السني: لماذا لا يتم القبض على زعماء مافيا التهريب في أوروبا؟
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
أكد مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الطاهر السني على موقف ليبيا الثابت من الهجرة غير الشرعية.
وقال السني في كلمته بمجلس الأمن اليوم الخميس إنه رغم ما تتحمله بلادنا من أعباء إنسانية وأمنية جسيمة، نُذكّر بأن ليبيا دولة عبور وليست دولة مقصد، ولا يجب تحميلنا وحدنا مسؤولية هذا الأمر.
وأشار إلى أن شبكات التهريب وتجارة البشر تنشط في دول المصدر والعبور والمقصد على حدٍ سواء، ولا يمكن معالجتها بمعايير مزدوجة أو بإلقاء العبء كاملاً على ليبيا وحدها.
وتساءل أين أنتم من شبكات الاتجار بالبشر الدولية العابرة للحدود؟ أين هي العقوبات الدولية عليهم؟ لماذا الحديث فقط على من في ليبيا؟ ماذا عن زعماء ومافيات هذه الشبكات في أوروبا وغيرها؟
وشدد السني على أن الشعب الليبي يرفض بشكلٍ قاطع أي محاولات لتوطين المهاجرين أو فرض أي ترتيبات لا تحترم سيادة الدولة الليبية وتشريعاتها.
وتابع: ومن حق ليبيا، أن تضع وتُنفذ قوانينها الخاصة فيما يتعلق بمكافحة الهجرة غير الشرعية، بما يراعي أمنها القومي شأنها شأن أي دولة من دولكم والأمثلة هذه الأيام كثيرةً.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
د. علي عبدالحكيم الطحاوي يكتب: لماذا توقفت الحرب مع إيران واستمرت على غزة؟
المشهد الإقليمي الراهن، يبدو واضحًا أن إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي يدركان أن الذهاب نحو حرب شاملة يعني كارثة كبرى قد تجر المنطقة كلها إلى الانفجار ولهذا شهدنا توازنًا في الردع وحدودًا محسوبة في التصعيد بين الطرفين .
فحين ردت إيران على استهداف قنصليتها في دمشق بهجوم أبريل 2024، كان الرد محسوبًا ومدروسًا، كما أن رد دولة الاحتلال جاء دون الذهاب نحو مواجهة مفتوحة. كلا الطرفين حرص على إبقاء قواعد الاشتباك دون كسر الخطوط الحمراء، في رسالة متبادلة بأن كل منهما مستعد ومتمكن عسكريًا ، وهكذا تحقق نوع من "توازن الهيبة" أدى إلى احتواء التصعيد خلال أيام معدودة.
الاحتلال لا يسعى لفتح جبهة مباشرة مع إيران، إدراكًا منه لتكلفتها اللوجستية والجيوسياسية العالية، بينما طهران تدرك أن الصدام المباشر قد يفتح الباب أمام ضربات استراتيجية قد تنهي منشآتها الحيوية أو برنامجها النووي.
أما الصورة في غزة تختلف تمامًا فالمواجهة هناك ليست محكومة بتوازن ردع بل بصراع وجود ترى فيه دولة الاحتلال فرصة لتصفية فصيل مقاوم هو حركة حماس التي تمثل عقبة دائمة أمام مشروعها الاستيطاني والسيطرة على الجغرافيا الفلسطينية.
وأرى الحرب على غزة مستمرة لأن أهداف الاحتلال لم تتحقق بعد من وجهة نظر الاحتلال لأن الهدف المعلن هو تحجيم حماس وتدمير بنية المقاومة الفلسطينية كليًا، تحت غطاءً سياسيًا وعسكريًا من الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
وترى دولة الاحتلال أن أي تهدئة دون هذه الأهداف تمثل فشلًا استراتيجيًا .
كما أن المقاومة في غزة رغم صلابتها لا تملك ما تملكه إيران من أدوات الردع الاستراتيجي أو النفوذ الإقليمي وهو ما يجعل حصيلة العدوان منخفضة من منظور الاحتلال .
ومع ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية تقاتل في معركة وجودية للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة والكرامة وسط حصار مطبق وصمت دولي يكتفي بالتنديد ، إلا الموقف المصري الذي يسعى إلى وقف الحرب والي سلام عادل واستقرار دائم للشعب الفلسطيني .
ومن أسباب استمرار الحرب الانقسام الفلسطيني الداخلي، الذي أضعف الموقف الوطني الموحد وأثر سلبًا على قدرة الفلسطينيين على فرض شروط سياسية أو عسكرية.
ومن ضمن أسباب وقف الحرب علي إيران واستمرارها على غزة هو مدي تأثيرها علي الاقتصاد العالمي وعلى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية .
لذلك ما يمنع الحرب الشاملة بين إيران ودولة الاحتلال هو توازن الردع، بينما ما يسمح باستمرار العدوان على غزة هو غياب هذا التوازن.
ولن يتوقف هذا النزيف إلا إذا نجحت المقاومة في إعادة بناء معادلات ردع جديدة، أو إذا تحرك المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بجدية بعيدًا عن الانتقائية والانحياز .
وإلى أن يتحقق ذلك، ستظل غزة ساحة مفتوحة للألم، بينما توقف عواصم ودول القرار الحروب فقط عندما تهدد مصالحها، وتتغاضى عنها حين يكون الضحايا خارج دوائر نفوذها.