مقاتل سابق بتنظيم الدولة يقاضي الاستخبارات الدانماركية
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
في محاكمة وصفت بالفريدة من نوعها، أكد أحمد سمسم -الذي حكم عليه بالسجن 8 سنوات بتهمة القتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية- أن الاستخبارات الدانماركية جندته مخبرا، لكنه رفع ضدها دعوى بدأت جلساتها اليوم الخميس في كوبنهاغن.
وفي هذه القضية التي أحرجت أجهزة الاستخبارات الدانماركية والسياسيين، يدعي أحمد سمسم (34 عاما)، وهو دانماركي من أصول سورية، أنه كان يعمل لحساب جهاز الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية التابعة للدانمارك عامي 2013 و2014، للتجسس على مقاتلين أجانب.
وقال أربيل كايا محامي سمسم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "موكلي يريد أن تعترف المحكمة بأنه عمل عميلا لأجهزة الاستخبارات الدانماركية".
وأمام المحكمة في قاعة شديدة الحراسة، أضاف المحامي أن "المسألة تقوم على إذا ما كان يتعين إلزام أجهزة الاستخبارات بالاعتراف بهذا التعاون".
وأكّدت عدة تحقيقات أجرتها وسائل إعلام دانماركية صحة أقوال سمسم، وخلصت إلى أنه لم ينضم قط لتنظيم الدولة، لكن الوكالتين الاستخباريتين رفضتا الإفصاح عما إذا كان عمل لصالحهما.
وأوضح المحامي كايا قبل بدء المحاكمة أن "هذه قضية صعبة بالنسبة لنا، إذ نواجه أجهزة الاستخبارات والدولة"، مشيرا إلى أن "هذه أول قضية (من نوعها) في الدانمارك؛ لا نعرف ما الذي يكفي لإثبات أنك عميل (استخباراتي) في الدانمارك".
ويقول خبراء في القانون إنه ليس من المؤكد أن يكسب سمسم القضية كون أجهزة الاستخبارات غير ملزمة -حسب القانون- بتأكيد معلومات سرية. ومن المقرر أن تنتهي المحاكمة في الثامن من سبتمبر/أيلول المقبل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أجهزة الاستخبارات
إقرأ أيضاً:
تحقيق: إيران تستعين بعصابات لتنفيذ اغتيالات في الخارج وفق وثائق قضائية
كشفت وثائق قضائية في كل من تركيا والولايات المتحدة، عن استعانة إيران بعصابات إجرامية دولية لتنفيذ عمليات اغتيال وخطف ضد معارضين وصحفيين خارج البلاد، بحسب تحقيق موسع أجرته "بي بي سي".
وأظهرت الوثائق تورط جهات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، خاصة "فيلق القدس"، في التعاون مع شبكات مثل عصابة "لصوص الشرف" و"ملائكة الجحيم" لتنفيذ هذه العمليات، في ظل نفي طهران المتكرر لهذه الاتهامات.
وذكرت "بي بي سي" أن أحد أبرز الأسماء التي وردت مراراً في الوثائق هو ناجي شريفي زندشتي، زعيم عصابة تهريب مخدرات إيرانية، ارتبط اسمه بسلسلة اغتيالات تمت على الأراضي التركية، أبرزها اغتيال سعيد كريميان، مدير قناة تلفزيونية فارسية عام 2017، والمنشق عن الحرس الثوري مسعود مولوي في إسطنبول عام 2019.
وأوضحت التحقيقات، وفقا لـ"بي بي سي"، أن أفرادا من دائرة زندشتي كانوا حاضرين في مواقع تلك الجرائم، مما أثار شكوكاً حول علاقة زندشتي بالمخابرات الإيرانية.
وشدد الصحفي الاستقصائي التركي جنكيز إردينتش، على أن "رجال زندشتي يظهرون مرارا في أماكن اغتيالات خصوم النظام الإيراني، مضيفا "ليست هذه المرة الأولى، فهناك دائماً علاقة بين الجريمة المنظمة وأجهزة الاستخبارات".
وأشارت تحقيقات "بي بي سي"، إلى أن زندشتي سبق أن أُدين في إيران بتهريب المخدرات وصدر بحقه حكم بالإعدام، إلا أنه تمكن من الفرار إلى تركيا في ظروف يعتقد أنها جرت بتنسيق مع الاستخبارات الإيرانية.
وقال مصدر مقرب من زندشتي، لم تكشف "بي بي سي" عن هويته لأسباب أمنية، إن "الطريقة الوحيدة لنجاة زندشتي بعد قتل حارس والهروب من حكم بالإعدام، هي أن يكون قد أصبح عميلا للمخابرات".
عام 2020، كشفت لائحة اتهام تركية عن تورط زندشتي في عملية اختطاف المعارض الإيراني حبيب شعب، الذي جرى استدراجه من السويد إلى إسطنبول ثم خُطف إلى طهران حيث أُعدم لاحقاً.
كما كشفت وثائق محكمة أمريكية في ولاية مينيسوتا عام 2021 عن اتصال بين زندشتي وعناصر من عصابة "ملائكة الجحيم"، حيث عرض مبلغ 370 ألف دولار مقابل اغتيال اثنين من المعارضين الإيرانيين في ماريلاند، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي أحبط العملية.
وكشف التحقيق، أن "فيلق القدس" الإيراني شكل وحدة سرية تُعرف بـ"الوحدة 840"، تتولى مهام بناء شبكات لوجستية من أجل تنفيذ اغتيالات في الخارج.
وأدانت محكمة أمريكية في آذار /مارس الماضي، رجلين من عصابة "لصوص الشرف" بالتخطيط لقتل الناشطة الإيرانية الأمريكية مسيح علي نجاد مقابل نصف مليون دولار، حسب "بي بي سي".
وأكد كين ماكالوم، مدير جهاز الاستخبارات البريطانية الداخلية، أن أجهزة الأمن أحبطت منذ عام 2022 ما لا يقل عن "20 تهديداً موثوقاً على صلة بإيران داخل المملكة المتحدة"، كان من بينها مخطط لاستهداف السفارة الإسرائيلية في لندن، بالإضافة إلى محاولات لاغتيال إعلاميين يعملون في قناة "إيران إنترناشيونال" الناطقة بالفارسية.
وقالت المذيعة في "إيران إنترناشيونال" سيما ثابت، التي استهدفت بسيارة مفخخة لم تنفجر، إن السلطات أطلعتها على تفاصيل محاولة اغتيالها، مشيرة إلى أن "العميل المكلّف بالمهمة سأل: كيف تريدونها؟ فأجابوه: بهدوء، كطعنة سكين في مطبخ".
وأعادت "بي بي سي" التذكير باغتيال أربعة معارضين أكراد داخل مطعم في برلين عام 1992 على يد عناصر إيرانية، وهي العملية التي حمّل المدعون الألمان فيها القيادة الإيرانية بأكملها المسؤولية، وصدر إثرها أمر اعتقال دولي بحق وزير الاستخبارات الإيراني آنذاك.
ولفت مات جوكس، رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية، إلى أن اعتماد إيران على جماعات الجريمة المنظمة لا يحصنها من التعقب، موضحا أن "هذه الشبكات لا تتحرك بدافع أيديولوجي، مما يسهل اختراقها"، وهو ما اعتبره جزءا من "الاختراق الزاحف" الذي تعمل السلطات البريطانية على إفشاله، حسب "بي بي سي".