تشير التقارير إلى أن أفريقيا تدفع أحد أعلى أثمان تغير المناخ عالميا، في حين أن القارة مسؤولة عن جزء ضئيل لا يتجاوز 4% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم.

وحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تتحمل أفريقيا عبئا ثقيلا للغاية جراء تغير المناخ، وتكاليف باهظة بشكل غير متناسب للتكيف الأساسي مع تغير المناخ، وهي الأكثر تعرضا للظواهر المناخية المتطرفة، في وقت تفتقر فيه معظم دولها لنظم الإنذار المبكر الفعالة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الصين أم الغرب.. من المسؤول الأكبر عن تغير المناخ؟list 2 of 4ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟list 3 of 4تغير المناخ يهدد زراعة الموز في أميركا اللاتينيةlist 4 of 4أزمة المناخ تشتد.. شهر مارس الأكثر حرا في تاريخ أوروباend of list

وقالت المنظمة في آخر تقاريرها عن حالة مناخ أفريقيا إن القارة الأفريقية ارتفعت درجة حرارتها بشكل أسرع قليلا من المتوسط العالمي، حوالي 0.3 درجة مئوية لكل عقد بين عامي 1991 و2023.

وذكر تقرير المنظمة الدولية أن شمال أفريقيا شهدت أسرع ارتفاع في درجات الحرارة، ووصلت درجة الحرارة العظمى الجديدة في مدينة أكادير بالمغرب إلى 50.4 درجة مئوية في أغسطس/آب 2023، وشهدت بلدان أخرى هطول أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات في عامي 2023 و2024.

وبشكل عام، تعد أفريقيا واحدة من أكثر مناطق العالم عرضة للظواهر المناخية المتطرفة، بما في ذلك الفيضانات والجفاف وموجات الحر والأعاصير المدارية والعواصف الشديدة والأمطار الغزيرة وحرائق الغابات. إذ لا يغطي 60% من السكان أي نظم للإنذار المبكر.

إعلان

وفي سياق التقرير، قالت جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، مفوضة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة في المفوضية الأفريقية: "تواجه أفريقيا عبئا كبيرا ومخاطر غير متناسبة ناجمة عن الأحداث الجوية والأنماط المرتبطة بتغير المناخ".

وأشارت ساكو إلى أن "هذه الأزمات تتسبب في أزمات إنسانية ضخمة ذات آثار سلبية على الزراعة والأمن الغذائي والتعليم والطاقة والبنية الأساسية والسلام والأمن والصحة العامة وموارد المياه والتنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل عام".

أثمان غير متناسبة

وتخسر الدول الأفريقية في المتوسط ما بين 2% و5% من ناتجها المحلي الإجمالي، ويُحول العديد منها ما يصل إلى 9% من ميزانياتها للاستجابة للظواهر المناخية المتطرفة.

وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تُقدر تكلفة التكيف بما يتراوح بين 30 و50 مليار دولار سنويا على مدى العقد المقبل، وهو يتراوح بين 2% و3% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة.

وتشير التقديرات أيضا إلى أنه ما لم تُتخّذ تدابير كافية للاستجابة، فإن ما يصل إلى 118 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع (ويعيشون على أقل من 1.90 دولار في اليوم) سيتعرضون للجفاف والفيضانات والحرارة المتطرفة في أفريقيا بحلول عام 2030.

وأثرت الظواهر المناخية المتطرفة في معظم بلدان القارة، مما أدى إلى مخاطر كبيرة على الأمن الغذائي. وبلغ إنتاج شمال أفريقيا من الحبوب 33 مليون طن في عام 2023، وهو أقل بنحو 10% من متوسط السنوات الخمس الماضية، ويماثل محصول العام السابق الذي أصابه الجفاف بالفعل.

وتضع التغيرات المناخية أعباء إضافية على جهود التخفيف من حدة الفقر وتعرقل النمو بشدة، وهو ما يتطلب إجراءات للتأقلم مع تغيّر المناخ بما في ذلك استثمارات في البنية التحتية للأرصاد الجوية الهيدرولوجية ونظم الإنذار المبكر من أجل التأهب لتزايد الظواهر الخطرة والشديدة التأثير.

إعلان

ومن المنتظر أن تركز قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة "سي أو بي 30" (COP30)، التي تستضيفها البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على مدى مساهمة الدول الصناعية الغنية في مساعدة الدول الأكثر فقرا على التكيف مع تغير المناخ، وخاصة تعزيز حصة تمويل المناخ الموجهة إلى الدول الأفريقية.

