سودانايل:
2025-06-26@14:16:27 GMT

غارودي وفضيحة النخب السودانية

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

في محاضرة للمفكر الفرنسي الماركسي روجيه غارودي الذي اعتنق الإسلام في تسعينات القرن الماضيي و التي اقيمت في فندق الماريوت بالزمالك كانت قد نظمتها جريدة الإهرام.. قال غارودي (عندما أقبلت على القراءة عن الإسلام، لم تكن بدافع العاطفة لأنني لم أكن مسلما، و لكن كانت المعرفة هي التي أوصلتني للقناعة أن اعتنق الإسلام.

. فكيفية القراءة و الهدف منها هو الذي يوصل للنتائج المثمرة) فالوعي ينتج عن الفهم للقراءة الصحيحة للظاهرة، و ليس على تقديم الشعارات التي تتحكم فيها الرغبات العاطفية "like and dislike" و السؤال هل النخب السودانية و أغلبية الطبقة الوسطى مواقفها السياسية هي نتيجة لوعي معرفي ناتج عن قراءة صحيحة لتطورات و تغيرات الواقع، أم تحيز أيديولوجي تريد به تعطيل العقل و فرض أحكام سلطوية؟..
و أزمة القراءة للواقع و النخب السودانية أشار إليها الدكتور منصور خالد في "كتاب النخبة" عندما يقول ( تعود الأزمة النخبوية في جوانبها الفكرية، إلي تصدع الذات، الذي يقود، بطبعه، إلي فجوة بين الفكر و الممارسة، بين ما يقول المرء و ما يفعل، بين التصالح مع الواقع السلبي في المجتمع و الإدانة اللفظية لهذا الواقع) و يقول أيضا ( عندما يضحى النقد لممارسات الأحزاب أو أداء الأفراد و الجماعات رديفا للقذف و الإساءة ينتهي الأمر بالكثيرين إلي الاستكبار من إعاد النظر في أحكامهم الخاطئة و مراجعة مواقفهم التي تستلزم المراجعة و ما ذلك إلا العزة بلإثم) فالواقع يؤكد ضعف النخبة السياسية و الذين يدورون في فلكها، و يبحثون عن شماعات تعلق عليها أخطائهم.. و يتراكم الفشل على الفشل، و الغريب يعيدون بافعالهم ذات المنتج الذي درجوا على إنتاجه..
عندما يجد المرء أحد اشخاص يضعون علامة " الدكتوراة " مقدمة على أسمائهم، و كل ما يفعلون في القروبات أن يرفعوا "بوسترات الميليشيا" أو أية بوسترات يعتقدون أنها سوف تدين " الجيش" و يصبح السؤال ما هي فائدة " الدكتوراة" التي تعتبر درجة علمية في الفلسفية لإحدى العلوم إذا تعمد أصحابها على تعطيل عقولهم.. و بالفعل تقل قيمتها عند الأزمات التي تواجه مجتمعاتهم، لآن أصحابها عجزوا أن يفكروا خارج الأطر التي وضعوا انفسهم فيها.. المشكلة ليست الموقف مع الميليشيا و إدانة ل الجيش، و لكن المشكلة تعطيل العقل في أن يقدم رؤية للحل بعيدا عن الشعارات التي تنثرها الأحزاب في الساحة السياسية، و هي تعلم أن الهدف منها مقصده تغيب العقل..
أن فشل القيادات السياسية في تاريخها السياسي في تقنين و تعقلن الصراع من خلال التبادل السلمي للسلطة، تكون قد تفتحت الباب لعلاقات القوة.. في نفس الوقت الذي تفتقد فيه للقوة التي تستطيع أن تعبد بها طريق الديمقراطية.. و معلوم القوة يتقاسمها الشارع "القاعدة العريضة في المجتمع" و الجيش.. و الآن الإثنان يقفان في صف واحد لدحر المؤامرة على الوطن.. فهل تستطيع القوى الحزبية أو المدنية أن تكسر هذا الحلف، و هي منقسمة بين تحالفها مع الميليشيا أو راجية تدخل خارجي يعيدها للسلطة.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الصدمات النفسية.. ما تأثيرها على الدماغ وما أهمية العلاج المبكر لها؟

تترك الصدمات النفسية آثارًا عميقة في العقل والدماغ، إذ تؤدي التجارب المؤلمة إلى استنفار آلية الدفاع الطبيعية في المخ، مما يدفع الجسم والعقل إلى توجيه كل طاقتهما لمواجهة التهديد القائم، وهذا ما يتسبب في تغيّرات جذرية في طريقة التفكير، وردود الأفعال، وحتى المشاعر.

ووفقًا لتقرير تم نشره على موقع wholewellnesstherapy فإن الصدمات يمكن أن تغير من طبيعة الدماغ، وهو ما سنوضحه خلال السطور التالية.

لاستفادة الجسم من فيتامين د .. ما الوقت الكافي للتعرض للشمس؟قد تصل للوفاة.. التأثيرات الصحية للإشعاع على جسم الإنسانأكبر من والدتها.. ابنة كيم كاردشيان تثير الجدل بإطلالتها في عيد ميلادهاكيف تؤثر الصدمة على الدماغ؟

الصدمات النفسية لا تقتصر على الجانب العاطفي أو النفسي فحسب، بل تمتد لتحدث تغييرات في بنية ووظيفة الدماغ نفسه، فهذه الصدمات تؤثر على عمليات اتخاذ القرار، وعلى الاستجابات اللاواعية، حيث يكون من الصعب في بعض الأحيان تجاوز آثارها بسبب تأثيرها العميق على الدماغ.

ثلاثة مراكز دماغية تتأثر بالصدمة

وأشارت دراسة صادرة عن المعاهد الوطنية الأمريكية عام 2006 إلى أن الصدمة تؤثر على ثلاثة أجزاء رئيسية في الدماغ:

المركز العاطفي الغريزياللوزة الدماغية (Amygdala)منطقة الحصين (Hippocampus)

هذه المراكز مسؤولة عن إدارة التوتر، وتنظيم العواطف والانفعالات، وكذلك التحكم في الذاكرة، وعندما يتعرض الإنسان لصدمة نفسية، تنشط هذه المراكز بشكل مفرط، لا سيما اللوزة الدماغية، مما يجعل العقل في حالة من اليقظة المستمرة وفرط التوتر، ويؤثر سلبًا على وظائف الذاكرة والانفعالات والسلوك.

أضرار قد يصعب عكسها

وتشير الدراسات إلى أن الصدمات قد تُحدث أضرارًا في الخلايا العصبية يصعب علاجها بالكامل، ولهذا فإن مرحلة التعافي تتطلب جهدًا كبيرًا لإعادة برمجة الدماغ، وتدريبه على استعادة التوازن العقلي والعاطفي، الهدف من العلاج هو استرجاع القدرة على التفكير المنطقي والتحكم في المشاعر، والتقليل من الأثر الباقي للصدمة.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة

الصدمات واضطراب ما بعد الصدمة من أخطر التحديات النفسية والعقلية التي قد يواجهها الإنسان، إذ تؤدي إلى:

الإنكار وعدم تقبل الواقعحالات اكتئاب مزمنة أو نوبات نسيان حادةالعزلة الاجتماعية وفقدان القدرة على أداء المهام اليوميةنوبات قلق وتوتر شديأهمية العلاج النفسي المبكر

لا بد من التأكيد على أن العلاج النفسي المبكر أمر بالغ الأهمية في التخفيف من آثار الصدمة، إذ يساعد في:

تقوية الوظائف العصبية التي تأثرت.الحد من تطور الاضطرابات النفسية.دعم المصاب في تقبل الصدمة والتعايش معها.الوقاية من الأضرار الطويلة الأمد في الدماغ والنفس.

يعتمد العلاج على جلسات نفسية معرفية وسلوكية، بالإضافة إلى إمكانية استخدام الأدوية في بعض الحالات، واتباع نهج تدريبي يساعد المريض على مقاومة الصدمة والتعامل معها بوعي وهدوء.

طباعة شارك الصدمات النفسية الدماغ العقل تاثير الصدمات النفسية تأصير الصدمات النفسية على الدماغ المخ

مقالات مشابهة

  • موافقة على سداد قرض محطة الضبعة النووية في مصر بالروبل.. ماذا يقول الخبراء؟
  • ندوة علمية تسائل دور النخبة المغربية في زمن التحولات الرقمية
  • 10 عادات لتدريب عقلك على السعادة
  • مهزلة وفضيحة كبرى.. أسرة عبد الحليم حافظ تنتقد مهرجان موازين
  • نخبة الضد وأزمة النخبة
  • رشاد عبد الغني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يؤكد رؤية مصر التي تنادي بالحلول السياسية لا الحروب
  • الصدمات النفسية.. ما تأثيرها على الدماغ وما أهمية العلاج المبكر لها؟
  • ما حكم القنوت في صلاة الفجر والرد على من يقول ببدعيته؟
  • ماذا كان يقول النبي عند كل مساء؟ اعرف التسابيح النبوية
  • السيناريوهات المقبلة في ضوء الخلفية التاريخية ومعطيات الواقع