الكويت- العُمانية

تشارك سلطنة عُمان في الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية المنعقد في دولة الكويت. يترأس وفد سلطنة عُمان المشارك معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية، ويرافقه عدد من المسؤولين بوزارة المالية والبنك المركزي العُماني.

وأكد معالي وزير المالية خلال ترأسه الجلسة الافتتاحية للاجتماعات السنوية، أهمية بذل المزيد من الجهود والتعاون لمواكبة الأحداث والتطورات العالمية الحالية، وأهمية تطوير استراتيجيات مالية مرنة قابلة للتكيف مع هذه التحديات؛ من أجل تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، وتوفير المناخ الاستثماري؛ لتشجيع القطاع الخاص، وجذب رؤوس الأموال، وتنمية المزيد من الفرص الاستثمارية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدول العربية.

وأشار معاليه- في كلمته- إلى ضرورة تكاتف الجهود والتعاون وتقريب الرؤى لمواجهة التحديات الراهنة، لافتا إلى أن الأحداث والتطورات العالمية الحالية تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد العالمي، مما ينعكس سلبًا على المنطقة العربية كجزء من هذا النظام الاقتصادي العالمي. وقال معاليه إنه في ظل هذه المتغيرات، تقتضي الحاجة لأن تتخذ الهيئات المالية العربية المشتركة إجراءات فاعلة وسريعة لمواجهة هذه التأثيرات السلبية كما يتطلب الوضع الراهن تعزيز التنسيق بين الدول العربية وتطوير استراتيجيات مالية مرنة وقابلة للتكيف مع هذه التحديات، لتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة والحفاظ على نموها في ظل التقلبات العالمية المستمرة.

ولفت معاليه إلى أهمية هذه الاجتماعات المشتركة للخروج بقرارات وتوصيات تعزز جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية وتبني جسورًا للتواصل والتعاون مع المؤسسات المالية الدولية بما يكفل تحقيق الإنجازات القادرة على أن تدفع بعجلة التنمية العربية لتحقق لشعوبنا الرفاه، ولدولنا التقدم والازدهار.

وتضمنت الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية مجموعة من الاجتماعات، منها: اجتماع مجلس محافظي الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، واجتماع مجلس مساهمي المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، واجتماع مجلس محافظي صندوق النقد العربي، واجتماع مجلس محافظي المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، واجتماع مجلس محافظي الهيئة العربية للاستثمارات والإنماء الزراعي، واجتماع مجلس الإشراف لصندوق "بادر" لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وعلى هامش الاجتماعات المشتركة للهيئات المالية العربية، عُقد الاجتماع السادس عشر لمجلس وزراء المالية العرب والذي ناقش عددًا من المواضيع من بينها إدارة الدين العام ومخاطر المالية العامة، ودعم الطاقة في المنطقة العربية ومتطلبات تعزيز أمن الطاقة، وتجارب الدول العربية في التحول الرقمي في إدارة المالية العامة، إضافة إلى استعراض أثر السياسات المالية في مصادر النمو في المنطقة العربية. وتطرق معالي وزير المالية في مداخلته حول موضوع دعم الطاقة إلى جهود سلطنة عُمان المبذولة من أجل تعزيز قطاع الطاقة واستدامة أمنها، مع التركيز على التنويع الاقتصادي؛ وذلك من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع الهيدروجين الأخضر.

ومن المقرر أن يُشارك وفد سلطنة عُمان اليوم الخميس في ورشة رفيعة المستوى بعنوان "تحقيق الأهداف التنموية في ظل عدم اليقين المالي وهشاشة المديونية"؛ والتي تهدف إلى بحث أوجه التوازن بين دعم النمو الاقتصادي، والحفاظ على الانضباط المالي والنقدي من خلال زيادة التنسيق بين الدول العربية في السياسات المالية، وزيادة فاعلية الإدارة المالية والقيام بإصلاحات هيكلية لمواجهة الصدمات المستقبلية وضمان الاستقرار طويل الأجل.

وتُمثِّل هذه الاجتماعات منصة لتبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي يواجهها صناع السياسات المالية، والدور الذي تقوم به المؤسسات المالية العربية من أجل دعم النمو الشامل، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لاغارد: التجارة العالمية على مفترق طرق بعد عقود من الاستقرار

بينما كانت قمم الثلج تُطوّق منتجع بانف الكندي، اجتمع كبار المسؤولين الماليين في العالم لمناقشة اضطرابات الاقتصاد العالمي، غير أن التصريحات التي أدلت بها كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، حملت نبرة لافتة وتحذيرًا صريحًا: “التجارة الدولية تغيّرت للأبد”.

وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الكندية، على هامش اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، أكدت لاغارد أن تداعيات التوترات التجارية وفرض الرسوم الجمركية أعادت تشكيل النظام التجاري العالمي بشكل لا رجعة فيه.

وقالت: “من الواضح أن التجارة الدولية لن تعود أبدا لسابق عهدها، لكن من الواضح أيضا أنه سيكون هناك المزيد من المفاوضات”.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن لاغارد قولها إن جميع الشركاء في نظام التجارة الدولية سيتجهون إلى اتخاذ خطوات إضافية، في محاولة للحد من الاختلالات الاقتصادية الكبيرة المتجذرة منذ سنوات.

كما أشارت إلى أن تأثير الرسوم الجمركية على معدلات التضخم لا يزال مسألة شديدة التعقيد، مؤكدة أن تقويم هذا التأثير سيكون أوضح مع تقدم المفاوضات وتغير المشهد العالمي.

وخلص الاجتماع الذي وصف بأنه شهد “مناقشات صريحة ومثمرة”، إلى بيان ختامي شدد فيه وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة السبع على ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية المعقدة وتحقيق الاستقرار في الأسواق العالمية.

وأكد البيان أن التقدم المحرز في خفض التوترات التجارية والاقتصادية يتطلب مواصلة التنسيق، لا سيما في ظل “الاختلالات العالمية غير المستدامة” التي تهدد النمو العالمي.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع تضم كلًا من: الولايات المتحدة، كندا، اليابان، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، وإيطاليا.

ويأتي هذا الحراك وسط تصاعد الأسئلة حول مستقبل النظام التجاري العالمي، خاصة بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على واردات أوروبية، ووسط مخاوف متزايدة بشأن قدرة واشنطن على إدارة ماليتها العامة، وهو ما دفع البعض إلى التشكيك في جدارة الولايات المتحدة الائتمانية.

مقالات مشابهة

  • بنك قطر الوطني: التحديات التجارية لن تقوض التكامل الاقتصادي العالمي
  • المنتدى الاقتصادي: 79 عامًا من الاستقلال… قصة نجاح اقتصادي في وجه التحديات
  • الولايات المتحدة وكندا تبحثان فرص التعاون بشأن التحديات العالمية المشتركة
  • لاغارد: التجارة العالمية على مفترق طرق بعد عقود من الاستقرار
  • طرابلس تحت الرقابة الأمنية المشددة.. حملات مكثفة لحماية المواطنين وتعزيز الاستقرار
  • وزير المالية يرأس وفد المملكة المشارك في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية
  • وزير الصحة يؤكد أهمية التعاون مع سوريا في مختلف الملفات الصحية
  • انخفاض معدلات الإنجاب| تحوّل يدعم التنمية ويعزز الاستقرار الاقتصادي.. وخبير يعلق
  • الشربيني يؤكد أهمية توطين الصناعة فيما يخص كافة المهمات التي تحتاجها محطات التحلية
  • وزير الإسكان يؤكد أهمية توطين صناعة محطات التحلية