وحسب البنك الأفريقي للتنمية، تتلقى أفريقيا ما بين 3% و4% فقط من تمويل المناخ العالمي رغم أنها تمثل 9 من أكثر 10 دول عرضة لتغير المناخ في العالم.

وفي مارس/آذار الماضي، قدر المشاركون في القمة العالمية الثانية للأعمال بشأن تغير المناخ في أفريقيا بالعاصمة الكينية نيروبي حاجة القارة السوداء لتمويلات تغير المناخ والتكيف بنحو 55 مليار دولار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بيئي المناخیة المتطرفة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

صقر غباش: حريصون على التعاون لمواجهة القضايا المناخية

سانت بطرسبرغ: «الخليج»
التقى صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، أمس، على هامش المشاركة في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر نيفسكي للبيئة المنعقدة في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية.
حضر اللقاء، وفد المجلس الوطني الاتحادي، الدكتور أحمد عيد المنصوري، والدكتورة سدرة راشد المنصوري، ومحمد عيسى الكشف، ومنى خليفة حماد، أعضاء المجلس، والدكتور عمر عبد الرحمن النعيمي الأمين العام، وطارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس.
وعبّر صقر غباش عن بالغ شكره وتقديره لمجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية على الدعوة الكريمة للمشاركة في المؤتمر الذي يشكل منصة دولية رائدة لتبادل الرؤى والخبرات حول القضايا البيئية، وسبل تحقيق التنمية المستدامة، مشيداً بحسن التنظيم والمكانة المتنامية التي بات يحتلها «مؤتمر نيفسكي» كمنصة دولية تجمع صناع القرار، وخبراء البيئة، والمشرعين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات البيئية العالمية.
وأكد أن المشاركة في هذا المؤتمر، تعكس الالتزام الراسخ لدولة الإمارات بالعمل المشترك في التحديات البيئية، وحرصها على تعزيز التعاون الدولي في مواجهة القضايا المناخية والبيئية.
وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون البرلماني بين المجلسين.
وأشار الجانبان إلى أن اللقاءات التي تجمع قيادتي البلدين تسهم في الدفع بمسيرة العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب من التعاون الاستراتيجي.
وثمّن رئيس المجلس الوطني الاتحادي، النمو المتزايد في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
من جانبها، رحبت رئيسة مجلس الاتحاد للجمعية الفيدرالية لروسيا الاتحادية، بمشاركة صقر غباش والوفد البرلماني المرافق في المؤتمر، مؤكدة عمق العلاقات الثنائية بين البلدين ومشيدة بالدور الإنساني والدبلوماسي الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات في عدد من الأزمات الدولية، لا سيما دورها في تسهيل 14 عملية تبادل أسرى شملت أكثر من 3700 شخص في إطار الأزمة الأوكرانية، وهو ما لاقى ترحيباً واسعاً وتقديراً عالياً من جميع الأطراف، بما فيها روسيا، وتعكس التزام دولة الإمارات بنهجها في تعزيز السلام العالمي.
كما أشادت بدور المجلس الوطني الاتحادي في دعم الجهود البيئية على المستوى البرلماني، مؤكدة أن التعاون بين الجانبين في المؤتمرات البيئية الدولية، ومنها مؤتمر نيفسكي، ومؤتمر COP28، يعكس التفاهم العميق والتقارب في الرؤى حول ضرورة التحرك البرلماني المشترك لمواجهة التغير المناخي، وتوحيد الجهود التشريعية العالمية لمواجهة التحديات البيئية.

مقالات مشابهة

  • حاخامات صهاينة يحرضون على اقتحام المسجد الأقصى
  • تصنيف الدول الأكثر خطورة في أفريقيا للعام 2025 (إنفوغراف)
  • لعقوبات فرضت على “حكومة السودان”، وهذا تغير كبير في لغة التعامل الأمريكي
  • اليسار أصبح يمينيًا.. كيف تغير وجه السياسة الإسرائيلية منذ عهد باراك؟
  • زلزال بقوة 6.3 ريختر جزيرة سومطرة الإندونيسية
  • لهذا السبب.. مطار القاهرة يخصص 10 مسارات لركاب دول أفريقيا
  • برلمانية: خفض الفائدة خطوة جريئة لدعم الصناعة وتخفيف أعباء الإنتاج
  • صقر غباش: حريصون على التعاون لمواجهة القضايا المناخية
  • استشاري علاقات أسرية: تغير دور المرأة أربك هوية الرجل
  • "نساء المحار" في تونس يواجهن خطر التغيرات المناخية و"السلطعون الأزرق"