لا بأس أن تتعافى ببطء.. المهم أنك تمضي
تاريخ النشر: 15th, April 2025 GMT
عائشة بنت سالم المزينية
ليس من السهل أن تعيش شيئًا لا يستطيع أحد أن يشعر به كما تشعر به؛ فالألم حين يسكن داخلك لا يحتاج إلى شرح؛ بل إلى صبر طويل، ولا يسهل عليك أن تشرح ما يُؤلمك دون أن تضطر لابتسامة باهتة تخفي بها الحقيقة، ثم تمضي وكأن شيئاً لم يكن.
تمُر أيامٌ تبدو ثقيلة على القلب، وبطيئة على الوقت، كأنها لا تنوي الانتهاء.
وكثير ما يُطلب منَّا أن نتماسك، أن نُظهر قوتنا مهما كان الألم، وكأنَّ الضعف لم يُخلق للبشر. فنتعلم أن نخفي دموعنا، ونجيد لبس الأقنعة، ونسير بين النَّاس كأن شيئاً لا يؤلمنا. ونجبر أنفسنا على النهوض حتى عندما نكون في أمس الحاجة إلى التوقف، فقط كي لا يُقال عنَّا إننا استسلمنا. ومع كل هذا التظاهر، ننسى أن الشجاعة لا تعني الإنكار، وأن التمهل ليس تراجعاً، وأن البكاء ليس عيباً. فكل ما نحتاجه أحياناً هو أن نكون صادقين مع أنفسنا، أن نعترف بأننا متعبون، وأن نمنح أرواحنا فرصة للهدوء بعيداً عن ضغط التوقعات.
فحين تنكسر بشدة، لا تتوقع أن تعود كما كنت في ليلة وضحاها. فالقلوب لا تُرمم بسرعة، والمشاعر لا تُضمد دفعة واحدة. وكم من أرواح أنهكها التسرع في تجاوز ألمها، فارتدت إلى الحزن أضعافاً. إذ لا يُداوى الجرح بإنكاره، بل بالاعتراف به أولا، ثم التعايش معه، ثم تجاوزه حين تنضج النفس من داخلك، لا حين يُطالبك النَّاس بذلك.
ثم إننا ننسى أنَّ لكل شخص طريقاً يخصه. فما يُناسب غيرك، قد لا يناسبك، وما استطاع أحدهم تخطيه في شهر، قد يأخذ منك عاماً. والتشافي ليس بالمواعيد، ولا يُقاس بعدد الأيام، بل بحجم الصدق الذي تُعامل به قلبك. وكم من تعافٍ شكلي زاد الأمور سوءًا، فقط لأن صاحبه استعجل النهاية قبل أن يتعلّم من البداية.
وإذا استيقظت يومًا، وشعرت أن كل ما تريده هو أن تبقى في سريرك، فلا توبخ نفسك؛ لأنَّ جسدك أحياناً يعرف ما لا تعرفه، ويُخبرك بطرق صامتة أن الوقت قد حان لتأخذ نفساً عميقاً. وإن أنهيت يومك دون إنجاز يُذكر، فاعتبر مقاومتك للشعور بالانهيار إنجازاً في حد ذاته.
وكم من موقف بسيط مرّ بك، لكنه أعادك خطوات إلى الوراء؛ فلا تقلق، هذا جزء من الطريق. والرجوع لا يعني الفشل؛ بل يعني أن هناك ما لم تُشفَ منه بعد. ولا بأس، طالما أنك تعي ذلك، وتسعى بهدوء لأن تُكمل المسير. لأنَّ الوعي نصف التعافي، والقبول نصفه الآخر.
وحين تشعر بأنَّ العالم يمضي من حولك، وأنك الوحيد العالق في مكانك، ذكّر نفسك أن جذور الشجرة لا تظهر على السطح، لكنها تمتد في عمق الأرض بصمت. وهكذا أنت، تبدو ساكن، لكن داخلك يعمل، وروحك تتغير، وقلبك يعيد تشكيل نفسه بهدوء.
