ذا ناشيونال إنترست: واشنطن تتخبّط بحرياً ولا تملك استراتيجية متماسكة
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
يمانيون../
في تحليل نقدي لواقع القوة البحرية الأمريكية، كشفت صحيفة “ذا ناشيونال إنترست” أن الولايات المتحدة تفتقر إلى استراتيجية بحرية حقيقية، على الرغم من المحاولات الأخيرة لاستعادة هيمنتها على البحار، التي تتبناها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحت شعار “استعادة الهيمنة البحرية”.
الكاتب جيمس هولمز، رئيس كرسي الاستراتيجية البحرية في كلية الحرب البحرية الأمريكية، سلّط الضوء في مقاله على ما وصفه بـ”التدهور الهيكلي” في القطاع البحري الأمريكي، بدءاً من الانقسام البيروقراطي بين المؤسسات الفيدرالية، مروراً بتآكل القدرات الصناعية والبشرية، وصولاً إلى انهيار الأسطول التجاري.
ويؤكد هولمز أن ما يجري ليس أكثر من محاولة ارتجالية لإحياء مشروع بحري قديم كانت واشنطن قد استخدمته خلال فترات الصراع العالمي لتكريس حضورها العسكري والاقتصادي، لكنه اليوم يصطدم بجدار من الفوضى الإدارية والاعتماد الخارجي والانقسام الداخلي.
وأشار إلى أن غياب التنسيق بين وزارات الدفاع والتجارة والنقل والأمن الداخلي، وغياب سلطة مركزية تجمع هذه الجهات، أفضى إلى شلل في رسم استراتيجية بحرية موحدة. واعتبر أن هذا التشتت كان كفيلاً بإغضاب منظر القوة البحرية الأشهر، “ألفريد ثاير ماهان”، لو كان حياً.
من بين المعضلات الأساسية التي استعرضها المقال، يأتي تدهور القطاع الصناعي البحري، لا سيما في مجال بناء السفن والكوادر البشرية المؤهلة. واعتبر هولمز أن “إعادة بناء ما تم تدميره أصعب بكثير من التأسيس من الصفر”، مشيراً إلى أن عصر ماهان، رغم بدائيته، كان أوفر حظاً من الواقع الأمريكي الراهن.
كما تناول المقال الوضع المأساوي للأسطول التجاري الأمريكي، الذي وصفه بـ”المخيف”، لافتاً إلى أن أغلب السلع الأمريكية تُنقل حالياً على متن سفن أجنبية، ما يعني أن واشنطن لم تعد تسيطر على خطوطها التجارية البحرية. وهذا الواقع، وفق هولمز، يمثل خطراً مباشراً على الأمن القومي، قائلاً: “خسارة الأسطول التجاري تعني خسارة الحرب”.
ولم يغفل المقال الإشارة إلى التعقيدات في التعاون مع القطاع الخاص والدول الحليفة، حيث لا تملك الحكومة الفيدرالية سلطة كافية على شركات بناء السفن وموردي المعدات، في حين يتطلب التعاون الدولي في هذا المجال دبلوماسية عالية التكاليف والمخاطر.
في ختام مقاله، حذّر هولمز من أن المبادرة البحرية الجديدة تفتقر إلى الأسس الصلبة، وتواجه اختبارات تاريخية قد تعيد واشنطن إلى المربع الأول، داعياً إلى تبني رؤية استراتيجية عقلانية، ومعالجة التشوهات البيروقراطية، وإحياء الثقافة البحرية الوطنية، إن أرادت الولايات المتحدة استعادة موقعها في البحار.
وبينما تنشغل واشنطن بمحاولات بعث قوتها البحرية من تحت الركام، تبقى الحقيقة الأبرز التي يكشفها المقال: أن الإمبراطورية البحرية لم تعد تمتلك أسطولاً يُبحر بثقة، ولا رؤية ترسو على برّ.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
صدام تايلاند وكمبوديا: مقاتلات أمريكية في مواجهة صواريخ صينية وروسية
اعتبرت مجلة "ذا ناشونال إنترست" أن هذا النوع من المواجهات يشكّل "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية في مواجهة منتجات خصومها الاستراتيجيين ضمن بيئة قتالية حقيقية.
