سودانايل:
2025-08-13@10:57:04 GMT

غارودي وفضيحة النخب السودانية

تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT

في محاضرة للمفكر الفرنسي الماركسي روجيه غارودي الذي اعتنق الإسلام في تسعينات القرن الماضيي و التي اقيمت في فندق الماريوت بالزمالك كانت قد نظمتها جريدة الإهرام.. قال غارودي (عندما أقبلت على القراءة عن الإسلام، لم تكن بدافع العاطفة لأنني لم أكن مسلما، و لكن كانت المعرفة هي التي أوصلتني للقناعة أن اعتنق الإسلام.

. فكيفية القراءة و الهدف منها هو الذي يوصل للنتائج المثمرة) فالوعي ينتج عن الفهم للقراءة الصحيحة للظاهرة، و ليس على تقديم الشعارات التي تتحكم فيها الرغبات العاطفية "like and dislike" و السؤال هل النخب السودانية و أغلبية الطبقة الوسطى مواقفها السياسية هي نتيجة لوعي معرفي ناتج عن قراءة صحيحة لتطورات و تغيرات الواقع، أم تحيز أيديولوجي تريد به تعطيل العقل و فرض أحكام سلطوية؟..
و أزمة القراءة للواقع و النخب السودانية أشار إليها الدكتور منصور خالد في "كتاب النخبة" عندما يقول ( تعود الأزمة النخبوية في جوانبها الفكرية، إلي تصدع الذات، الذي يقود، بطبعه، إلي فجوة بين الفكر و الممارسة، بين ما يقول المرء و ما يفعل، بين التصالح مع الواقع السلبي في المجتمع و الإدانة اللفظية لهذا الواقع) و يقول أيضا ( عندما يضحى النقد لممارسات الأحزاب أو أداء الأفراد و الجماعات رديفا للقذف و الإساءة ينتهي الأمر بالكثيرين إلي الاستكبار من إعاد النظر في أحكامهم الخاطئة و مراجعة مواقفهم التي تستلزم المراجعة و ما ذلك إلا العزة بلإثم) فالواقع يؤكد ضعف النخبة السياسية و الذين يدورون في فلكها، و يبحثون عن شماعات تعلق عليها أخطائهم.. و يتراكم الفشل على الفشل، و الغريب يعيدون بافعالهم ذات المنتج الذي درجوا على إنتاجه..
عندما يجد المرء أحد اشخاص يضعون علامة " الدكتوراة " مقدمة على أسمائهم، و كل ما يفعلون في القروبات أن يرفعوا "بوسترات الميليشيا" أو أية بوسترات يعتقدون أنها سوف تدين " الجيش" و يصبح السؤال ما هي فائدة " الدكتوراة" التي تعتبر درجة علمية في الفلسفية لإحدى العلوم إذا تعمد أصحابها على تعطيل عقولهم.. و بالفعل تقل قيمتها عند الأزمات التي تواجه مجتمعاتهم، لآن أصحابها عجزوا أن يفكروا خارج الأطر التي وضعوا انفسهم فيها.. المشكلة ليست الموقف مع الميليشيا و إدانة ل الجيش، و لكن المشكلة تعطيل العقل في أن يقدم رؤية للحل بعيدا عن الشعارات التي تنثرها الأحزاب في الساحة السياسية، و هي تعلم أن الهدف منها مقصده تغيب العقل..
أن فشل القيادات السياسية في تاريخها السياسي في تقنين و تعقلن الصراع من خلال التبادل السلمي للسلطة، تكون قد تفتحت الباب لعلاقات القوة.. في نفس الوقت الذي تفتقد فيه للقوة التي تستطيع أن تعبد بها طريق الديمقراطية.. و معلوم القوة يتقاسمها الشارع "القاعدة العريضة في المجتمع" و الجيش.. و الآن الإثنان يقفان في صف واحد لدحر المؤامرة على الوطن.. فهل تستطيع القوى الحزبية أو المدنية أن تكسر هذا الحلف، و هي منقسمة بين تحالفها مع الميليشيا أو راجية تدخل خارجي يعيدها للسلطة.. نسأل الله حسن البصيرة..

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

عبور الواقع الافتراضي.. كيف تعيد هذه التقنية تشكيل علاقتنا بالعالم؟

عندما انطلقت تقنيات الواقع الافتراضي قبل أكثر من عقد من الزمن، بدت وكأنها تنتمي لعوالم الخيال العلمي، حيث وعدتنا بعوالم غامرة، وتجارب مثيرة، وطرق جديدة تماما للتفاعل مع التقنية.

ولكن أحد أكبر التحديات التي واجهت هذا الحلم تَمثل في الفصل التام بين المستخدم والبيئة المادية المحيطة، حيث كان ارتداء نظارة الواقع الافتراضي يعني الخروج من الواقع والدخول في بيئة رقمية مغلقة.

وهنا، برزت الحاجة إلى تقنية "عبور الواقع الافتراضي" (VR Passthrough) باعتبارها الجسر الذي يصل بين العالم الحقيقي والعالم الافتراضي، ويعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والتقنية.

تعتمد تقنية "عبور الواقع الافتراضي" على مجموعة من المكونات التقنية المتطورة (شترستوك)ما تقنية "عبور الواقع الافتراضي"؟

تشير تقنية "عبور الواقع الافتراضي" ببساطة إلى القدرة على رؤية العالم الواقعي من خلال نظارة الواقع الافتراضي، عبر كاميرات خارجية مدمجة تنقل الصورة المحيطة إلى الشاشة داخل النظارة.

وفي شكلها الأساسي، تسمح هذه التقنية للمستخدم بأن يرى ما حوله أثناء استخدام الجهاز، مما يوفر درجة من الأمان ويسمح بدمج العناصر الحقيقية في التجربة الافتراضية.

ولكن التطور السريع في هذا المجال جعل التقنية تتجاوز هذا الدور البسيط لتصبح عنصرا محوريا في خلق تجارب هجينة.

وتمزج هذه التقنية بين الواقعين المادي والافتراضي بسلاسة، فيما يُعرف اليوم بـ "الواقع المختلط" (Mixed Reality)، مما يتيح تجارب، مثل التفاعل مع الأجسام الواقعية أثناء اللعب أو العمل.

تشير تقنية "عبور الواقع الافتراضي" ببساطة إلى القدرة على رؤية العالم الواقعي من خلال نظارة الواقع الافتراضي (غيتي إيميجز)كيف تعمل هذه التقنية؟

تعتمد تقنية "عبور الواقع الافتراضي" على مجموعة من المكونات التقنية المتطورة، أهمها الكاميرات الخارجية، ومستشعرات العمق، وخوارزميات المعالجة، وشاشات العرض داخل نظارة الواقع الافتراضي.

إعلان

وتثبّت الكاميرات الخارجية على النظارة لالتقاط البيئة المحيطة في الوقت الفعلي، وغالبا ما تكون هذه الكاميرات العالية الدقة ملونة لضمان وضوح الصورة.

ويحلل معالج الرؤية الحاسوبية البيانات الواردة من الكاميرات ويصحح التشوهات الناتجة عن العدسات أو الحركة، ويدمج البيانات في الزمن الحقيقي داخل شاشات النظارة.

في حين تساعد مستشعرات العمق في تحديد مسافات الأشياء بدقة، مما يسمح للجهاز بفهم هندسة المكان.

وتدمج خوارزميات المعالجة الصور الواردة من الكاميرات مع المحتوى الافتراضي، مع ضبط المنظور والظلال لتبدو طبيعية.

وتظهر شاشات العرض داخل نظارة الواقع الافتراضي الصورة الملتقطة من العالم الحقيقي مع إضافة العناصر الرقمية فوقها، مثل النوافذ الافتراضية أو الأدوات التفاعلية، مما يخلق تأثير الرؤية من خلال النظارة.

تظهر شاشات العرض داخل نظارة الواقع الافتراضي الصورة الملتقطة من العالم الحقيقي مع إضافة العناصر الرقمية فوقها (شترستوك)كيف تغير هذه التقنية طريقة تواصلنا؟

لا تقتصر هذه التقنية على تغيير طريقة تفاعلنا مع الأجهزة الذكية فحسب، بل تعيد تشكيل مفهوم التواصل والعمل والترفيه، مما يلغي جزئيا الحدود بين العالم الافتراضي والواقع الملموس.

وتُستخدم هذه التقنية للتنقل الآمن، والعمل والإنتاجية، والألعاب والتطبيقات، والتواصل الاجتماعي.

وتستطيع من خلالها رؤية العوائق في الغرفة دون خلع النظارة لتجنب الاصطدام، واستخدام لوحة مفاتيح فعلية أثناء العمل في بيئة افتراضية، ودمج العناصر الافتراضية مع العالم الحقيقي.

وبدلا من الاكتفاء بمكالمات الفيديو التقليدية، يمكن للمستخدمين الآن الانخراط في محادثات افتراضية يشعرون فيها وكأنهم يجلسون في نفس الغرفة، حتى لو كانوا متباعدين جغرافيا.

ومع تطبيقات، مثل "هورايزون وورك رومز" (Horizon Workrooms) من "ميتا"، يمكن للمشاركين رؤية بعضهم البعض كأفاتار مع دمج عناصر من الواقع مثل لوحات المفاتيح أو الأوراق.

وتسمح التقنية للأشخاص بمشاركة اللحظات مع الأصدقاء والعائلة، مثل مشاهدة فيلم معا في غرفة معيشة افتراضية.

وبفضل دقة تتبع الوجه واليدين، يمكن نقل تعابير الوجه وإيماءات المستخدمين بدقة أكبر، مما يقلل من سوء الفهم في التواصل الرقمي.

