حرب التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. إلى أين؟
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
يمانيون../
كان العالم يقف على قدم واحدة وهو يتابع مدى احتدام حرب التعريفات الجمركية بين الصين، والولايات المتحدة الأميركية، بعد فرض رسوم جمركية هائلة متبادلة بين البلدين، الأمر الذي يعكس حجم التبادل التجاري بينهما، وهو ما يضع المتابعين أمام تساؤلات ومخاوف.
وفق ما ترجحه أدبيات تجارية وتقارير صحفية؛ تعود بداية الصراع الاقتصادي بين البلدين إلى يناير 2018، وتحديدا عندما بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، فرض الرسوم الجمركية وغيرها من الحواجز التجارية على الصين بهدف إجبارها على إجراء تغييرات على ما تقول الولايات المتحدة إنها ممارسات تجارية غير عادلة طويلة الأمد.
وصدر عن ولاية ترامب الأولى القول إن هذه الممارسات قد تساهم في العجز التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وأن الحكومة الصينية تطلب نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين.
وردًا على التدابير التجارية الأمريكية، اتهمت إدارة الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ إدارة ترامب بالانخراط في الحمائية القومية واتخذت بدورها إجراءات انتقامية.
وبعد تصاعد الحرب التجارية خلال عام 2019، توصل الجانبان في يناير 2020 إلى اتفاقية المرحلة الأولى المتوترة.
وبحلول نهاية ولاية رئاسة ترامب الأولى، وُصفت الحرب التجارية على نطاق واسع بأنها فشل للولايات المتحدة، وفق تقارير.
أبقت إدارة بايدن التعريفات الجمركية كما هي وأضافت رسومًا إضافية على السلع الصينية مثل المركبات الكهربائية والألواح الشمسية.
في عام 2024، اقترحت حملة ترامب الرئاسية تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية.
في 1 فبراير 2025، رفعت إدارة ترامب التعريفات الجمركية على الصين بنسبة 10 في المائة، كما رفعتها في 4 مارس، بنسبة 10 في المائة مرة أخرى.
وفي المقابل؛ فرضت الصين في 10 مارس تعريفات جمركية بنسبة 15 بالمائة على السلع الأمريكية، بما في ذلك السلع الزراعية.
ورفعت إدارة ترامب في 2 أبريل 2025 إجمالي التعريفات الجمركية على الواردات من الصين إلى 54 بالمائة، وفي المقابل تعهدت الحكومة الصينية بالرد.
وشهد عام 2025 تصعيدًا للصراع، من خلال سلسلة من التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وصولًا إلى تعريفة جمركية بنسبة 145 بالمائة على السلع الصينية؛ وفي المقابل فرضت الصين تعريفة جمركية بنسبة 125 بالمائة.
في المقابل؛ تقدمت الصين بشكوى لمنظمة التجارة العالمية ضد الزيادات الأخيرة للرسوم الأميركية، داعية الدول المتضررة للانضمام إليها في مواجهة ما اعتبرته انتهاكات من قبل الادارة الامريكية لقوانين منظمة التجارة العالمية.
وأعلنت وزارة المالية الصينية أن بكين ستفرض رسوما جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية اعتباراً من مطلع الاسبوع الجاري، وذلك ارتفاعاً من 84% التي أعلنت عنها في وقت سابق.
وهددت وزارة المالية الصينية باتخاذ إجراءات مضادة للإجراءات التي اتخذتها واشنطن والقتال حتى النهاية”.
شهدت التجارة بين البلدين نموا فارقا منذ عام 1985 وحتى عام 2024. في عام 1985، بلغت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة حوالي 3.86 مليار دولار. وبحلول عام 2023، ارتفعت هذه الصادرات إلى حوالي 427 مليار دولار.
بلغ حجم الواردات الأمريكية من الصين خلال الشهرين الأولين من العام الحالي، وفقا لمكتب الإحصاء الأميركي، نحو 73 مليار دولار، والصادرات نحو 20 مليار دولار. كما بلغ حجم التجارة “صادرات وواردات” بين الولايات المتحدة والصين عام 2024 نحو 583 مليار دولار، وعام 2023 نحو 575 مليار دولار. وللمقارنة بلغ حجم التجارة عام 1999 نحو 95 مليار دولار فقط .
ووفق مصادر صحفية؛ تتمثل أبرز صادرات الصين إلى الولايات المتحدة في “الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية، وأجهزة التلفاز، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والملابس والمنسوجات، والألعاب، والأجهزة المنزلية “. أما عن أبرز واردات الصين من الولايات المتحدة فهي “المنتجات الزراعية، والطائرات ومكوناتها، والأدوية والمستلزمات الطبية، والنفط الخام والغاز الطبيعي” وفق تقارير.
