمعات اللاجئين والمهاجرين).
ضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعزيز الدمج.
ولا تزال هناك تحديات في تحويل سياسات الشمول والدمج إلى برامج وممارسات فعالة، وذلك على الرغم من التقدم العالمي الملحوظ في إعطاء الأولوية لمزيد من الشمول في قطاعي التعليم والرياضة. ويكشف تحليل «اليونسكو» الذي تضمن 209 دول وجود فجوة واضحة بين القوانين والسياسات التعليمية، حيث تتقدم السياسات نحو التعليم الدامج بوتيرة أسرع من القوانين. وبينما تشجع 38% من الدول الشمول من خلال السياسات، فإن 17% فقط تحمي قانونياً الحق في التعليم الدامج، بينما توجد في 25% من الدول قوانين تضم نصوصاً صريحة عن التعليم المنفصل بالكامل.
لذا، على الرغم من الجهود الكبيرة لتوسيع قاعدة التعليم الدامج، لا يزال العديد من الأطفال من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية معزولين في برامج التعليم الخاص، أو في أسوأ الحالات محرومين تماماً من فرص التعليم. لذا تُوفر أجندة البحث الإطار اللازم لدفع عجلة التقدم العاجل في هذا المجال، من خلال تحديد الفجوات المعرفية، وتأكيد أهمية البحث عبر الثقافات والسياقات المختلفة، وضمان تكييف التدخلات والإجراءات حسب كل حالة، لتناسب الحلول البيئات والمجتمعات المتنوعة.
وأعدت الأجندة البحثية بتعاون بدأ عام 2022، وضم 32 باحثاً عالمياً من خلفيات متنوعة، إضافة إلى لاعبين من الأولمبياد الخاص وقادة شباب من مختلف أنحاء العالم، بهدف تعزيز البحث في الشمول. وستساهم خبراتهم الجماعية في توجيه الأبحاث المستقبلية، والتأثير في صنع السياسات، وإحداث تغيير حقيقي في التعليم والرياضة الدامجين.
وقال سامي كاماندي، رياضي في الأولمبياد الخاص من كينيا وعضو في التعاون البحثي الذي أعد الأجندة: «غالباً ما تُجرى الأبحاث حول الشمول في التعليم والرياضة دون إشراك أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الذهنية والنمائية. لكننا ولأننا من يعيش هذه التجارب، فنحن أفضل من يعرف العوائق، كما نعرف جيداً كيف يبدو الشمول الحقيقي، وتتميز هذه الأجندة بأنها لا تقتصر على البحث فحسب، بل تهدف أيضاً إلى ضمان أن تُساهم أصواتنا في صياغة الحلول التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير حقيقي».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات فی التعلیم والریاضة الأولمبیاد الخاص التعلیم الدامج

إقرأ أيضاً:

مشروعات تخرج إعلام القاهرة تناقش الشمول المالي والهوية والتمكين

تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة،  الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة كلية الإعلام، وبمتابعة ودعم من  الدكتورة هناء فاروق، وكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، أُقيمت جلسات تحكيم مشروعات تخرج طلاب قسم العلاقات العامة والإعلان، والتي استمرت على مدار ثلاثة أيام بقاعة المؤتمرات بالكلية، وذلك تحت إشراف  الدكتور أحمد خطاب، رئيس القسم.

وشهدت الفعاليات اهتمامًا لافتًا من الكلية بتوظيف مشروعات التخرج في تناول أبرز القضايا التنموية والمجتمعية، حيث أوضحت الدكتورة ثريا البدوي أن الكلية تحرص دائمًا على أن تكون مشروعات التخرج بمثابة محاكاة حقيقية للقضايا المجتمعية والتنموية في مصر، مشيرة إلى أن مشروعات هذا العام تطرقت لموضوعات متنوعة تمس واقع الشباب، وتتناول أزماتهم المحتملة، خصوصًا في مرحلة ما بعد التخرج والانخراط في سوق العمل، مع التركيز على دعمهم وتمكينهم لخدمة الوطن، وتحقيق طموحاتهم، وتوجيههم بعيدًا عن المسارات غير المجدية.