فلا تُقارن نفسك بغيرك، ولا تستعجل ما يحتاج وقت لينضج؛ لأن الألم ليس عيب، والصبر ليس ضعف، والتباطؤ لا يعني أنك لا تتقدم؛ بل كل خطوة مهما كانت صغيرة، فهي تقربك من العافية. وكل لحظة تصبر فيها، تُضيف إلى روحك صلابة لا تراها الآن، لكنك ستشكر نفسك عليها لاحقًا.
وإذا شعرت أن لا أحد يفهمك، فلا تظن أنَّ مشاعرك غير مُهمة. فقط لأنك لم تجد من يستوعبك، لا يعني أنَّ ما تمر به سهل. فبعض الآلام لا تحتاج تفسيرات؛ بل حضن دافئ، أو كلمة صادقة، أو حتى صمت من شخص يشعر بك دون أن تتحدث. وكم من قلب نجا، فقط لأنه وجد من يقول له: خذ وقتك، أنا معك.
ثم إنك في كل مرة تُهزم فيها من الداخل، وتعود لتُحاول من جديد، فذلك وحده كفيل بأن يُسمى نصر. لأنَّ أقسى المعارك لا تُخاض في ميادين الحرب، بل في عمق الصدر، حيث لا يراك أحد، ولا يصفق لك أحد، لكنك تخرج منها بصمت وكرامة.
ولا أحد يستطيع أن يمنحك جدولا زمنيا لتجاوز حزنك، أو خطة دقيقة لوقف نزيف قلبك. لأنك وحدك تعرف عمق الألم، ووحدك تقرر متى تستعيد أنفاسك. فامنح نفسك ما تحتاجه، ولا تكن قاسياً عليها، لأنها تعبت كثيرا وأخفقت أكثر.
وإذا جاءك من يُخبرك أنَّ الوقت يمر سريعاً، فقل له إنك لا تقيس أيامك بالساعة؛ بل بمقدار ما يُشفى منك؛ لأن الساعة لا تفهم ما تعنيه الذكرى، ولا تقيس ثقل الدمعة، ولا تدري كم صوتا داخليا تُسكت كل ليلة.
النجاة لا تكون دائمًا باجتياز المرحلة بسرعة؛ بل أحياناً تكون في البقاء طويلاً حتى تتعلم كل شيء، ثم تمضي وأنت ممتلئاً بالتجربة، لا بالمرارة. ولأنك إن استعجلت، قد تجد نفسك تعود لنفس النقطة من جديد، فتكرار الألم أوجع من أَلَمِه الأول.
وحين تمضي ببطء، لا يعني أنك لا تمضي. فالسير بخطى ثابتة خير من الجري بلا وعي. والتأني في الشفاء يجعلك أكثر فهماً لذاتك، وأكثر تقديراً لنعم صغيرة لم تكن تلتفت لها من قبل. وكم من لحظة هدوء، جعلتك تُدرك أنَّ الله كان معك طوال الطريق، حين ظننت أنك وحدك.
ثم تأتي تلك اللحظة التي تنظر فيها للخلف دون أن تنكسر، وتبتسم رغم كل ما مررت به، وتقول بقلب راضٍ: نعم، استغرق الأمر وقتًا، لكنني نجوت!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
آخر موعد لتسجيل رغبات تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الأولى.. الحق نفسك
وجهت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تنبيهًا عاجلًا لطلاب المرحلة الأولى من الثانوية العامة 2025، بضرورة الإسراع في تسجيل رغباتهم عبر موقع التنسيق الإلكتروني الرسمي، وذلك قبل غلق باب المرحلة في تمام الساعة السابعة مساء يوم السبت الموافق 2 أغسطس 2025.
وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص تنسيق الثانوية العامة 2025، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
فرصة لتعديل الرغبات حتى الموعد النهائيأكد الدكتور عادل عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، أن موقع التنسيق يتيح للطلاب إمكانية تسجيل أو تعديل الرغبات على مدار 24 ساعة يوميًا باستخدام الحاسب الشخصي، كما تتوفر معامل الحاسب الآلي بالجامعات الحكومية لتقديم الدعم الفني للطلاب يوميًا من الساعة 9 صباحًا حتى 3 عصرًا.
