كاتبة بريطانية: يريد الساسة أن يعتاد العالم على الجرائم بغزة ولن نسمح بذلك
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
يحاول الساسة في الشرق والغرب التطبيع مع حملة إسرائيل العسكرية في قطاع غزة، ولكن غضبا عالميا يحول دون تحقيق ذلك، فقد عاش الناس لأكثر من سنة ونصف معاناة الغزيين عبر الشاشة، بما في ذلك رؤية أجساد الأطفال المهشمة، وصرخات الأهالي المكلومين.
وهذا ما جاء في مقال كاتبة العمود في صحيفة غارديان نسرين مالك، التي أضافت أن هذه المشاهد الدموية تجتاح كيانها على حين غرة، "فتشعرني بالشلل، كما لو أنني عاودت رؤية كابوس نسيته لوهلة، ولكن هذا الكابوس لا صحوة منه ولا خلاص".
وعلقت بأنه من المستحيل على ضمير البشرية أن يعتاد المشاهد القادمة من غزة، وذكرت أنها رأت "جثمان طفل محطم بلا رأس، وأشلاء بشرية تُجمع في أكياس بلاستيكية، وعوائل تكدست جثث أفرادها فوق بعض"، ولا يمكن للمشاعر أن تبرد أمام فظاعة هذه الجرائم وتعددها مهما كثرت واستمرت.
وانتقدت الكاتبة بشدة تعامل الأنظمة السياسية الغربية -خاصة الولايات المتحدة وأوروبا- مع المصائب في غزة، فهم إما يتجاهلونها ويدعون للعودة إلى طاولة المفاوضات، أو يقمعون الأصوات التي تحتج ضد هذه الجرائم، وخصت بذلك ملاحقة الولايات المتحدة وألمانيا للطلاب والناشطين، وتهديدهم بالاعتقال أو الترحيل.
إعلانوأكدت أن إسرائيل تهدف إلى إخضاع العالم لرغباتها عبر فرض قمع شامل على حرية التعبير ومحاولة إخماد أي صوت معارض بمساعدة من داعميها.
"حكومة ظل أخلاقية"ولكن هذا الاستبداد السياسي لم يُسكت العالم، وفق الكاتبة، بل فجر الغضب في قلوب الشعوب وزاد تضامنهم مع أهل غزة، وقامت الاحتجاجات في كل مكان، من لندن وواشنطن إلى نيويورك، وتشكلت "حكومة ظل أخلاقية" يقودها ناشطون وصحفيون وحقوقيون تسعى لنقل الحقيقة وجرائم إسرائيل في القطاع.
وعلقت الكاتبة بأن محاولات إسرائيل بتقمص دور القاضي وهيئة المحلفين والجلاد بشأن جرائمها في غزة لن تنجح، وخطتها بإبعاد القطاع عن باقي البشرية -عبر منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع، واستهداف الصحفيين المحليين، ومنع المساعدات من الدخول- ستبوء بالفشل.
ويعود ذلك، وفق المقال، إلى أنه كلما زادت محاولات إسرائيل وداعميها بإسكات كل من ناصر غزة، زاد الانتباه والوعي العام حول الوضع الإنساني الذي وضعت إسرائيل العالم أمامه.
وفي ظل تخاذل الحكومات والأنظمة السياسية، انتقل عبء الاحتجاج إلى الشعوب التي باتت تدرك أن الصمت عن الجريمة يعني المشاركة فيها، وأن مقاومة التطبيع مع القتل والظلم هي معركة ضمير عالمي، وفق المقال.
وخلصت الكاتبة إلى أن "الضمير العالمي يشهد على كل جثة غزي، وكل مدينة أحالتها إسرائيل إلى أنقاض، وجسد كل طفل مضرج بالدماء"، وأشارت إلى أنه من المستحيل أن العالم يشهد على تدمير شعب بأكمله يوميا ويستكين، وإذ يختار البعض تجاهل ما يحصل في غزة أو تبريره أو حتى دعمه، إلا أنه لا أحد سيستطيع جعل هذا الواقع أمرا مقبولا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدير الأونروا: نظام توزيع المساعدات بغزة هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع
انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا) فيليب لازاريني -في مؤتمر صحفي عقده في طوكيو- نظام توزيع المساعدات في قطاع غزة والمدعوم أميركيا، واعتبره هدرا للموارد وإلهاء عن الفظائع.
وقال إن توزيع المساعدات في 3 أو 4 نقاط يجبر سكان غزة على النزوح، في حين أنهم كانوا يوزعون من خلال 400 نقطة.
وكان اليوم الأول لتوزيع المساعدات في غزة وفق الآلية الإسرائيلية قد شهد فوضى واسعة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن المسلحين التابعين للشركة الأميركية فقدوا السيطرة على مركز توزيع المساعدات.
كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب العشرات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وعن المخططات الإسرائيلية في غزة، أكد لازاريني أن "هناك نية بدفع سكان قطاع غزة نحو الجنوب في مساحة تساوي من 20 إلى 25% من مساحة القطاع"، مشيرا إلى أن غالبية مناطق القطاع تخضع الآن لأوامر الإجلاء العسكري، وتساءل: هل سيبقى الناس هناك أم سيتم دفعهم للخروج من القطاع؟ وهل سننجح في وقف إطلاق النار؟ ، وإذا حصل كم سنعتمد عليه في إعادة الإعمار وإعادة بناء غزة؟
وعبّر عن أمنيته بأن الاستياء الذي تشهده بعض الدول سيعجل ويساهم في الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة.
إعلانكما أكد أن من 52 إلى 53 ألف شخص قتلوا في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية، وهي أرقام تقدمها السلطات الصحية والمستشفيات في غزة، وهناك من ماتوا نتيجة الأمراض وغياب العلاج والجوع.
أما الأونروا، فقد فقدت 310 من موظفيها خلال الحرب في غزة، وذلك من بين 12 ألف موظف في قطاع غزة، كما كشف المفوض العام.
وتحدث لازاريني -في مؤتمر صحفي من طوكيو- عن الوضع المالي للأونروا، وقال " الوضع المالي مزر ويحتاج بشكل عاجل إلى الدعم لمواصلة العمليات بعد الشهر المقبل"، مشيرا إلى أنه تحدث مع المسؤولين اليابانيين عن الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه بلادهم من خلال حشد دعم الدول الأخرى للسلطة الفلسطينية وللأونروا.