محاكمة “ديدي” تقترب.. تهم خطيرة بانتظار رأي المحلفين
تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT
متابعة بتجــرد: تتجه الأنظار إلى محكمة اتحادية في مدينة نيويورك، حيث من المقرر أن تبدأ في الخامس من مايو المقبل عملية اختيار هيئة المحلفين في محاكمة مغني الراب الأمريكي شون “ديدي” كومس، المتهم بمجموعة من القضايا الجنائية الخطيرة التي تشمل الابتزاز والاتجار بالجنس.
وكشفت مسودة استبيانات مقدمة من فريق الدفاع أن المحلفين المحتملين سيُسألون عن آرائهم بشأن تهم متعددة، من بينها الاختطاف، الحرق العمد، رشوة الشهود، عرقلة سير العدالة، توزيع المخدرات، العمل القسري، والاتجار بالجنس، بالإضافة إلى النقل لأغراض البغاء.
ويواجه كومس، البالغ من العمر 55 عامًا، والمعروف أيضًا بأسماء فنية مثل “باف دادي” و”بي. ديدي”، اتهامات باستخدام إمبراطوريته التجارية في الاعتداء الجنسي على عدد من النساء، في وقائع يُزعم وقوعها بين عامي 2004 و2024.
وتتضمن المسودة الموجهة إلى هيئة المحلفين المحتملين سؤالاً مباشراً: “هل هناك أي شيء في طبيعة هذه الاتهامات من شأنه أن يصعب عليكم التحلي بالإنصاف والحياد؟”، في محاولة لضمان محاكمة نزيهة.
كما تنبّه الوثيقة إلى أن المحاكمة قد تتضمّن عرض مواد مرئية تشمل مقاطع فيديو وصورًا تحتوي على عنف جسدي وألفاظ ومشاهد جنسية صريحة، قد تُقدَّم كأدلة داعمة.
وتعد هذه القضية من أبرز المحاكمات المرتقبة في الأوساط الفنية والإعلامية الأمريكية، نظرًا لثقل اسم كومس في عالم الموسيقى وتأثيره الواسع في صناعة الترفيه.
main 2025-04-13Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
ورقة “الأسير الأخير” في غزة
صراحة نيوز- بقلم / زيدون الحديد
يبدو أن ملف «الأسير الأخير» لم يعد مجرد قضية إنسانية أو تفصيل تفاوضي صغير داخل اتفاق وقف الحرب في غزة، بل تحول إلى مرآة سياسية كاشفة لطبيعة الكيان الصهيوني ونواياه الحقيقية، فبينما تواصل واشنطن الضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، يتمسك هذا الكيان بملف الجندي المفقود كذريعة تبطئ مسار التهدئة وتبقي على باب الحرب مشرعا، ولو على حساب حياة جنوده.
من الواضح أن حكومة بنيامين نتنياهو لا ترى في وقف الحرب مصلحة سياسية، بل تهديدا مباشرا لاستمراره في الحكم، فالتقدم في الاتفاق يعني تهدئة قد تسقط حكومته اليمينية المتطرفة، ولهذا يتحول جثمان الجندي الصهيوني ران غوئيلي إلى أداة سياسية ثمينة، يرفعها نتنياهو كواجهة وطنية، بينما حقيقتها أنها مجرد ورقة ضغط تتيح له كسب الوقت ومنع أي تقدم في المسار التفاوضي، فلو كانت حياة جنوده أولوية فعلية لما استخدم رفاتهم كحاجز أمام اتفاق يمكن أن يعيدهم.
لكن ما لفت انتباهي هو التزام حماس الصارم، وهو ما لم يتوقعه الكيان الصهيوني ولا حتى واشنطن، الأمر الذي أربك الحسابات كلها، فقد سلّمت الحركة عشرين أسيرا أحياء، وأعادت جثامين سبعة وعشرين آخرين، وما تزال تبحث عن رفات الأخير رغم حجم الدمار والقتل اليومي، فهذا الالتزام فضح مزاعم الكيان التي طالما كررت أنه لا يمكن الوثوق بحماس، بل إن جيش الكيان الصهيوني نفسه اعترف بأن الحركة بالكاد انتهكت وقف إطلاق النار، وهو اعتراف يكشف الطرف الذي يعرقل بوضوح: الكيان الصهيوني وليس غزة.
إلا أنه وفي غزة، تتواصل هدنة على الورق فقط، فعمليات القتل اليومية مستمرة، والحصار يمنع الغذاء والدواء، و2.4 مليون إنسان يعيشون في كارثة إنسانية نتيجة الأمطار والبرد بسبب دخول فصل الشتاء، وهذا يؤكد أن الكيان الصهيوني لا يريد هدنة تؤدي إلى حل، بل هدنة تبقي القطاع ضعيفا منهكا مدمرا تسمح له بمواصلة الحرب عبر وسائل أخرى، دون أن يتحمل تكاليف مواجهة شاملة.
وسط هذه الصورة، يظهر ملف الأسير الأخير كعنوان يكثف جوهر المشهد، فالكيان لا يعرقل المسار لأنه ينتظر جثة جندي، بل لأنه يخشى أن يؤدي أي تقدم إلى نهاية الحرب، وبالتالي إلى بداية المحاسبة السياسية والأمنية والأخلاقية، لذلك يصبح «الأسير الأخير» واجهة مريحة لإخفاء سبب العرقلة الحقيقي.
لهذا فإن الحقيقة واضحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، فالأسير الأخير ليس عقدة تفاوضية، بل أداة يستخدمها الكيان الصهيوني لتأجيل التهدئة واستمرار الحرب، فالمأزق الحقيقي بالنسبة له ليس الوصول إلى اتفاق، بل ما سيكشفه السلام من حقائق، ستكشف الفشل والجرائم والخوف الدائم من مشهد يعيد توازن المنطقة.
الكيان الصهيوني لا يخشى التهدئة لأنها تنهي الحرب فقط، بل لأنه يدرك أن نهاية الحرب تعني نهاية الرواية التي يستفيد منها، ولذلك، يظل الأسير الأخير قناعا سياسيا يخفي وراءه أن استمرار القتال يخدمه وأن السلام سيفضحه.