رابط موقع التنسيق الإلكتروني الرسمي: https://tansik.digital.gov.eg
ودعا الدكتور جودة غانم، رئيس قطاع التعليم والمشرف على مكتب التنسيق، طلاب المرحلة الأولى إلى عدم التأخر في تسجيل رغباتهم، مشيرًا إلى أن من يتخلف عن التسجيل خلال الفترة المحددة سيفقد حقه في المنافسة على كليات المرحلة الأولى، وسينتقل تلقائيًا إلى تنسيق المرحلة الثانية، مما قد يضطره إلى اختيار تخصصات أقل من تطلعاته.
خطوات تسجيل رغبات تنسيق الثانوية العامة 20251- الدخول إلى الموقع: https://tansik.digital.gov.eg
2- إدخال رقم الجلوس والرقم السري.
3- اختيار الكليات والمعاهد بالترتيب المرغوب، مع الالتزام بالتوزيع الجغرافي.
4- مراجعة البيانات والضغط على «تسجيل».
5- الاحتفاظ بنسخة مطبوعة أو إلكترونية من الرغبات.
الدعم الفني والمساعدة من الوزارةوتوفر وزارة التعليم العالي أدلة إرشادية وفيديوهات توضيحية على صفحاتها الرسمية لمساعدة الطلاب على التنسيق بدقة وتجنب الأخطاء، كما يمكن متابعة تلك الأدلة عبر الروابط التالية:
- موقع الوزارة الرسمي
- فيسبوك
- إنستجرام
- إكس (تويتر سابقًا)
- ثريدز
الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى 2025وأعلن مكتب التنسيق الحدود الدنيا لتسجيل رغبات المرحلة الأولى في نظامي الثانوية العامة (الحديث والقديم) كما يلي:
النظام الحديث:
علمي علوم | 293 درجة | 91.56% | 21.853 |
علمي رياضة | 283 درجة | 88.44% | 16.577 |
أدبي | 233 درجة | 72.81% | 54.073 |
النظام القديم:
علمي علوم | 350 درجة | 85.37% | 1.411 |
علمي رياضة | 335 درجة | 81.71% | 280 |
أدبي | 270 درجة | 65.85% | 527 |
إجمالي طلاب المرحلة الأولى: 94.721 طالبًا وطالبة
نتيجة تنسيق المرحلة الأولى وموعد إعلانهاومن المقرر إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الأولى خلال 72 ساعة من غلق باب تسجيل الرغبات، أي في يومي الإثنين 4 أو الثلاثاء 5 أغسطس 2025، عبر موقع التنسيق الرسمي.
المرحلة الثانية من التنسيقومع اقتراب انتهاء تنسيق المرحلة الأولى، يترقب طلاب الثانوية العامة 2025 ممن لم تشملهم تلك المرحلة انطلاق تنسيق المرحلة الثانية، والتي تشمل درجات أقل مباشرة من الحد الأدنى للمرحلة الأولى.
الحدود المتوقعة لتنسيق المرحلة الثانية- علمي علوم: أقل من 293 درجة وحتى 80%
- علمي رياضة: أقل من 283 درجة وحتى 77%
- أدبي: أقل من 233 درجة وحتى 61%
كليات المرحلة الثانية 2025 حسب الشعبةعلمي علوم:
- كليات العلوم
- كليات التمريض
- كليات الزراعة
- كليات التربية (شعبة علوم)
- بعض كليات الحاسبات والمعلومات
- كليات العلوم الصحية التطبيقية
علمي رياضة:
- كليات الذكاء الاصطناعي
- كليات التكنولوجيا والتعليم
- كليات العلوم (رياضة)
- كليات التربية الرياضية والفنية
- مقاعد محدودة في كليات الهندسة الأهلية والخاصة
أدبي:
- كليات التجارة
- كليات الآداب والتربية
- كليات الحقوق
- كليات السياحة والفنادق
- كليات الخدمة الاجتماعية ودار العلوم
اقرأ أيضاًقبل انتهاء المدة.. تعرف على طريقة تسجيل الرغبات في تنسيق المرحلة الأولى 2025
«الهندسة من 90.4%».. توقعات تنسيق كليات المرحلة الأولى لعلمي رياضة
رئيس قطاع التعليم: موقع التنسيق يعمل 24 ساعة.. و37 ألف طالب سجلوا رغباتهم