دعم جلالة الملكة مهم: الصندوق الأخضر للمناخ (GCF)؛ لحظة الأردن الاستراتيجية للتمكين الأخضر والريادة المناخية
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
صراحة نيوز-كتب أ.د. محمد الفرجات
في عصر تتشابك فيه الأزمات البيئية مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، يتزايد إدراك العالم لخطر التغير المناخي بوصفه التهديد الوجودي الأول للبشرية. ومع تسارع التصحر، وندرة المياه، وارتفاع درجات الحرارة، وتقلص الأراضي الصالحة للزراعة، تجد الدول النامية والفقيرة نفسها في عين العاصفة، تتحمل الأثر الأكبر رغم أنها الأقل مسؤولية عن انبعاثات الكربون.
الأردن، بحكم موقعه الجغرافي الحساس وشح موارده الطبيعية، يُعد من أكثر الدول تأثراً. لكنه اليوم أمام فرصة تاريخية لتوظيف هذا التحدي كمحفز للنمو، عبر تمكين موقعه في المنظومة المناخية الدولية من خلال دعم جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله.
الملكة رانيا: صوت مبكر للتغيير البيئي العالمي
منذ أكثر من عقد، حذرت جلالة الملكة رانيا من مخاطر استمرار نمط الحياة الاستهلاكي في الدول الصناعية، داعية إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه الكوكب والإنسانية. وبدلاً من الخطابات التقليدية، كانت جلالتها تقدم رسائل ذكية، إنسانية، واقتصادية تعكس التداخل بين المناخ والتنمية، الفقر والتعليم، المياه والطاقة، والسياسة والأمن.
وفي عام 2023، عُينت الملكة رانيا رئيسًا مشاركًا عالميًا لمبادرة “GAEA” (العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض)، التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، لتكون بذلك من القادة العالميين القلائل الذين يقودون الحوار البيئي من منابر النخبة المؤثرة، ومن قلب النظام العالمي المتغير.
لماذا دعم جهود الملكة اليوم؟ ولماذا الأردن تحديداً؟
يستعد العالم لتوجيه تريليونات الدولارات في العقد القادم نحو مشاريع الاقتصاد الأخضر والتكيف مع المناخ. وقد خصص “صندوق المناخ الأخضر” (GCF) وحده عشرات المليارات، ويمتلك مكاتب إقليمية، لكن لا يوجد حتى الآن تمثيل مباشر في الأردن. وجود مثل هذا التمثيل سيعزز القدرة الوطنية على جذب التمويل الأخضر، لا سيما في ظل طرح المملكة لمشاريع حيوية مثل الناقل الوطني للمياه، ومزارع الطاقة الشمسية، وتحديث المدن.
من هنا تبرز أهمية بلورة استجابة وطنية تقنية ودبلوماسية خلف جهود جلالة الملكة، تتضمن:
1. تشكيل مجلس خبراء وطني للمناخ بقيادة علمية وتقنية فاعلة (مقترح قائم بالتعاون بين الباحثة دانية العيساوي والبروفيسور محمد الفرجات).
2. إعادة تحديث المخططات الشمولية والتنموية للمدن لتكون قادرة على الصمود والتكيف.
3. تقديم مقترحات رسمية مدروسة لمبادلة جزء من ديون الأردن بمشاريع خضراء (debt-for-climate swaps)، بدعم سياسي ودبلوماسي.
4. مطالبة “صندوق المناخ الأخضر” بفتح مكتب إقليمي في عمان أو على الأقل إيجاد نقطة تنسيق رسمية ومؤسسية داخل المملكة.
الرهانات الكبرى: الاقتصاد الأخضر والمجتمع المنتج
في ظل تباطؤ الاستثمار العالمي وتغير سلاسل التوريد، فإن تحويل الأردن إلى بيئة جاذبة للاستثمارات الخضراء (في المياه، الطاقة، الزراعة الذكية، السياحة البيئية، النقل النظيف…) سيمكنه من:
خلق فرص عمل جديدة في القطاعات الخضراء.
تحسين أمنه المائي والغذائي.
خفض كلفة الاستيراد وزيادة القيمة المضافة المحلية.
تعزيز صمود المجتمعات المحلية وخاصة في المحافظات والبوادي والمناطق الأقل حظاً.
دعوة للمسؤولية الوطنية:
تتحرك القيادة السياسية الأردنية، ممثلة بجلالة الملك وولي العهد، بخطى واثقة في المحافل الدولية نحو التكيف المناخي والعدالة البيئية. وفي هذا السياق، فإن دعم جلالة الملكة رانيا محليًا لا يجب أن يكون عملاً رمزياً، بل استراتيجية وطنية مُمَأسسة، تقوم على:
التشبيك بين الجامعات والبلديات وقطاعات الإنتاج.
إدماج الشباب والمجتمع المدني في مشاريع التكيف.
إطلاق حملات توعية مناخية تربط بين المناخ وأمن الأسرة وفرص العمل.
في النهاية، لا نملك ترف الانتظار، فالمناخ يتغير… والحل ليس بيئياً فقط، بل سياسي واقتصادي وتنموي شامل. ودعم جهود جلالة الملكة رانيا هو بوابة الأردن الحقيقية ليكون جزءًا من الحل، لا الضحية.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام جلالة الملکة رانیا
إقرأ أيضاً:
هيئة الكتاب تصدر «الإدارة الاستراتيجية لمنظمات الأعمال المعاصرة»
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان الإدارة الاستراتيجية لمنظمات الأعمال المعاصرة، من تأليف الدكتور محمد الدسوقي سيد الأهل، في إطار سعي الهيئة لدعم الإصدارات المتخصصة التي تواكب متطلبات الواقع العملي وتحديات العصر.
يتناول الكتاب مفهوم الإدارة الإستراتيجية كضرورة ملحة لمواجهة التغيرات المتسارعة التي تشهدها بيئات الأعمال في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية. ويقدم المؤلف معالجة شاملة للموضوع، تجمع بين الأسس النظرية والتطبيقات العملية، مما يجعله مرجعًا مهمًا للباحثين والطلاب والممارسين في حقل الإدارة.
يُقسم الكتاب إلى مراحل الإدارة الإستراتيجية بدءًا من تصميم الإستراتيجية، مرورًا بمرحلة التنفيذ، ووصولًا إلى التقويم والرقابة، كما يُبرز أهمية القائد الاستراتيجي ودوره في صياغة الرؤية وبناء ثقافة تنظيمية مرنة وقادرة على التكيّف.
ويتميز الكتاب بتقديم أدوات تحليل بيئي، ونماذج لاختيار البدائل الإستراتيجية، وآليات لتقييم الأداء التنظيمي بما يضمن التميز والاستدامة.
ويؤكد المؤلف أن الإدارة الإستراتيجية لم تعد رفاهية معرفية، بل ضرورة حتمية في ظل بيئة تنافسية متغيرة لا تقبل سوى القادرين على التكيف والابتكار.