تقنية متطورة للكشف المبكر بفحص الحمض النووي... أمل جديد لمرضى السرطان
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
في تقدم كبير في مجال تشخيص السرطان، نجح العلماء في الولايات المتحدة في تطوير طريقة متطورة لمراقبة تطور السرطان وتكراره باستخدام اختبارات الدم بدقة أكبر من أي وقت مضى.
أظهر البحث، الذي أجراه فريق من كلية طب وايل كورنيل ومركز نيويورك للجينوم، كيف يمكن الآن الاستفادة من تسلسل الجينوم الكامل - وهي عملية كانت مكلفة ومعقدة في السابق - لمراقبة السرطان بشكل عملي وحقيقي بفضل التقنيات الناشئة منخفضة التكلفة.
قال الدكتور دان لاندو، أستاذ الطب في كلية طب وايل كورنيل: "يُمثل هذا بداية عهد جديد في تسلسل الحمض النووي"، وأضاف: "لقد استخدمنا أساليب تسلسل متقدمة كانت تُعتبر، حتى وقت قريب، باهظة التكلفة أو معقدة للغاية للتطبيقات السريرية".
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Methods، وتستكشف نهجًا لتصحيح الأخطاء في التسلسل الجيني، يعتمد على البنية الطبيعية للحمض النووي ثنائي السلسلة، باستخدام منصة تسلسل تجارية مزودة بتقنيات تصحيح متطورة، حقق الباحثون تغطية فائقة العمق في التسلسل الجيني، سمح لهم هذا الإنجاز باكتشاف كميات ضئيلة من الحمض النووي للورم (ctDNA) في مجرى الدم بدقة ملحوظة.
إن الآثار المترتبة على ذلك كبيرة، فنهج "الخزعة السائلة" هذا - حيث يُستخدم الدم بدلاً من الأنسجة لتحليل السرطان - قد يُحدث نقلة نوعية في كيفية اكتشاف الأطباء للسرطان مبكراً، ومراقبة تطوره، وتخصيص استراتيجيات العلاج.
أوضح الدكتور ألكسندر تشنغ، باحث ما بعد الدكتوراه المشارك في الدراسة، قائلاً: "أثبتنا أن هذه الطريقة قادرة على الكشف بفعالية عن أي تغيرات طفيفة في مستويات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (ctDNA) لدى مرضى سرطان المثانة وسرطان الجلد".
وأضاف: "على سبيل المثال، لاحظنا ارتفاعًا في مستويات الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين (ctDNA) لدى المرضى الذين عاد السرطان إليهم أو تطور لديهم بعد العلاج، وانخفاضًا في مستوياته لدى المرضى الذين استجابوا بشكل جيد".
ويعتقد الفريق أن هذه الطريقة عالية الحساسية ومنخفضة الخطأ تمهد الطريق لفحص السرطان الروتيني من خلال سحب عينات دم بسيطة، وهو أمر محتمل أن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لأطباء الأورام والمرضى على حد سواء.
ومع استمرار انخفاض تكلفة تسلسل الجينوم، تعمل مثل هذه الابتكارات على تقريب المجتمع الطبي من الكشف المبكر عن السرطان بطريقة موثوقة وغير جراحية، مما قد يؤدي إلى إنقاذ أرواح لا حصر لها من خلال التدخلات المبكرة.
المصدر: daijiworld
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السرطان تشخيص السرطان مجرى الدم المزيد الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
هام جداً لمرضى الإيدز .. لقاح جديد يفتح آفاقاً واعدة للوقاية
صراحة نيوز – وافقت الولايات المتحدة على أول لقاح للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) في العالم، يُعطى مرتين سنوياً، ويحقق نجاحاً بنسبة 99.9%، ما يمثل خطوة نوعية في مكافحة الإيدز التي استمرت لعقود.
وأعلنت شركة “غيلياد ساينسز” الأربعاء، أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) وافقت على استخدام لقاح “يزتوغو” (ليناكابافير) كعلاج وقائي قبل التعرض (PrEP) للبالغين والمراهقين الذين يزنون 35 كيلوغراماً فما فوق.
بينما لا يزال العالم ينتظر لقاحاً شاملاً لفيروس نقص المناعة البشرية، يرى خبراء أن هذا العلاج طويل المفعول يمكن أن يلعب دوراً محورياً في الوقاية، وفق موقع “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
وقال غريغ ميليت، مدير السياسات العامة في مؤسسة أبحاث الإيدز (amfAR): “هذا اللقاح يمتلك القدرة الحقيقية على إنهاء انتقال فيروس نقص المناعة البشرية، ومن المتوقع أن يصبح حقناً أساسياً في برامج الوقاية العالمية، رغم التحديات المرتبطة بإمكانية الوصول إليه”.
تعتمد موافقة FDA على نتائج دراستين عالميتين من المرحلة الثالثة، حيث شملت دراسة “الغرض 1” أكثر من 5300 فتاة وشابة في أفريقيا جنوب الصحراء، ولم تُصاب أي منهن بفيروس نقص المناعة البشرية بعد استخدام ليناكابافير، مقارنةً بحوالي 2% إصابة بين مستخدمي الحبوب اليومية.
كما أظهرت دراسة “الغرض 2” في الولايات المتحدة ودول أخرى عالية الخطورة أن من بين 2179 شخصاً تلقوا الحقنة، حدثت إصابتان فقط، بمعدل نجاح 99.9%.
وعلق دانيال أوداي، رئيس شركة غيلياد: “هذا يوم تاريخي في المعركة ضد فيروس نقص المناعة البشرية، ويزتوغو يعد من أهم الاكتشافات العلمية الحديثة، ويوفر فرصة حقيقية للقضاء على الوباء”.
يُعطى ليناكابافير عبر حقنتين تحت الجلد في البطن، يفرز الدواء ببطء على مدى ستة أشهر، مما يجعله أطول علاج وقائي معتمد حتى الآن، ويشكل خياراً مناسباً لمن يواجهون صعوبات في الالتزام بالأدوية اليومية أو يرفضون تلقي حقن شهرية، كما يحد من وصمة العار المرتبطة بتناول العلاج.
ورغم النتائج القوية، يثير الخبراء قلقهم بشأن فجوات النظام الصحي التي قد تحد من وصول العلاج للمرضى، خصوصاً مع التخفيضات في تمويل برامج Medicaid والصحة العامة وبرامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية عالمياً.
وقال ميليت: “الفجوات الكبيرة في النظام الصحي تجعل من الصعب ضمان وصول ليناكابافير للأشخاص وعودتهم لتلقي جرعات المتابعة”.
يُذكر أن أقل من نصف مليون أمريكي يستخدمون حالياً علاج الوقاية قبل التعرض، رغم أن الملايين مؤهلون له.