وأضافت أن تلك المشروعات أتاحت للطلاب فرصة الاحتكاك العملي المباشر بقضايا الوطن، والانفتاح على المستقبل، بما يتضمنه من تكنولوجيا متقدمة، والاستفادة من مزاياها وتفادي مخاطرها، بما يسهم في بناء وعي متوازن لدى الشباب الجامعي.

من جهته، أوضح الدكتور أحمد خطاب، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان، أن مشروعات التخرج هذا العام تضمنت مجموعة من المقترحات الهادفة لمعالجة العديد من القضايا الحيوية، من بينها النهوض ببعض الصناعات اليدوية الهامة التي يمكن أن تسهم في زيادة حجم الصادرات المصرية، إلى جانب التوعية بأهمية مفاهيم الملكية الفكرية، والشمول المالي، والعلامات التجارية، وتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا.

وأشار إلى أن المشروعات لم تغفل القضايا المرتبطة بمشكلات الشباب في سن العشرينات، وسعت إلى تقديم معالجات واقعية لتلك التحديات، مع التركيز على تقليل الفجوة بين الأجيال، ودعم جهود الترويج السياحي، وحماية البيئة، وتوظيف الإعلام في دعم قضايا الصحة النفسية والتعليم التكنولوجي.

وقد ضمت لجان التحكيم خلال الأيام الثلاثة نخبة من الأساتذة والخبراء والمتخصصين، حيث أشادت جميع اللجان بالأفكار المطروحة في المشروعات، وبالجودة الفنية، واستخدام أدوات الإعلام والبحث الحديثة، ومدى احترافية العروض التقديمية التي قدمها الطلاب، وهو ما يعكس مستوى الإعداد الأكاديمي والعملي العالي.

وضمت لجان التحكيم كلًا من:

أ.د. حنان جنيد، أستاذ العلاقات العامة والعميد الأسبق لكلية الإعلام

أ.د. محمود يوسف، أستاذ العلاقات العامة

أ.د. أحمد خطاب، أستاذ ورئيس قسم العلاقات العامة والإعلان

أ.م.د. محمد عتران، أستاذ مساعد بالقسم

أ.م.د. أمل فوزي منتصر، أستاذ مساعد بالقسم

أ.م.د. نرمين عجوة، أستاذ مساعد بالقسم

د. فاتن رشاد، مدرس العلاقات العامة والتسويق

د. مسعد صالح، مدرس العلاقات العامة

د. هنادي رشدي سلطان، وكيل الوزارة والرئيس السابق للإدارة المركزية لإعلام القاهرة الكبرى

د. محمد النجار، الخبير التسويقي والإعلاني


وشهدت الجلسات مناقشة العديد من مشروعات التخرج المتميزة، ومن أبرزها:

مشروع "كواز": ركز على التوعية بالفوائد البيئية والصحية للمنتجات الفخارية كإحدى الحرف اليدوية الداعمة للصادرات.
إشراف: أ. هالة السيد، أ. سلمى أحمد.

مشروع "الفابايت": تناول تعليم البرمجة للأطفال لمواكبة الذكاء الاصطناعي.
إشراف: د. أسماء عز الدين، أ. فاطمة محمد.

مشروع "Error 20": عالج أزمة "ربع العمر" في أوائل العشرينات، وكيفية التعامل معها.
إشراف: د. رضا هاني، أ. آية البدوي.

مشروع "خطاها": تناول التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة.
إشراف: د. إيمان طاهر، أ. مي عبد الوهاب.

مشروع "Copyright": توعية بأهمية الملكية الفكرية وأنواعها.
إشراف: د. إيمان طاهر، أ. أحمد رحمة.

مشروع "EgyptAura": حملة لترويج العلامة التجارية للدولة المصرية.
إشراف: د. ندى عبد الله، أ. نوران خالد.