برزت في الاشتباكات المسلحة المحدودة الدائرة على الحدود بين تايلاند وكمبوديا مواجهة نادرة بين أنظمة تسليح غربية وصينية وروسية، في تطور لافت يعكس التحالفات العسكرية المتنامية في جنوب شرق آسيا، وفق تقرير نشرته مجلة "ذا ناشونال إنترست".
وأفادت المجلة بأن الاشتباكات اندلعت بعد فشل مبادرة دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة للوساطة بين البلدين الجارين، ما دفع سلاح الجو الملكي التايلاندي إلى شن غارات جوية على أهداف داخل الأراضي الكمبودية، باستخدام مقاتلات من طراز F-16 فايتنغ فالكون المصنوعة في الولايات المتحدة.
ونقلت "ذا ناشونال إنترست" عن مصادر عسكرية تايلاندية أن الغارات ركّزت على منشآت عسكرية كمبودية على طول الحدود، مشيرة إلى استخدام قنابل Mk 82 مزوّدة بأنظمة ملاحة انزلاقية موجهة بدقة.
وأضافت أن الجيش الكمبودي كان قد بدأ بنشر أنظمة أسلحة ثقيلة، بما في ذلك مدفعية ميدان ومنظومات صواريخ، ما دفع تايلاند إلى استهدافها بشكل مباشر.
وذكرت المجلة أن إحدى الضربات الجوية استهدفت مبنى كازينو كان الجيش الكمبودي قد حوّله ليُستخدم كمركز قيادة وسيطرة ومستودع للأسلحة.
Related ارتفاع حصيلة القتلى في الاشتباكات الحدودية بين كمبوديا وتايلاندتجدّد الاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا بعد أقل من شهرين على اتفاق السلامارتفاع أعداد النازحين إلى مخيم تشونغ كال هربًا من اشتباكات الحدود بين كمبوديا وتايلاند أنظمة صينية وروسية في مواجهة F-16 الأمريكيةلفتت "ذا ناشونال إنترست" إلى أن المقاتلات التايلاندية، رغم قِدمها، تواجه في ساحة القتال منصات صاروخية صينية من طراز PHL-03 ومنظومات روسية من نوع BM-21.
واعتبرت المجلة أن هذا النوع من المواجهات يُعد "فرصة نادرة" لاختبار فعالية الأسلحة الأمريكية ضد منتجات خصومها الاستراتيجيين في بيئة قتالية حقيقية.
تفاصيل أسطول تايلاند الجويوأشارت المجلة إلى أن سلاح الجو الملكي التايلاندي يُشغّل 50 مقاتلة من طراز F-16، منها 36 طائرة من الفئة A (مقعد واحد) و14 من الفئة B (مقعدين).
وتم تسليم هذه الطائرات عبر أربع دفعات من الولايات المتحدة، إضافة إلى سبع طائرات اشترتها تايلاند من سنغافورة.
ورغم أن هذه الطائرات من إصدارات قديمة، فإنها تشكّل العمود الفقري في الرد الجوي التايلاندي، ما يعكس "الكفاءة التشغيلية المستمرة" لطراز F-16.
وأضافت "ذا ناشونال إنترست" أن تايلاند تمتلك أيضاً 11 مقاتلة سويدية من طراز JAS 39 Gripen — سبع من الفئة C وأربع من الفئة D — وتعتزم تحديث هذا الأسطول بإدخال طراز JAS 39E الأكثر تطوراً.
F-16: مقاتلة عالمية في ساحتين نشطتينأكدت المجلة أن مقاتلة F-16، التي دخلت الخدمة عام 1978، لا تزال واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة انتشاراً في العالم، مع أكثر من 4600 وحدة أُنتجت وأكثر من 2000 طائرة في الخدمة عبر نحو 30 دولة.
وتشير "ذا ناشونال إنترست" إلى أن هذه المقاتلة تشارك حالياً في منطقتين نزاع نشطتين: الحرب في أوكرانيا والاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا.
ومن أبرز مواصفاتها: الطول: 15.06 متر المسافة بين طرفي الجناحين: 9.96 متر أقصى وزن إقلاع: 19,187 كيلوغراماً السرعة القصوى: 1,500 ميل في الساعة (ماخ 2.0) المدى القتالي: بين 340 و500 ميل نقاط التحميل: 9 نقاط، بحمولة تصل إلى 7.7 طنوأشارت المجلة إلى أن أحدث إصدارات الطائرة هو طراز "فايبر" (Viper).
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة