طقس القنديل العام.. سر مسحة المرضى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُقيم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في يوم جمعة ختام الصوم الكبير، الموافق 15 أبريل 2025، طقس “القنديل العام” أو “سر مسحة المرضى”، وذلك في إطار استعداداتها للاحتفال بعيد القيامة المجيد.
ويُعتبر طقس “القنديل العام” أو “سر مسحة المرضى” سر من الأسرار السبعة المقدسة في الكنيسة، ويهدف إلى شفاء الأمراض الجسدية والروحية، بالإضافة إلى مغفرة الخطايا.
أصل وتأسيس السر
أسس السيد المسيح هذا السر بنفسه، حيث قال لتلاميذه: “اِشْفُوا مَرْضَى” (متى 10:8)، وأيضًا: “وَدَهَنُوا بِزَيْتٍ مَرْضَى كَثِيرِينَ فَشَفَوْهُمْ” (مرقس 6:13). يُمارس هذا السر عادة على المرضى الذين لا يستطيعون الحضور إلى الكنيسة، لذا قررت الكنيسة إقامته مرة واحدة سنويًا في الكنيسة، واختارت له يوم جمعة ختام الصوم الكبير. يهدف ذلك إلى شفاء المؤمنين مما قد يكون أصابهم من ضعف جسدي وروحي نتيجة للصوم.
طقوس وممارسات السر
يتميز طقس القنديل العام بعدة رموز ومعانٍ، من بينها:
الزيت المقدس: يُستخدم زيت الزيتون النقي، الذي يُعتبر رمزًا للفرح والنور واستنارة القلب.
الفتائل السبع: تُضاء سبع فتائل مصنوعة من القطن الأبيض النقي، إشارة إلى كمال مواهب الروح القدس.
عدد الكهنة: يُفضل أن يشارك في الصلاة سبعة كهنة أو أقل، لتفادي نسبة الشفاء إلى شخص واحد.
أهمية إقامة السر في جمعة ختام الصوم
تقيم الكنيسة هذا السر في جمعة ختام الصوم لأن المريض لا يقوى على الحضور إلى الكنيسة، وبالتالي يطلب ممارسة هذا السر له في البيت. لذلك قررت الكنيسة أن تقيم هذا السر مرة واحدة في السنة في الكنيسة، واختارت له يوم جمعة ختام الصوم الكبير لتعمله مثل القداس (قنديل عام) لشفاء المؤمنين مما يكون قد أصابهم من ضعف في الجسد بسبب الصوم الذي كانوا يصومونه انقطاعيًا حتى غروب الشمس خلال فترة الصوم الكبير. هذا من الناحية الجسدية، أما من الناحية الروحية، فإن كان فعل خطية تغفر له، لأن التقدم بسر يجب أن يعترف أولًا بالخطايا وتقديم توبة عنها (ممارسة سر التوبة والاعتراف).
يُعتبر طقس القنديل العام فرصة للمؤمنين للتوبة والتجديد الروحي، ويعكس عمق التقليد الكنسي واهتمامه بالجوانب الروحية والجسدية للمؤمنين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جمعة ختام الصوم صلاة خميس العهد جمعة ختام الصوم القندیل العام الصوم الکبیر فی الکنیسة هذا السر
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: ليس العيب أن نُخطئ بل أن نتمادى
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ليس عيبًا أن يخطئ المرء، ولكن العيب أن يستمرئ الخطأ ويستبيح المعصية.
وأضاف جمعة فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه إذا أبصر المرء عيبه وتاب إلى الله منه، قبل الله توبته ومحا خطيئته، كما قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
وأشار الى أن لهذه الأهمية القصوى للتوبة، وتأكيدًا على فضل الله الواسع في قبول التائبين ، أوردت لنا سنة النبي ﷺ بعض القصص المؤثرة في هذا الباب، منها قصة الكِفل، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « كَانَ الْكِفْلُ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ لاَ يَتَوَرَّعُ مِنْ ذَنْبٍ عَمِلَهُ، فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِينَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا، فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنِ امْرَأَتِهِ أُرْعِدَتْ وَبَكَتْ. فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ أَأَكْرَهْتُكِ؟ قَالَتْ: لاَ، وَلَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ، وَمَا حَمَلَنِى عَلَيْهِ إِلاَّ الْحَاجَةُ، فَقَالَ: تَفْعَلِينَ أَنْتِ هَذَا، وَمَا فَعَلْتِهِ، اذْهَبِى، فَهِىَ لَكِ، وَقَالَ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَعْصِى اللَّهَ بَعْدَهَا أَبَدًا. فَمَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ مَكْتُوبًا عَلَى بَابِهِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لِلْكِفْلِ ». [رواه الترمذي].
فهذا رجل أسرف على نفسه في الخطايا، ولم يكن يتورع عن ذنبٍ عمله، ثم أدركته رحمة الله وهو في سبيل ارتكاب فاحشةٍ عظيمة، وهي الزنا. فلما تاب، تاب الله عليه، ومنّ عليه بالفضل، وأكرمه بكرامةٍ ظاهرةٍ تشهد على صدق توبته، حيث مات من ليلته، فأصبح مكتوبًا على بابه: إن الله قد غفر للكِفل.
وتعلّمنا هذه القصة أن الواجب على المسلم إن وقع في ذنبٍ أن يبادر إلى التوبة والندم، وأن يشتغل بالتكفير عنها بحسنةٍ تمحو أثرها.
فأما التوبة، فهي ندمٌ يورث عزيمةً وقصدًا ورجوعًا إلى الله، وطمعًا في رحمته.
وكلما كان الندم أشد، كان أرجى في تكفير الذنوب.
وعلامة صحة الندم: رقة القلب، والشفقة على الخلق، والتماس الأعذار للناس، وخاصةً الضعفاء وأصحاب الحاجة.
وبهذا الندم، يصدق العزم في التوجّه إلى ترك هذا الذنب. فإن لم تساعده نفسه على ترك الذنب لغلبة الشهوة، فقد عجز عن أحد الواجبين المترتبين على الندم، فلا ينبغي له أن يترك الواجب الثاني، وهو أن يُدرأ السيئة بالحسنة فيمحوها.
والحسنات المكفِّرة للسيئات تكون إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالجوارح: فأما بالقلب: فبالتضرع إلى الله تعالي، وسؤال المغفرة والعفو، وأما باللسان: فبالاعتراف بظلم النفس مع الاستغفار، كأن يقول: " ربِّ ظلمتُ نفسي وعملتُ سوءًا فاغفر لي ذنوبي"، ويُكثر من صيغ الاستغفار. وأما بالجوارح: فبالطاعات، والصدقات، وأنواع العبادات