مشروع "Camping Zone": تطبيق لاكتشاف وجهات التخييم مع تخطيط آمن للرحلات.
إشراف: د. هناء حمدي، أ. نوران خالد.

مشروع "شازلونج": ركز على التوعية بالصحة النفسية.
إشراف: د. إيمان أسامة، د. أميرة أحمد.

مشروع "مرآة": حملة لدعم تقدير الذات لدى المرأة المصرية.
إشراف: د. إيمان حمادة، أ. ياسين علي.

مشروع "Secret Pyramids": حملة تسويقية لعلامة تجارية سياحية.
إشراف: د. هدى أبو حرب، أ. نورهان محمد.

مشروع "لسه حكايتهم": تناول الآثار النفسية للانفصال الأسري على الأبناء.
إشراف: د. ياسمين حشيش، أ. سلمى أحمد.

مشروع "CTRL G": سعى لتغيير الصورة السلبية عن الرياضات الإلكترونية.
إشراف: د. مي حسام، أ. آية البدوي.

مشروع "مفتاح D": توعية بصعوبات التعلم لدى الأطفال.
إشراف: د. إيمان حمادة، أ. آية البدوي.

مشروع "Gen L": هدف إلى تقليل الفجوة بين الأجيال.
إشراف: د. خلود ماهر، أ. هدير صلاح.

مشروع "مونچيني": حملة تسويقية متكاملة.
إشراف: د. مي حسام، أ. هدير صلاح.

مشروع "Greenovir": توعية بوسائل النقل المستدام.
إشراف: د. هند محمد علي، أ. شيماء نبيل.

مشروع "حمى": تعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر، خاصة اللاجئين.
إشراف: د. هند محمد علي، أ. شيماء نبيل.

مشروع "كحاوي النول": الترويج للنسيج اليدوي كتراث ثقافي.
إشراف: د. ماريان مراد، أ. دنيا نصر.

مشروع "أمين": تطبيق لتيسير خدمات الصيانة المنزلية.
إشراف: د. نوران عبد الرحمن، أ. ياسين علي.

مشروع "Fi Minute": توعية بالشمول المالي والخدمات الرقمية.
إشراف: د. إيمان أسامة، أ. أميرة محمد علي.

مشروع "بوصلة": حملة توعية بأهمية التسويق الشخصي والاستعداد لسوق العمل.
إشراف: د. أسماء عز الدين، أ. أروى هشام، أ. دنيا نصر.
وأجمعت لجان التحكيم على تميز الطلاب في تقديم مشروعات تعكس وعيًا حقيقيًا بالقضايا المعاصرة، وحرصًا على توظيف أدوات العلاقات العامة والإعلان في إحداث أثر مجتمعي، مما يعكس ريادة كلية الإعلام بجامعة القاهرة في إعداد كوادر إعلامية واعية ومهنية ومؤثرة.

مقالات مشابهة

  • عاجل|هارفارد في مواجهة ترامب: معركة قضائية لحماية الطلاب الأجانب ومستقبل التعليم الدولي
  • جامعة القاهرة تعلن عن النشر الدولي لأول دراسة بحثية مصرية بالطب الدقيق
  • خالد عبد الغفار: الصحة محور أساسي في الأجندة التنموية للدولة
  • «نماء» تدعم تكافؤ الفرص في بيئات العمل
  • جامعة خليفة تجري تجارب بحثية على متن رحلة وكالة الفضاء الأوروبية شبه المدارية
  • اليوم.. لجنة السياسات النقدية تعقد ثالث اجتماعاتها لتحديد سعر الفائدة 2025
  • مدبولي لـ صدى البلد: النقد الدولي لا يضع على مصر شروط ولا يفرض علينا شيء
  • ثورة مصرفية في عدن: بنك الشمول يطلق شبكة صرافات آلية في كل مكان بعدن!
  • مدرسة جبل شمس تفتتح قاعة “قهوة المعرفة” لخلق بيئة تعليمية مبتكرة وتحفيزية
  • مشروعات تخرج إعلام القاهرة تناقش الشمول المالي والهوية والتمكين