وفي الوقت الراهن تصاعد بشكل دراماتيكي التوتر الاقتصادي بين الدولتين، ومن المؤكد أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى زيادة التوتر بين العملاقين الاقتصاديين، وفقا لخبراء.
في المحصلة “من غير المستبعد أن يذهب التصعيد التجاري بين الدوليين إلى مزيد من تأزيم العلاقات؛ وانعكاس ذلك على واقع المصالح وصولا إلى زلزال عالمي وهو ما لا نتمناه”؛ وفق أحد المراقبين.
السياسية – فاطمة هاشم
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التعریفات الجمرکیة الولایات المتحدة جمرکیة بنسبة ملیار دولار فی المقابل على السلع
إقرأ أيضاً:
وصفه بـالأكبر على الإطلاق.. ترامب يُعلن التوصل لاتفاق تجاري على الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي
(CNN) -- أعلن الرئيس دونالد ترامب الأحد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توصلا إلى إطار عمل لاتفاقية تجارية، منهيين بذلك خلافًا استمر شهورًا مع أكبر شريك تجاري لأمريكا.
وأكد ترامب فرض ضريبة بنسبة 15% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، بما في ذلك السيارات والأدوية وأشباه الموصلات، وذلك بعد محادثات مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في تيرنبيري، اسكتلندا.
وقال ترامب، في حديثه إلى جانب فون دير لاين في ملعب الغولف الخاص به على الساحل الغربي لاسكتلندا، إن الاتحاد الأوروبي وافق على شراء عقود طاقة بقيمة 750 مليار دولار من الولايات المتحدة، واستثمار 600 مليار دولار أخرى في الولايات المتحدة.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "سيتم فتح جميع البلدان للتجارة مع الولايات المتحدة بدون تعريفات جمركية، وهم يوافقون على شراء كمية هائلة من المعدات العسكرية".
وفي حين لم يُكشف عن تفاصيل الاتفاق، وصفه ترامب بأنه "أكبر اتفاق يُبرم على الإطلاق". وقالت فون دير لاين إن الاتفاق سيحقق "الاستقرار" و"القدرة على التنبؤ"، ورحب قادة أوروبيون آخرون بهذا التطور إلى حد كبير.
وبلغ إجمالي قيمة البضائع المتبادلة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة 975 مليار دولار أمريكي العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية. ورغم أن هذه الاتفاقية التجارية ليست نهائية بعد، إلا أنها تُقلل من خطر نشوب حرب تجارية عبر الأطلسي قد تُخلف تداعيات على الاقتصاد العالمي.
وبدأ ترامب محادثاته مع فون دير لاين في وقت سابق الأحد، مع اقتراب الموعد النهائي الجمعة للتوصل إلى اتفاق لتجنب فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية. وكان الاتحاد الأوروبي يسعى إلى إبقاء الرسوم الجمركية الأساسية عند 10%، بينما صرّح ترامب بأن الولايات المتحدة لا يمكنها خفض معدل الرسوم الجمركية على جميع واردات الاتحاد إلى أقل من 15%.
وأقرّت فون دير لاين بصعوبة المفاوضات مع ترامب: "كنتُ أعلم ذلك منذ البداية، وكانت بالفعل صعبة للغاية. لكننا توصلنا إلى نتيجة جيدة لكلا الجانبين".
وتشمل الرسوم الجمركية البالغة 15% على جميع السلع بما فيها الأدوية، وهي السلعة التي احتلت المركز الأول بمبلغ (155 مليار دولار) التي استوردتها الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية. وكان ترامب قد ألمح مرارًا إلى أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 200% على الأدوية المصنعة خارج الولايات المتحدة - وهي الغالبية العظمى من الأدوية الأمريكية - بدءًا من الأول من أغسطس.
ويأتي إطار العمل هذا بعد أن أصدر ترامب في وقت سابق خطاب تعريفة جمركية إلى الاتحاد الأوروبي، معلناً أن الرسوم الجمركية على معظم سلع الاتحاد الأوروبي سترتفع من 10% إلى 30% في الأول من أغسطس/آب، حيث كان لدى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أحد عجز تجاري كبير وفشلوا في التوصل إلى اتفاق بحلول الموعد النهائي السابق في التاسع من يوليو/تموز.
أمريكاالاتحاد الأوروبيدونالد ترامبنشر الاثنين، 28 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.