التطور السريع في هذا المجال جعل التقنية تتجاوز هذا الدور البسيط لتصبح عنصرا محوريا في خلق تجارب هجينة (رويترز)أبرز الأجهزة التي تدعم هذه التقنية

شهدت السنوات الأخيرة إطلاق عدة أجهزة متطورة تدعم هذه التقنية، منها:

"ميتا كويست برو" (Meta Quest Pro): نظارة من ميتا تركز على الواقع المختلط، وتتميز بشاشات عالية الدقة وكاميرات وملونة متطورة، وتدعم تقنية تتبع الوجه والعينين لتحسين التفاعل الاجتماعي في الواقع الافتراضي. "آبل فيجين برو" (Apple Vision Pro): نظارة واقع مختلط من "آبل" تتميز بدقة عرض فائقة وتكامل مع نظام "آي أو إس" (iOS)، وتدعم تقنية تتبع العين واليدين للتفاعل دون أجهزة تحكم.  "فارغو إكس آر- فور" (Varjo XR-4): نظارة موجهة للمحترفين، وتقدم جودة شبه بشرية في عرض الواقع المعزز، وهي مصممة للمهندسين والشركات. "بيكو فور برو" (PICO 4 Pro): نظارة منافسة في السوق الصينية والعالمية، وتوفر ميزات "عبور الواقع الافتراضي" واقعية بتكلفة أقل، وتركز على سوق الألعاب واللياقة البدنية. كيف تغير هذه التقنية طريقة العمل؟ إعلان

تحدث هذه التقنية ثورة في عدة مجالات في عالم الأعمال، إذ يمكن للمهندسين عرض النماذج الثلاثية الأبعاد في البيئة الحقيقية، مثل وضع نموذج معماري على طاولة الاجتماعات وتعديله في الوقت الفعلي.

وتستطيع الفرق العاملة عن بعد التفاعل مع نفس النموذج الرقمي كما لو كان ماديا، مما يقلل الحاجة إلى السفر.

كما يمكن للجراحين التدرب على عمليات معقدة في بيئة تحاكي الواقع مع الاحتفاظ برؤية الأدوات الحقيقية.

تأثير هذه التقنية في الترفيه والتفاعل الاجتماعي

تفتح هذه التقنية آفاقا جديدة في مجال الترفيه، إذ يمكن للاعبين مشاهدة أيديهم الحقيقية تتفاعل مع العناصر الافتراضية، مثل لعب الشطرنج مع شخص آخر على طاولة حقيقية.

ويمكن دمج الأفلام أو العروض مع البيئة المحيطة، مثل مشاهدة فيلم رعب حيث تظهر الكائنات الخيالية في غرفة المعيشة.

كما يمكن للفنانين الرسم في الهواء باستخدام فرش افتراضية مع رؤية اللوحة في سياق العالم الحقيقي.

تمثل تقنية "عبور الواقع الافتراضي" خطوة كبيرة نحو مستقبل يتداخل فيه الواقعان الرقمي والمادي بشكل لا ينفصل (شترستوك)التحديات والمستقبل

رغم الإمكانيات الهائلة، تواجه تقنية "عبور الواقع الافتراضي" بعض التحديات، مثل التكلفة المرتفعة للأجهزة، واستهلاك البطارية، ومخاوف الخصوصية.

ولكن مع تطور المعالجات والذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن تصبح هذه التقنية أكثر انتشارا، وربما نصل إلى مرحلة تصبح فيها النظارات الذكية بديلا عن الهواتف، مما يعيد تعريف طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا.

كما تتجه الشركات، مثل "ميتا" و"آبل"، إلى تحسين جودة الصورة وتقليل التأخير لجعل التقنية أكثر واقعية، مما يفتح الباب أمام تجارب "الواقع المختلط" الأكثر تقدما.

في الختام، تمثل تقنية "عبور الواقع الافتراضي" خطوة كبيرة نحو مستقبل يتداخل فيه الواقعان الرقمي والمادي بشكل لا ينفصل، مما يغير، ليس فقط كيفية لعبنا أو عملنا، بل أيضا كيف نرى العالم من حولنا.

مقالات مشابهة

  • ارسلان يوازن الواقع الدرزي
  • شيخ العقل التقى بهاء الحريري
  • هاجر سليمان تكتب عن أضخم عملية فساد واحتيال وفضيحة تاريخية بالسودان. (الحلقة الثانية)
  • الخارجية الروسية: النخب الأوروبية تبحث عن «عدو» لتبرير إخفاقاتها
  • الأمم المتحدة تحذر من تصاعد القيود على النساء والموظفات الأمميات في أفغانستان
  • الصين تخطط لرحلة نحو الثقب الأسود.. حلم العلم يقترب من الواقع
  • مشيخة العقل: فيديو مستشفى السويداء يثبت الجريمة
  • عبور الواقع الافتراضي.. كيف تعيد هذه التقنية تشكيل علاقتنا بالعالم؟
  • لابيد يقول إن احتلال غزة يعني موت الأسرى وانهيار اقتصاد إسرائيل
  • أرباح على الورق وخسائر في الواقع.. الخطر الخفي الذي يفتك بالأعمال